قاضٍ مصرى: المعايير المزدوجة للغرب وأمريكا بين غزة وأوكرانيا
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
يقول الدكتور محمد خفاجى الجميع يعلم أن سبب الحرب الروسية الأوكرانية هى محاولة أوكرانيا الانضمام للإتحاد الأوروبى والتملص من هوية الأمة السوفيتية العريقة، فنالها شطر من هجوم روسيا التى تدافع عن الأمن القومى للأمة الروسية، بينما إسرائيل دولة غاصبة تحتل الأراضى الفلسطينية وسبب الحرب هى ما فعلته حركة المقاومة الفلسطينية حماس من هجوم فى سبيل طرد المستعمر المحتل للحصول على حق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير.
صحيح أنه وفقًا لقواعد القانون الدولي فإن احتلال روسيا لجارتها الأوكرانية غير قانوني، كما أن احتلال إسرائيل الوافدة لجارتها الفلسطينية غير قانوني، إلا أن الغرب وعلى قمته أمريكا ودول الإتحاد الأوروبى وقفت فى حرب روسيا وأوكرانيا مع الدولة التي تتعرض للهجوم ؛ بينما وقفوا في حرب الإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيلى ضد قطاع غزة مع الغاصب المستعمر المحتل الأثيم، أليست هذه معايير مزدوجة لعقيدة الغرب ضد العرب والفلسطينيين.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى تتمثل المعايير المزدوجة لدى دول الغرب والإتحاد الأوروبى فى أنهم قدمموا الأسلحة لأوكرانيا التى تعرضت للهجوم من روسيا ، لكنهم باعوا الأسلحة لقوات الإحتلال الإسرائيلى ضد قطاع غزة المحتلة، بل وصلت وقاحة الغرب بالتهديد بالانتقام من أي دولة تدعم الفلسطينيين عسكريًا ، حتى بلغ الأمر منتهاه فى إمعان الظلم ببجاحة الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوله عن قصف مستشفى ماريوبول بأنه "غضب العالم"، بينما قادة العالم الغربى ظلت صامتة عندما أدى القصف الإسرائيلي والحصار إلى عجز ثلث مستشفيات غزة، ثم نجد لسان الغرب يخرج بالمعايير المزودجة تمايز بين البشر الذين يتعرضون للإبادة الجماعية، حيث أدان الغرب مذبحة بوتشا بأوكرانيا ووصفوها بأنها "إبادة جماعية"، لكنهم رفضوا مع إسرائيل تنفيذ ما صدر من محكمة العدل الدولية من فتات تدبير وقتي، ورفضوا جميعًا حتى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث قُتل ما يقرب من 28 ألف شخص في غضون أربعة أشهرفقط، إنها المعايير المزدوجة للغرب فى أحكلك سوادها.
ويشير المعايير المزدوجة للغرب لم تتوقف على الأسلحة فحسب، بل امتدت أيضًا من معاملتها للنازحين الفارين من جحيم الحرب، فمنذ بداية الحرب في أوكرانيا، فتحت أوروبا أبوابها أمام الملايين من اللاجئين الأوكرانيين، وكان مستوى الضيافة مصادمًا للاجئين من العراق وسوريا وأفغانستان، وهكذا لم يمتلك الغرب قلوبًا ترحم أو أفئدة تحنوا على مئات الآلاف من الأشخاص الذين يريدون الفرار من جحيم قطاع غزة وكل أحلامهم يتنقلون داخل أراضيهم من مدينة لأخرى، ورغم جحيم القصف الإسرائيلي يتمسك الفلسطينيون بأرضهم مفضلين الشهادة فى سبيل الله والوطن والمقدسات عن فرارهم أو تهجيرهم قسريًا، حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حينما وافق على مضض على استقبال عدد (50) طفلًا فلسطينيًا مصابا اشترط أن يكون استقبال الأطفال "مفيدًا وضروريًا" فأى قسوة تلك التى تمايز بين البشر.
ويؤكد أن المعايير المزدوجة لدى الغرب وأمريكا لم تقتصر على بيع الأسلحة لأوكرانيا ضد المهاجم وبيع الأسلحة لإسرائيل الغاصب المحتل ضد شعب عربى مسلم، والتمايز فى المعاملة بين الفارين من جحيم الحرب فى كلتيهما بل امتدت المعايير المزدوجة إلى أن قامت واشنطن وبروكسل فى حالة الغزو الروسي بفرض عقوبات صارمة على موسكو وعلى قمتها حظر النفط، والقيود التجارية والمصرفية، وتجميد أصول القلة الروسية والأفراد الخاصين من جميع الدول الذين يمكن أن يكونوا مرتبطين بهم، وحظر بث قناة روسيا اليوم في أوروبا، - وهذا القرار قد اَلمنى أنا شخصيا لأنه حرم زوجتى الروسية من متابعة أخبار بلادها من أرض الكنانة - وما إلى ذلك من العقوبات حتى استهدفت دعوات المقاطعة للرياضيين والموسيقيين والفن الروسى الراقى وصانعي الأفلام والكتاب، وألغيت المعارض وألغيت الحفلات الموسيقية، فإن شيئًا لم يحدث من تلك الأمور من كافة دول الغرب ضد إسرائيل وعلى قمتهم أمريكا الداعم الرئيسى لإسرائيل ضد الشعب العربى الأبى شعب فلسطين.
ويوضح كشفت حرب الإبادة الجماعية التى اركبتها قوات الإحتلال الإسرائيلى ضد سكان قطاع غزة حكام العالم الغربى، حيث كان الصمت سمتهم، بينما انتفضت شعوبهم تعاطفًا مع الفلسطينيين بغزة، فالشعوب تتعارطف مع بعضها فى المحن، ومن الغريب والعجيب والفريد أن الشعوب الغربية هى التى تعاطفت مع قضية فلسطين دون الشعوب العربية التى تمر بأزمات نفسية عنيفة جعلتها تفتر وتفقد الشعور حتى عن التعبير، وظلت الشعوب الغربية على موقفها حتى الاَن فى موقف أصاب العقل العربى فى مقتل ويحتاج إلى عدة قرون للتداوى.
لذا فإن حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي تأسست عام 2005، - وهي حركة فلسطينية عالمية لمقاطعة إسرائيل، وتكونت من أغلبية المجتمع المدني الفلسطيني نتيجة فشل الحكومات والمجتمع الدولي في وقف الاضطهاد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني – حملت على عاتقها مطالبة الأحرار من شعوب العالم بدعم مقاطعة إسرائيل كشكل من أشكال المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية، وكشكل للتضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة فى حق تقرير المصير، كما دعت تلك الحركة إلى اتخاذ إجراءات انتقامية ضد تل أبيب وهو ما رفضته حكومات الغرب فى ظل صمت حكومات دول العالم بسبب الخوف من تهديد أمريكا المباشر لمن يدعم منهم فلسطين، لكن عدالة السماء سخرت شعول العالم الغربى لتنتفض وتتوحد لأول مرة فى التاريخ الإنسانى ومازالت لصالح شعب فلسطين، ومن داخل قلب دول الغرب ذاتها بما فيهم أمريكا المتهمة الرئيسية بالتواطؤ مع إسرائيل فى حربها بإبادة سكان قطاع غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية الأراضي الفلسطينية فرض العقوبات واشنطن وبروكسل حرب الروسية الاوكرانية حركة المقاومة الفلسطينية سكان قطاع غزة المعاییر المزدوجة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إيران وغزة وأوكرانيا والعلاقات الثنائية.. أبزر تصريحات لافروف وبن فرحان في موسكو
روسيا – تناول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان موسكو ملفات الشرق الأوسط الساخنة إضافة إلى النزاع في أوكرانيا والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وطرح الجانبان مواقفهما من هذه الأزمات خلال مؤتمر صحفي عقب المحادثات.
لافرروف يتحدث عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران وانعكاساته على دول المنطقة:
نأمل أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة نعول على أن دول الخليج وإيران ستظهر الحكمة لتنفيذ كافة الإجراءات الإيجابية التي تم التوصل إليها في الفترة الأخيرة” “نأمل أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة “نرحب بتطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج وخاصة السعودية”. نقيّم خطوات المبعوث الأممي إلى اليمن للإسراع في تسوية الأوضاع هناك. لحزب الحرب في الشرق الأوسط لا زال نشطا للغاية. لكانت هناك قرارات أوروبية ساهمت في التصعيد ولم تسهم في دعم المفاوضات. بل ودعمت العدوان. أما بالنسبة لروسيا فقد تحدثنا مع السيد عراقجي ومع الزملاء الأمريكيين. وكانت إيران إحدى البنود التي تضمنها الحديث بين بوتين وترامب. “آمل أن تدرك الدول الأوروبية أيضا نصيبها من المسؤولية، حيث قدمت في الجلسة الأخيرة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غياب أي ضرورة واضحة، قرارات حادة جدا ضد إيران والتي لم تسهم على الأقل في تخفيف التوتر”. الدول الأوروبية لم تسهم في العملية التفاوضية، بل بالأحرى وفرت ذريعة للجوء إلى الأساليب القسرية. “آمل أن يقوم زملاؤنا الأوروبيون باستخلاص الاستنتاجات المناسبة”.لافروف حول الأوضاع في غزة ومستقبل السلام:
العلاقة السعودية الروسية ومواقفهما تجاه قضايا المنطقة
مواقفنا متقاربة مع السعودية فيما يتعلق بسوريا. نأمل في أن تمثل السعودية بشكل كبير في “القمة العربية الروسية” المقررة في 15 أكتوبر القادم. نثمّن الموقف السعودي المتوازن بشأن الأزمة الأوكرانية. ممتنون للجانب السعودي لتوفير منصة للحوار الروسي – الأمريكي في الرياض. زاد عدد السياح من المملكة العربية السعودية إلى 6 أضعاف مقارنة بالعام الماضي. 36 ألف سائح روسي زاروا السعودية العام الماضي. تسهيل نظام التأشيرات بين البلدين. منظمة “أوبك+” تعمل كثيرا بشأن مبادرات روسية سعودية مشتركة، والبلدان جزء من لجنة الرقابة في “أوبك+” لذلك نسعى في هذا الإطار إلى استقرار السوق العالمية، وسنستمر في هذا المسار. لمست خلال الزيارة حرصا على تنمية العلاقات الثنائية. علينا تكثيف الحوار البناء لتعزيز الحوار المشترك.أبرز تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان:
هناك تعزيز للتعاون الاقتصادي والثقافي والتعاون على المستوى الشعبي. نأمل أن يكون تسهيل الرحلات المباشرة والتأشيرات دافعا إيجابيا لتعرف الشعبين وتعميق أواصر الصداقة بين الشعبين. نؤكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإقامة السلام الشامل والعادل على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967. بحثنا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي حرصا على استقرار الأوضاع الإقليمية والدولية. لروسيا دور مهم على الساحة الدولية باعتبارها فاعل قوي وعضو في مجلس الأمن والانخراط الروسي في المنطقة مهم. والعلاقة بين المملكة وروسيا تسهم في تعزيز أجندة السلام في المنطقة. نشيد بالموقف المبدئي لروسيا إزاء القضية الفلسطينية وتدعم مسار السلام ونعول على استمرار هذا الدور المهم. كانت روسيا تقليديا داعمة للحلول الدبلوماسية في الملف النووي الإيراني، ونأمل أن تستمر روسيا في دورها في مسار التفاوض والتسوية في شتى الملفات الحساسة.بن فرحان حول التطبيع مع إسرائيل:
أعتقد ان الأولوية الآن يجب أن تتركز على وقف الحرب في غزة وعلى إنهاء المعاناة الفظيعة التي يقع تحت وطأتها المواطنون الفلسطينيون. نعول هنا على قيادة الولايات المتحدة وعلى الرئيس ترامب الذي نراه أنه قادر على أن يكون رئيسا استثنائيا وتحوليا للوصول بنا في المنطقة إلى بر الأمان والوصول إلى معالجة نهائية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهذا ما سنعمل عليه وندفع به .المصدر:RT