البوابة نيوز:
2025-07-05@13:37:27 GMT

بدون كافيين فنجان هدوء لرجل حرب

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

لم أكن أتخيل أنني قد ألقى ذلك المشهد "فاضي شوية نشرب قهوة في حتة بعيدة".. تتحدث الأغنية لمن لم يسمعها عن دعوة لصديق أو حبيب أن يترك حياته من أجل فنجان قهوة محاط بالثرثرة حول حياة كل منهما. تقدم الأغنية الثرثرة كما لو كانت طريقة مثلى لإفراغ القلب من الوجع. كأن ما تحكيه مما يسيئك يغادر قلبك عن طريق لسانك.

ثم يشرع المطرب بعد ذلك في التندم على العمر الذي مضى دون أن يستغله كما يجب أن يكون هو وشريك القهوة. وجدت شابًا يهرب  من كل الضوضاء للهدوء. راقبت هدوءه. تذكرت ذلك التي تكررت أمامي في روايات عربية كثيرة "الهدوء الصاخب". تعلمت كيف أراقب الصخب في الهدوء. كاذب من يقول أن كل حالات الصمت متشابهة. هناك صمت ميت وآخر يحاول الموت وثالث يعلو صوته على الكل.

هو رجل حرب. يدير اليوم بطريقته وسط معارك لا يصنعها بل تأتيه وكأنها تبحث عنه. أخبرني أن عمله يأتي بها إليه. يصيد عمله المتاعب من تلقاء نفسه. لكنه لا يشعر بالراحة حتى يحقق النصر لنفسه. وهو ماهر في التخطيط بصمت لا يلاحظه إلا القليلون. لا بسبب أنه من هؤلاء الذين لا يملكون حضورًا. بل لأنه من الأذكياء الذين لا يريدون إلا جذب الأذكياء. يعلم كيف يتصرف لجعلهم مدار حوله. هو يمانع بشدة أن يسكن مدار أحد أيًا كان قربه منه. لكنه من الذكاء بمكان ليكون بصحبة أشخاص لهم مداراتهم الخاصة. هو لا يحب التابعين. ولا يتذكر أسماؤهم مهما قضى الوقت الطويل معهم. يعاني كثيرًا من محاولة تذكر أسماء هؤلاء. ليس سعيدًا بذلك. لكنه يشعر بالرضا في قرارة نفسه عن غيابهم عن ذاكرته. كأنه يختار ذلك ولا يصرح به.

في هذه الأيام ليس منا من لم يلاحقه الوجع واكتئاب الأحداث الصعبة. كل بيت يعاني وكل فرد يحاول أن يجد لحظات حياة مستقرة. هي أيام تذكرني بصوت الفرحة في نبرات صديقة مدرستي الثانوية ابنة بيروت "ميرفت" حين حدثتني عن فوز والدتها بلقب ملكة جمال المخبأ في حرب لبنان. كانت فخورة بأن الحرب لم تقتل فيهم حب الجمال حتى تحت الأرض. وتحت القصف. وفي ضوء الشموع الخافتة. انتخبوا أمها ملكة جمال من أجل حب الحياة الجميلة في أقل تفاصيلها. حملني ذلك لصوت طفل من غزة وهو يلعب الكرة مع رفقائه في أحد الشوارع ويقول" فيش مدرسة صار لازم نلعب. زهقنا من الحرب". جمل بسيطة تعبر أن الإنسانية تستطيع أن تجد طريقها لأوقات تحبها في أكثر الأوقات ظلامًا ووجعًا. 

وجدت على وجه رجل الحرب ابتسامة هادئة. كلامًا قليلًا. لكنه مدروس. ضحكات لا يعلو صوتها إلا قليلًا. للوهلة الأولى قد تظنه بريئًا لا خبرة لديه في الحياة لذا يراقب ويكرر عبارات محفوظة كأكلاشيه. وهو يريد ذلك. لكنه حين يفعل يظهر اختلافه. هو يجيد الذهاب بعيدًا في الأماكن الهادئة مع أشخاص يظنون أنهم يعرفونه. لكنهم يعرفون ما يريدهم هو أن يعرفوه. تأكدت خلال المرتين الأخيرتين التين رأيته فيهما أن هذا الشخص لا أحد يعرفه حقًا إلا نفسه. هو لا يتحدث ولا يطلب حتى الأشياء التي يريدها من أول مرة. لكنه يراقب ويفهم ويحرك الآخرين. كل هذا وهو في قلعة هدوئه بعيدًا يشرب القهوة ويدخن. أضحك كثيرًا حين أذكره. هو يجيد المفاجآت. تصرفاته تفاجئك بقوتها من قلب الهدوء. لأنها تصرفات تناسب التعامل مع الحرب لكنها ولدت في رحم الصمت.  

*أستاذة بقسم الإعلام – آداب المنصورة

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

جريمة بشعة بالمنيا.. أب ينهى حياة أطفاله الثلاثة ذبحًا ويسلم نفسه

في جريمة بشعة هزت الأوساط المصرية وألقت بظلالها على قرية زهرة بمركز المنيا، أقدم أب على إنهاء حياة أطفاله الثلاثة ذبحًا، في مشهد مروع تكشفت تفاصيله بعد خلافات أسرية حادة بينه وبين زوجته، وقد سلم الجاني نفسه للشرطة، فيما تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات هذه المأساة التي لم تشهدها القرية من قبل.

تفاصيل الجريمة المروعة

:

تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بتلقي بلاغ من أهالي قرية زهرة عن قيام "أحمد.ر" (37 عامًا)، ويعمل عامل في فراشة الأفراح، بقتل أطفاله الثلاثة.

الضحايا هم: رحمة أحمد (9 أعوام)، ورودينة أحمد (5 أعوام)، ورمضان أحمد (عامين).

وعلى الفور، انتقل ضباط البحث الجنائي إلى موقع البلاغ، حيث تم التحفظ على مسرح الجريمة، وإبلاغ النيابة العامة لمناظرة الجثامين الثلاثة، و تبين من التحريات الأولية أنه يعاني من اضطرابات نفسية، كما تم التحفظ على السلاح المستخدم في الجريمة.

خلافات أسرية تفضي إلى الكارثة

:

كشفت التحريات الأولية وشهادة أحد الجيران عن تفاصيل صادمة حول دوافع الجريمة، فقبل أسبوعين من الحادث، نشبت خلافات حادة بين المتهم وزوجته، دفعتها إلى ترك المنزل بصحبة أطفالها والتوجه إلى بيت والدها، رافضةً العودة إلى بيت الزوجية.

وفي محاولة منه لرؤية أبنائه، أرسل الأب طلبًا لزوجته لرؤية الأطفال، وعندما وصل الأطفال الثلاثة إلى منزل والدهم، اتخذ الأب قراره المروع بالتخلص منهم ذبحًا، في فعل انتقامي صريح من الأم.

تم نقل جثث الأطفال الثلاثة إلى مشرحة المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة. وقد أخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق في هذه الجريمة، للوقوف على كافة الأسباب والدوافع التي أدت إليها، وتحديد المسؤوليات القانونية تجاه الأب الذي ارتكب هذه المذبحة بحق فلذات كبده.

وتتواصل التحقيقات لمعرفة تفاصيل دقيقة حول الحالة النفسية للمتهم والدوافع الكامنة وراء هذه الجريمة التي هزت المجتمع المصري.

صدمة تعم القرية:

عمّت حالة من الصدمة والحزن الشديدين قرية زهرة وأهالي المنطقة بعد انتشار نبأ الجريمة، ويتساءل الجميع عن الأسباب التي دفعت أبًا لارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة بحق أبنائه.

مقالات مشابهة

  • العيدروس: الهلال غادر البطولة لكنه لم يغادر قلوب الجماهير
  • ديوغو جوتا.. قدوته رونالدو وكان يعتبر نفسه مظلوما
  • حدث في المنوفية.. عاد بعد غربه 35 عاما فوجد نفسه ميت بـ دفاتر الحكومة
  • قوات الاحتلال تحاصر منزلا في مدينة جنين – فيديو
  • هدوء الطبيعة وجاذبية الريف.. المزارع تتحول إلى وجهات سياحية صيفية
  • التكبالي: الدبيبة في مأزق بعد تصريحاته حول جهاز الردع
  • العثور على ساق بشرية على شاطئ في اسكتلندا
  • جريمة بشعة بالمنيا.. أب ينهى حياة أطفاله الثلاثة ذبحًا ويسلم نفسه
  • علاء نفسه لو تجرأ و بشّر أهل الشمال بمشروع الجنجويد لن يسمع إلا اللعنات
  • حماس تمهل فلسطينيا في غزة 10 أيام لتسليم نفسه بتهمة الخيانة