منذ بضع سنوات فقط، كانت أفلام الخيال العلمي تعكس اعتماد حياة البشر على التكنولوجيا بشكل كبير، فتكررت فكرة الشريحة الدماغية التي تغير من سلوك الإنسان في أعمال عديدة، ولكن الآن لم تعد هذه الفكرة خيالا بعد اليوم، فقد أعلن إيلون ماسك مؤسس شركة نيورالينك للأبحاث الطبية نجاحها في زراعة أول شريحة إلكترونية في دماغ الإنسان! وذلك بعد حصول الشركة على موافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وإجراء التجارب البشرية، وقال ماسك على منصة إكس إن المريض الذي أجريت له الزراعة يتعافى بصورة جيدة.
ومن المتوقع أن تمكن الشريحة الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي من التحكم بالأجهزة بمجرد التفكير بالحركة، هذه الشركة تعمل في صنع شبكات من الأقطاب الكهربائية المرتبطة بالدماغ، وتتيح للمريض التواصل لاسلكيًا مع العالم، وتوضح الشركة أن هذا الكشف سيمكن المرضي من مشاركة الأفكار والمخاوف والآمال والقلق دون التواصل باللغة المكتوبة أو المنطوقة، وهذا سيساعد أيضًا الأشخاص المصابين بالشلل على المشي والتحرك مرة أخرى وأيضًا علاج الأمراض العصبية الأخرى..
وأوضح ماسك أن هذا الإجراء يستغرق 30 دقيقة فقط، ولن يتطلب تخديرًا عامًا، وسيتمكن المرضى من العودة إلى المنزل في اليوم نفسه.
الفكرة ببساطة: الدماغ يتكون من خلايا عصبية تنقل الإشارات إلى خلايا أخرى في الجسم، مثل العضلات والأعصاب، الآن تستطيع الأقطاب الكهربائية الموجودة في شريحة نيورالينك قراءة هذه الإشارات، والتي تتم ترجمتها بعد ذلك إلى أدوات تحكم في التقنيات الخارجية، مثل أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، أو وظائف الجسم، مثل حركة العضلات، فالشريحة مصممة لتفسير إشارات الدماغ التي يعجز المريض عن البوح بها بشكل طبيعي، وإيصالها للجزء المتضرر لجسمه، بمعنى أن الشريحة تساعد المريض على نقل إشارة الدماغ بطريقة مباشرة إلى الجزء المصاب في الجسم عن طريق البلوتوث، ومن خلالها يمكن للمريض أن يعيد الحركة إلى ذراعه أو ساقه أو العضو في الجسم الذي لا يعمل بطريقة طبيعية.
ويبقى السؤال: هل ستنطبق كل هذه الوعود على أول مريض يتلقى عملية الزرع؟ هذا خبر قادر على تغيير العالم بأسره، ويمثل خطوة أولى مهمة ستسمح لهذه التقنية يومًا ما بمساعدة العديد من الأشخاص، لكن كيف ستعمل هذه الشريحة؟ وماذا لو أصابها عطل مفاجئ؟!
وعلى صعيد آخر وفي ظل التنافس العلمي الكبير.. أعلنت الصين منذ ساعات دخولها سباق زرع شرائح في أدمغة البشر لتنافس شركة نيورالينك، وكشفت الصين عن جدول زمني لتطوير ما أطلقت عليه اسم مشروع واجهة الدماغ والكمبيوتر!! والذي يهدف إلى إطلاق منتجات تتمحور حول هذه الشرائح الدماغية في وقت مبكر من عام 2025، وفق البيان الصحفي الصادر عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية.
ونقلت صحيفة ذا صن تقريرًا لموقع جيزمودو، عرض بيان الوزارة الصينية والتي قالت إن بكين تسعى في السنوات القادمة لتطوير مجموعة من منتجات واجهة الدماغ والكمبيوتر مثل نيورالينك، وأضافت الوزارة أن الصين تهدف إلى تحقيق اختراقات في التقنيات مثل دمج الدماغ والكمبيوتر، والرقائق الشبيهة بالدماغ، والنماذج العصبية الحاسوبية للدماغ! وفي العام الماضي، افتتحت الحكومة الصينية مختبرًا يضم 60 شخصًا يركز بالكامل على واجهات الدماغ والكمبيوتر!.
وقد واجهت نيورالينك دعوات للتدقيق فيما يتعلق ببروتوكولات السلامة الخاصة بها، وكان أربعة مشرعين قد طلبوا من لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية التحقيق فيما إذا كان ماسك قد ضلل المستثمرين بشأن سلامة تقنية الشركة بعد أن أظهرت السجلات البيطرية مشكلات في عمليات زرع الشريحة في أدمغة القرود منها الشلل وتورم الدماغ.. ولكن ماسك يرى أن الهدف الإستراتيجي هو الوصول يومًا ما إلى علاج اضطرابات الدماغ من خلال الرقاقات، بالإضافة لجروح الدماغ والحبل الشوكي، والتمكن من إعادة البصر إلى الأشخاص حتى ولو ولدوا فاقدين له.
ويأمل ماسك الذي عبّر عن ثقته بالتقنية الثورية بالقول إنه مستعد لزرعها في أطفاله، أن يتنامى دور الشريحة الإلكترونية لتستخدم لدى الأصحاء أيضًا، وتسهم في علاج أمراض السمنة والتوحد والاكتئاب…
هنا نحن أمام اختراع مذهل للبشرية، هذا الاكتشاف قد يعيد الأمل للبشر الذين تعطلت حياتهم بسبب أمراض لا شفاء منها، مثل الشلل أو التوحد أو فقد البصر، إن وجود حل لمثل هذه الأمراض هو عبارة عن إعادة الحياة لهؤلاء الذين سلب المرض منهم الحياة تمامًا، ولكن هل هذه الشريحة يمكن أن تتحكم في تصرفات الإنسان، وفي مجرى حياته واختياراته واختباراته ومعتقداته ومشاعره وسلوكه وهواياته..؟ أسئلة كثيرة لا إجابة لها الآن.
زينب عبدالقادر – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدماغ والکمبیوتر
إقرأ أيضاً:
دراسة: الجوز يدعم صحة الدماغ ويحافظ على الذاكرة
أظهرت دراسة حديثة أن تناول الجوز بانتظام يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحة الدماغ والذاكرة، لما يحتويه من عناصر غذائية مهمة مثل الأحماض الدهنية أوميجا 3، الفيتامينات، والمعادن، وأكد الباحثون أن الجوز يساعد على تعزيز وظائف المخ، تحسين التركيز، وتقليل خطر التدهور العقلي مع التقدم في العمر، مما يجعله غذاءً مثاليًا لدعم الصحة العقلية.
وأوضح التقرير أن الأحماض الدهنية أوميجا 3 الموجودة في الجوز تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز مرونة أغشية الخلايا العصبية وتحسين التواصل بين الخلايا الدماغية، وأشارت التجارب السريرية إلى أن الأشخاص الذين أدمجوا الجوز في نظامهم الغذائي اليومي لاحظوا تحسنًا ملحوظًا في التركيز والذاكرة مقارنة بمن لم يتناوله.
وأشار الباحثون إلى أن الجوز غني بمضادات الأكسدة، مثل فيتامين E والفلافونويدات، التي تحمي الدماغ من التلف الناتج عن الجذور الحرة وتقلل من الالتهابات المزمنة، وأكدت الدراسات أن هذه الخصائص تساعد في الوقاية من الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر والخرف، وتعزز القدرة على التفكير الواضح واتخاذ القرارات اليومية بشكل أفضل.
وأوضح الخبراء أن أفضل طريقة للاستفادة من فوائد الجوز هي تناوله نيئًا أو محمصًا قليلًا دون إضافة ملح أو سكر، مع الالتزام بالكمية اليومية المعتدلة التي تتراوح بين 20 إلى 30 غرامًا، أي ما يعادل حفنة صغيرة، كما يمكن إضافته إلى السلطات، الزبادي، أو الحبوب للحصول على قيمة غذائية أكبر دون زيادة سعرات حرارية كبيرة.
وأكد التقرير أن الجوز لا يدعم الدماغ فقط، بل يساهم أيضًا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض مستويات الكوليسترول الضار، وتحسين ضغط الدم بفضل احتوائه على الأحماض الدهنية الصحية والمعادن مثل المغنيسيوم والنحاس.
ودمج الجوز ضمن النظام الغذائي اليومي يمثل خطوة بسيطة لكنها فعالة لدعم صحة الدماغ، الحفاظ على الذاكرة، تعزيز التركيز، وتقليل خطر الأمراض العصبية، مما يجعله عنصرًا طبيعيًا قيّمًا يمكن الاعتماد عليه يوميًا لتعزيز الصحة العقلية والجسدية على حد سواء.