الضغوط تتكثف على السيسي.. ماذا ينتظر رفح والمنطقة العازلة؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
تتكثف الضغوط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ اجتياح عسكري لمدينة رفح في أقصى جنوبي قطاع غزة، ما يهدد بتدفق مئات آلاف الفلسطينيين إلى سيناء، بالإضافة إلى احتلال الشريط العازل بين القطاع ومصر، وفقا لشهيرة أمين، في تحليل بـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council).
شهيرة أضافت، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "استعدادا للهجوم الشامل على رفح (بزعم القضاء على آخر معاقل حركة "حماس")، حيث لجأ نحو 1.4 مليون نازح فلسطيني إلى مخيمات ضيقة هربا من القصف الإسرائيلي المكثف على المدن الشمالية والوسطى في القطاع، أفادت تقارير بأن مصر نشرت 40 دبابة وناقلة جند مدرعة في شمال شرق سيناء خلال الأيام الأخيرة".
وتابعت أن هذه "التعزيزات تهدف إلى تجنب التدفق الجماعي المحتمل للاجئين الفلسطينيين إلى شمال سيناء؛ إذ تخشى القاهرة من اقتحام الحدود والعبور إلى الأراضي المصرية دون العودة أبدا. وقد دعا أعضاء ائتلاف نتنياهو اليميني علنا إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر".
وتقول القاهرة إن طرد الفلسطينيين إلى مصر من شأنه تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية، ويخاطر بتحويل سيناء إلى قاعدة لهجمات ضد إسرائيل، مما يعني آثارا أمنية عميقة على مصر، التي من المرجح أيضا أن تتعامل مع أزمة إنسانية في سيناء، من شأنها أن تزيد على بلد يعاني بالفعل من وضع اقتصادي سيئ، كما لفتت شهيرة.
اقرأ أيضاً
النيابة تستدعي رئيسة تحرير "مدى مصر" بعد تقرير "بيزنس" معبر رفح
معاهدة السلام
وقالت شهيرة إنه "بحسب ما ورد، حذر مسؤولون مصريون من أن تهجير الفلسطينيين إلى مصر قد يدفع القاهرة إلى تعليق معاهدة السلام مع تل أبيب لعام 1979، مما يهدد بتقويض التعاون الأمني بين البلدين، والذي كان قويا منذ أن تولى السيسي السلطة في عام 2013".
وزادت بأن "نتنياهو كشف النقاب عن خطة إسرائيل لاحتلال المنطقة العازلة، خلال مؤتمر صحفي في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023، قائلا إنه يجب وضع ممر فيلادلفيا (صلاح الدين) تحت سيطرة إسرائيل، لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة وضمان أن يكون القطاع منزوع السلاح بعد انتهاء الحرب".
و"مصر والسلطة الفلسطينية تسيطران على هذه المنطقة العازلة الضيقة منذ عام 2005، في أعقاب انسحاب إسرائيل من غزة، مما سمح لمصر بنشر حرس حدود على جانبها من الحدود للقيام بدوريات في المنطقة ومنع التهريب والتسلل إلى أراضيها"، بحسب شهيرة.
وينص اتفاق بين مصر وإسرائيل على أنه لا يمكن لأي طرف إحداث تغييرات في المنطقة العازلة دون موافقة الطرف الآخر.
وتابعت شهيرة أنه "بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير/ شباط 2011، قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أشرف على فترة انتقالية سبقت أول انتخابات مصرية حرة ونزيهة في 2012 والتي أوصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، بتدمير الغالبية العظمى من الأنفاق تحت الأرض المؤدية من مصر إلى غزة. وقد استخدمت حماس الأنفاق لتهريب البضائع التجارية والأسلحة إلى القطاع".
اقرأ أيضاً
ناشطون مصريون يدعون الجيش للتدخل قبل وقوع مجزرة في رفح
حصار محكم
و"بعد تولي السيسي السلطة عام 2013، واصل تدمير الأنفاق. ومع ذلك، يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنه لا تزال توجد أنفاق بين رفح وسيناء"، وفقا لشهيرة.
وأضافت أن "السيسي أعلن أيضا حالة الطوارئ في شمال سيناء، مما أدى فعليا إلى حظر التقارير (الصحيفة) عن المنطقة، وجرت محاكمة وسجن صحفيين غطوا الأحداث في شمال سيناء".
وأردفت أن "مصر أغلقت حدودها الشمالية إلى حد كبير؛ مما ساعد إسرائيل في فرض حصار محكم حول غزة (منذ عام 2006). ولم يتم فتح المعبر الحدودي (بين مصر وغزة) إلا بشكل متقطع من أجل السماح للفلسطينيين الطلاب والباحثين عن العلاج الطبي بدخول مصر".
و"قد أثارت تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن السيطرة على المنطقة العازلة، وهو ما يؤدي فعليا إلى عزل غزة عن مصر، غضب السلطات والشعب المصري على حد سواء"، كما ختمت شهيرة.
اقرأ أيضاً
الخارجية المصري تحذر من عواقب وخيمة لاجتياح إسرائيل لرفح
المصدر | شهيرة أمين/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة السيسي نتنياهو رفح المنطقة العازلة سيناء الفلسطینیین إلى المنطقة العازلة
إقرأ أيضاً:
ماذا تخطط إسرائيل للضفة الغربية؟
تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات واغتيالات واعتقالات على كامل أراضي الضفة الغربية، ويأتي ذلك بالتزامن مع تهديدات من حكومة اليمين المتطرف بفرض السيادة على الضفة، ردًا على انتقادات دول غربية لانتهاكات الاحتلال وتلويح هذه الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي نفس السياق، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين فلسطينيين في نابلس وأريحا، وأصابت طفلا بالرصاص المطاطي خلال اقتحامها مدينة قلقيلية، ضمن موجة اقتحامات عنيفة شملت 7 مدن فلسطينية بالضفة الغربية، هي نابلس وطوباس وطولكرم وقلقيلية والبيرة والخليل وبيت لحم.
وفي بلدة حارس، شمال غرب مدينة سلفيت، قالت مصادر، للجزيرة، إن مستوطنين هاجموا البلدة، وأضرموا النار في أراض زراعية، وتسبب الهجوم في اشتعال النيران بمساحات واسعة، واحتراق عشرات أشجار الزيتون.
ويرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين أن ما يقوم به الاحتلال في الضفة هو إستراتيجية ممنهجة، وهناك تواصل بين الجيش وقطعان المستوطنين، مشيرا إلى أن الانتهاكات والاقتحامات والاعتقالات ليست مرتبطة فقط بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية الأولى التي قامت بمشروع الاستيطان كانت حكومة حزب العمل عام 1968، ومحسوبة على التيار اليساري، وكانت حكومات اليسار تنظر إلى مشروع الاستيطان ضمن سياق أمني إستراتيجي، أما في المرحلة الحالية، فإن هذا المشروع بات في قلب وجوهر العقيدة الإسرائيلية، فحكومة بنيامين نتنياهو تريد أن تبسط سيطرتها ما بين البحر والنهر، أي ضمن سياق أيديولوجي في المقام الأول.
إعلانوتحدث الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي عما اعتبرها وتيرة متسارعة تقوم بها إسرائيل للسيطرة على الضفة الغربية مرة واحدة، مستدلا في كلامه بعمليات التهجير الممنهج للفلسطينيين وعمليات التضييق عليهم وشل حركتهم بالحواجز والبوابات.
ضم ممنهج ومقننوأشار إلى وجود عمليات ضم ممنهجة ومقننة يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، تظهر من خلال القوانين الإسرائيلية التي شرعنت التمدد الاستيطاني، ومن خلال أدوات إجرائية مثل المنصب الذي أعطي لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش في وزارة الحرب بهدف السيطرة على الإدارة المدنية وتفصيل قوانين خاصة بالمستوطنين.
وذكّر عرابي بخطة سموتريتش التي أعلن عنها عام 2017، وهي خطة التيار الديني القومي، وتدعو إلى ضم الضفة الغربية بالكامل، بحيث "تكون دولة لليهود فقط داخل الضفة وداخل فلسطين كلها"، وتقول هذه الخطة إن السكان الفلسطينيين من الممكن منحهم إقامة مثل سكان القدس، أي بحقوق مدنية دون السياسية مع تسهيل تهجيرهم من الضفة إلى الخارج.
أما نتنياهو فكان يتحدث في ولايته السابقة -يضيف عرابي في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر- عن ضم مناطق من الضفة غير محددة بشكل نهائي، وهناك حديث عن الغور وبعض مناطق "سي" المحيطة بالمستوطنات والتي تشكل مجالا حيويا للفلسطينيين على مستوى الزراعة وعلى مستوى التمدد العمراني وحركة السكان.
وعن الانتقادات الغربية لممارسات إسرائيل والمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، أوضح الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، جبارين أن إسرائيل تقوم بتعقيدات ميدانية كلما كان هناك تلويح دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، عرابي إن هناك سياسات إسرائيلية جرى تكريسها بالرغم من الانتقادات الدولية، والاحتلال اختبر المجتمع الدولي والعرب وقام بخطوات جرى تكريسها بالتدريج.
إعلان