وزير الأوقاف يشهد الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في مسجد السيدة نفيسة
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
هنأ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، والأمتين العربية والإسلامية، بذكرى الإسراء والمعراج، سائلاً الله عز وجل، أن يعيد هذه الأيام المباركة عليه وعلى الشعب المصري كله وعلى الأمتين العربية والإسلامية وعلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعلى البشرية جمعاء، بالخير واليمن والبركات.
وشهد وزير الأوقاف، احتفال وزارة الأوقاف بذكرى ليلة الإسراء والمعراج اليوم، عقب صلاة العشاء بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة، بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور محمد أبو هاشم أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، ولفيف من القيادات الدينية والقيادات التنفيذية والشعبية وجمع غفير من رواد المسجد.
وأكد الشيخ أحمد عصام فرحات إمام وخطيب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة، أن رحلة الإسراء والمعراج رحلة الأمل المتجدد في نفوس المؤمنين بالسعة بعد الضيق، والفرج بعد الشدة، فقد آنس الله (عز وجل) سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) وقت الضيق، ورفع ذكره في الأرض والسماء بعـدَ أنْ أصـابَه مِـن أذَى قومِـهِ مـا أصـابَهُ، وبعد حصار اقتصادي واجتماعي للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأهله دام ثلاث سنوات في شِعب أبي طالب، وبعد خروج النبي (صلى الله عليه وسلم) من الطائف وما ناله من ثقيف وسفهائها، إذ سـلطُوا عليـهِ عبيـدَهُم وصبيانَهُم يرمونَـهُ بالحجارةِ حتـى سـالَ الـدمُ مِن قدميهِ الشريفتين.
وتابع: «حينئذ توجهَ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ) إلى ربِّهِ (عزَّ وجلَّ) يَحتمي بحِماه، ويبثُّ إليه شكواه قائلا: (اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ!)، وظل النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو ربه ويثني عليه بما هو أهله».
وتابع: «في هذا الوقت العصيب يفقد نبينا (صلى الله عليه وسلم) أم المؤمنين خديجة وأبا طالب اللذين كانا يهونان عليهِ المصاعبَ ويخففان عنه الآلامَ، لكن رحمة الله قريب من المحسنين، فما بالنا بسيد المحسنين (صلى الله عليه وسلم)، فجاءت معجزة الإسراء والمعراج لنبينا، واستوفده الله ليريه من آياته الكبرى: (سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)».
واستكمل: «هنا يتجلى درس عظيم للأمة، وهو أن لها ربا حكيما قديرا يفرج هم المهمومين، وينفس كرب المكروبين، ويكتب النصر لأوليائه ولو بعد حين، فالإسراء والمعراج رحلة التميز لمن وعى دروسها، وأعاد للأجيال تحدياتها وذكرياتها بروح العصر الذي نعيش فيه، فلم يتوقف مدد وعطاء هذه الرحلة بزمن النبي (صلى الله عليه وسلم) لأن تكريم الله لنبيه تكريم لأمته إلى يوم القيامة».
وإذا ما الجناب كان عظيم امد منه لخادميه لواء وإذا عظمت سيادة متبوع أجل أتباعه العظماء وهذا يدفعنا إلى أن نملأ القلوب بالأمل في وعد الله، وأن نعمل ونتوكل على الله، فمهما اشتدت الصعاب فلا يأس، فالمؤمن القوي من لا تغلبه الهُموم والأَحْزان، ولاَ ينَغِّص عَيشَ اليَوْمِ بِالتَّفْكِيرِ والخَوفِ مِنَ المُستَقبَلِ، فالنَّصْر مَعَ الصَّبْرِ، والفَرَج مع الكَرْبِ، وإذا ضاق الأمر اتسع، والشدّة لا تدوم، والألم لا يبقى، ولكل داء دواء يستطبّ به، والله يُبَدِّلُ مِنْ بَعْدِ الخَوفِ أَمْنا، ومِنْ بَعْدِ العُسْرِ يُسْرا.
وأكد «فرحات» أن العطاءات الإلهية والمنح الربانية جاءت تكريمًا للنبي (صلى الله عليه وسلم) على صبره وجهاده وتحمله المحن، فمن رحم المحن تولد المنح، فكيف والمنح توهب لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فالحبيبُ ضيف على الكريمِ (عز وجل)، وحق على المزور أن يكرم زائره، فأسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، لم يسمعْهُ الناسُ في الطائفِ فجمعَ اللهُ له الأنبياءَ والمرسلينَ في «بيتِ المقدسِ».
وستظل معجزة الإسراء ترسخ فى قلوب المسلمين وضمائرهم قضية المسجد الأقصى؛ مسرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونافذة الأرض إلى السماء، وقبلة الأنبياء، وقبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين، ومكان هجرة الأنبياء ومهبط وحيهم.
وتابع: «ثم فتحت السماء أبوابها سماءً بعد سماء لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان المعراج من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، حيث ارتقى من عالم الأرض إلى عالم السماء، فرأى في ملكوت الله من الحقائق الغيبية والأسرار الكونية مالم يمتن الله به إلا على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليصبح ما كان غيبا مسموعا مشاهدا مرئيا، فانتقل من علم اليقين إلى عين اليقين، رأى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ذكرى الإسراء والمعراج مسجد السيدة نفيسة وزير الأوقاف صلى الله علیه وسلم الإسراء والمعراج رسول الله
إقرأ أيضاً:
حجاج بيت الله يتوافدون إلى مسجد نمرة للاستماع إلى خطبة عرفة
توافد حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولى إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، والاستماع إلى خطبة يوم عرفة التي يلقيها هذا العام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجته المباركة.
وفي إطار جهودها لخدمة ضيوف الرحمن، تباشر الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين بث الترجمة الفورية المباشرة للخطبة بأكثر من 34 لغة عالمية، في خطوة تهدف إلى إيصال مضامين الخطبة إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين حول العالم، انسجامًا مع مبدأ "البلاغ المبين" ورسالة الإسلام العالمية، بما يعكس مكانة المملكة الرائدة في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين.
وبالتزامن مع ذلك، أنهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استعداداتها الفنية في مسجد نمرة، حيث تم تنفيذ أعمال الصيانة الشاملة والتشغيل والتنظيف، إلى جانب تزويد المسجد بالسجاد الفاخر، ومتابعة تطوير أنظمة التكييف وتنقية الهواء، بالإضافة إلى صيانة المولدات الكهربائية، بما يضمن أداء الحجاج لنسكهم في أجواء مريحة وآمنة.
ويُعد مسجد نمرة ثاني أكبر مسجد في منطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، وقد شهد في عهد الدولة السعودية توسعة ضخمة، حيث يمتد على مساحة تتجاوز 110 آلاف متر مربع، بطول يبلغ 340 مترًا وعرض يصل إلى 240 مترًا، فضلًا عن ساحة خارجية مظللة تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع، ليرتفع بذلك عدد المصلين الذين يمكن استيعابهم إلى نحو 400 ألف مصلٍّ.
يتميز المسجد بست مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 60 مترًا، وثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسة تحتوي على 64 بابًا. كما يضم غرفة مخصصة للإذاعة الخارجية، جُهزت لنقل الخطبة والصلاة مباشرة عبر الأقمار الصناعية إلى مختلف أنحاء العالم.
يقع المسجد في الموضع التاريخي الذي ألقى فيه النبي صلى الله عليه وسلم خطبته الشهيرة في حجة الوداع، وقد بُني في هذا المكان في بداية عهد الدولة العباسية خلال منتصف القرن الثاني الهجري. ويقع الجزء الغربي من المسجد في وادي عرنة، وهو وادٍ نهى النبي عن الوقوف فيه أثناء الحج، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "وقفت هاهنا، وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، ما يجعل المسجد شاهدًا حيًّا على إرث النبوة وذاكرة الحجيج الممتدة عبر القرون.
حجاج بيت اللهمسجد نمرةأخبار السعوديةخطبة عرفةأخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.