ندوة الثقافة والعلوم تنظم جلسة «خواطر وذكريات»
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة حوارية بعنوان «خواطر وذكريات» مع الدكتور أحمد سيف بالحصا، رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة مجموعة بالحصا، بحضور بلال البدور رئيس مجلس الإدارة، ونخبة من المهتمين والحضور.
وأدار الجلسة علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، الذي أكد أن د. أحمد سيف بالحصا شخصية استثنائية، جمعت بين الاقتصاد والعلم والثقافة والرياضة والعمل الوطني والاجتماعي بشكل متوازن.
وتساءل الهاملي عن قرار د. بالحصا استكمال دراسته بعد استقرار أعماله، كما تطرق الحوار إلى مختلف الوظائف الرسمية التي شغلها بالحصا، وعضويته في المجلس الوطني الاتحادي والمجلس البلدي لإمارة دبي في ثمانينيات القرن الماضي.
وكان للرياضة التي شغف بها بالحصا نصيب من الحوار حيث ساهم بالحصا في تأسيس نادي الشباب وترأس مجلس إدارته، وتطرق إلى حاضر ومستقبل الرياضة في دولة الإمارات في الوقت الحالي.
وتحدث بالحصا في بداية الجلسة عن مسيرته المهنية التي بدأت منذ طفولته في منطقة ند محمد في ديرة بدبي التي ولد فيها، وكيف اضطرته الظروف وقتها للعمل في سن العاشرة بعد وفاة والده واضطراره لترك الدراسة، حيث عمل في مجالات عدة.
وأشار بالحصا إلى الصعوبات التي قابلها في البدايات، سواء في مجال النقل واستئجار السيارات لنقل الركاب إلى سلطنة عمان، وكيف كانت الطرق، وقال إنه رغم الصعوبات فإن على الإنسان تحمل المسؤولية. وذكر أنه أطلق على إحدى شركاته الأولى شركة الاتحاد التجارية عام 1968 وذلك لرسوخ الحس الوطني لديه والرغبة الحقيقية والتوقع بوجود اتحاد لإمارات المنطقة، وهو ما حدث في عام 1971 عندما أعلن اتحاد دولة الإمارات ونجاحه بفعل تفاهم القيادات المؤسسة.
واستعرض مسيرته مع العمل الحكومي عام 1972 حيث عمل مديراً لإدارة المشتريات المركزية بوزارة المالية والصناعة، واستمر في العمل حتى عام 1977، وبعدها تفرغ للعمل الحر. وأكد بالحصا أن العمل الحكومي يتيح علاقات إنسانية واجتماعية بشكل أكبر، ولكن العمل الحر أيضاً يتيح مساحة أكبر من الإبداع والسعي للتطوير، وكلاهما يؤسسان معارف وعلاقات وتجارب ثرية.
وأشار بالحصا إلى أن الدراسة وخاصة الدراسات العليات أفادته بشكل أكبر في مسيرته المهنية وساعدته على اختيار أعماله بمنهجية علمية ودراسات جدوى تؤصل للعمل الذي يسعى لتأسيسه.
وعن تجربته في المجلس البلدي في عام 1980، والمجلس الوطني الاتحادي عام 1981، ذكر أنها تجربة ثرية، والحس الوطني كان الشغل الشاغل للأعضاء، وكان لهذه المجالس دور وطني حقيقي تناقش وتتناول المشكلات وتقترح الحلول، فلا يتحدث شخص عن مشكلة دون أن يطرح الحل لها، وأشار إلى أنه طرح موضوع عمل مختبرات في جامعة الإمارات لطلاب الكليات العملية وتمت الاستجابة لهذا الطرح.
وتذكر تركه للدراسة مجبراً نتيجة للحاجة إلى العمل، وعودته للدراسة بعد استقراره العملي وزواجه، واستطاع أن يجمع بين الدراسة والعمل، حيث بدأ مع أبنائه مسيرة الدراسة من جديد وأنهى البكالوريوس مع أحد أبنائه في الوقت نفسه، وأكمل دراسته العليا في الماجستير ونال شهادتي دكتوراه من مصر وبريطانيا.
وتحدث بالحصا عن الأعمال العامة التي شغلها، ومنها رئاسة المنظمة العالمية لمسؤولي البناء التابعة للأمم المتحدة (الووبو)، واتحاد الاتحادات الدولية للمقاولين (السيكا)، واتحاد المقاولين العربي، وجمعية المقاولين في الإمارات.
وعن التجربة العميقة والممتدة في المجال الرياضي تذكر شغفه بكرة القدم وبداية اللعب في ملاعب ترابية، وكانت هناك كرة واحدة يلعب بها كل الفريج، وتحدث عن تجربته مع تأسيس نادي الشباب مع غانم غباش وجمعة غريب وأحمد الخطيبي وعبدالرحمن بن فارس ومجموعة من الرعيل الأول، ولكنه ابتعد عن الرياضة فترة للانشغال بالأعمال وعند عودته كان قد تم دمج نادي الشباب مع الوحدة وأصبح النادي الأهلي، ولم تكن هناك وزارة للرياضة بعد ولكن كان هناك اتحاد كرة القدم.
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي ترك أعماله لأبنائه لإكمال مسيرة العمل والنجاح وأنهم يستشيرونه ويلجؤون إليه باستمرار ويناقشهم ويطرح عليهم الحلول.
وأكد أن دولة الإمارات تعد دولة نموذجاً من حيث التطور والبناء والتقدم العلمي وسبقت ما حولها، وأنه اتخذ هذا النجاح نموذجاً لمسيرته العملية.
وختم بالحصا بقوله إن الأزمات والانعطافات تقوي الشخص وتثري تجربته وتحفزه للنجاح وتحقيق ما يريده.
وفي مداخلات الحضور عبر محمد الجوكر عن مدى حاجة المجتمع للتعرف على تجارب النماذج المشرفة من أمثال د. أحمد سيف بالحصا، تلك التجربة الغنية التي تفيد أجيالاً من الشباب الطامحين.
وذكر بلال البدور الدور الذي لعبه د. أحمد بالحصا في مسيرته الثقافية حيث أشار عليه أن يكون ملحقاً ثقافياً في سفارة الإمارات في جمهورية مصر العربية في بداية عمله. وفي نهاية الجلسة قدم مجلس إدارة الندوة درعاً تذكارية وشهادة تقدير للدكتور أحمد سيف بالحصا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جلسة حوارية إلى أن
إقرأ أيضاً:
العنف الإلكتروني ضد المرأة ومهارات النجاة .. ندوة بالمجلس القومي
في إطار حملة الـ16 يومًا من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة، نظّمت لجنة الفنون والثقافة بالمجلس القومي للمرأة ندوة بعنوان «العنف الإلكتروني ضد المرأة ومهارات النجاة – جروح بلا ندبات»، وذلك بحضور المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس، والدكتورة إيناس عبد الدايم عضو المجلس ومقررة اللجنة ووزيرة الثقافة الأسبق، والدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق، وعدد من عضوات وأعضاء اللجنة، إلى جانب طالبات وطلاب من جامعات عين شمس وحلوان والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، و أدارتها مها شهبة - عضو لجنة الثقافة والفنون بالمجلس.
في كلمتها، أكدت المستشارة أمل عمار أن هذه الحملة العالمية ليست مجرد نشاط توعوي، وإنما هي تجديد سنوي للالتزام بحماية كل امرأة وفتاة تتعرض لأي شكل من أشكال العنف، وبخاصة العنف الإلكتروني الذي بات يمثل أحد أخطر التحديات المعاصرة.
وأشارت إلى أن العنف الإلكتروني لا يقتصر على الرسائل المسيئة أو التنمر أو انتهاك الخصوصية، حيث يمتد أثره ليصيب نفسية المرأة وأسرتها ومحيطها الاجتماعي، ويقوّض شعورها بالأمان في الفضاء الرقمي.
كما أكدت أن الدولة المصرية، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولت قضايا حماية وتمكين المرأة أولوية متقدمة، ومن ضمنها مواجهة العنف الإلكتروني. وشدّدت على أن الفنون والثقافة ليست ترفًا، بل قوة ناعمة قادرة على تشكيل الوعي المجتمعي ومواجهة خطاب الكراهية والتحرش والتنمر الرقمي، عبر تأثيرها الممتد في السينما والمسرح والموسيقى والأدب والفنون البصرية.
وأعربت المستشارة أمل عمار عن سعادتها بمشاركة قامات رفيعة من المبدعات والرموز الثقافية، مؤكدة أن وجودهن رسالة دعم قوية تُعزّز دور الثقافة والفن في حماية الفتيات وتعزيز وعي المجتمع بمخاطر الفضاء الإلكتروني.
كما شدّدت على أهمية بناء شراكات واسعة تشمل المؤسسات الثقافية والفنية، والجامعات، ووسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، والأسرة والمدرسة، لمواجهة هذا النوع من العنف.
واختتمت كلمتها بتقديم الشكر لكل فنانة ومثقفة ومبدعة جعلت من فنها صوتًا للمرأة، ومن ثقافتها جسرًا للدعم والحماية. وباسم المجلس القومي للمرأة، جدّدت الالتزام بمواصلة العمل على حماية نساء مصر وفتياتها، في الواقع وفي الفضاء الإلكتروني، حتى تنعم كل امرأة بالأمان والكرامة والاحترام.
شهدت الندوة جلسة حوارية تناولت دور الأدب والسينما والدراما في مكافحة العنف الإلكتروني، أدارتها الدكتورة جهاد محمود عواض أستاذ الأدب المقارن والنقد الأدبى الحديث المساعد بكلية الألسن جامعة عين شمس ، وعضوة اللجنة ، وتناولت الدكتورة جهاد محمود عواض فى كلمتها عرضا متمثلا فى مقارنة بين كاتبة مصرية وكاتبة صربية وتناولهما للعنف ضد المرأة مؤكدة أن ثقافة العنف لا تقتصر على ثقافة بعينها وإنما منتشرة فى كل الثقافات حتى الثقافة الصربية وفرقت بيت مصطلح " المجتمع " و" الدولة".
فيما أكدت الدكتورة ميرفت أبو عوف عضوة اللجنة وعميدة كلية الفنون البصرية و الإبداع بجامعة إسلسكا ضرورة إدماج الوعي الأكاديمي بمخاطر الذكاء الاصطناعي - والذي قذ يوظف في العنف الإليكتروني - في التعليم منذ المراحل المبكرة، مشيرة إلى أن التكنولوجيا الحديثة تنطوي على مخاطر حقيقية تستدعي استعدادًا أكاديميًا وإعلاميًا وأسريًا متكاملًا لمواكبة سرعة التطور التقني.
وتناولـت الفنانة وفاء الحكيم في كلمتها الدور المحوري للدراما باعتبارها فنًا مرئيًا يعكس الواقع ويؤثر فيه، مشيرة إلى أن المجتمع يشهد حالة من الازدواجية الثقافية رغم ما تحققه الدولة من تقدم وإنجازات، وأكدت على أن تعزيز ثقافة احترام الاختلاف ضرورة لحماية فئات ذوي الهمم من العنف والتنمر، داعية إلى إعادة المجتمع إلى قيم تقبّل التنوع والاختلاف.
واستعرضت الدكتورة ثناء هاشم الأستاذة بالمعهد العالي للسينما تأثير الفن عبر التاريخ، موضحة أن الفن يؤثر على المجتمع بالتراكم، وأن السينما المصرية شهدت ريادة نسائية منذ بداياتها. وأكدت أن التحديات الحالية تتطلب أعمالًا فنية تُصنع بحب وإيمان بدور الفن الوطني، خاصة في ظل قوة العادات والتقاليد.
وتناولت الروائية والكاتبة المصرية هالة البدرى دور الأدب فى توثيق ومقاومة العنف ضد المرأة .
تضمنت الندوة فقرة لتكريم رائدتين أسهمتا في تشكيل وتغيير وعي المجتمع بقضايا المرأة حيث قامت المستشارة أمل عمار بتكريم الكاتبة الصحفية الكبيرة سناء البيسي ، واسم الكاتبة الكبيرة الراحلة فتحية العسال، وتسلمت درع التكريم الفنانة صفاء الطوخي، ابنة الكاتبة الراحلة.
كما شملت الندوة دائرة حكي بعنوان «كيف نفذن من الحائط الشفاف» ، حيث أكدت الكاتبة رشا عبد المنعم على أن العنف ضد المرأة قضية معقدة ذات أسباب متداخلة، تتطلب تكاتف المجتمع المدني والدولة، إلى جانب تعزيز الوعي وإحياء روح الفن والجمال للارتقاء بالإنسان والابتعاد عن مظاهر القسوة،كما تطرقت إلى تجربتها الشخصية داخل أسرتها، وسعيها لإقناع والدها بقدرتها على أن تصبح كاتبة مسرح، مؤكدة أن الحوار الهادئ وبناء الثقة كان لهما دور في تغيير الصورة الذهنية.
وتحدثت المخرجة عبير علي عن تجربتها الفنية، مشيرة إلى تأسيسها فرقة مستقلة تهتم بإعادة قراءة التاريخ غير المدوّن، وتغيير الصورة الذهنية للتاريخ الاجتماعي عبر الحكايات. وأوضحت أن التضييق في المساحات الثقافية والتعليمية يُضاعف من التحديات أمام المبدعات، لافتة إلى محدودية القيادات النسائية في المؤسسات الثقافية عالميًا، ومؤكدة أن «الحرية لا تُمنح بل تُنتزع بالجدارة والتميز»، وأن الاستثمار في تدريب الشباب بالمحافظات كان أحد أنجح مشروعاتها.
و عبّرت المخرجة والممثلة عبير لطفي، مؤسسة ورئيسة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، عن انزعاجها من استمرار مناقشة قضايا العنف ضد المرأة حتى عام 2026، موضحة أن شغفها بالإخراج وتدريب الشباب كان دافعًا رئيسيًا في رحلتها الفنية، ومؤكدة أن فكرة المهرجان انطلقت من ضرورة وجود منصة مسرحية تُبرز إسهامات المرأة. وأشارت إلى أن التحدي المالي كان الأبرز في بداية عمل المهرجان، بالإضافة إلى تحديات جائحة كورونا، معربة عن تقديرها لدعم أسرتها وزوجها لمسيرتها.
وحول إبداعات المرأة في المسرح، تحدّثت الفنانة سلوى محمد علي عن حضور المرأة الراسخ في المسرح المصري، مؤكدة أن هناك أعمالًا مسرحية عظيمة جسدت قضايا المرأة بعمق، وأن المرأة – مؤلفة ومخرجة وممثلة – أثبتت حضورًا قويًا، وأن طبيعة المرأة الثرية بالحساسية والجمال تجعلها أكثر قدرة على الإبداع، مشيرة إلى أن المسرح الأوروبي يرى أن المرأة المصرية على الخشبة أقوى من الرجل لاضطرارها إلى التعبير «بحيلة وذكاء» في مختلف أدوارها في الحياة، خصوصا كزوجة.
و قدمت الكاتبة الصحفية أمل فوزي ورشة عن «التعافي بالكتابة التعبيرية»، كتابةٌ تُرتِّب الداخل وتمنح الجُرح لغةً تمشي إلى الأمام، والتي أكدت أنها ليست رفاهية، بل ضرورة للتنفيس عن المشاعر وتعزيز التعافي النفسي، موضحة شروطها وأساليبها. وقدمت تدريبا عمليا للحاضرات من الفتيات والشباب على كيفية ممارستها للتعافي من الصدمات التي قد تنتج عن العنف
وفي مداخلة الدكتور اللواء محمد رضا الفقي – رئيس قسم الطب النفسي والأعصاب بالأكاديمية الطبية العسكرية ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق – عبرعن سعادته بتواجده بالمجلس وتحدث عن التنمر والعنف الالكتروني ضد المرأة وتناول قضية التشافي بالكتابة بشكل منهجي وعلمي .
وفي الختام، وجّهت الفنانات المشاركات الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم لدعمها الثقافة المصرية ولدورها في «اختراق الحائط الشفاف» وتقديم نموذج لوزارة ثقافة منفتحة ومتحررة.