نقّاد رياضيون آخر زمن
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
حمد الحضرمي
سمعنا وشاهدنا الكثير من المحسوبين على الإعلام الرياضي من الصحفيين والنقّاد في البرامج الرياضية المحلية والخليجية، يحللون وينتقدون ليل نهار بما يعتقدونه من وجهات نظرهم المتواضعة أنها أخطاء فنية وقع فيها مدرب ولاعبي المنتخب الوطني المشارك في نهائيات كأس أسيا في قطر، أو أخطاء إدارية وقعت فيها بعثة المنتخب وأعضاء اتحاد الكرة.
والنقد حالة صحية متى ما كان هادفًا وبناءً وبموضوعية ومنهجية ومصداقية، ويلامس الحقائق ويكشف الواقع، وبه أفكار وآراء صحيحة ووجيهة، لتصحيح الأخطاء والارتقاء بالمستوى الفني لمنتخبنا، وتطوير العمل الإداري في اتحاد الكرة، أما عندما يكون النقد موجهه وبدون موضوعية ولا مصداقية، ولا منهجية في الطرح والأفكار ومحطم للآمال والأمنيات، ولا يكشف الأخطاء والحقائق، وبه تجريح وإهانة وإساءة لأشخاص وتشهير بهم، فهذا نقد هدام بعيدًا عن معايير وقواعد ومبادئ النقد الرياضي الهادف.
والناظر والمتابع لمشهد إعلامنا الرياضي يجد من الوهلة الأولى بأن هناك من يعمل بهذا المجال البالغ الأهمية ليسوا من الأساس صحفيين، ولا يمتهنون هذه المهنة الشريفة، وليس لديهم مؤهلات علمية في الصحافة والإعلام، ولا ينتسبون لجمعية الصحفيين، ومنهم من ليسوا رياضيين ولم يمارسوا لعبة كرة قدم ولا يعلمون قوانينها وأنظمتها وطرق وخطط وأساليب لعبها. والسؤال المطروح: كيف وصل مثل هؤلاء للعمل بالصحافة والإعلام الرياضي وسيطروا عليه منذ سنوات؟
لقد وصل بعضهم بالعلاقات الشخصية والواسطات والمحسوبية، والنتيجة إصابة إعلامنا الرياضي بالضعف والوهن والتراجع، وهذا أحد الأسباب التي سببت عدم تحقيق منتخبنا الوطني لكرة القدم نتائج مرضية في نهائيات كأس أسيا، لأن الإعلام الرياضي شريك أساسي في نجاح أو فشل القطاع الرياضي، وله دور مهم في كشف الحقائق وتوضيح الأخطاء ووضع الحلول المناسبة للتطوير والتحديث وجودة العمل في الجوانب الفنية والإدارية بالأندية والاتحادات الرياضية.
والصحفي والناقد الرياضي لا بُد أن يُعايش الواقع والأحداث والمستجدات الرياضية في بلده، ويقيسها بأمانة وإنصاف وعدالة وينقلها بموضوعية ومصداقية ومنهجية، بعيدًا عن المجاملات والمصالح الشخصية، ودون تجريح وإهانة، والالتزام بمعايير ومبادئ وقواعد النقد الرياضي وعدم تجاوزها، ويتوجب أن يكون ملمًا متمكنًا يتمتع بالموهبة ويكون طرحه مهنيًا، ولا يتهم أشخاص بعينهم، كون العمل في المجال الرياضي عمل جماعي، وبه شركاء كوزارة الثقافة والرياضة والشباب والأندية ومؤسسات حكومية وخاصة، وأي نجاح أو فشل يشمل الجميع كونهم شركاء في القطاع والعمل الرياضي.
من المؤسف والمحزن إن يوجه بعض الصحفيين والنقّاد نقدهم لاتحاد أو مؤسسة واحدة بعينها دون نقد المؤسسات الأخرى والمسؤولين العاملين بها، فالأمانة والعدالة الصحفية والإعلامية تقتضي الانصاف والمساواة والتوازن في الطرح والنقد البناء، وتوجه النقد والعتب واللوم لعناصر المنظومة الرياضية بأكملها دون تحيز ودون ازدواجية المعايير أو مجاملة لطرف على حساب طرف آخر.
ويتطلب الوضع أن نوحد الصف ونقوي الإرادة والعزيمة ونضع أيدينا بأيدي بعض، ونعمل سويًا بقلوب صافية محبة للوطن، فمعًا بمشيئة الله نستطيع تحقيق الحلم المنتظر منذ عقود والصعود لنهائيات كأس العالم 2026.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بحث توحيد الرسائل الإعلامية المرتبطة بالسلامة العامة والوقاية من المخاطر بين «الداخلية» و«الإطفاء»
في إطار التعاون والتنسيق المشترك بين الجهات الحكومية، استقبلت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية وفدا من قوة الإطفاء العام برئاسة العميد محمد بدر الغريب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام.
وكان في استقبال الوفد مدير عام الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني العميد ناصر عيد أبوصليب.
وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الإعلامي والتوعوي بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بتوحيد الرسائل الإعلامية والتنسيق المشترك في الحملات التوعوية المرتبطة بالسلامة العامة والوقاية من المخاطر، إلى جانب تطوير آليات التواصل مع الجمهور بما يخدم الأهداف الاستراتيجية لكلا الطرفين.
كما اطلع الوفد على طبيعة العمل في الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني، والدور الذي تضطلع به في نشر التوعية الأمنية وتعزيز ثقافة السلامة، حيث قام بجولة ميدانية في أقسام الإدارة تم خلالها استعراض أبرز التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال الإعلام الأمني وسبل التواصل الفعال مع مختلف شرائح المجتمع.
وفي ختام الزيارة، أكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بما يسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي وتعزيز أمن وسلامة المواطنين والمقيمين.
وأعرب وفد قوة الإطفاء العام عن بالغ شكره وتقديره لحسن الاستقبال، مشيدا بجهود الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني في دعم الرسالة الأمنية والتوعوية.