الحرة:
2025-08-01@04:37:42 GMT

6 سنوات عجاف.. الجفاف يفتك بالموسم الزراعي في المغرب

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

6 سنوات عجاف.. الجفاف يفتك بالموسم الزراعي في المغرب

يحتفظ المزارع عبد الرحيم محافظ، بقليل من الأمل في تساقط أمطار تنقذ ما يمكن إنقاذه من محصول الحبوب، في ظل جفاف "عنيف" للعام السادس تواليا، يهدد هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي.

على طول الطريق الرابطة بين الدار البيضاء ومزرعته في ضواحي مدينة برشيد (غرب)، تبدو مساحات شاسعة من الحقول عارية، بعدما كانت تغطيها عادة في هذه الفترة من السنة "سنابل حبوب تناهز 60 سنتيمترا"، كما يوضح محافظ.

لا يكاد يبرز أي نبات في مزرعته الممتدة على نحو 20 هكتارا، تماما كما هي الحال في حقل المزارع حميد ناجم (52 عاما) الذي يعرب عن قلقه إزاء "موسم قاس لم يسبق أن شهد مثله".

وترتوي 88 بالمئة من مزارع هذه المنطقة الممتدة على 155 ألف هكتار بالأمطار مباشرة، وهي أحد أهم مصادر الحبوب في المملكة، وفق وزارة الزراعة.

أما المزارع المسموح سقيها بمياه السدود، فتراجعت مساحتها من 750 ألفا إلى 400 ألف هكتار في مجموع مناطق البلاد، وفق ما أعلن وزير الزراعة محمد صديقي قبل أسبوعين، بسبب "جفاف استثنائي وعنيف منذ 6 أعوام".

وحتى يناير، شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57 في المئة، مقارنة مع متوسط سنة عادية، وفق ما أوضح وزير التجهيز والماء، نزار بركة.

وتفاقم هذا الوضع بسبب تبخر المياه المخزنة في السدود، في ضوء ارتفاع في معدل الحرارة بـ1,8 في المئة مقارنة مع متوسط الفترة بين العامين 1981 و2010.

وحتى الثامن من فبراير، لم تتجاوز نسبة ملء السدود 23 في المئة، مقابل 32 بالمئة للفترة نفسها من العام الماضي.

وفي ظل أخطار شح مياه الشرب، قامت السلطات بإغلاق الحمامات العمومية ومحال غسل السيارات 3 أيام في الأسبوع في عدة مدن، مع منع سقي الحدائق وملاعب الغولف بمياه الشرب.

شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57 في المئة "أثر وخيم"

لكن هذه الإجراءات الرامية لضمان مياه الشرب لا تغير شيئا من "الخطر الذي يهدد" مردود الموسم الزراعي الحالي، وفق تعبير الخبير في القطاع عبد الرحيم هندوف، علما أن الزراعة تستهلك حصة الأسد من موارد البلاد المائية.

وينبه هندوف إلى أن هذا الموسم انطلق أصلا بتضاؤل المساحة المخصصة لزراعة الحبوب إلى حوالى 2,3 مليون هكتار فقط، مقابل متوسط 4 إلى 5 ملايين هكتار في الأعوام الأخيرة، مما "سيكون له أثر وخيم على الاقتصاد" كون القطاع الزراعي يوظف نحو ثلث العاملين في المغرب، ويساهم بنحو 14 بالمئة من الصادرات.

وبعد 5 سنوات عجاف، كان عبد الرحيم محافظ (54 عاما) يأمل سماء أكثر سخاء هذا الموسم لعله يستدرك ما تراكم من خسائر، خصوصا أنه اعتمد تقنية جديدة لزرع البذور بدون حرث أولي، مما يمكنه من الاستفادة من الرطوبة الطبيعية للتربة.

لكن "محصول هذا الموسم ضاع سلفا" كما يقول آسفا، دون أن يفقد "الأمل في تساقط الأمطار خلال فبراير ومارس بما يوفر على الأقل علفا للماشية".

ويبدو الوضع أقل قسوة بالنسبة لكبار المزارعين، كما هو شأن حميد مشعل الذي يمكنه الاعتماد على المياه الجوفية لإنقاذ محصول 140 هكتارا من الحبوب والجزر والبطاطس، في ضواحي مدينة برشيد.

ويستفيد مشعل من حصة محددة بخمسة آلاف طن من المياه يتم ضخها من باطن الأرض لكل هكتار "من أجل تدبير أفضل" لهذه المادة الحيوية كما يوضح، مع إقراره بأن هذه الزراعة تشكل ضغطا قويا على الثورة المائية المحلية.

وبسبب الجفاف، صار مضطرا إلى اللجوء للمياه الجوفية لسقي نحو 85 بالمئة من مزرعته، "بينما كانت تكميلية فقط في السنوات الماطرة"، على حد قوله.

مع تجدد الجفاف للعام السادس تواليا يطرح مجددا النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المملكة منذ 15 عاما

ومع تجدد الجفاف للعام السادس تواليا، يطرح مجددا النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المملكة منذ 15 عاما، والتي تستهدف بالأساس رفع الصادرات من خضروات وفواكه تستهلك حجما كبيرا من المياه، بينما تشهد الأخيرة "تراجعا مطلقا"، كما ينبه الخبير الزراعي محمد طاهر سرايري.

تقدر حاجات المغرب من المياه بأكثر من 16 مليار متر مكعب سنويا، 87 بالمئة منها للاستهلاك الزراعي، لكن موارد المياه لم تتجاوز نحو 5 ملايين متر مكعب سنويا خلال الأعوام الخمس الأخيرة.

وتراهن المملكة على تحلية مياه البحر لمواجهة هذا العجز، وتخطط لبناء 7 محطات تحلية جديدة بنهاية 2027 بطاقة إجمالية تبلغ 143 مليون متر مكعب سنويا، فيما تتوافر حاليا 12 محطة بطاقة إجمالية تبلغ 179,3 مليون متر مكعب سنويا، وفق معطيات رسمية.

لكن مواجهة المعضلة "يتطلب مراجعة السياسة الزراعية في العمق"، كما يؤكد هندوف آسفا "لكون الحكومة تسير في اتجاه مخالف للواقع".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: متر مکعب سنویا بالمئة من فی تساقط فی المئة

إقرأ أيضاً:

إسبانيا.. محاولات للسيطرة على حريق دمر 500 هكتار من الغابات

اندلع حريق في وسط إسبانيا ما أسفر عن تدمير أكثر من 500 هكتار من الغابات.
وأفاد المدير الفني لمكافحة الحرائق في بلدة مومبلتران "أنخيل إجليسياس" في تصريح اليوم، أن استمرار الرياح القوية ساعد على انتشار النيران التي اندلعت في وقت متأخر من مساء الاثنين، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من النباتات القابلة للاشتعال في التضاريس الجبلية.
أخبار متعلقة عاجل: رئيس وزراء بريطانيا: سنعترف بدولة فلسطين حال لم تنه إسرائيل الوضع بغزةفرنسا تصف عنف المستوطنين في الضفة الغربية بـ"الأعمال الإرهابية" .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } طائرة تلقي بالماء في حريق هائل في إسبانيا (رويترز) رجال الإطفاء يكافحون حريق هائل في إسبانيا - رويترز var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });حرائق الغاباتيذكر أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد الحريق، باستخدام الطائرات والمروحيات، بينما سعى رجال الإطفاء على الأرض إلى إنشاء حواجز للحريق لمنع النيران من الانتشار بشكل أكبر.

مقالات مشابهة

  • ويتكوف يصل الإحتلال .. والجوع يفتك بمزيد من الفلسطينيين
  • منذ مطلع يوليو.. أوروبا تواجه موجة جفاف غير مسبوقة
  • إيلام الفيلية.. 425 ألف هكتار من الموارد الطبيعية تتحول إلى صحاري
  • الجفاف يدمر الثروة السمكية.. خسائر فادحة وتراجع بالإنتاج
  • المغرب.. عائدات السياحة ترتفع 9.6 بالمئة بالنصف الأول
  • إسبانيا.. محاولات للسيطرة على حريق دمر 500 هكتار من الغابات
  • روبرت لي: الدينامية الرياضية للملك محمد السادس تقود المملكة لريادة كرة القدم العالمية
  • أسعار وبرامج العمرة بالموسم الجديد 1447 هـ - 2026
  • الصحة: 28 ألف قرار نفقة دولة سنويا لمرضى التصلب المتعدد
  • نقيب الفلاحين يشيد بالموسم الزراعي ويكشف حجم القمح المورد للحكومة