أعلنت الشركات المالكة لحقل الغاز الطبيعي تمار، عن زيادة كبيرة في حجم صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر خلال السنوات المقبلة، وأعلنت مؤخراً عزمها تحديث الضواغط ومد خط نقل جديد، يسمح بزيادة طاقته الإنتاجية إلى 16 مليار متر مكعب سنوياً.

وقالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، إن هذا التوسع، الذي وافقت عليه وزارة الطاقة، سيشهد ارتفاع حجم صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر إلى حوالي 6 مليارات متر مكعب سنوياً، أي ما يقرب من نصف استهلاك إسرائيل عام 2023.

ومن المتوقع الانتهاء من عمليات التطوير، البالغة قيمتها 24 مليون دولار، خلال النصف الأول من 2025، سعياً لزيادة السعة الإنتاجية اليومية إلى 1.6 مليار قدم مكعب.

وتأتي خطوة تطوير الحقل عقب تعديل اتفاقية التصدير مع مصر لتوريد كمية غاز إضافية أكبر من المنصوص عليها في الاتفاقية الأصلية.

وتجاوزت كميات الغاز الإسرائيلية الموردة إلى مصر حالياً مستويات ما قبل الحرب في غزة، حيث ارتفعت خلال يناير/كانون الثاني 15% على أساس شهري، لتسجل نحو 1.15 مليار قدم مكعب يومياً.

وتعتمد مصر على الغاز الإسرائيلي لتلبية جزء من الطلب المحلي، مع تصدير الفائض على شكل غاز طبيعي مسال إلى أوروبا بشكل أساسي، عبر مصانع التسييل في إدكو ودمياط (شمال) بطاقة إنتاجية 2.1 مليار قدم مكعب يومياً.

اقرأ أيضاً

بعيدا عن غاز إسرائيل.. 3 شروط لتجاوز أزمة الطاقة في مصر

ورغم أن الحرب أدت في البداية إلى توقف إنتاج الغاز من حقل تمار، بسبب قربه من قطاع غزة، استؤنف الإنتاج بعد ذلك، وفق ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية.

كما سلط هذا الانقطاع الضوء على اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي، حيث ساهم انخفاض صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر في انقطاعات متكررة في الكهرباء في مصر.

وهبطت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بشكل حاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع وقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار، عقب اندلاع الحرب في غزة، لتسجل نحو 350 مليون قدم مكعب يومياً، بعد أن كانت تتجاوز 900 مليون قبل توقف إنتاج الحقل في 8 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي أغسطس/آب الماضي، قالت إسرائيل إنها ستصدر المزيد من الغاز من حقل "تمار" إلى مصر وسط تعزيز العلاقات مع جارتها.

جدير بالذكر أن حقل "تمار" البحري على بعد 24 كيلومتراً (14.9 ميلاً) غرب عسقلان، شمال قطاع غزة، حيث يتم إنتاج الغاز من 6 آبار في الحقل، ويبلغ إنتاج كل منها حوالي 7.1 إلى 8.5 ملايين متر مكعب يومياً، وفقاً لموقع شركة "شيفرون" الإلكتروني.

وتأتي زيادة صادرات حقل تمار وسط ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي على مستوى العالم.

اقرأ أيضاً

بلومبرج: إسرائيل تزود مصر بغاز يفوق مستويات ما قبل حرب غزة

ويشير الرئيس التنفيذي لشركة "إيكو إنيرجي" للاستشارات الاقتصادية الاستراتيجية أميت مور، إلى أن السوق المصرية تعاني نقصاً في الغاز الطبيعي، أدى إلى انقطاعات متكررة في الكهرباء.

ويلفت إلى أن صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر لا تساهم في إمدادات الكهرباء في البلاد فحسب، بل وفي دخلها أيضاً، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.

وتابع: "جزء من الغاز الطبيعي الذي يُباع لمصر يذهب إلى منشآت التسييل ومن هناك يُباع إلى أوروبا، وهذا يساعد البلاد في توفير العملة الأجنبية".

ويعتمد الأردن اعتماداً كبيراً أيضاً على الغاز الإسرائيلي، إذ يبلغ حجم الكهرباء المولدة من الغاز المستورد من إسرائيل 70%.

زيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر لها فوائد مالية لإسرائيل أيضاً، حيث إن سعر الغاز الطبيعي في مصر أعلى بكثير منه في السوق المحلية.

أما موقع "أيس" الإخباري الإسرائيلي، فإنه قد تقرر استثمار نحو 24 مليون دولار في تطوير أنابيب ضخ الغاز، مما سيسمح بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي.

ويوضح الموقع أنه بصرف النظر عن نشاطها الدبلوماسي المكثف بين إسرائيل و"حماس"، تعد مصر أحد العملاء الرئيسيين لإسرائيل في مجال الغاز الطبيعي.

اقرأ أيضاً

حتى لو طالت حرب غزة.. مصر والأردن بحاجة شديدة لغاز إسرائيل

وبحسب إعلانين نشرتهما مؤخرا الشراكة في خزان غاز "تمار"، من المتوقع أن يتزايد تصدير الغاز إلى الجارة جنوبا بشكل ملحوظ خلال السنوات المقبلة.

وأعلن أحد الشركاء في الخزان، الجمعة الماضي، أنه اعتبارًا من يوليو/تموز 2025، ستزيد الصادرات إلى مصر بمقدار 4 مليار متر مكعب إضافية، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالكمية الموردة حتى الآن، والتي كانت 2 مليار متر مكعب.

إضافة إلى ذلك، صدر الأحد إعلان آخر عن قرار باستثمار نحو 24 مليون دولار في تحديث الضواغط، مما سيسمح بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي.

وسبق أن وافقت وزارة الطاقة الإسرائيلية على زيادة الإمدادات لمصر من الغاز الطبيعي بما قدره 4 مليارات متر مكعب إضافية سنوياً، لمدة 11 عاماً.

ومن المتوقع أن تدخل هذه الاتفاقية التي أقرتها الوزارة حيز التنفيذ في يوليو/تموز 2025، بعد استكمال العمل على توسيع الطاقة الإنتاجية، ومد خط أنابيب ثالث من خزان تمار.

من جانبه، يوضح محلل الطاقة في شركة "ليدر كابيتال ماركتس" جلعاد بن تسفي، أن طلب مصر على الغاز الطبيعي ارتفع، ما دفعها إلى شراء الغاز بأسعار أعلى من إسرائيل.

وأدى ذلك إلى زيادة الإيرادات الضريبية لإسرائيل، حيث يذهب أكثر من نصف عائدات بيع الغاز الطبيعي إلى الضرائب.

اقرأ أيضاً

مع تراجع المخاطر.. زيادة تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصر 60%

مع ذلك، تسود مخاوف بشأن تأثير زيادة الصادرات على الاقتصاد المحلي، إذ قد يؤدي إلى نقص محتمل في السوق المحلية خلال السنوات المقبلة أو إلى ارتفاع الأسعار بسبب انخفاض المنافسة بين حقول الغاز المحلية.

كما تشير خطة تطوير قطاع الكهرباء إلى الحاجة إلى أكثر من 10 محطات جديدة لتوليد الطاقة تعمل بالغاز الطبيعي بحلول عام 2040، وهو ما يثير مخاوف بشأن توفر الغاز للاقتصاد المحلي في المستقبل.

من جانبه، يحذَّر رئيس دائرة الميزانية في وزارة المالية يوغيف غردوس، من أن زيادة الصادرات قد تعرض أمن الطاقة في إسرائيل للخطر.

ويشدد على ضرورة التوازن بين زيادة المنافسة في السوق المحلية من خلال تقييد الصادرات وضمان دخول مستثمرين جدد إلى السوق المحلية لتعزيز إيرادات الدولة.

وتجري أيضاً مناقشة توسيع تصاريح التصدير من حقل ليفياثان، وكمية الغاز المقرر تصديرها وكيفية بيعها.

وتُجرى كذلك دراسة لبناء منشأة بحرية لتسييل الغاز الطبيعي لبيع الغاز في جميع أنحاء العالم عبر السفن، مما يقلل الاعتماد على مصر والأردن في نقله.

فيما كان للقرارات المتعلقة بصادرات الغاز من حقل تمار تأثير إيجابي على أسهم الشركات المالكة للحقل، فمثلاً، ارتفعت أسعار أسهم شركة "إسرامكو" بنسبة 9% في بورصة تل أبيب.

اقرأ أيضاً

بأقل من معدله.. إسرائيل تعيد ضخ الغاز الطبيعي إلى مصر

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر إسرائيل غاز حرب غزة حقل تمار تصدير الغاز الأردن صادرات الغاز الإسرائیلی إلى مصر الغاز الطبیعی السوق المحلیة الغاز من حقل إنتاج الغاز مکعب یومیا على الغاز اقرأ أیضا من الغاز قدم مکعب حقل تمار متر مکعب

إقرأ أيضاً:

هاتفيا.. نتنياهو يبحث مع روبيو مفاوضات صفقة التبادل

إسرائيل – أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مساء السبت، بشأن مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وفق إعلام عبري.

وقالت القناة “12” العبرية الخاصة إنّ نتنياهو، وروبيو المتواجد في إيطاليا حاليا، ناقشا هاتفيا الوضع في غزة والمفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين هناك.

والخميس الماضي، تحدث روبيو ونتنياهو، بشأنّ نفس القضية، وفق القناة ذاتها.

يأتي ذلك في أعقاب ادعاءات تداولها الإعلام العبري نقلا عن مصادر مطلعة، تشير إلى “اختراق متوقع” خلال الساعات المقبلة بشأنّ مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة.

وعلى الصعيد ذاته، نقلت صحيفة “معاريف” الخاصة عن مصدر سياسي إسرائيلي ادعاءه أنّ “أمام حركة الفصائل الفلسطينية مهلة حتى منتصف ليل الأحد (منتصف هذه الليلة) للتوقيع على اتفاق صفقة الأسرى”.

وأضاف: “إذا لم تُوقّع الصفقة حتى منتصف الليل؛ فإن الهجوم البري الواسع سيبدأ الاثنين، وفقا للخطة التي تمت المصادقة عليها مسبقا”.

وفي وقت سابق السبت، ادعت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” دون الكشف عن هويتها، أن الخطوط العريضة التي نوقشت خلال المفاوضات الجارية في الدوحة منذ أيام، بشأن صفقة محتملة، تتضمن إفراجا فوريا عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، ووقفا لإطلاق النار لمدة تراوح بين شهر ونصف وشهرين.

وأضافت المصادر أن الصفقة تتضمن كذلك تقديم حركة الفصائل الفلسطينية قائمة بأسماء الأسرى الأحياء والأموات بعد 10 أيام من دخول الصفقة حيز التنفيذ.

وتابعت أن المفاوضات ناقشت كذلك إفراج إسرائيل عما يراوح بين 200 و250 أسيرا فلسطينيا، لكن هذه النقطة “ما زالت تشهد خلافا بين أطراف التفاوض”.

يأتي ذلك فيما لم يصدر حتى الساعة 22:00 ت.غ إعلان رسمي من الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، أو طرفي التفاوض، إسرائيل وحماس، بشأن تفاصيل المفاوضات الدائرة في الدوحة منذ الثلاثاء الماضي.

وما تتحدث عنه المصادر الإسرائيلية هو نفسه تقريبا المقترح الذي سبق أن طرحه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قبل أشهر، فيما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكدت حركة الفصائل أنها لم ترفضه.

وتقضي خطة ويتكوف بإطلاق سراح الأسرى على دفعتين، نصفهم في اليوم الأول من سريان الاتفاق، فيما تبدأ مفاوضات بشأن إنهاء الحرب طوال مدة وقف إطلاق النار التي تستمر شهرين، على أن يُطلق باقي الأسرى حال التوصل إلى اتفاق.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وترفض تل أبيب، حسب إعلام عبري، التعهد بإنهاء الحرب، وهو الأمر الذي يثير شكوك لدى حركة الفصائل بإمكانية تنصل إسرائيل من أي اتفاق يتم التوصل إليه في أي مرحلة لاحقة، كما حدث مع اتفاق وقف إطلاق النار السابق.

وادعت مصادر هيئة البث بـ”وجود زخم” في المفاوضات، وأن احتمال تحقيق اختراق خلال الساعات القليلة القادمة هو “أمر قائم”.

والأمر ذاته روجت له وسائل إعلام عبرية أخرى، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” دون أن تكشف عن هويتها.

يأتي ذلك رغم انتقادات أثارتها وسائل إعلام عبرية عن إرسال وفد تفاوضي محدود الصلاحيات إلى الدوحة يتحرك في إطار خطة ويتكوف، وأن القرار النهائي هو بيد نتنياهو.

كما تأتي المفاوضات بينما يواصل الجيش الإسرائيلي تصعيد حرب “الإبادة” ضد الفلسطينيين في غزة.

إذ أعلن الجيش، الجمعة، توسيع إبادته الجماعية في القطاع، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة “عربات جدعون”.

وتهدف عملية “عربات جدعون” إلى احتلال كامل غزة، وفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية في 5 مايو/ أيار الجاري.

وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الأربعة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب في المنطقة، والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.

وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، الجمعة، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينيا، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.

ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة الفصائل وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: فرض الرقابة العسكرية على حدث أمني وقع اليوم في قطاع غزة
  • تمهيدا للتشغيل التجريبي.. بدء أعمال توصيل خط الغاز الطبيعي لمدينة الحمام
  • كهرباء الشارقة تنجز 53% من شبكة الغاز الطبيعي في منطقة القطينة 1
  • إعلام إسرائيلي : فشل عملية إسرائيلية خاصة في خان يونس واغتيال القيادي أحمد سرحان
  • "العُمانية للغاز الطبيعي المسال" توقع اتفاقية لتحسين محفظة الإمدادات
  • خط أحمر لحماس.. مصدر إسرائيلي يكشف شرط إسرائيل لـإنهاء الحرب في غزة
  • أردوغان يعلن عن اكتشاف جديد للغاز الطبيعي بقيمة 30 مليار دولار
  • توقيع اتفاقية تعزيز القيمة التجارية الإضافية للغاز الطبيعي المسال
  • إعلام إسرائيلي: قرار إبرام صفقة أو التوجه إلى الحرب بيد نتنياهو
  • هاتفيا.. نتنياهو يبحث مع روبيو مفاوضات صفقة التبادل