شاهد: إحراق سيارة وايمو ذاتية القيادة يجدد مخاوف استخدامها
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
جددت حادثة إحراق سيارة أجرة ذاتية القيادة من نوع وايمو علقت في زحام بأحد شوارع سان فرانسيسكو؛ المخاوف إزاء سلامة وأمن استخدام سيارات الأجرة ذاتية القيادة بشكل متزايد، بحسب وكالة رويترز.
وبدأت الحادثة عندما قررت سيارة الأجرة ذاتية القيادة من نوع وايمو التوجه نحو تقاطع شارعين مكتظين مساء السبت، عندما كانت الحشود تسد جميع الجوانب وكان المحتفلون يضيئون الألعاب النارية، وفقا لشاهدين.
وربما لو كان القرار لسائق سيارة أجرة محنك في سان فرانسيسكو لتجنب تقاطع شارع جاكسون وشارع غرانت في قلب الحي الصيني بالمدينة في اليوم الأول من السنة الصينية الجديدة.
وقال رئيس مجلس المشرفين في سان فرانسيسكو آرون بيسكين الذي دعا إلى مزيد من التنظيم لحركة السيارات ذاتية القيادة: "يعرف معظم سائقي السيارات العاديين أنه يتعين عليهم تجنب الحي الصيني خلال عطلة السنة القمرية الجديدة، ولكن الحاسوب لا يفهم ذلك".
وسلطت الحادثة الضوء على القدرة المحدودة للسيارات الروبوتية على اتخاذ القرارات، وأعادت المخاوف بشأن زيادة الاعتماد عليها في الشوارع لمجموعة من الأسباب، مثل المخاوف إزاء السلامة، والوظائف التي قد تأخذها من السائقين البشر، والمخاوف بشأن قدرات الذكاء الاصطناعي، وفقا لرويترز.
ووصف لندن بريد عمدة سان فرانسيسكو حادث الحي الصيني وايمو بأنه "عمل تخريبي خطير ومدمر"، وأشاد بدور المدينة كميدان اختبار لتطوير السيارات ذاتية القيادة.
وقال بريد: "نحن في سان فرانسيسكو موطن التقنيات المثيرة والناشئة، مثل المركبات ذاتية القيادة التي تغير العالم".
ويأتي تدمير وحرق مركبة وايمو -المملوكة لشركة ألفابت الشركة الأم لغوغل- بعد حادث وقع الأسبوع الماضي صدمت فيه سيارة وايمو أخرى سائق دراجة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، صدمت سيارة ذاتية القيادة، من صنع شركة كروز المملوكة لشركة جنرال موتورز، أحد المشاة وسحبته مسافة 6 أمتار، لتقوم السلطات في كاليفورنيا بعد ذلك بتعليق رخصة اختبار القيادة بدون سائق الخاصة بشركة كروز.
وقال الأستاذ بجامعة كارولينا الجنوبية براينت ووكر سميث الذي يتمتع بخبرة في قانون المركبات ذاتية القيادة: إن الحادث يثير سؤالا مشروعا عما إذا كانت السيارات ذاتية القيادة قادرة أو ينبغي أن تكون قادرة على اكتشاف المناطق المزدحمة بالمشاة وتجنبها؟
وقال: "سأكون مهتما بالاستماع إلى وايمو عن كيفية تعامل التكنولوجيا الخاصة بها مع هذا النوع من الأحداث".
ووصفت الشركة في السابق حادث التخريب بأنه حالة معزولة، لكن راكبا آخر من وايمو قال لرويترز، إنه ركب سيارة وايمو في اليوم التالي وسط حشد آخر في مدينة سان فرانسيسكو وتعرض أيضا لإطلاق الألعاب النارية على السيارة.
وقال ناثان فلوري الذي سجل المشهد: "بمجرد أن رأى المحتشدون سيارة وايمو، بدؤوا في الإشارة إليها مباشرة".
وبعد حادثة السبت، انتشرت مقاطع فيديو وايمو على وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهر أحدها شاحنة إطفاء في طريقها إلى مركز الحادث. وأكد متحدث باسم إدارة الإطفاء أن مركبة وايمو أغلقت الطريق جزئيا، وتحقق شرطة سان فرانسيسكو في حادث التخريب الذي تعرضت له سيارة وايمو السبت، حيث لم تتضح دوافع المهاجمين.
ورأى بعض المراقبين أن الحادث علامة على الاستياء المتزايد تجاه السيارات ذاتية القيادة وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقالت مديرة مركز الحكم الذاتي والروبوتات بجامعة جورج ماسون والمستشارة السابقة لمنظمي السلامة المرورية في الولايات المتحدة ميسي كامينغز: "نرى الناس يصلون إلى نقطة الغليان بشأن التكنولوجيا التي لا يريدونها ولا تجعل حياتهم أفضل".
وقال مشرف المدينة بيسكين إن الأمر ربما لم يكن "أمرا مناهضا للتكنولوجيا"، بل مجرد حادث إجرامي من قبل "مجموعة من الأشرار".
وقبل الهجوم على وايمو مباشرة، كانت الشوارع خالية إلى حد كبير من السيارات حيث توافد المشاة على الألعاب النارية. وقال شاهد إن بعض المركبات استدارت أو تراجعت بعد رؤية الحشود، وكانت بعض السيارات تتسلل عبر التقاطع بشكل دوري، حيث تفرقت الحشود للسماح لها بالمرور.
وقال مايكل فاندي، وهو شاهد آخر، إن سيارة وايمو تعرضت للهجوم عندما توقفت بعد اقترابها من الحشد، مما أدى إلى احتجاز سيارتين خلفها. وسرعان ما أصبح الجمهور متوترا "فقفز شخص يرتدي سترة بيضاء على غطاء السيارة وقام حرفيا بضرب الزجاج الأمامي على طريقة مصارعي دبليو دبليو إيه"، في إشارة إلى مصارعة المحترفين، وأدى ذلك إلى اندلاع اشتباك، حيث قام الناس بتغطية السيارة بالكتابات على الجدران، وحطموا نوافذها وأطلقوا الألعاب النارية عليها.
وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا ديف كورتيز الذي يقترح تشريعا لمنح الحكومات المحلية المزيد من السلطة لتنظيم السيارات ذاتية القيادة، إن حقيقة قيادة السيارة في منطقة مزدحمة أثناء الألعاب النارية تؤكد عيوب التكنولوجيا. وأضاف: "ما أصبح واضحا للغاية هو أن تكنولوجيا المركبات المستقلة ليست متطورة كما تريد الصناعة أن نعتقد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السیارات ذاتیة القیادة الألعاب الناریة سان فرانسیسکو
إقرأ أيضاً:
زعيم مافيا تركي يمنح ضحية اعتداء في قطار بإسطنبول سيارة خاصة (شاهد)
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط التركية، قدم زعيم المافيا التركي المعروف، سادات بكر، هبة مالية بقيمة 2.5 مليون ليرة تركية (نحو 80 ألف دولار أمريكي) لرجل تعرّض لاعتداء عنيف أمام طفليه داخل أحد قطارات مرمراي في مدينة إسطنبول، ليتمكن من شراء سيارة.
وتعرض المواطن التركي د.إ، البالغ من العمر 46 عامًا، لاعتداء مبرح من قبل راكبين إثر مشادة مع امرأة حول أولوية الجلوس داخل القطار، في حادثة وثقتها كاميرات الركاب وأثارت غضبًا كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ووقع الاعتداء العنيف أمام أعين طفلي الضحية، ما خلف صدمة نفسية شديدة لديهما، فيما أُصيب الوالد بكسور في الأنف ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
Sedat Peker, özel gereksinimli 2 çocuğun travma yaşadığı olaya müdahil oldu. Çocuklar, artık babalarının aracıyla seyahat edecek.
Babayı arayan Peker, “Bu dünyada ilahi adalete mutlaka inanmak gerekir; kim haksız yere can yakarsa onun canı da mutlaka yanar" ifadelerini… pic.twitter.com/wXOzM3B6uR — Haber Report (@HaberReport) May 31, 2025
وعقب انتشار الفيديو بشكل واسع، اتصل سادات بكر بالضحية ووجّه بتحويل مبلغ مالي كبير لشراء سيارة جديدة للعائلة المتضررة، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لإظهار الجانب الإنساني لديه.
تفاعل واسع ومواقف متباينة
أثارت هذه المبادرة من زعيم المافيا ردود فعل متباينة داخل الشارع التركي؛ إذ رأى بعض المراقبين أنها تأتي في إطار مساعٍ لتحسين صورته العامة واستعادة بعض من شعبيته السابقة.
وتحوّل الخبر إلى موضوع نقاش واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد أن قام بكر بنشر تفاصيل الهبة على حساباته الرسمية، ما زاد من الجدل بشأن النوايا الحقيقية وراء هذه الخطوة.
من جهتها، أعلنت السلطات الأمنية التركية أنها ألقت القبض على شخصين مشتبه بهما بتنفيذ الاعتداء، وهما إ.أ (22 عامًا) وإ.د (50 عامًا)، ووجهت إليهما تهمة "الإيذاء المتعمد".
وقد أُفرج عن أحد المتهمين عقب انتهاء التحقيقات الأولية، بينما يستمر الآخر في مواجهة الإجراءات القضائية، وفق ما أفادت به مصادر رسمية.
من هو زعيم المافيا؟
يُذكر أن سادات بكر كان قد غادر تركيا في عام 2020 واستقر لاحقًا في دبي، حيث ذاع صيته خلال عام 2021 بعد بثه سلسلة من مقاطع الفيديو التي وجه خلالها اتهامات بالفساد والضلوع في أنشطة غير قانونية إلى عدد من المسؤولين الأتراك الحاليين والسابقين، ما أدى إلى توتر علاقاته مع الحكومة التركية.
وبعد موجة من الجدل، فرضت عليه السلطات الإماراتية لاحقًا عزلة رقمية شاملة، منعته من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار ما اعتبره مراقبون اتفاقًا ضمنيًا مع أنقرة لتقييد نشاطه الإعلامي.