غزة: المدنيون يوثقون الحياة اليومية وسط الحرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
في خضم النزاع المستمر في غزة، يلجأ المدنيون إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل سناب شات لتوثيق معاناتهم اليومية ومشاركة تجاربهم مع النزوح والمصاعب.
ويقوم أسامة مقداد، خريج هندسة البرمجيات البالغ من العمر 26 عامًا، بتحميل مقاطع فيديو يوميًا، لتسليط الضوء على الواقع القاسي الذي يواجهه سكان غزة.
ووفقا لما نشرته صنداي تايمز، ينحدر أسامة في الأصل من حي الشيخ رضوان في شمال غزة، ويقيم الآن في مخيم المواصي للاجئين في رفح، جنوب غزة، بعد أن دمر منزله في الصراع.
ومع إعلان إسرائيل عن هجوم بري وشيك في رفح، فإن الأمل الأخير في الأمان يتضاءل بالنسبة للعديد من سكان غزة.
وحث زعماء العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة، إسرائيل على الامتناع عن مهاجمة المدينة، محذرين من عواقب كارثية.
وعلى الرغم من القيود المفروضة على وصول الصحفيين الدوليين إلى غزة، يستخدم المدنيون منصات مثل سناب شات لتبادل الروايات المباشرة عن الأزمة.
وتتيح ميزة تحديد الموقع الجغرافي المباشر للتطبيق للمستخدمين مشاهدة مقاطع الفيديو العامة، مما يوفر رؤى فريدة حول الوضع على الأرض.
وجرى التأكيد على دور سناب شات كأداة استخباراتية مفتوحة المصدر من خلال قدرته على توفير تحديثات في الوقت الفعلي ومعلومات تم التحقق منها من مصادر محلية.
ويشارك المدنيون مقاطع فيديو تصور جهودهم لمواصلة الحياة اليومية وسط الدمار، بما في ذلك طهي وجبات الطعام، وجلب المياه، ورعاية الأطفال.
ويعد التحول الذي شهدته رفح واضحا من خلال صور الأقمار الصناعية واللقطات الملتقطة من مستوى الأرض.
ويكشف التحليل الأكاديمي لبيانات الأقمار الصناعية عن دمار واسع النطاق، حيث تم تدمير ما لا يقل عن 30% من المباني في رفح. وفي الوقت نفسه، تضخم عدد السكان، مما أدى إلى تفاقم نقص الموارد والاكتظاظ.
ويروي أفراد نازحون مثل أحمد المغني، الذين لجأوا إلى مدرسة في شرق رفح، فقدان منازلهم وسبل عيشهم. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهونها، إلا أنهم يظلون صامدين ويبحثون عن العزاء في لحظات الصداقة الحميمة والتضامن.
ووصلت الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، مع اجتياح المنطقة لانعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع.
ويكافح سكان غزة من أجل توفير الضروريات الأساسية، مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير ومحدودية الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية.
وبينما ينتظر سكان غزة الهجوم الإسرائيلي الوشيك، تلوح حالة من عدم اليقين بشأن مستقبلهم. ويواصل المجتمع الدولي الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية وتوفير المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة المدنيين المحاصرين وسط تبادل إطلاق النار.
وفي مواجهة الشدائد، يثابر سكان غزة ويشاركون قصصهم مع العالم على أمل رفع مستوى الوعي وحشد الدعم لمحنتهم. وبينما تتكشف الأزمة، تكون أصواتهم بمثابة تذكير بمرونة وقوة الروح الإنسانية وسط الشدائد.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
عراقجي: إسرائيل تريد توسيع الحرب لتشمل منطقة الخليج
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الاثنين، إن اسرائيل تسعى إلى توسيع رقعة الحرب لتشمل منطقة الخليج.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، هو الثاني بين الطرفين منذ بدء الاعتداء الاسرائيلي على إيران، وفق بيان للخارجية العراقية.
وذكر البيان أن الوزيرين بحثا "مستجدات الأوضاع في المنطقة على ضوء التصعيد العسكري الأخير".
وأشار إلى أن الاتصال هو "الثاني بين الوزيرين منذ بدء الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية (الأول الجمعة)، في إطار التواصل المستمر والتنسيق السياسي لمواجهة تطورات الأزمة الراهنة".
ونقل البيان عن عراقجي تأكيده أن بلاده "تتابع التطورات العسكرية عن كثب"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تسعى إلى توسيع رقعة الحرب لتشمل منطقة الخليج".
وأوضح أن "موقف إيران واضح برفض توسيع الصراع تجاه أي دولة أخرى".
وأكد أن العمليات الجارية تأتي في إطار "رد دفاعي على الاعتداءات الإسرائيلية، ولا تهدف إلى تصعيد المواجهة مع أطراف أخرى".
من جانبه، شدد حسين على أن "موقف العراق من العدوان (الإسرائيلي على إيران) واضح وثابت، والحكومة العراقية تواصل جهودها الحثيثة عبر القنوات الدبلوماسية، لمنع تفاقم الصراع ووقف إطلاق النار"، وفق المصدر ذاته.
ولفت إلى "أهمية الاستمرار في اتباع نهج يرفض توسيع نطاق الحرب".
وحذر من "تداعيات أي تصعيد إضافي على أمن المنطقة واستقرارها".
الوزير العراقي أكد أن العراق "سيواصل أداء دوره الإقليمي والدولي في السعي للتهدئة وحصر الأزمة ضمن أطر يمكن احتواؤها سياسياً ودبلوماسيا".
وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل بدعم أمريكي هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت أيضا أضرار مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.
وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدو الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.