عقد منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة السادس تحت شعار «تمكين الطفل العربي»
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
تنظم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية-إدارة الأسرة والطفولة) والمجلس العربي للطفولة والتنمية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» ومكتبة الإسكندرية، «منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة السادس»، تحت شعار «تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها»، وذلك خلال الفترة من 13 - 14 فبراير 2024، بمقر مكتبة الإسكندرية - بجمهورية مصر العربية.
يأتي ذلك تحت رعاية أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، والأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية.
وصرحت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، بأن أهمية المنتدى تأتي لتسليط الضوء على القضايا الناشئة في ظل الانفتاح الكبير للمنظومة التكنولوجية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ومدى تأثيرها على بنية الأسرة العربية والأطفال، وأضافت السفيرة بأن المنتدى سيبحث أفضل السبل والاستراتيجيات لتأهيل وتمكين الأطفال في مجالات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في تطبيقات التعليم والحياة المجتمعية.
ومن المقرر أن يبحث المنتدى واقع المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل المتغيرات الراهنة، فضلا عن جلسة حوارية مع الأطفال، وعرض لتجارب ومبادرات في مجالات المجتمع المدني والثورة الصناعية الرابعة، وذلك بمشاركة ما يقرب من 250 مشاركا يمثلون الخبراء وممثلي الآليات الحكومية، والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المعنية بالطفل من مختلف الدول العربية.
والجدير بالذكر أن منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة هو ملتقى دوري وآلية لبناء قدرات منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الطفولة، ومجال للتعلم، وتبادل الخبرات، وبناء الشراكات، كما يتبنى مقاربة حقوقية وتنموية حيث يــنطلق من اتفاقية حقوق الطفل وغيرها من المواثيق والاتفاقيات العربية والدولية ذات الصلة وأهداف التنمية المستدامة SDGs.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة المجلس العربي للطفولة والتنمية المجتمع المدنی العربی للطفولة
إقرأ أيضاً:
مأزق الوحدة العربية الكبرى
في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.
ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.
إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.
إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».