لا تعلمه الملائكة.. الإفتاء تحذر من عمل خاف منه النبي على أمته أكثر من الدجال
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إن الرياء معناه أن يعمل الإنسان العمل ويريد به غير وجه الله أو يريد به وجه الله ووجه غيره.
وأوضح «عويضة» في فيديو له ردًا على سؤال: هل تعلم الملائكة الكتبة بإخلاص ورياء العمل ؟ أن الرياء أمر قلبي، ولا يطلع على القلوب إلا علام الغيوب، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يرى أحد الناس يعمل عملًا يحسيه مرائيًا؛ وهو مخلص لله ولم يعمل هذا العمل إلا ويبتغي وجه الله، وآخر تحسبه يعمل عملًا خالصًا وهو لا يريد إلا السمعة وثناء الناس.
وأضاف أن الملائكة الكتبة الذين يكتبون ما يفعل الإنسان من أعمال، لا يعلمون إن كان الإنسان قد عمل هذا العمل من أجل الله أم رياءًا وسمعة، لافتًا إلى أن الله لا يطلع على الإخلاص والرياء أحدًا من خلقه إلا من شاء الله.
وأكد أن الله لا يقبل عملًا إلا ما كان خالصًا له وأريد به وجهه، وأن الله يرد الأعمال التي يرائي بها العبد بها غيره، منوهًا بما رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي ، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ».
وحذر الشيخ عويضة عثمان من الشرك الخفي الذي كان يخاف النبي صلى الله عليه وسلم منه على أمته، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ: « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» ، قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: ( الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي ، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ».
وأوضح أن الصحابة كانوا يخافون مما ذكر في حديث ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم.
وحذر أمين الفتوى من ترك العمل مخافة الرياء، مضيفًا أنه مدخل من مداخل الشيطان حتى يُفسد على الإنسان عبادته ويجعله يترك العبادة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرياء الله علیه الله ع ى الله
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: ضحك النبي سُنة نبوية تليق بعظيم الأخلاق
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الضحك كان من الصفات الإنسانية والأخلاقية للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مؤكدًا أن الضحك في موضعه ليس عيبًا، بل سنة عن رسول الله، عليه الصلاة والسلام.
الضحك صفة أخلاقية إنسانيةوأضاف «الجندي»، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، في حديثه عن الجوانب الإنسانية في شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أن الصحابي الجليل سيدنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- روى أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضحك، وهو ما يدل على أن الضحك صفة أخلاقية إنسانية تليق برسول الله صلى الله عليه وسلم.
إدخال البهجة على النفسوتابع: "إذا كانت هذه الصفة تليق بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فهي دليل على بشرية متكاملة وأخلاق رفيعة، كما قال تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، فالنبي كان يضحك ويبتسم ويدخل السرور على أصحابه، وكان هاشًّا، بشًّا، بسّامًا، ضحّاكًا، وهذه سنّة نبوية تؤكد أن إدخال البهجة على النفس والناس أمر محبّب في الإسلام".
دعاء سورة الفاتحة.. اقرأه بإخلاص واطلب من الله ما تريد
دعاء المسلم مكتوب ومستجاب.. كلمات مجربة لزيادة الرزق
وأشار الشيخ خالد الجندي، إلى أن البعض يروج لصورة غير دقيقة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه كان دائم الحزن، وهذا غير صحيح، موضحًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان دائم البشر، يشارك أصحابه أفراحهم، ويضحك معهم، ويستأنس بحديثهم، ويبتسم لما يضحكون منه.
وتابع: "الضحك إذا كان في موضعه وبقدرٍ، يدخل السرور على النفس، وهو مما سنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما إذا زاد عن حده، فقد ينقلب إلى ضده، وهذا هو ميزان الاعتدال في سلوك المسلم".