الاحتلال يغتال أبطال مسلسل حولته المقاومة في طوفان الأقصى إلى واقع
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
ترجح أوساط فنية أن تكون عمليات الاغتيال ممنهجة وتهدف إلى "الانتقام" من أبطال عمل فني حولته عملية طوفان الأقصى إلى واقع
يعمد الاحتلال الإسرائيلي على استهداف البشر والحجر في قطاع غزة والنيل من الصمود الفلسطيني على أرضه.
وخلال الـ132 يوما الماضية لم يكن الفنان الفلسطيني بمنأى عن أهداف الاحتلال، حيث قال الفنان الفلسطيني علاء قدوحة في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إثر اغتيال رفيق دربه المخرج محمد خليفة:"أصبح الفنان والممثل هدفا لإسرائيل"، ولم يكن يعلم حينها أنه سيلحق به شهيدا.
وقبل يومين استشهد علاء مع آخرين من أفراد عائلته، في غارة جوية للاحتلال استهدفته وعائلته في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
اقرأ أيضاً : غالانت: طائراتنا التي تحلق الآن في سماء لبنان تحمل قنابل ثقيلة لأهداف بعيدة
وخلال السنوات الثلاث الماضية نال الفنان الشهيد علاء قدوحة شهرة واسعة، إثر مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل "بوابة السماء" من إنتاج العام 2021، وأتبعه بالمشاركة ببطولة مسلسل "قبضة الأحرار" الذي أخرجه الشهيد محمد خليفة، وبمشاركة ممثلين وفنانين آخرين قضى عدد منهم خلال عدوان الاحتلال المستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
تقول أوساط محلية فلسطينية إن اغتيال الفنان الشهيد علاء قدوحة، الذي تعود أصوله لأسرة لاجئة من مدينة يافا داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وبعد عمليات اغتيال مماثلة لـ"أبطال" مسلسل قبضة الأحرار، يظهر بأنه "استهداف ممنهج" لصنّاع الفن المقاوم.
وبعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذها مقاومون من كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر الماضي، باجتياحهم مستوطنات غلاف غزة، استدعى مراقبون ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مسلسل قبضة الأحرار، بوصفه محاكاة تمثيلية للعملية.
ويستند هذا المسلسل الذي أنتجته حركة حماس، ويصنف بأنه "عمل فني استخباراتي"، إلى قصص حقيقية، تبرز ما يطلق عليه "صراع الأدمغة" بين المقاومة وأجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي.
وباغتيال قدوحة ومن قبله مخرج قبضة الأحرار محمد خليفة، والمصور مصطفى ثريا، وسبقهم الفنان علي نسمان الذي كان سيشارك في الجزء الثاني من المسلسل، ترجح أوساط فنية فلسطينية أن تكون عمليات الاغتيال ممنهجة وتهدف إلى "الانتقام" من أبطال عمل فني حولته عملية طوفان الأقصى إلى واقع.
وأبدى فنانون شاركوا في قبضة الأحرار حزنا كبيرا على فراق قدوحة ورفاقه، لكنهم فضلّوا عدم الحديث عن المسلسل، وإذا ما كان سببا في اغتياله ومن سبقوه.
ونال الفنان الشهيد علاء قدوحة شهرة واسعة محليا وعربيا بمقطع مصور قصير نشره على حسابه بمنصة "تيك توك" وظهر فيه بشخصية ضابط إسرائيلي يدعى "الجنرال موشي"، مرتديا زيا عسكريا يشبه زي جيش الاحتلال وبمظهر اعتقد كثيرون أنه بالفعل ضابط إسرائيلي قبل أن تتأكد شخصيته الحقيقية لجمهوره كفنان فلسطيني ساخر.
وفي هذا المقطع كان قدوحة يعلق على مشهد انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي لغراب يسقط علم إسرائيلي، وافتتح مقطعه بآية قرآنية واختتمه بمطالبة "الإسرائيليين" بالهروب من فلسطين.
الجزيرة نت
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي الحرب في غزة حركة المقاومة الاسلامية حماس فنان الشهداء طوفان الأقصى قبضة الأحرار علاء قدوحة
إقرأ أيضاً:
خالد المصو: المسرح الفلسطيني صدى المقاومة وصوت الحياة وسط الموت
قال الفنان الفلسطيني خالد المصو إن المسرح الفلسطيني وعلى مدار 77 عامًا منذ النكبة، حمل رسالة مقاومة وكان أداة صوتية وإنسانية للدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الفنان الفلسطيني لم يكن يومًا بمنأى عن الواقع القاسي للاحتلال، بل كان جزءًا منه ومعبّرًا عنه.
وأشار المصو، في مدخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن العمل الفني وسط الحرب والفقدان ليس سهلًا، موضحًا: "خلال العدوان، بدأت الكتابة كوسيلة لمواجهة الألم، ولكن بعد عام من المشاهدة الصامتة للانتهاكات ولامبالاة العالم، شعرت أن كل عمل فني قد يبدو ضعيفًا أمام هذا الكم من العنف".
إلا أنه استدرك بالقول: “رفضت أن أبقى مكتوف الأيدي، قررت أن أرفع صوتي وصوت شعبي، لأننا كشعب نحب الحياة ونحلم، ونريد لأطفالنا أن يتعلموا ويعيشوا بكرامة”.
أوضح المصو أن هدفه في العمل المسرحي الأخير لم يكن سياسيًا، بل إنسانيًا بحتًا، إذ أراد أن يقدم قصة "الخياطة التي تصنع فساتين الأعراس"، وهي رمز للحياة والفرح، رغم كل الموت المحيط، مضيفًا: "العالم سئم الخطابات السياسية، نحن نريد أن نتحدث عن الإنسان، لا نطلب شفقة، بل نريد أن نظهر أننا أقوياء وباقون".
وأكد المصو أن العمل المسرحي كان جماعيًا، بالتعاون مع الفنان كريم ستوم في الدراماتورجيا والمخرج فراس أبو صباح، مشددًا على صعوبة تجسيد الألم دون الوقوع في فخ البكائيات أو الصورة النمطية، وقال: "نحن لا نمثل لأننا أبطال، بل لأننا بشر نحلم بحياة طبيعية، ونحاول أن نعكس الصمود والمواقف الإنسانية الصادقة".