جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@02:26:46 GMT

نقّاد رياضيون آخر زمن

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

نقّاد رياضيون آخر زمن

 

 

حمد الحضرمي

سمعنا وشاهدنا الكثير من المحسوبين على الإعلام الرياضي من الصحفيين والنقّاد في البرامج الرياضية المحلية والخليجية، يحللون وينتقدون ليل نهار بما يعتقدونه من وجهات نظرهم المتواضعة أنها أخطاء فنية وقع فيها مدرب ولاعبي المنتخب الوطني المشارك في نهائيات كأس أسيا في قطر، أو أخطاء إدارية وقعت فيها بعثة المنتخب وأعضاء اتحاد الكرة.

والنقد حالة صحية متى ما كان هادفًا وبناءً وبموضوعية ومنهجية ومصداقية، ويلامس الحقائق ويكشف الواقع، وبه أفكار وآراء صحيحة ووجيهة، لتصحيح الأخطاء والارتقاء بالمستوى الفني لمنتخبنا، وتطوير العمل الإداري في اتحاد الكرة، أما عندما يكون النقد موجهه وبدون موضوعية ولا مصداقية، ولا منهجية في الطرح والأفكار ومحطم للآمال والأمنيات، ولا يكشف الأخطاء والحقائق، وبه تجريح وإهانة وإساءة لأشخاص وتشهير بهم، فهذا نقد هدام بعيدًا عن معايير وقواعد ومبادئ النقد الرياضي الهادف.

والناظر والمتابع لمشهد إعلامنا الرياضي يجد من الوهلة الأولى بأن هناك من يعمل بهذا المجال البالغ الأهمية ليسوا من الأساس صحفيين، ولا يمتهنون هذه المهنة الشريفة، وليس لديهم مؤهلات علمية في الصحافة والإعلام، ولا ينتسبون لجمعية الصحفيين، ومنهم من ليسوا رياضيين ولم يمارسوا لعبة كرة قدم ولا يعلمون قوانينها وأنظمتها وطرق وخطط وأساليب لعبها. والسؤال المطروح: كيف وصل مثل هؤلاء للعمل بالصحافة والإعلام الرياضي وسيطروا عليه منذ سنوات؟

لقد وصل بعضهم بالعلاقات الشخصية والواسطات والمحسوبية، والنتيجة إصابة إعلامنا الرياضي بالضعف والوهن والتراجع، وهذا أحد الأسباب التي سببت عدم تحقيق منتخبنا الوطني لكرة القدم نتائج مرضية في نهائيات كأس أسيا، لأن الإعلام الرياضي شريك أساسي في نجاح أو فشل القطاع الرياضي، وله دور مهم في كشف الحقائق وتوضيح الأخطاء ووضع الحلول المناسبة للتطوير والتحديث وجودة العمل في الجوانب الفنية والإدارية بالأندية والاتحادات الرياضية.

والصحفي والناقد الرياضي لا بُد أن يُعايش الواقع والأحداث والمستجدات الرياضية في بلده، ويقيسها بأمانة وإنصاف وعدالة وينقلها بموضوعية ومصداقية ومنهجية، بعيدًا عن المجاملات والمصالح الشخصية، ودون تجريح وإهانة، والالتزام بمعايير ومبادئ وقواعد النقد الرياضي وعدم تجاوزها، ويتوجب أن يكون ملمًا متمكنًا يتمتع بالموهبة ويكون طرحه مهنيًا، ولا يتهم أشخاص بعينهم، كون العمل في المجال الرياضي عمل جماعي، وبه شركاء كوزارة الثقافة والرياضة والشباب والأندية ومؤسسات حكومية وخاصة، وأي نجاح أو فشل يشمل الجميع كونهم شركاء في القطاع والعمل الرياضي.

من المؤسف والمحزن إن يوجه بعض الصحفيين والنقّاد نقدهم لاتحاد أو مؤسسة واحدة بعينها دون نقد المؤسسات الأخرى والمسؤولين العاملين بها، فالأمانة والعدالة الصحفية والإعلامية تقتضي الانصاف والمساواة والتوازن في الطرح والنقد البناء، وتوجه النقد والعتب واللوم لعناصر المنظومة الرياضية بأكملها دون تحيز ودون ازدواجية المعايير أو مجاملة لطرف على حساب طرف آخر.

ويتطلب الوضع أن نوحد الصف ونقوي الإرادة والعزيمة ونضع أيدينا بأيدي بعض، ونعمل سويًا بقلوب صافية محبة للوطن، فمعًا بمشيئة الله نستطيع تحقيق الحلم المنتظر منذ عقود والصعود لنهائيات كأس العالم 2026.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي

 

 

موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • متحدث الكهرباء يكشف كواليس عطل الجيزة: الأخطاء واردة.. والأحمال سجلت رقما قياسيا
  • التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
  • نقابة العلاج الطبيعي: بيان اتخاذ إجراءات ضد حاملي الدكتوراه من التربية الرياضية مزور
  • لجنة الرقابة والمعايير بوزارة الشباب تتفقد الهيئات الرياضية فى بورسعيد
  • بورسعيد تستقبل لجنة الرقابة والمعايير.. جولات تفتيشية لضمان كفاءة الهيئات الرياضية
  • “أخطاء الممارسة الطبية في علاج الأطفال”… محاضرة في نقابة أطباء حلب
  • الأخطاء الفردية والدفاعية والخبرة... عقبات حالت دون ظفر لبؤات الأطلس باللقب الإفريقي مرتين
  • عاجل | الصحفيين الأردنيين” تحذّر من انتحال الصفة الإعلامية خلال تغطية نتائج التوجيهي
  • وزير الإعلام والرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام “SRMG” يناقشان مستجدات النقل الإعلامي للمسابقات الرياضية السعودية
  • تقديس المدير