صمت روسي حيال وفاة نافالني.. وزيلينسكي: نقص الأسلحة «المصطنع» يعزز موقف بوتين
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
عواصم «وكالات»: التزمت روسيا على المستوى الرسمي الصمت اليوم، غداة وفاة المعارض الأول للكرملين أليكسي نافالني في السجن، بعدما رفضت اتهامات الغرب للرئيس فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن هذه الوفاة.
وأعلنت سلطات السجون الروسية أمس في بيان مقتضب، أنّ الناشط المسجون منذ ثلاث سنوات، توفّي في سجن الدائرة القطبية الشمالية، حيث كان يقضي حكما بالسجن لمدة 19 عاما.
من جهتها، أفادت منظمة «أو في دي-إنفو» غير الحكومية لحقوق الإنسان أنّه تمّ توقيف واحتجاز «أكثر من 110 أشخاص» خلال هذه التجمّعات التي جرت في 13 مدينة، خصوصا في موسكو وسانت بطرسبرغ.
ونقلت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لمجموعة من الأشخاص وهم يزيلون الزهور التي تُركت في ساحة لوبيانكا في موسكو.
ووضع نحو 100 شخص الزهور أمام نصب تذكاري آخر في وسط مدينة موسكو، من دون تدخل الشرطة الموجودة بأعداد كبيرة في المكان.
في هذه الأثناء، طالب فريق نافالني بتسلّم رفاته «فورا». وقالت كيرا يارميش المتحدثة باسمه، إنّ «أحد موظفي المعتقل قال إنّ جثّة أليكسي نافالني موجودة في سالخارد»، البلدة الواقعة في منطقة القطب الشمالي في روسيا حيث معتقله، ونقلها «محققون لإجراء أبحاث». وأضافت «نطالب بتسليم جثة أليكسي نافالني على الفور إلى عائلته».
وذكرت المتحدثة بعد قليل في مقطع فيديو أن والدة المعارض ليودميلا نافالانايا ذهبت اليوم إلى المعتقل «آي كاي 3» في منطقة يامال حيث تسلمت «وثيقة رسمية» تؤكد وفاته.
وأفادت لاحقا عبر منصة «إكس» بأن محامي أليكسي ووالدته وصلا إلى مشرحة سالخارد وكانت مغلقة. وتابعت «اتصل المحامي برقم الهاتف المدرج على الباب، وقيل له إنه سابع شخص يتصل اليوم وإن جثة أليسكي ليست في المشرحة».
وقالت لاحقا إن المحققين أبلغوا المحامي أن سبب وفاته ما زال مجهولا وإن نتائج الفحص الجديد للجثة ستتاح الأسبوع المقبل، متهمة المسؤولين بـ«الكذب» لتجنب تسليم الجثة إلى الأسرة.
الانسحاب من مدينة أفدييفكا
وعلى الأرض، اضطر الجيش الأوكراني إلى الانسحاب من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد اليوم، ما يمنح روسيا أكبر انتصار رمزي لها بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي.
وأعلن قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي عبر تلجرام ليل الجمعة/ السبت أنه «وفقا للأمر الذي تلقيناه، انسحبنا من أفدييفكا إلى مواقع معدة مسبقا».
واضطرت أوكرانيا إلى التخلي عن مدينة أفدييفكا مركز «القتال العنيف» في شرق البلاد التي باتت مدمرة إلى حد كبير، في خضم نقص متزايد في الموارد، وعرقلة المساعدات العسكرية الأمريكية، في حين عززت روسيا قواتها بمزيد من العناصر والذخيرة للسيطرة على أفدييفكا قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء الحرب في 24 فبراير.
وأضاف تارنافسكي «في الحالة التي يتقدم فيها العدو عبر السير فوق جثث جنوده ولديه قذائف أكثر بعشر مرات (...) فإن هذا هو القرار الصحيح الوحيد». وأكد أن القوات الأوكرانية تجنبت بالتالي تطويقا قرب هذه المدينة الصناعية المدمرة إلى حد كبير.
ويعد هذا أول قرار رئيسي يتخذه القائد الأعلى الجديد للجيوش الأوكرانية أولكسندر سيرسكي بعد تعيينه في هذا المنصب في 8 فبراير. وبرر ذلك بالرغبة في «الحفاظ» على حياة جنوده.
وكتب سيرسكي على فيسبوك «قررت سحب وحداتنا من المدينة والتحول إلى الدفاع على خطوط أكثر ملاءمة». وأضاف «أدى جنودنا واجبهم العسكري بكرامة وفعلوا كل ما هو ممكن لتدمير أفضل الوحدات العسكرية الروسية وألحقوا خسائر كبيرة بهم».
وقبل إعلان الانسحاب من المدينة رسميا، أقر تارنافسكي بأن «العديد من الجنود» الأوكرانيين قد «أسِروا» بأيدي القوات الروسية التي لديها «فائض من حيث القوة البشرية والمدفعية والطيران».
وأفدييفكا التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 34 ألف نسمة قبل بدء الحرب لها قيمة رمزية مهمة. وباتت المدينة مدمرة إلى حد كبير، لكن لا يزال هناك نحو 900 مدني فيها، وفق السلطات المحلية، وتأمل موسكو بأن تؤدي السيطرة عليها إلى جعل القصف الأوكراني لدونيتسك أكثر صعوبة.
وقالت كييف إن الجيش الروسي يكثف هجماته رغم خسائره البشرية الثقيلة منذ أكتوبر، وهو وضع يذكر بمعركة مدينة باخموت التي سيطرت عليها موسكو في مايو 2023 بعد عشرة أشهر من القتال الذي كلفها عشرات آلاف القتلى والجرحى.
وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس بذل «كل ما هو ممكن» لإنقاذ قواته على الجبهة الشرقية، ولا سيما في أفدييفكا، مركز القتال، بعدما وصف كل من الجيش الأوكراني والإدارة الأمريكية الوضع بأنه «حرج».
وبعد فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا في الصيف، صار الروس المبادرين بالهجوم على الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في تجديد قواته ويفتقر إلى الذخائر.
ولأفدييفكا قيمة رمزية مهمة، فقد سقطت فترة وجيزة عام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
وقبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء الحرب، تواجه أوكرانيا تحديات عدة: هجمات القوات الروسية، وتعثر المساعدات العسكرية الأمريكية، ونقص المقاتلين والأسلحة والذخائر.
في المقابل، تعتد روسيا بنشر 600 ألف عسكري على الجبهة، وباقتصادها المكرس بالكامل للمجهود الحربي الذي فشلت العقوبات الغربية في إخراجه عن مساره.
ويأتي الانسحاب من أفدييفكا في وقت يجري زيلينسكي جولة أوروبية. وقال من برلين إنه على اتصال دائم بالقيادة العسكرية التي ذكر أن مهمتها الرئيسة تتمثل في الحفاظ على حياة الجنود و«تقليل الخسائر».
ووقّع زيلينسكي اتفاقات أمنية ثنائية الجمعة في برلين ثم في باريس للحصول على مساعدات طويلة الأجل من ألمانيا وفرنسا لبلاده، مع تعهدات بتقديم دعم عسكري بحوالي عشرة مليارات دولار خلال عام 2024.
وسط هذه التطورات، أكدت السلطات الروسية أنها أحبطت هجمات عدة بطائرات بلا طيار أوكرانية ليل الجمعة/ السبت.
شولتس يحذر من تمييع إرادة
الدفاع المشترك في الناتو
من جهة ثانية ، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس من تمييع إرادة الدفاع المشترك في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وخلال كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن، قال شولتس اليوم: «دعوني أقول بوضوح إن أي تقليل لضمانات الدعم في الناتو لن يخدم إلا الذين يرغبون في ضعفنا، مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين».
تأتي تصريحات السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي كرد فعل واضح على تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الذي أكد خلال إلقاء خطاب في حملته الانتخابية أنه لن يقدم الدعم الأمريكي لشركاء الحلف الذين ينفقون القليل على الدفاع في حال تعرّض هؤلاء الشركاء لهجوم روسي.
وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن أجزاء أساسية في القوات المسلحة الروسية لا تزال سليمة، رغم الخسائر الهائلة التي منيت بها، وقال: «لقد أعدت روسيا جيشها لهذه الحرب منذ سنوات عديدة وطورت نظم أسلحة جديدة وخطيرة على كافة المستويات. اقتصاد روسيا يعمل منذ فترة طويلة في وضع الحرب».
المفوضية الأوروبية تحدد
مقترح استراتيجية دفاع جديدة
في هذه الأثناء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم إن المفوضية ستقدم مقترحا لاستراتيجية دفاعية في غضون ثلاثة أسابيع، وستفتح أيضا مكتبا للابتكار الدفاعي في أوكرانيا. وأضافت فون دير لاين في مؤتمر ميونيخ للأمن «يتعين على أوروبا أن تعزز قاعدتها الصناعية... أؤيد عن اقتناع حلف شمال الأطلسي، وفي الوقت نفسه يتعين علينا أن نبني أوروبا قوية ومتعاونة».
وقالت إن المقترح يهدف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي و«الإنفاق بشكل أفضل» من خلال مشتريات مشتركة واتفاقيات لتوفير القدرة على التنبؤ للصناعة وتحسين العمل المشترك بين القوات المسلحة الأوروبية.
وأضافت أنه يجب دمج أوكرانيا في برامج الدفاع الأوروبية لأن روسيا «تتفوق على أوكرانيا» بالجنود و«تطلق أسلحة سريعة وقذرة مصنوعة في كوريا الشمالية وإيران».
وفيما يتعلق بالمساعدات المالية، قالت فون دير لاين إن من مصلحة الولايات المتحدة تمرير مشروع قانون، المعطل حاليا في الكونجرس؛ لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا لأن هذا إجراء يرمز إلى وقوف الديمقراطيات في وجه النظم الاستبدادية.
زيلينسكي: نقص الأسلحة
«المصطنع» يعزز موقف بوتين
وفي سياق آخر، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء اليوم على سد ما وصفه بوضوح بالنقص «المصطنع» في الأسلحة الذي يعزز موقف قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ساحة المعركة.
وفي كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن بجنوب ألمانيا، مزج زيلينسكي بين الامتنان للدعم الذي أبدته الدول الغربية وحثها على المزيد، وسط تصفيق حار من المشاركين.
وتواجه أوكرانيا نقصا حادا في الذخيرة في ظل تأخير الكونجرس الأمريكي قرار المساعدات العسكرية لها لعدة أشهر. وقال زيلينسكي خلال كلمته «لسوء الحظ فإن إبقاء أوكرانيا في حالة عجز مصطنعة فيما يتعلق بالأسلحة، خاصة في ظل العجز في المدفعية والقدرات (من الأسلحة) بعيدة المدى، يسمح لبوتين بالتكيف مع الوتيرة الحالية للحرب. هذا الإضعاف الذاتي للديمقراطية يقوض مع مرور الوقت تصميمنا المشترك».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الانسحاب من
إقرأ أيضاً:
بوتين لـ ترامب: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا ولا تراجع عن إزالة الأسباب الجذرية للنزاع
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن روسيا لن تتخلى عن السعي للقضاء على جميع الأسباب الجذرية للمواجهة التي اندلعت في أوكرانيا.
صرح بذلك يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، اليوم الخميس، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية- قائلا: انتهت للتو مكالمة هاتفية أخرى استمرت قرابة الساعة بين بوتين وترامب.
وأضاف أوشاكوف: بطبيعة الحال، تمت مناقشة القضية الأوكرانية، وأثار دونالد ترامب مرة أخرى مسألة الوقف السريع للعمل العسكري.
وتابع: قال رئيسنا أيضا إن روسيا ستحقق أهدافها، أي القضاء على جميع الأسباب الجذرية التي أدت إلى الوضع الراهن، وإلى المواجهة الحالية. ولن تتراجع روسيا عن هذه الأهداف.
وقال «أوشاكوف» ردا على سؤال عما إذا كان ترامب أبلغ بوتين بقرار الولايات المتحدة تعليق توريد بعض الأسلحة إلى أوكرانيا- "تم مناقشة هذا الموضوع على نطاق واسع في وسائل الإعلام في الأيام والساعات الأخيرة، ولكن خلال المحادثة التي جرت لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع.
وأضاف: بشكل عام، أود الإشارة إلى أن الحوار بين الرئيسين (روسيا والولايات المتحدة)، كما هو الحال دائما بين هذين الرئيسين، كان على نفس المستوى، صريحا وعمليا وواقعيا، ومن الطبيعي أن يواصل الرئيسان اتصالاتهما في المستقبل القريب.
وتابع: أطلع (بوتين) على التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقيات إسطنبول ذات الطابع الإنساني، والتي تم التوصل إليها خلال الجولة الثانية من الاتصالات الروسية الأوكرانية المباشرة في إسطنبول.
وأجاب أوشاكوف- ردًا على سؤال حول ما إذا كان بوتين وترامب قد ناقشا جولة ثالثة من المحادثات بين وفدي روسيا الاتحادية وأوكرانيا- قائلا: كما أشرت سابقا، قال رئيسنا (بوتين) إننا مستعدون لمواصلة عملية التفاوض، أي أننا مستعدون لعقد الجولة الثالثة التالية.
وحول الشرق الأوسط.. قال مساعد الرئيس الروسي: نوقش الوضع بشأن إيران والشرق الأوسط بشكل عام بتفصيل كبير. أكد الجانب الروسي على أهمية حل جميع القضايا والخلافات والصراعات بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط، وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات بهذا الشأن من خلال وزارتي الخارجية والدفاع، وبين مساعدي الرئيسين.
وأكد «أوشكاوف»، أن الرئيسين تطرقا خلال الاتصال الهاتفي إلى التطورات في سوريا، وقال: سيواصل الجانبان الروسي والأمريكي الحوار حول التطورات في سوريا.
وأضاف أن الرئيس ترامب أبلغ الرئيس بوتين بنجاح إقرار مشروع قانون إصلاح الضرائب والهجرة في مجلس الشيوخ.
وقال: بدأ دونالد ترامب حديثه بالنجاح في إقرار مشروع القانون الرئيسي للإدارة الأمريكية بشأن إصلاح الضرائب والهجرة والطاقة في الكونجرس الأمريكي.
وتابع: تمت الإشارة من جانبنا (من الرئيس بوتين) إلى أن روسيا لعبت دورا مهما في تشكيل الدولة الأمريكية، بما في ذلك خلال حرب الاستقلال، قبل 250 عاما، ثم خلال سنوات الحرب الأهلية، التي انتهت قبل 160 عاما.
وأوضح أوشاكوف، أن الرئيسين ناقشا عددا من المشاريع الاقتصادية المشتركة ذات الطابع الاستراتيجي، في مجالي الطاقة واستكشاف الفضاء، دون التطرق إلى عقد لقاء شخصي.
وقال: كجزء من تبادل وجهات النظر حول الشؤون الثنائية، تم تأكيد الاهتمام المشترك في تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية الواعدة، لا سيما في مجالي الطاقة واستكشاف الفضاء.