ردا على العجز الكبير في إيرادات الخزانة الإسرائيلية والتي تجاوزت 33 مليار شيكل (8.9 مليارات دولار) على خلفية الحرب في غزة، دشنت الحكومة الإسرائيلية حزمة من التدابير، بما في ذلك رفع الضرائب وزيادة المرافق، لسد الفجوة.

ويعزو محللون هذا النقص إلى التراجع المتوقع لعائدات الضرائب على الشركات والضرائب العقارية، إلى جانب التباطؤ المتوقع في الاستهلاك الخاص؛ وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضريبة القيمة المضافة وضرائب الاستيراد، وفقا لصحيفة غلوبس الإسرائيلية المتخصصة.

أعباء مالية ضخمة

ووفقا للصحيفة فإن إستراتيجية الحكومة الإسرائيلية لمعالجة العجز في الإيرادات تنطوي على فرض ضرائب أعلى وزيادة تكاليف الخدمات الأساسية.

وشهدت أسعار مختلف السلع والخدمات، بما في ذلك الكهرباء والوقود، زيادات كبيرة بالفعل، وهو ما أثر على الأسر في جميع أنحاء إسرائيل.

وتضيف الصحيفة أن تراجع الحكومة عن قرارات سابقة يمثل تحديا إضافيا للجمهور، حيث ارتفعت أسعار البنزين بعد أن تراجعت الحكومة عن خفض الضرائب الانتقائية الذي نفذته في السابق.

وأدى هذا القرار -الذي يهدف إلى تعويض خسائر الإيرادات من العام السابق- إلى زيادة أسعار المحروقات إلى أعلى مستوى لها منذ 18 شهرا.

في الوقت ذاته، ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 2.6% في الأول من فبراير/شباط الحالي، وأُرجعت الزيادة إلى عوامل مثل مؤشر أسعار المستهلك، وأسعار الفائدة، وتطور قطاع الكهرباء.

وشهدت أسعار المياه أيضا زيادة مؤخرا بنسبة 0.7%، لتكمل قفزة لمدة عامين بنسبة 5.9%.

وتساهم هذه الزيادات -التي تحددها معادلة تشمل تكاليف الإنتاج ومصادر المياه المختلفة- في الضغط المالي العام على الأسر الإسرائيلية، وفقا للصحيفة.

وارتفعت الضرائب المحلية، بنسبة 2.7% في عام 2024، بعد ارتفاعها بنسبة 1.4% في عام 2023. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي حتى عام 2025، وهو ما يؤثر على السكان بسبب الاتفاقيات في القطاع العام والتضخم المستمر.

ووفقا للصحيفة فمن المقرر أن ترتفع تكاليف التأمين الصحي الحكومي أيضا، حيث ينتظر أن ترتفع ضريبة التأمين الصحي من 3.1% إلى 3.25% لفئة الدخل المنخفض ومن 5% إلى 5.15% لأصحاب الدخل الأعلى، وهو ما يعني فرض ضريبة دخل إضافية بنسبة 0.15% على الرواتب.

نسبة الخسائر في بعض القطاعات في الاقتصاد الإسرائيلي وصلت إلى 80% وخاصة قطاع السياحة (غيتي)

ومع كل هذا الارتفاع قررت الحكومة الإسرائيلية تأجيل ما سمته صحيفة غلوبس "الضربة الاقتصادية" الأكثر أهمية، وهي زيادة ضريبة القيمة المضافة من 17% إلى 18%، حتى عام 2025، لتجنب رفع معدلات سخط السكان إلى مستويات غير مرغوبة.

ووفقا لأرقام اطلعت عليها "غلوبس" فإن هذه الزيادات والتعديلات الضريبية الحالية غير كافية لتغطية الفجوة الآخذة في الاتساع في إيرادات الدولة.

وتشير توقعات وزارة المالية المعدلة لعام 2024 إلى انخفاض في الإيرادات، حيث تبلغ 417.4 مليار شيكل مقابل 450.4 مليار شيكل في توقعات أولية.

وبينما تكافح الحكومة لمواجهة الفجوة المالية العميقة، فإن زيادة ضريبة القيمة المضافة التي تلوح في الأفق في عام 2025 تعتبر مصدرا حاسما للإيرادات، ومن المتوقع أن تولد 7.5 مليارات شيكل وفقا للتوقعات.

وتتكبد إسرائيل خسائر متواصلة جراء العدوان الذي تشنه على قطاع غزة. وتتراوح الخسائر المتوقعة حسب مصادر حكومية وغير حكومية ما بين 100 و125 مليار دولار، بمثابة خسائر مباشرة وغير مباشرة. وأغلب هذه الخسائر مرتبطة بزيادة الإنفاق العسكري في الحرب.

وبينما يجد الاقتصاد الإسرائيلي نفسه في مأزق غير مسبوق، وصلت نسبة الخسائر في بعض القطاعات إلى 80% وخاصة قطاع السياحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وهو ما

إقرأ أيضاً:

مطاردة الساحرات.. ترامب يفرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على البرازيل

برزت الحرب التجارية من جديد بسبب الرسوم الجمركية، والتي يتبناها ترامب حال رغبته في ممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على دول بعينها، تتعارض مصالحها الاقتصادية مع مصالح أمريكا.

وبعد أن هدأت وتيرة الحرب التجارية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي بعد إعلان إدارة ترامب أنها بصدد إطلاق تعريفة موحدة على واردات أمريكا من دول التكتل الأوروبي، وذلك بعد ردود فعل مماثلة من دول الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات جنونية على واردات الاتحاد الأوروبي من أمريكا، عاد فتيل الحرب التجارية بين أمريكا وشركائها التجاريين يُشعل من جديد بعد إعلان ترامب عن تطبيق نسبة 50% علىالرسوم الجمركية على البضائع التجارية المُصدرة من البرازيل لأمريكا.

وتمثل نسبة الـ 50% نسبة كبيرة، مقارنة بباقي الدول التي فرض عليها ترامب زيادة في التعريفة الجمركية.

يأتي ذلك بسبب ما أسماه ترامب «مطاردة الساحرات» ضد الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، لكنه خفف الضربة، وقلل النسبة الجمركية، واكتفي بتطبيقها على قطاعات محددة دون الأخرى، باستثناء قطاعات مثل الطائرات والطاقة وعصير البرتقال من الرسوم الثقيلة.

جاء الأمر النهائي للرسوم الجمركية من ترامب والعقوبات بعد أسابيع من المنازعات مع لولا دي سيلفا، رئيس البرازيل الحالي، الذي شبه ترامب الإمبراطور غير المرغوب فيه.

على الجانب الأخر، أوضحت البرازيل أنها مستعدة للتفاوض بشأن التجارة مع الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاًالأزمة بين «أمريكا وروسيا» تتصاعد بسبب الرسوم الجمركية والحرب الأكرانية

أسعار الذهب عالميا تتأثر بتحرك الدولار لليوم الثاني.. وسعر الأونصة يصل لـ 200 دولار

ترامب يوقع قرارا بتعيين مايك هاكابي سفيرا لدى إسرائيل

مقالات مشابهة

  • مؤشرات كلية التجارة 2025.. الحد الأدنى المتوقع
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • تحرك عاجل من الحكومة لضبط الأسعار تزامنا مع تحسن سعر العملة الوطنية
  • مفارقة الشفافية.. هل تزيد ثقة الناس في العلم عبر الكذب؟
  • ارتفاع جديد في أسعار البنزين والديزل في تركيا
  • الحكومة تستهدف طرح استثمارات بـ 3.91 مليار دولار.. ما القصة؟
  • عاجل الحكومة تخفض أسعار البنزين 90 و 95 وارتفاع أسعار السولار لشهر آب
  • أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة
  • مطاردة الساحرات.. ترامب يفرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على البرازيل
  • نواب بالبرلمان: مشروعات الطاقة المتجددة خطوة استراتيجية لتحقيق أمن الطاقة وتقليل الأعباء الاقتصادية