سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
تحوّلت سوريا في عهد النظام السوري السباق إلى "دولة مخدرات"، حيث يُصنَع الكبتاغون محلياً ويُهرَب إلى الخليج بقيمة سنوية تناهز 9 مليارات دولار، رغم الحملات الأمنية المستمرة مازالت تنشط صناعته وتجارته. اعلان
خلال سنوات الحرب الطويلة التي شهدتها سوريا، تحولت البلاد إلى ما يُعرف بـ"الدولة المخدرات"، حيث أصبح مخدر "الكبتاغون"، وهو نوع من الأمفيتامينات الاصطناعية، أحد أهم صادرات النظام وأكثرها ربحاً، وانتشرت تجارته عبر معظم دول الشرق الأوسط.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، تعهدت الحكومة الانتقالية باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه التجارة، لكن الشرطة السورية لا تزال تنفذ أسبوعياً عمليات ضبط قياسية للحبوب المخدرة.
وصرّح أحد عناصر وزارة الداخلية السورية، أنور عبد الحي، بأن "هذه العمليات تتم بشكل دوري، ولكنها تتطلب جهداً كبيراً، وموارد بشرية ومادية هائلة".
وتشير التقديرات إلى أن حجم تجارة الكبتاغون في سوريا لا يزال يحقق أرباحاً سنوية تقدر بين 8 إلى 9 مليارات دولار أمريكي، رغم الجهود الرسمية لوقف انتشاره.
وفي مستودعات الشرطة، تمتلئ الصالات بالمخدرات التي تم ضبطها بعد أن تم تخبئتها بطرق متنوعة داخل شحنات مختلفة مثل الحبوب والأعلاف.
Relatedشبكة ترويج "حبات الكبتاغون": كيف أصبحت سوريا دولة مخدرات؟تحذير أممي من تحوّل العراق إلى محور إقليمي لتهريب المخدراتتفكيك شبكة أوروبية لتجارة المخدرات واحتجاز 800 كلغ من الكوكايينشبكات الإجرام تهدد استقرار الجوارتُشكّل شبكات تهريب الكبتاغون تهديداً حقيقياً على الأمن القومي للدول المجاورة، خاصة لبنان والأردن والعراق، حيث وقعت عدة اشتباكات بين هذه الشبكات والقوات الأمنية في تلك الدول. ومع ذلك، تظل أسواق الخليج، وخصوصاً السعودية، الوجهة الرئيسية لتصدير هذا المخدر.
وقال الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي: "إن تجارة الكبتاغون تشكل خطراً على استقرار لبنان، خاصة مع تصاعد وتيرة الإنتاج في سوريا. هذه الاشتباكات الأخيرة تشير إلى إعادة رسم طرق التهريب وليس القضاء عليها".
وأضاف الحاج علي: "في ظل العقوبات الدولية، وشح السيولة، وانهيار الاقتصاد، كيف يمكن لدولة لا تستطيع دفع رواتب موظفيها أن تمنع نشوء تجارة تجلب العملة الصعبة؟ بدون تعافٍ اقتصادي، سيملأ تجار الكبتاغون الفراغ، وستستمر هذه التجارة".
"النظام السوري كان نموذجاً لدولة المخدرات"وقالت الخبيرة في شؤون الكبتاغون في معهد "نيو لاينز"، كارولين روز، إن "النظام السوري كان من النماذج النادرة التي مثلت فعلاً دولة مخدرات، إذ لم يكن مجرد متفرج على تجارة الكبتاغون، بل دعم إنتاجه وتصنيعه وتهريبه بشكل مباشر".
وأشارت روز إلى أن "الشبكات الإجرامية تدرك وجود إرادة دولية وداخلية للتصدي لها، وقد ردت على ذلك بهجمات انتقامية شملت اختطافات وقتل، ومحاولات استدراج القوات الحكومية لاختبار قدراتها".
مخاطر الكبتاغونفي مركز لإعادة تأهيل المدمنين خارج العاصمة اللبنانية بيروت، تحدث "إيليا"، وهو متعاطٍ سابق للكبتاغون، عن المفاهيم الخاطئة المتداولة حول خطورة المخدر، قائلاً: "الكثير من الناس يعتقدون أن الكبتاغون ليس مخدرًا قوياً، وهذا تصور خاطئ جداً".
وأوضح "إيليا": "الكبتاغون يشبه الميثامفيتامين البلوري، ويستمر تأثيره لساعات طويلة. يشعر الشخص بالسعادة والنشاط، ويمكن الوصول إليه بسهولة وبسعر زهيد، ولذلك يطلق عليه البعض 'كوكايين الفقراء'".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي سوريا العراق بشار الأسد تهريب المخدرات لبنان إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي حروب هجمات عسكرية صواريخ باليستية تل أبيب ضحايا الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
حماس تنفي نزع سلاحها: المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال
نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان رسمي صدر اليوم، ما تداولته بعض وسائل الإعلام العبرية عن استعدادها لنزع سلاحها، واصفة ذلك بأنه "غير دقيق ولا يعكس موقف الحركة الثابت".
وجاء في البيان: "نؤكد مجددًا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائمًا، وقد أقرته المواثيق والأعراف الدولية"، مشددة على أن التخلي عن هذا الحق لن يتم إلا بـ"استعادة الحقوق الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس".
ويأتي هذا التصريح تعليقًا على تصريحات نسبت إلى المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أفاد فيها بأن حماس أبدت استعدادًا للتخلي عن سلاحها في إطار تسوية شاملة، وهو ما نفته الحركة بشكل قاطع.
وأكدت حماس أن "المقاومة خيار استراتيجي، وليست ورقة تفاوض"، وأن سلاحها سيظل "صمام أمان للشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال وممارساته العدوانية".
يذكر أن البيان يأتي في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة، وتزايد الضغوط الإقليمية والدولية لدفع الأطراف الفلسطينية إلى الدخول في مسار سياسي جديد قد يقود إلى اتفاق تهدئة شامل، وهو ما تراه بعض الفصائل محاولة لفرض حلول منقوصة لا تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.