قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستيراتيجية، إن توقيت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة تأتي في توقيت حساس، إذ يأتي بالتزامن مع أزمة غزة في وقت تلعب فيه البلدان أدوارا محورية مع أطراف النزاع سواء الاحتلال أو الفصائل الفلسطينية.

عبدالفتاح: مصر وتركيا لهما علاقات قوية بأطراف النزاع في غزة

وتابع عبدالفتاح، في تصريحاته لـ«الوطن»، أن التعاون التركي المصري من شأنه أن يخترق القضايا الخلافية في المبادرات المطروحة لعمل هدنة في غزة، نظرا لأن مصر وتركيا لهما علاقات قوية بأطراف النزاع وبالتالي سيكون التواصل مع الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال أسهل، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تتخلى حماس وإسرائيل عن تشددهما وتعنتهما حال تدخل أطراف دولية جديدة تجمعهم مصالح مشتركة.

وأشار الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستيراتيجة إلى أن التعاون المصري التركي من شأنه أن يواجه التحديات التي تقف كعقبات للمبادرات المطروحة حاليا، بل ومن الممكن أن يساعدا في أن هم يطرحوا رؤية مختلفة لحلها أو قد تجد تركيا مدخلا مختلفا لحماس وإسرائيل يستجيبا من خلاله من أجل إبرام صفقة تبادل الأسرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تركيا زيارة أردوغان أردوغان الرئيس التركي مصر

إقرأ أيضاً:

زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني | بوابة جديدة للاستثمار وتوطين التكنولوجيا .. خبير يعلق

في توقيت بالغ الأهمية سياسيًا واقتصاديًا، جاءت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني "لي تشيانغ" إلى مصر، والتي استغرقت يومين، لتؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، ولتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاستراتيجي. فبعد مشاركته في قمة البريكس، حيث أصبحت مصر عضوًا رسميًا في التجمع، اختار لي القاهرة كمحطة رئيسية، في دلالة واضحة على أهمية مصر في الاستراتيجية الصينية العالمية.

منطقة تيدا الصناعية.. نموذج للتكامل الصناعي المصري الصيني

أشار الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، إلى أن منطقة تيدا الصناعية في العين السخنة تمثل حجر الزاوية في التعاون الصناعي بين القاهرة وبكين. فهي ليست فقط منصة صناعية، بل رمز للتلاقي بين رؤية مصر 2030 وأولويات الصين في مجالات الصناعة المتقدمة، والطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي.

ووفقًا لتصريحات الشامي، فإن هناك خططًا لتوسيع المنطقة الصناعية "تيدا" خلال السنوات المقبلة، مع توقعات بأن تتضاعف استثماراتها إلى 3 مليارات دولار بحلول 2028، بالتوازي مع نقل تكنولوجيا الصناعات الخضراء إلى السوق المصري، مثل إنتاج بطاريات الليثيوم والألواح الشمسية، وهو ما يعزز من قدرة مصر على توطين التكنولوجيا وخلق بيئة صناعية حديثة مستدامة.

استثمارات صينية متزايدة.. دعم مباشر للاقتصاد المصري

واضاف الشامي، ان الصين أصبحت بالفعل شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا لمصر، ويظهر ذلك من خلال تجاوز الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر حاجز 8 مليارات دولار، موزعة على أكثر من 2800 شركة تعمل في قطاعات متنوعة تشمل البنية التحتية، الطاقة، تكنولوجيا الفضاء، تصنيع الأمصال، والسكك الحديدية، كما تشارك الشركات الصينية في تنفيذ مشروعات عملاقة، أبرزها مشروعات الطاقة المتجددة ومحطات الكهرباء، والقطار الكهربائي، بالإضافة إلى مشروعات البنية التحتية التي تمثل دعامة أساسية للنمو الاقتصادي المصري.

التعاون المالي والنقدي.. حلول بديلة لأزمة الدولار

اكد الشامي، ان واحدة من أبرز ملامح التعاون الجديد هي تفعيل مبادلة العملات الوطنية بين مصر والصين (اليوان والجنيه المصري)، كآلية لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتجاوز الأزمات النقدية. وتهدف الاتفاقية إلى الوصول إلى تبادل بقيمة 18 مليار يوان بحلول عام 2025.

كما أشار الشامي إلى إمكانية فتح بنوك صينية في مصر، وتوفير خطوط ائتمان صينية بمليارات الدولارات لتمويل الواردات الأساسية، مما يوفر بدائل مالية مرنة مقارنة بشروط التمويل الدولية الأخرى مثل تلك التي يفرضها صندوق النقد الدولي.

التبادل التجاري.. مؤشرات على نمو مطرد

واوضح الشامي، ان حجم التبادل التجاري بين مصر والصين شهد زيادة ملحوظة في عام 2024، حيث بلغ نحو 17.37 مليار دولار، مقارنة بـ 15.78 مليار دولار في عام 2023. هذا النمو يشير إلى علاقات اقتصادية تتجه نحو مزيد من التكامل، خصوصًا في ظل خطط تحويل مصر إلى مركز لوجستي عالمي عبر ربط ميناء السخنة بالممر الاقتصادي الصيني الأفريقي.

ومن الجدير بالذكر أن الحكومة المصرية تسعى حاليًا إلى تقليص العجز التجاري مع الصين عبر التوسع في تصدير المنتجات الزراعية المصرية إلى الأسواق الصينية، مثل الحمضيات والأسمدة.

رؤية مستقبلية لعلاقات استراتيجية متنامية

أكد الشامي أن زيارة "لي تشيانغ" لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل تعكس تحولًا جوهريًا في العلاقات بين البلدين، وتفتح الباب أمام عصر جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة. الزيارة تمثل فرصة حقيقية لمصر لجذب مزيد من الاستثمارات، وتوطين التكنولوجيا، وتحقيق تقدم حقيقي نحو التحول الأخضر والنمو الاقتصادي المستدام.

وبينما تخطو مصر بثبات نحو تنفيذ رؤية 2030، تظل الشراكة مع الصين أحد الأعمدة الرئيسية في دعم هذا التحول، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل أيضًا كرافعة أساسية للمكانة الجيوسياسية لمصر في المنطقة.

طباعة شارك مصر بكين الصين الدولار القاهرة

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: الاتهامات الإيرانية لـ جروسي تهدد مستقبل العلاقة مع الطاقة الذرية
  • زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني | بوابة جديدة للاستثمار وتوطين التكنولوجيا .. خبير يعلق
  • خبير عسكري: توغلات جيش الاحتلال بغزة تصطدم بعمليات نوعية للمقاومة
  • أردوغان: الإدارة الإسرائيلية ستحاسب على الإبادة الجماعية بغزة
  • خبير عسكري: محاولة أسر جنود بغزة خطط مدروسة وليست مصادفة
  • خبير: ترامب فشل في تمرير صفقة الثروات مقابل الهدنة مع روسيا
  • نجلاء العسيلي: زيارة رئيس وزراء الصين للقاهرة ترسي دعائم شراكة استراتيجية أوسع بين القاهرة وبكين
  • خبير سياسي: الجيش السوداني يستعيد منطقتين في شمال كردفان.. وميليشيا الدعم تهدد
  • قيادي بـ مستقبل وطن: زيارة رئيس الحكومة الصينية تساهم في تعزيز الشراكة التنموية
  • "كلّه إلا الرئيس".. القضاء التركي يحجب روبوت "غروك" بعد اتهامه بالتطاول على أردوغان