هل التردد في إكمال صيام عاشوراء يبطله أم يقلل الثواب؟ ..الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
صيام يوم عاشوراء .. يصوم اليوم الألاف من المسلمين هذا اليوم ، والذي يعد من الأيام المباركة التي يُستحب فيها الصيام، يُقبل المسلمون على هذه العبادة العظيمة طلبًا للأجر والثواب، اقتداءً بهدي النبي ﷺ، الذي بيّن أن صيامه يكفّر ذنوب السنة الماضية.
وفي هذا السياق، يثار سؤال بين كثير من الصائمين، وهو: ماذا لو تردد الصائم في إكمال صومه؟ هل يؤثر ذلك على صيامه؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من نوى الصيام ثم فكر في الإفطار أثناء اليوم، ثم عدل عن ذلك واستمر في صيامه، فإن صيامه يظل صحيحًا طالما لم يقم بأي من المفطرات، كالطعام أو الشراب أو غيرها ، أما مجرد التردد أو التفكير في الإفطار، فلا يفسد الصوم ولا ينقص من أجره.
وأضافت الدار أن صيام التطوع من العبادات غير الواجبة، ولذلك لا حرج على من قرر قطعه في أي وقت من النهار، ولا يترتب على ذلك إثم أو قضاء، لكونه سنة يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها.
هل الأكل أو الشرب ناسيًا يفطروفي شأن آخر يتعلق بصيام هذا اليوم الفضيل، أكد العلماء، أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء الصوم، سواء كان فرضًا أو تطوعًا، فصيامه صحيح ولا قضاء عليه ولا كفارة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وقوله: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به}.
كما استدل بما روي أن رجلًا قال للنبي ﷺ: "يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيًا وأنا صائم"، فقال له: "أطعمك الله وسقاك"، في إشارة إلى أن النسيان لا يُبطل الصيام.
وأضاف الأطرش أنه إذا تذكّر الصائم أنه صائم أثناء تناوله الطعام أو الشراب، وجب عليه أن يمتنع فورًا ويلفظ ما في فمه، لأن العذر حينها قد زال.
وعن مسألة النية، بيّنت دار الإفتاء أن تبييت النية في صيام التطوع ليس شرطًا عند جمهور الفقهاء، إذ يجوز عقد النية في أثناء النهار قبل الزوال، بشرط ألا يكون الصائم قد أتى بأي مفطر منذ الفجر.
وقد استدل العلماء بما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ يومًا: "يا عائشة، هل عندكم شيء؟" فقلت: لا، فقال: "فإني صائم". وهذا الحديث أخرجه مسلم، ويدل على جواز النية المتأخرة في صيام التطوع.
ومع ذلك، أشارت دار الإفتاء إلى أن من نوى الصيام قبل الزوال دون أن يكون قد تناول شيئًا من المفطرات، فإن صومه صحيح، لأن معظم النهار لا يزال متبقيًا، كما هو الحال في إدراك ركعة من الصلاة.
وأكدت دار الإفتاء بأن صيام يوم عاشوراء من أعظم الأعمال تطوعًا، وأن الشريعة راعت اليسر والرحمة في أحكامه، داعيةً إلى اغتنام هذا اليوم المبارك بالطاعة، والدعاء، والتوسعة على الأهل، كما ورد عن النبي ﷺ: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم عاشوراء الصيام صيام التطوع صيام يوم عاشوراء دار الإفتاء دار الإفتاء یوم عاشوراء صیام التطوع فی صیام
إقرأ أيضاً:
حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام يوم عاشوراء.. الموقف الشرعي
يصوم اليوم السبت 5 يوليو 2025، العاشر من شهر الله المحرم لعام 1447 هـ، وهو يوم عاشوراء، الذي يُعد من أعظم الأيام التي يصومها المسلمون لما فيه من فضل كبير، فقد صامه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى بصيامه، لما له من منزلة عظيمة في الإسلام، ولأنه اليوم الذي نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين، وأهلك فرعون وجنوده، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم شكرًا لله، وقال: "أنا أحق بموسى منهم"، فصامه وأمر بصيامه.
وفي هذا اليوم الفضيل الذي يصومه ملايين المسلمين حول العالم طمعًا في الأجر ورضا الله سبحانه وتعالى، تتجدد الأسئلة حول بعض الأحكام المتعلقة بالصيام، ومنها حكم من يأكل أو يشرب ناسيًا وهو صائم، خاصة في صيام النوافل ومنها صيام يوم عاشوراء.
وفي هذا السياق، جددت دار الإفتاء المصرية فتواها بشأن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء صيام يوم عاشوراء أو في أي من صيام التطوع، موضحة أن صيامه صحيح، ولا يفسد، ولا يجب عليه القضاء، ولا تلزمه كفارة، ويجوز له إتمام صيامه ولا شيء عليه، ما دام الأكل أو الشرب قد وقع نسيانًا ودون قصد منه.
وأوضحت دار الإفتاء أن هذه الفتوى تستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه"، وهو حديث يدل على سماحة الشريعة ورحمة الله بعباده، وأن ما يقع من المسلم من غير قصد، لا يؤاخذ به.
كما استدلت دار الإفتاء بحديث آخر صحيح ورد عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه"، وهو حديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم، ويُعد من الأحاديث الصحيحة المحكمة في هذا الباب، وقد أجمع العلماء على العمل به، وأقروا أن النسيان لا يفسد الصيام.
وأكدت دار الإفتاء أن هذا الحكم ينطبق على كل أنواع الصيام، سواء كان الصيام فرضًا، مثل صيام شهر رمضان، أو نذرًا، أو كفارة، أو تطوعًا ونفلًا، كصيام يوم عاشوراء، ويوم عرفة، وست من شوال، وغيرها من الأيام التي يُستحب فيها الصيام. وأضافت أن الشريعة الإسلامية في هذا الباب – كما في غيره – قائمة على اليسر ورفع الحرج، وقد قرر الفقهاء أن "النسيان عذر معتبر شرعًا"، و"لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها"، وهو من القواعد الكبرى التي بُنيت عليها الأحكام الشرعية.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن المسلم إذا أكل أو شرب ناسيًا، ثم تذكّر، وجب عليه أن يمتنع فورًا عن الاستمرار في الأكل أو الشرب، وأن يلفظ ما في فمه إن كان فيه شيء، ثم يُكمل صيامه، ولا يلتفت إلى الوساوس أو يظن أن صيامه قد فسد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ من وقع له ذلك على صحة صومه، وبيّن أن ما أكله أو شربه قد كان من فضل الله عليه، لا من فعله المتعمد.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن هذه الأحكام تمثل رحمة الإسلام وشمول عدله، وأن الله عز وجل لطيف بعباده، فلا يُكلفهم فوق طاقتهم، وأن من عظمة هذا الدين أنه راعى أحوال المكلفين، وفتح لهم باب الطاعات دون مشقة أو تعنت، داعية المسلمين إلى اغتنام هذا اليوم المبارك بالإكثار من الصيام والدعاء والاستغفار، والتوسعة على الأهل، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته".