الخليج الجديد:
2025-06-15@08:38:54 GMT

حماس في المنعرج المصيري

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

حماس في المنعرج المصيري

حماس في المنعرج المصيري

في المحصلة، ثمّة منعرج كبير ومصيري يحدّد مستقبل الحركة.

ما مستقبل حماس داخل غزّة وخارجها، وقد أظهرت مرونة أيديولوجية وسياسية كبيرة في محاولة لفكّ الحصار السياسي؟

ثمّة رهانات لا تزال لدى قيادة الحركة في إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بصورةٍ تكون هي طرفاً فيه، بما لا يكسر مشروعها النضالي.

انهارت المقاربة الأميركية، التي ورثتها إدارة بايدن عن الإدارة السابقة التي تقوم على مفهوم "السلام الإقليمي"، وتجاهل قضية فلسطين أو تجاوزها وتصفيتها.

ما الصيغة التي يمكن أن تقبلها حماس ضمن المعادلة الفلسطينية كمفتاح لموقف دولي وإقليمي مختلف؟! هل سنكون أمام "حماس جديدة" بمسار سياسي مختلف؟

تريد أطراف فلسطينية تحجيم الحركة، ومحاولات تقارب مع حركة فتح لإنتاج حالة جديدة يمكن تقديمها سياسياً، وكان العاروري منخرطاً فيها مع الرجوب وآخرين في فتح.

* * *

ثمّة مكتسباتٌ سياسيةٌ ورمزيةٌ عديدةٌ تحقّقت مع عملية طوفان الأقصى، وما بعدها من صمود أسطوري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفي مقدمتها ردّ الاعتبار لقضية فلسطين عالمياً، وإعادة فكرة "حلّ الدولتين" إلى الطاولة، وانهيار المقاربة الأميركية، التي ورثتها إدارة بايدن عن الإدارة السابقة التي تقوم على مفهوم "السلام الإقليمي"، وتجاهل قضية فلسطين أو تجاوزها وتصفيتها بصورة واقعية عبر عمليات متوازية، سواء عبر تمدّد الاستيطان القاتل، استبدال الحلول الاقتصادية بالسياسية، تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتطبيع مع الدول العربية.

في المقابل، الاختلال الكبير في موازين القوى، سواء على صعيد القوة العسكرية التدميرية الإسرائيلية (التي أحدثت كارثة إنسانية هائلة في غزّة) والمواقف الدولية والعربية والإقليمية وشيطنة الحركة دولياً، وما هو أهم من ذلك، محاولة حكومة نتنياهو استثمار الحرب لإيقاع نكبة جديدة وتهجير؛ ذلك كلّه يفرض استحقاقات استراتيجية وسياسية كبيرة على قيادة الحركة، تتجاوز الحسابات التكتيكية العسكرية في الميدان، مع تكريس نمط من "التدخّل المحدود" من حلف الممانعة في مساندة الحركة، بما لا يؤدّي إلى تغيير جوهري في الموازين الاستراتيجية.

تبدو محدّدات الواقع الاستراتيجي أمام الحركة صعبة للغاية، فهي بالرغم من البلاء الشديد في أرض المعركة معنيّة بإيقاف الحرب خطوة استراتيجية أولى، وبإعادة الإعمار واستعادة نبض الحياة في غزّة، ومحاولة لملمة الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، وقطع الطريق على حكومة نتنياهو في سيناريو التهجير والاحتلال للقطاع أو جزء منه، وفي الوقت نفسه، محاولة كسب بعض الأطراف الإقليمية والدولية إلى صفّها في المفاوضات والصفقات والضغوط التي تتعرّض لها هي والأطراف التي تدعمها.

إذاً، تناور الحركة سياسياً في مساحاتٍ محدودةٍ جداً، ومن الواضح أنّ هنالك ليس فقط أجندة إسرائيلية، بل دولية وإقليمية، حسمت موضوع عدم استمرار الحركة بحكم قطاع غزّة أولاً، وبإعادة ترسيم المعادلة الفلسطينية، ومحور الخلاف الأميركي - الإسرائيلي اليوم ليس حول بقاء "حكم حماس"، بل من سيحكم غزّة؛ السلطة الفلسطينية (بعد التجديد والإصلاح، بحسب المصطلح الجديد المتداول دولياً وإقليمياً) أم إسرائيل من خلال حكومة محلية تابعة للاحتلال، أم مرحلة انتقالية ووصاية دولية أو إقليمية، إلى حين ترتيب الأوضاع في القطاع، مع التذكير بأنّ إعادة الإعمار، أو السماح بذلك، وكلفته (تصل إلى مليارات الدولارات) مرتبطة بالترتيبات السياسية الجديدة، وكل ما هو مطروح يستبعد "حكم حماس"!

يفضل بنيامين نتنياهو ويمينُه المتطرّف استمرار الحرب لأسباب سياسية داخلية وشخصية وأيديولوجية، ما يعني استمرار معاناة إنسانية تجاوزت الحدود كافّة، عبر عمليات إبادة وقتل وتجويع وحصار وتهجير. أما الحركة، فتحاول إنهاء القتال مع البقاء في الميدان السياسي والحفاظ على قوتها العسكرية في غزّة.

ويرتبط هذا السيناريو بتغير موازين القوى بصورة جوهرية، في أرض المعركة أو في المعادلة الدولية - الإقليمية، وليس مرجّحاً أن يحدُث في ظل الفراغ الاستراتيجي العربي الراهن، وعدم قدرة الإدارة الأميركية على إجبار حكومة نتنياهو على قرار بإنهاء الحرب كلياً، قبل القضاء بصورة كاملة على القدرات العسكرية للحركة، كهدف معلن، والتهجير في غزّة والضفة الغربية كهدف حقيقي، مع لفت الانتباه إلى خطورة الوضع في الضفة بصورة غير مسبوقة.

يضعنا هذا وذاك أمام السؤال الأكبر: ما مستقبل الحركة داخل غزّة وخارجها، وقد أظهرت مرونة أيديولوجية وسياسية كبيرة في محاولة لفكّ الحصار السياسي؟ وربما قادنا هذا إلى السؤال الأكثر دقة: ما الصيغة التي يمكن أن تقبل بها الحركة ضمن المعادلة الفلسطينية وتكون مفتاحاً لإيجاد موقف دولي وإقليمي مختلف؟! هل سنكون أمام "حماس جديدة" تأخذ مساراً سياسياً مختلفاً؟

ثمّة رهانات لا تزال لدى قيادة الحركة في إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بصورةٍ تكون هي طرفاً فيه، بما لا يكسر مشروعها النضالي. وثمّة في المقابل أطراف فلسطينية تريد تحجيم الحركة، وثمّة محاولات تقارب مع حركة فتح لإنتاج حالة جديدة يمكن تقديمها سياسياً.

وكان الراحل صالح العاروري منخرطاً في هذه المحاولات مع جبريل الرجوب وآخرين في حركة فتح، وهنالك حوار بين الحركة ومحمد دحلان وناصر القدوة الذين يشكلون تحدّياً سياسياً لحكم الرئيس محمود عباس؟ في المحصلة، ثمّة منعرج كبير ومصيري يحدّد مستقبل الحركة.

*د. محمد أبورمان أكاديمي باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس فتح غزة فلسطين السلطة الفلسطينية محمود عباس الإبادة الجماعية طوفان الأقصى صمود أسطوري كتائب القسام السلام الإقليمي قضية فلسطين ة الفلسطینیة فی غز ة

إقرأ أيضاً:

من أمام المشرحة بالإسكندرية.. أسرة أحمد المسلماني تاجر الذهب تكشف تفاصيل جديدة عن مقتله

كشف علي المسلماني، شقيق المجني عليه، تاجر الذهب أحمد المسلماني، عن تفاصيل مروعة تتعلق بالجريمة البشعة التي وقعت ليلة العيد، التي أسفرت عن وفاة شقيقه جراء اعتداء وحشي باستخدام أداة حادة و ذلك من أمام مشرحة كوم الدكة في الإسكندرية.

و أضاف في تصريحات خاصة لموقع الأسبوع بأن الجاني كان يعمل معنا في المتجر، وكنا نتعامل معه وكأنه صاحب المكان، وكان يتمتع بثقتنا الكبيرة. ولكنه أضاف أننا لاحظنا في الفترة الأخيرة اختفاء كميات كبيرة من الذهب بشكل يومي، وبعد مراجعة كاميرات المراقبة، اكتشفنا أنه كان المتورط في عملية السرقة.

أفاد بأنه تم تحرير محضر بالواقعة تحت رقم 10608 لسنة 2023، وقد صدر حكم غيابي ضد المتهم بالسجن لمدة عام، وأضاف أن أخيه كان في طريقه لأحد محلات البقالة، وواجه الجاني مصادفة، حيث قام الأخير بمهاجمته بعدة ضربات قاتلة باستخدام أداة حادة.

وأشار إلى أن الإصابات كانت خطيرة في الوجه والأنف والجمجمة والرقبة، موضحًا: كان غارقًا في دمائه، وتم نقله إلى المستشفى حيث أمضى هناك ثمانية أيام في جهود لإنقاذه، لكنه توفي أمس في الساعة الحادية عشر مساءً وأختتم حديثه بمطالبة للعدالة، قائلًا: أريد حق أخي الذي قُتل ليلة العيد كما لو كان أضحية. أطالب بإعدام القاتل.

و من جه أخري كشف مدير سلسلة محلات المسلماني عن تفاصيل العلاقة التي كانت تربط المجني عليه بالمتهم أن المجني عليه كان قد قام بتوظيف المتهم في أحد فروع المحل منذ عام 2023 مؤكدًا أن العلاقة بينهما كانت قوية جدًا، حيث كان المسلماني يعامله كأخ ولم يساوره الشك فيه أبدًا، بل كان يثق به ثقة مطلقة. كما أشار إلى أن المتهم كان يدون لحظات مشتركة بينهما بالتقاط الصور في مناسبات مختلفة، مما يعكس عمق العلاقة بينهما.

تابع حديثه قائلًا للأسبوع أنه في إحدى المرات، أثناء مراجعته للكاميرات، لاحظ اختفاء بعض قطع الذهب و عند العودة إلى التسجيلات، و تأكد من أن المتهم كان يقوم بسرقة قطع صغيرة على فترات زمنية متكررة مضيفًا أنه بدأ بتفريغ الكاميرات بشكل يومي، ليكتشف أن هذا السلوك لم يكن مجرد حادث عارض، بل سلوكًا متكررًا من جانب المتهم

وأضاف بأنه قد أبلغ أحمد المسلماني في ذلك الحين، إلا أنه رفض في البداية تصديق ما قيل له، حتى أتيحت له فرصة مشاهدة الأدلة المصورة، مما أحدث لديه صدمة كبيرة. وتم بالفعل تحرير محضر سرقة ضد المتهم في عام 2023، حيث صدر حكم غيابي يقضي بحبسه لمدة عام.

أوضح مدير محلات المسلماني أن المتهم قام بعد ذلك بتهديد المجني عليه بالقتل، مطالبًا إياه بالتنازل عن البلاغ، إلا أن المسلماني رفض الاستجابة لمثل هذه الضغوط مؤكداً أن الجاني قد ترصّد للمجني عليه في ليلة العيد، حيث باغته أثناء خروجه لأداء مشوار خاص، واعتدى عليه بطريقة اعتبرها متوحشة وفي ختام حديثه، ناشد الجهات المعنية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الجاني، حيث مطالبًا بالقصاص العادل لعودة حق المسلماني.

يُذكر أن أحمد المسلماني، تاجر المجوهرات قد توفي بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، متأثرًا بإصاباته التي لحقت به جراء واقعة اعتداء وقعت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 5 يونيو الجاري، و علي أثرها تم نقله إلي أحدي المستشفيات ولكن لفظة أنفسه صباح اليوم و تم القبض على المتهمين و سط استمرار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة معهم في القضية.

مقالات مشابهة

  • القرار اتّخذ.. إعادة فتح مطار بيروت أمام الحركة الجوية
  • الشيباني: لا يجب استغلال “قافلة الصمود” سياسياً من جماعة الدفع المسبق   
  • إيران: أميركا قدمت معلومات استخباراتية ودعما سياسيا لإسرائيل
  • اجتماع لوكيل نيكو ويليامز مع إدارة برشلونة ويامال يثير التكهنات بصورة
  • بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران... كيف هي الحركة في مطار بيروت الدولي؟
  • نائب العربي للدراسات: الغرب يستغل ملف الحريات لابتزاز الدول سياسيا
  • من أمام المشرحة بالإسكندرية.. أسرة أحمد المسلماني تاجر الذهب تكشف تفاصيل جديدة عن مقتله
  • فاتح أربكان يعلن تحالفا سياسيا جديدا
  • دراسة أميركية جديدة تكشف أسرار الطفرات التي تصيب الجين المسبب لمرض التليف الكيسي
  • تفاصيل جديدة لأخطر قضايا التجسس التي طالت السلك الدبلوماسي اليمني في الخارج