ما حقيقة فرض الإمارات قيودا على غارات أمريكا ضد حلفاء إيران؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تقريرا قالت فيه إن الإمارات هي واحدة من عدة دول باتت تفرض قيودا على الولايات المتحدة وقدرتها لشن غارات انتقامية ضد جماعات مدعومة من إيران، وفقا لأربعة أشخاص على معرفة بالأمر.
ونشرت الولايات المتحدة ألافا من القوات في منشآت وقواعد عسكرية في الكويت والإمارات وقطر وعمان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، وأصبح دور الدول العربية في دعم النشاطات العسكرية الأمريكية محلا للتمحيص منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي
ووضعت الحرب في غزة الدول العربية الراغبة بتخفيف غضب مواطنيها ضد إسرائيل أمام رغبتها لمساعدة واشنطن ومنع هجمات الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران.
وذكرت المجلة أن القيود على النشاطات العسكرية الأمريكية من على أراضي هذه الدول، يعكس حسابات الدول العربية بشأن المدى الذي يمكنها فيه دعم الولايات المتحدة بدون إغضاب إيران.
وجاءت معلومات المجلة بشأن القيود على النشاطات العسكرية الأمريكية في دول عربية من مسؤول أمريكي ومساعد في الكونغرس ومسؤولين غربيين.
وبينت المجلة، "أنه وسط زيادة عدد القتلى بين المدنيين في غزة فإن الدول العربية وبخاصة تلك التي تحاول تحقيق انفراج في العلاقات مع إيران تفرض وبشكل متزايد قيودا على الولايات المتحدة وشركائها القيام بعمليات دفاع عن النفس من على أراضيها.
ووفقا للمجلة، فإن القيود تضم حدودا في الغارات الإنتقامية ضد هجمات من العراق وسوريا والبحر الأحمر.
وأمر الرئيس جو بايدن وخلال الأسابيع الماضية سلسلة من الغارات الجوية الإنتقامية والهجمات الصاروخية وبالتزامن مع عمليات لحلفاء الولايات المتحدة ضد تهديدات الجماعات المؤيدة لإيران في الشرق الأوسط.
وبلغ عدد الهجمات التي قامت بها هذه الجماعات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن واستخدمت فيها مزيجا من الغارات بالمسيرات والصواريخ، 170 هجوما، مما أدى لمقتل ثلاثة جنود أمريكيين وجرح العشرات.
ونقلت المجلة عن المسؤول قوله، إن دولا عربية بعينها باتت تضع قيودا على الوصول إلى القواعد وإطلاق الأرصدة العسكرية المشاركة في الغارات الإنتقامية، مضيفا إن عدد الدول التي تفرض قيودا غير واضح.
وعزا المسؤولان الغربيان السبب الذي دفع الإمارات لفرض القيود، "أنها لا تريد الظهور بأنها ضد إيران ولا يريدون الظهور بمظهر أنهم علاقة وثيقة مع الغرب وإسرائيل لأسباب تتعلق بمواقف الرأي العام".
وعبرت الإمارات في السنوات الماضية عن قلقها من غارات الحوثيين في اليمن الذين استهدفوا أبو ظبي بالصواريخ.
وأشارت المجلة أن ممثلا عن السفارة الإماراتية في واشنطن رفض التعليق على التقرير.
من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن الجيش الأمريكي "لديه القدرة لتحليق أرصدة إضافية في المنطقة لدعم جهود الردع وتوفير خيارات واسعة للخطط الطارئة".
وأضاف "نحتفظ أيضا بقدرات في كل منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية للدفاع عن قواتنا والقيام بغارات دفاع عن النفس وفي الوقت والمكان الذي نختاره".
وتستقبل قاعدة الظفرة في الإمارات عشرات المقاتلات الأمريكية المشاركة في العمليات عبر المنطقة، بما فيها مقاتلات حربية ومسيرات استطلاع مثل أم كيو- 9 ريبر.
وفي تشرين الأول/أكتوبر قامت الولايات المتحدة بغارات انتقامية بمقاتلات أف-16 ضد منشأتين في شرق سوريا تستخدم من قبل الحرس الثوري الإيراني والجماعات الوكيلة.
ومع أن البنتاغون لم يكشف عن مكان انطلاق المقاتلات إلا أن قاعدة الظفرة هي الأقرب وتتمركز فيها مقاتلات أف-16.
وجادل مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية حقيقة وجود توتر بين الولايات المتحدة والإمارات بشأن استخدام القواعد العسكرية، مشيرا إلى أن مقاتلة الهجوم إي-10 ومسيرات أم كيو-9 ريبر شاركت من موقعها في الظفرة بدعم عمليات لحماية الخليج العربي.
وأردفت المجلة، أن البنتاغون توقف بعد الغارة مباشرة عن تقديم معلومات عن أنواع المقاتلات التي استخدمت في عمليات ضد الجماعات المدعومة من إيران.
وفي الغارات ضد الحوثيين التي شنتها الولايات المتحدة منذ كانون الثاني/يناير فقد استخدمت مقاتلة أف/إي-18 المنطلقة من بارجة يو أس أس دوايت أيزنهاور القريبة والمبحرة في المياه الدولية.
وعقب غارات شنها حلفاء إيران وأدت لمقتل جنود أمريكيين في قاعدة أمريكية صغيرة في الأردن سيرت الولايات المتحدة عددا من مقاتلات بي -1 من قاعدة إليسوورث الجوية في ساوث داكوتا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر "هذا دليل آخر على احتفاظنا بالقدرة الدولية للرد، مما يعني أننا نستطيع الرد حول العالم بمرونة وسريعا وفي الأوقات والأماكن التي نختارها وبدون الإقتصار على المقاتلات في القيادة المركزية".
وبسبب الحرب في اليمن،أصبحت عمليات التحليق الجوي بالمنطقة مشكلة خلال السنوات الماضية.
وأصدرت إدارة الملاحة الجوية الفدرالية قبل فترة تحذيرات حول عمل المقاتلات فوق الخليج العربي وخليج عمان.
وأدى القتل والدمار في غزة لغضب السكان في الدول العربية، مما زاد من مخاوف الديكتاتوريين ومعظهم لا يحب حماس أو داعمتها إيران، لكنهم يترددون في فتح مواجهة شاملة مع إيران، وحاولوا في السنوات الأخيرة إصلاح العلاقات مع البلد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإمارات الولايات المتحدة العراق الحوثيين سوريا العراق سوريا الولايات المتحدة قصف الإمارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الدول العربیة قیودا على
إقرأ أيضاً:
ترامب يلوح بالخيار العسكري ضد إيران: لن نسمح بالتخصيب حتى لو مؤقتا
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، موقفه المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن طهران "لن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم" تحت أي ظرف، حتى وإن كان ذلك بمستويات منخفضة ولفترة مؤقتة، في تناقض مع تقارير تفيد بوجود مقترح أمريكي يسمح بالتخصيب الجزئي ضمن اتفاق محتمل.
وفي تصريحات للصحفيين، قال ترامب: "لن يخصبوا. إذا خصبوا اليورانيوم فسنضطر إلى اللجوء لطريقة أخرى"، في إشارة ضمنية إلى احتمال تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، حال فشل المسار الدبلوماسي. ورغم ذلك، شدد الرئيس الأمريكي على أن الخيار الدبلوماسي لا يزال مفضلًا لديه.
وفي سياق متصل، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرًا مطولًا، الجمعة، سلطت فيه الضوء على تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، محذرة من أن التصريحات العدائية والتحركات العسكرية المتزايدة قد تدفع البلدين إلى مواجهة مباشرة.
وقالت المجلة إن ما يحدث حاليًا هو نتيجة "تراكم تدريبات عسكرية إسرائيلية، ومحادثات دبلوماسية متعثرة، واشتباكات غير مباشرة عبر الوكلاء، في بيئة إقليمية مشحونة وغير مستقرة".
وأشارت المجلة إلى أن استمرار إيران في تطوير قدراتها الصاروخية، وإصرارها على مواصلة تخصيب اليورانيوم، يقابلان بخطوط حمراء وضعتها الولايات المتحدة، ما يرفع من احتمالات التصعيد بشكل خطير. كما لفتت إلى طلب طهران آلاف الأطنان من بيركلورات الأمونيوم من الصين، وهي مادة تدخل في تصنيع الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب، ما اعتبرته المجلة مؤشرًا على مسعى إيران لتعزيز قوتها العسكرية في خضم الأزمة.
التهديدات المتبادلة تضع المنطقة على حافة الحربوحذّرت المجلة من أن اندلاع مواجهة شاملة بين طهران وتل أبيب "سيعزز من حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وقد يتسبب في اضطرابات كبيرة بإمدادات الطاقة العالمية، وربما يجذب قوى دولية كبرى إلى قلب النزاع".
واستعرضت المجلة خمسة مؤشرات رئيسية قالت إنها تُبرز هشاشة الوضع الراهن، من بينها تصعيد التصريحات العسكرية، والتخوفات الإسرائيلية من تجاوز إيران لما تسميه "الخط الأحمر النووي"، وتزايد الاعتماد على الحلفاء الإقليميين في صراعات الوكالة، إلى جانب تباطؤ المفاوضات بين طهران وواشنطن، وعودة الحديث عن خيارات الرد العسكري.
إسرائيل تدرس التحرك منفردة.. وطهران ترد بالتحذيروبينما تتزايد الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية، ذكرت المجلة أن قادة تل أبيب باتوا أكثر ميلاً للتحرك الأحادي، خاصة إذا ما رأوا أن تقدم إيران النووي بلغ مرحلة اللاعودة، وهو ما يضاعف من خطورة الموقف.
في المقابل، يواصل المسؤولون الإيرانيون التأكيد على حق بلادهم في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مع إطلاق تحذيرات من "رد قاسٍ" حال تعرض المنشآت الإيرانية لأي هجوم.
وترجح المجلة أن تشهد الأسابيع المقبلة "تقلبات متزايدة"، في ظل تعقيد المشهد الإقليمي والضغوط الدولية المتصاعدة، ما يعزز من مخاوف انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح، قد تكون له تداعيات تفوق حدود الشرق الأوسط.