أيها المتقاعد ، القناعة الأولى التي يجب أن تُؤمن بها و ترسخها في عقلك ويترجمها سلوكك ، أن مرحلة التقاعد أو فكرة الإقدام عليها هي خيرة من الله لك ، وأنها النهاية المحتومة التي يجب أن يصل إليها غالبية البشر ..
فإن كنت من الذين لا يتقبلون فكرة التقاعد ويشعرون بمشاعر مختلطة مثل :
( الرهبة والخوف والهلع والحزن والغضب والانهزامية والعصبية والكآبة والسوداوية والوحدة .
فما عليك غير التسليم والرضا بقناعة تامة بمرحلة التقاعد والتعايش معها بفكر ناضج وسلوك سليم ، وهذا واجب عليك ليعظم لك الجزاء من الله سبحانه وتعالى..
أمّا إن كنت ممن سعى و أراد هذا الباب وطرقه اختياراً كان أو إجباراً لاستيفاء السن المُحدد للتقاعد ، فاعلم كل العلم بأنك في نعمة عظيمة ، قد تكون محسودًا من شريحة كبيرة من البشر العاملين والذين يطمحون إنهاء معاناتهم المهنيّة ، وأنك مُقبل على خير كبير ، فقد انتهت مراحل كثيرة و طويلة من التعب والجهد لتحقيق الذات والطموح والبحث عن الإنجازات وكسب النجاحات ، كما انتهت مراحل المنافسة الشريفة وغير الشريفة على المراكز والمناصب والكراسي الجاذبة ، وانتهت مرحلة التوتر والقلق والأرق والاحتراق الوظيفي ، انتهت مرحلة الصراع مع الذات والوقت والآخرين ..
كُن من الشاكرين الحامدين بخروجك بأقل الهزائم المرضية الجسدية والنفسية ، فمرحلة العمل ما أن تنتهي حتى نجد الجسد شبه متهالك والروح معتلّة ، فمنهم المصاب بضغط الدم أو السكري أو بعض أمراض القلب ، أو ضعف الذاكرة ، ومن كانت خسارته قليلة هو من نجده يعاني من هشاشة العظام وبعض الأمراض الباطنية ، والبعض اكتسب مع ضغط العمل القلق والتوتر والاكتئاب ونوبات الهلع ، وجميعها خيرة من الله..
مرحلة التقاعد نصل إليها بعد الكثير من المكاسب والنجاحات و الخسائر والهزائم..
ومن وجهة نظري تُعد مرحلة التقاعد مرحلة كسب الذات ، وفهمها الفهم الصحيح لإرضائها بشكل أعمق وتعويض عمّا فاتها أثناء مرحلة العمل وتدليلها الدلال التي تستحقه..
وتيقن أنك قد قضيت معظم عمرك تستمع لمن حولك وتُنفذ ما يُطلب منك طوعاً أو كراهية ، وحان الوقت الذي تستمتع فيه بنفسك ، نفسك فقط ..
يقول الكاتب جويس ماير:
” لا يوجد شيء مأساوي مثل البقاء على قيد الحياة وعدم التمتع بالحياة ، يجب الاحتفال بالحياة “..
ولا تنسَ أن ترفع دائماً شعار
(متقاعد ، لا تكلمني)..
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
تعرف على شرح حديث "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
حديث "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر يتحدث الشيخ هشام البنا من علماء ا لازهر الشريف ويقول فى شرح هذا الحديث يعني أن الكبر (التعالي على الناس، رد الحق، واحتقار الآخرين) يمنع صاحبه من دخول الجنة ابتداءً، أو يمنعه من دخولها مع أول زمرة، ولا يعني الكفر إلا إن كان كبر إبليس، وأن أقل القليل منه يوجب العقوبة، لكن الإيمان ولو كان قليلاً يشفع للمؤمن ويخرجه من النار، وقد أتى رجل يسأل عن حب لبس الثياب الحسنة، فأجاب النبي بأن الله جميل يحب الجمال، والكبر الحقيقي هو احتقار الحق واستصغار الناس.
الكبر: هو استعظام الذات، ورؤية النفس فوق الآخرين، واستحقار الناس، وإباء الحق، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}.
مثقال ذرة: أي أقل القليل، فالذرة هي النملة الصغيرة أو الغبار الدقيق، ومعناه أن أدنى درجة من الكبر تمنع من دخول الجنة.لا يدخل الجنة: المقصود به لا يدخل الجنة ابتداءً (مع أول الداخلين)، وقد يُعذَّب عليه في النار ثم يخرج، وليس كفراً يخلد صاحبه، إلا إن كان كبر إبليس الذي أدى إلى الإعراض عن الحق.الفرق بين الكبر المحرَّم والتجمل المباح:
سؤال الرجل: "إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، أفمن الكبر؟".جواب النبي: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس".التوضيح: حب الجمال في الملبس والمظهر أمر مباح بل محبوب، لأنه من التجمل الذي يحبه الله، أما الكبر فهو رد الحق وعدم قبوله، واحتقار الناس واستصغارهم.الخلاصة:
الحديث تحذير شديد من الكبر، وبيان أن الإيمان ولو كان قليلاً ينجي من الخلود في النار، بينما الكبر ولو كان يسيراً يمنع من دخول الجنة أول وهلة، وأن الكبر الحقيقي هو استعظام الذات واحتقار الخلق ورفض الحق، لا حب التجمل والمظهر الحسن.
الكبر: هو استعظام الذات، ورؤية النفس فوق الآخرين، واستحقار الناس، وإباء الحق، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}.