معرض للفن التشكيلي في رام الله يضم 100 لوحة من غزة
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
افتتحت وزارة الثقافة الفلسطينية، الأربعاء الماضي، معرض "100 لوحة من غزة" لفنانين من القطاع، لتسليط الضوء على واقع الحياة الثقافية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال القائمون على المعرض، الذي يستمر حتى مساء الثلاثاء المقبل، إن "اللوحات تعد من اللوحات القليلة الناجية من الحرب الإسرائيلية، وبينها لوحة للفنانة الفلسطينية الشهيدة هبة زقوت".
وافتتح المعرض في قاعة "الجليل" بمتحف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بمدينة رام الله (وسط)، بحضور وزير الثقافة عاطف أبو سيف، وصبري صيدم نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وفنانين وكتاب.
وقال أبو سيف، في كلمة خلال الافتتاح إن "اللوحات تم إحضارها قبيل العدوان الإسرائيلي لعرضها في معارض بالضفة الغربية وأماكن أخرى لتسليط الضوء على ما تقدمه غزة للثقافة الفلسطينية".
وأضاف "لكن اليوم هذه اللوحات تعد الناجية من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على كل مكونات الشعب الفلسطيني".
ولفت أبو سيف إلى أن الحرب دمرت وأبادت بشكل كامل كافة اللوحات والمراسم في قطاع غزة، وقال إن الفن خسر آلاف اللوحات الفنية.
وأشار إلى إحدى اللوحات في المعرض، وقال إن "هذه اللوحة الوحيد الناجية للفنانة الفلسطينية هبة زقوت التي استشهدت في قصف إسرائيلي بمدينة غزة".
ولفت الوزير أبو سيف إلى أن "وزارة الثقافة اليوم تقتني لوحة الفنانة زقوت".
وأفاد بأن "المعرض عبارة عن محاولة للفت انتباه العالم إلى ما يجري من حرب وإبادة في غزة".
بدوره، قال صيدم إن "المعرض محاولة لأخذ العالم إلى عالم الحياة في غزة، وهو رسالة أمل وإصرار على البقاء والصمود".
وأضاف "أهلنا في قطاع غزة تحت القصف اليومي كل يوم تفقد العائلة شهداء".
وتابع "ما لا يفقده الفلسطيني هو الأمل، ونقول للأطفال ربما مُسحت البيوت وغاب التاريخ، لكن تبقى العقول النابضة العاقدة على العزم والاستمرار بالعودة إلى الحياة".
وأشار صيدم إلى لوحة الفنانة الشهيد زقوت، وقال "لم يعد لها سعر، هي اليوم أغلى من كل الأثمان لأنها تجسد رائحة الشهداء الزكية".
وعلى هامش المعرض أخذ الفنان الفلسطيني عبد الهادي يعيش، يرسم لوحة بورتريه للفنانة الراحلة زقوت.
وقال للأناضول "كان بيني وبين زقوت تعاون، ونظمت لها معارض في عدة مواقع، وكان حلمها أن تفتتح معرضا خاصا فيها، لكن آلة الموت الإسرائيلية قتلتها".
وأشار عبد الهادي يعيش إلى أنه استطاع أن يحصل على آخر لوحة للفنانة زقوت، مشيرا إلى أن بقية أعمالها تم تدميرها جراء القصف الإسرائيلي، وأضاف "نحاول أن نوصل رسالة هبة، وكل الفنانين وأهلنا في غزة".
وعرضت وزارة الثقافة صورة زقوت في زاوية خاصة بالمعرض الذي شمل على أعمال لـ24 فنانا غالبيتهم نزحوا إلى محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وقتلت زقوت في قصف إسرائيلي على قطاع غزة في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلفت حتى الأربعاء أكثر من 27 ألف شهيد وأكثر من 67 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لوحة من غزة رام الله قطاع غزة أبو سیف إلى أن
إقرأ أيضاً:
مصر ضيف شرف معرض كراكاس الدولي للكتاب 2025.. حضور ثقافي استثنائي في قلب فنزويلا
في لحظة فارقة على خريطة العلاقات الثقافية الدولية، شاركت جمهورية مصر العربية كـ"ضيف شرف" في معرض كراكاس الدولي للكتاب 2025، لتصبح أول دولة عربية تحظى بهذا التكريم في تاريخ المعرض، وهو ما يعكس عمق الحضور المصري وتأثيره المتنامي في دوائر الثقافة اللاتينية.
افتتاح رئاسي يؤكد رمزية المشاركةافتتح المعرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، متوجهًا مباشرة إلى الجناح المصري الذي اتخذه محطته الأولى، في رسالة رمزية واضحة تعكس التقدير الرسمي للمكانة الثقافية والحضارية لمصر، وقد رافقه وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، والسفير المصري لدى فنزويلا كريم أمين، في مشهد جسّد الارتباط الوثيق بين البُعدين الثقافي والدبلوماسي لهذه المشاركة.
75 عامًا من العلاقات المصرية الفنزويلية.. الثقافة توثّق التاريخواحتفالًا بمرور 75 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وكاراكاس، شهد المعرض فعاليات متنوّعة أبرزت عمق الروابط التاريخية، وسلطت الضوء على الدور الريادي لفنزويلا في دعم القضايا العربية، وخاصة في المحافل الدولية. وقد تجلى هذا البعد في تصميم شعار المعرض، الذي جمع بين رموز الحضارة المصرية والهوية اللاتينية، تأكيدًا على التمازج الثقافي بين البلدين.
لقاء وزيري الثقافة.. تأسيس لجسر ثقافي ممتدوعلى هامش الفعاليات، عقد وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد هنو لقاءً رسميًا مع نظيره الفنزويلي، بحضور السفير المصري وقيادات ثقافية رفيعة، ناقش الطرفان سبل توسيع مجالات التعاون الثقافي، لا سيما في مجالات النشر، الترجمة، الفنون، والتبادل الأكاديمي، بما يُمكّن من بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد.
الجناح المصري.. هوية بصرية ورسالة حضاريةحمل الجناح المصري في المعرض توقيعًا بصريًا لافتًا، إذ دمج بين رمزية الفراعنة وجماليات المعاصرة، ليُقدم صورة شاملة للهوية الثقافية المصرية. وشمل الجناح إصدارات من الهيئة العامة للكتاب، دار الكتب والوثائق القومية، المركز القومي للترجمة، والمجلس الأعلى للثقافة، إلى جانب مؤسسات دينية مثل الأزهر الشريف والكنيسة القبطية. كما عرضت مجموعة مبهرة من الحرف اليدوية وفنون النسيج التقليدي من إنتاج صندوق التنمية الثقافية، مما أضفى طابعًا تفاعليًا ثريًا على المشاركة.
محاضرات وندوات.. مصر تحاور الثقافة اللاتينيةشهدت قاعة مصر سلسلة من المحاضرات والندوات شارك فيها نخبة من المفكرين المصريين، من بينهم الدكتور أحمد زايد الذي استعرض تجربة مكتبة الإسكندرية، والدكتور أسامة طلعت الذي تحدث عن الحضارتين الإسلامية والقبطية. كما قدم الإعلامي سيد جبيل رؤيته حول الإعلام المستقل، فيما تناول المعماري حمدي السطوحي العمارة المصرية التقليدية، وألقى الشاعر طارق وليم صعب، النائب العام الفنزويلي، أمسية أدبية أثرت برنامج الفعاليات الثقافية.
زيارات رفيعة تؤكد مكانة مصر الثقافيةاستقبل الجناح المصري عددًا من الشخصيات الفنزويلية البارزة، من بينها نائب الرئيس، ووزير الثقافة، والنائب العام، في دلالة على التقدير الكبير الذي تحظى به مصر رسميًا وشعبيًا في فنزويلا.
أمسية السفارة المصرية.. احتفاء بالثقافة والوطننظمت السفارة المصرية بكراكاس أمسية مميزة جمعت بين البعد الوطني والثقافي، بمناسبة مشاركة مصر كضيف شرف واحتفالًا بذكرى ثورة 30 يونيو، بحضور وزير الخارجية الفنزويلي وعدد من سفراء الدول الصديقة، إلى جانب تكريم شخصيات مصرية بارزة.
الكتب المصرية بالإسبانية.. جسور معرفية إلى أمريكا اللاتينيةفي بادرة ثقافية استراتيجية، أهدى وزير الثقافة المصري للرئيس الفنزويلي كتابين عن الحضارة المصرية باللغة الإسبانية. كما حرصت الوزارة على توفير إصدارات موجهة للأطفال وكتب علمية ودينية بلغتين، ما يعكس وعيًا بأهمية اللغة في بناء جسور ثقافية ممتدة مع الشعوب الناطقة بالإسبانية.
مصر تقدم نفسها للعالم.. ماضيها العريق ومستقبلها المتجددنجحت مصر، من خلال مشاركتها المتميزة في معرض كراكاس الدولي للكتاب، في تقديم صورة حضارية متكاملة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مؤسِّسةً بذلك لمنصة دائمة للحوار الثقافي مع دول أمريكا اللاتينية، وقادرة على توسيع نطاق التأثير المصري في دوائر الفكر العالمي، لا سيما في ظل الاهتمام المتزايد بدراسات ما بعد الكولونيالية، التي تملك مصر فيها رصيدًا معرفيًا ثريًا.