قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسام بدران إن التصريحات التي يدلي بها المسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي "ليست إلا تهديدات فارغة ولا قيمة لها، وتعبر عن الأزمة التي يعيشها قادة الاحتلال" والتناقض بين تصريحاتهم والمفاوضات التي يجرونها مع الحركة.

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، أرجع بدران هذه التهديدات إلى "فشل الاحتلال الكبير في استرجاع الأسرى المتواجدين بأيدي المقاومة رغم دخول الحرب شهرها الخامس، وأن الأسرى الوحيدين الذين تمت عودتهم من قطاع غزة هم الذين خرجوا في عملية التفاوض" إبان الهدنة السابقة.

وكان الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس صرح صباح اليوم الاثنين بأن ⁠"على قادة حماس أن يعلموا أنه إذا لم يكن مختطفونا في منازلهم في رمضان فإن القتال سيستمر ويمتد إلى رفح أيضا". وأننا ⁠"سنسمح بإجلاء المواطنين -بطريقة منسقة- أثناء المناقشة مع شركائنا الأميركيين والمصريين لتجنب إيذاء المواطنين غير المتورطين". وأضاف "نحن بحاجة إلى البدء في بناء شيء جديد؛ حكومة مدنية لا يمكن أن تكون حماس، ولا ينبغي كذلك أن تكون إسرائيل".

"تصريحات كاذبة"

لكن عضو المكتب السياسي في حماس ردّ على ذلك بأن "تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يكذّبها رئيس حكومته بنيامين نتنياهو الذي قال بشكل واضح إن الحملة على رفح ستتم حتى لو جرى تبادل للأسرى". وهذا "كله منطلق من شهوة الانتقام والقتل وسياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال منذ بداية عدوانه على غزة". كما أن استهداف المدنيين ما زال مستمرا بشكل يومي، بما في ذلك المتواجدون في رفح.

وفي ما يتعلق بحديث غانتس عن تسهيل خروج المدنيين من غزة، اتهمه بدران (وهو أيضا رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس) "بأنه يكذب"، "فالذي يقتل النساء والأطفال من السهل عليه أن يكذب في ما يقوله، ومنذ بداية هذه الحرب كانت كل عمليات إجلاء المواطنين من الشمال والوسط تتم من خلال القتل والمجازر المباشرة، وحتى الممرات الآمنة التي زعم الاحتلال أنه يوفرها للناس كان يتم استهداف المواطنين المدنيين بشكل مباشر، وحدثت مجازر وقُتل كثيرون نتيجة ذلك".

اما الحديث عن اليوم التالي بعد نهاية الحرب، فقال "أعتقد أنه لن يكون نتنياهو ولا وزير حربه ولا غيرهما موجودين في الساحة السياسية التي تقود هذه الحكومة"، كما أن الاحتلال ليس لديه جواب أو أي خطة حقيقية قابلة للتنفيذ، "حتى أن نتنياهو نفسه يرفض أن تكون هناك نقاشات حقيقية وجادة داخل حكومته عن اليوم التالي بعد الحرب".

وأضاف عضو المكتب السياسي لحماس "أن الاحتلال الذي عجز عن تحقيق أي من أهدافه السياسية التي أعلنها رغم دخول الحرب شهرها الخامس هو أعجز من أن يتحدث عن مستقل غزة بعد هذه الحرب".

تناقض واضح

وقال بدران إن "حكومة الاحتلال تعيش تناقضا واضحا"؛ فهي تطلق تهديداتها بالقضاء على حركة حماس، وفي الوقت نفسه تدير مفاوضات غير مباشرة معها. "أما نحن فنتعامل مع التفاوض من منطلق حرصنا على مصلحة شعبنا الفلسطيني، ولا نتأثر بمثل هذه التهديدات أو التصريحات لأن مطالبنا وأهدافنا واضحة ومباشرة، ومتفق عليها وطنيا"، وأهمها وقف العدوان على شعبنا وضمان دخول الإغاثة العاجلة والإعمار لاحقا، ثم إنهاء الحصار على قطاع غزة، وكذلك قضية صفقة تبادل الأسرى.

وفي ما يتعلق بالإدارة المدنية لقطاع غزة من قبل هيئة أممية، قال عضو المكتب السياسي لحماس إننا "نعلم كيف ندير شؤوننا ونختار قياداتنا، سواء في الضفة والقدس وغزة، وإن هذا شأن فلسطيني داخلي وليس من حق أي طرف أن يملي علينا ما يريده بأي شكل من الأشكال".

وأضاف أن "هذا أمر مرفوض من أي جهة إقليمية أو دولية"، وبالتأكيد هو أكثر رفضا عندما تكون للاحتلال كلمة أو رأي في هذا الشأن. هذا شأن داخلي فلسطيني يقرره الفلسطينيون وحدهم عبر التوافق بين مختلف المكونات، إلى حين الوصول لانتخابات فلسطينية يقرر فيها الشعب خياراته السياسية واختيار قيادته التي ستقوده في المرحلة القادمة.

وختم بدران تصريحاته للجزيرة نت بأن "سياسة التهجير وإجبار المدنيين على تغيير مناطق سكنهم بالقوة من خلال عمليات القصف المتلاحقة؛ هي كلها جرائم يحاسب عليها القانون الدولي، وتخالف كل المعايير والمواثيق الدولية المتعلقة بالحرب"، ولا أعتقد أن هناك دولة في العالم توافق على هذا الأمر من حيث المبدأ، لكن نتنياهو وحكومته معزولون في هذا الموقف، لأن هذه سياسة ممنهجة لديهم تستهدف المدنيين بالقتل وتحاول إجبارهم على الهجرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عضو المکتب السیاسی

إقرأ أيضاً:

مقتل المدنيين يصب في مصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار إلى الوسطاء

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن فحوى رسائل بعثها رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، إلى الوسطاء وأعضاء المكتب السياسي في الخارج، على مدار الأشهر الماضية، والتي تفيد بأن "المزيد من القتال والمزيد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين، يصب في مصلحته".

وحسب الصحيفة، فإن السنوار قال في رسالة حديثة إلى مسؤولي حماس المنخرطين في مفاوضات مع المسؤولين القطريين والمصريين بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن: "لدينا الإسرائيليين حيث نريدهم"، في إشارة إلى الضغط على إسرائيل.

ويحاول مفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر التوسط لإبرام اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر.

وفي عشرات الرسائل، التي بعثها السنوار إلى الوسطاء، ومسؤولي حماس خارج غزة وآخرين، وتمت مشاركتها مع "وول ستريت جورنال" من قبل أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة حول زعيم الحركة في غزة، أظهرت أن السنوار "يستخف بالحياة البشرية، ويعتقد أن إسرائيل لديها الكثير لتخسره من الحرب".

مجلس الأمن الدولي يؤيد مشروع قرار أميركيا بشأن الهدنة في غزة تبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين مشروع قرار أميركيا يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تقود فيه واشنطن حملة دبلوماسية مكثفة لدفع حماس إلى قبول المقترح الذي يتضمن ثلاث مراحل.  "الضغط على إسرائيل"

وفي إحدى الرسائل الموجهة إلى قادة حماس في الدوحة، أشار السنوار إلى الخسائر المدنية في صراعات بدول مثل الجزائر، حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص وهم يقاتلون من أجل الاستقلال عن فرنسا، قائلا: "هذه تضحيات ضرورية".

وفي رسالة أخرى بتاريخ 11 أبريل الماضي، إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد مقتل 3 من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية، قال السنوار إن "موتهم ومقتل الفلسطينيين الآخرين سيبث الحياة في عروق هذه الأمة، ويدفعها نحو الارتقاء إلى مستوى أعلى من مجدها وشرفها".

وقتل 3 من أبناء المكتب السياسي لحركة حماس في 10 أبريل الماضي، في عملية عسكرية إسرائيلية بقطاع غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي وقتها أن أبناء هنية الثلاثة "من أعضاء الجناح العسكري للحركة".

وحسب الصحيفة، فإن السنوار ليس الزعيم الفلسطيني الأول الذي يتبنى "إراقة الدماء كوسيلة للضغط على إسرائيل"، لكن حجم الأضرار في هذه الحرب من مقتل المدنيين والدمار الذي أحدثته، "لم يسبق له مثيلا بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها إسرائيل للقضاء عليه، وفق "وول ستريت جورنال"، فإن السنوار "نجا من ذلك وأدار جهود حماس الحربية بشكل دقيق، كما صاغ الرسائل إلى الوسطاء، حيث إن هدفه النهائي يتلخص في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يسمح لحماس بإعلان نصر تاريخي بالصمود أمام إسرائيل، وقيادة القضية الوطنية الفلسطينية".

"استقالتان بحكومة الحرب".. ما التأثير على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة؟ في خضم الحرب بقطاع غزة، بين إسرائيل وحركة حماس، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، ورئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، استقالتهما من حكومة الحرب الإسرائيلية، فما تأثير ذلك على مجريات العمليات العسكرية؟ وهل سيكون هناك بديلا لهما؟ 

وتضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق، حيث تقول حماس إنها تريد نهاية دائمة للحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 ملايين نسمة.

فيما يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنهاء القتال بشكل دائم قبل تحقيق ما يسميه بـ"النصر الكامل" على حماس، والقضاء على قدراتها العسكرية والسلطوية في القطاع.

وحتى دون هدنة دائمة، حسب "وول ستريت جورنال"، يعتقد السنوار أن نتانياهو ليس لديه "سوى خيارات قليلة بخلاف احتلال غزة والتورط في القتال" مع حماس "لعدة أشهر أو سنوات"، وهي النتيجة التي تنبأ بها السنوار قبل 6 سنوات عندما أصبح زعيما للحركة في قطاع غزة لأول مرة، حيث قال لصحفي إيطالي عام 2018 يكتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "بالنسبة لنتانياهو، فإن النصر سيكون أسوأ من الهزيمة".

وعلى الرغم من أن السنوار خطط لهجمات السابع من أكتوبر وأعطى الضوء الأخضر لها، فإن الرسائل المبكرة التي بعثها إلى الوسطاء تظهر أنه بدا مندهشا من "وحشية الجناح المسلح لحماس، ومدى سهولة ارتكابهم لفظائع مدنية".

وقال السنوار في إحدى رسائله: "لقد خرجت الأمور عن السيطرة"، في إشارة إلى عملية اختطاف النساء والأطفال المدنيين كرهائن، مضيفا وفق الصحيفة: "لقد وقع الناس في هذا الأمر، وما كان ينبغي أن يحدث ذلك".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب تحدثوا إلى قادة حماس، أنه بحلول نوفمبر الماضي، بدأت القيادة السياسية لحماس "تنأى سرا بنفسها عن السنوار"، قائلة إنه "شن الهجمات دون إخبارهم".

وأثارت الاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية والقيادة السياسية لحماس في ديسمبر الماضي، لبحث المصالحة وخطة ما بعد الحرب، رفض السنوار الذي لم تتم استشارته، حيث انتقد في رسالة بعثها إلى القادة السياسيين تلك الاجتماعات، التي وصفها بأنها "مخزية وشائنة".

وأضاف حسب الصحيفة: "طالما أن المقاتلين ما زالوا صامدين ولم نخسر الحرب، فيجب إنهاء هذه الاتصالات على الفور. لدينا القدرة على مواصلة القتال لأشهر".

"الحرب الأخرى".. كيف تجوب إسرائيل غزة بحثا عن أدلة حول الرهائن؟ بالتزامن مع العمليات العسكرية في قطاع غزة، يشهد القطاع حربا من نوع أخر تتعلق بالبحث عن الرهائن وتجميع الأدلة للوصول إلى أماكن احتجازهم، حيث تقوم حركة حماس بنقل بعضهم من شقة إلى أخرى لإخفاء مكان وجودهم، في حين يعتقد أن آخرين موجودون في أنفاق تحت الأرض، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز". تغيير طريقة التواصل

وفي الثاني من يناير الماضي، في أعقاب مقتل القيادي في حماس، صالح العاروري، في غارة إسرائيلية استهدفته في العاصمة اللبنانية بيروت، بدأ السنوار في "تغيير طريقة تواصله"، حسب ما قال مسؤولون عرب للصحيفة.

وأضافوا أن "السنوار استخدم أسماء مستعارة ونقل الملاحظات فقط من خلال عدد قليل من المساعدين الموثوقين وعبر الرموز. كما قام بالتبديل بين الرسائل الصوتية والرسائل المكتوبة إلى الوسطاء".

ومع تسارع جهود الوسطاء العرب بشأن وقف إطلاق النار، في فبراير الماضي، وتفادي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، حث السنوار في رسالة، رفاقه في القيادة السياسية لحماس على "عدم تقديم تنازلات، والضغط بدلا من ذلك من أجل وضع نهاية دائمة للحرب".

وقال السنوار إن "ارتفاع عدد الضحايا المدنيين سيخلق ضغوطا عالمية على إسرائيل". وجاء في رسائل السنوار أن "الجناح المسلح للجماعة كان جاهزا للهجوم (الإسرائيلي) على رفح".

وأضاف السنوار لقادة حماس في الدوحة في رسالة: "رحلة إسرائيل في رفح لن تكون نزهة في الحديقة".

في الوقت نفسه، أشارت رسائل السنوار، وفق "وول ستريت جورنال"، إلى أنه "مستعد للموت في القتال"، حيث شبّه في رسالة حديثة الحرب بـ "معركة جرت بالقرن السابع في كربلاء بالعراق، حيث قُتل حفيد النبي محمد".

وكتب السنوار: "علينا أن نمضي قدما على نفس المسار الذي بدأناه أو فلتكن كربلاء جديدة".

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 36 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

مقالات مشابهة

  • تقرير: مقتل المدنيين في النصيرات يثير تساؤلات قانونية ضد إسرائيل
  • ‏قيادي في حماس: نقبل قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار والأمر متروك لواشنطن لضمان التزام إسرائيل
  • مقتل المدنيين يصب في مصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار للوسطاء
  • مقتل المدنيين يصب بمصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار إلى الوسطاء
  • مقتل المدنيين يصب في مصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار إلى الوسطاء
  • قيادي في حماس ينهي زيارة لجمهورية غامبيا
  • قيادي بحماس: نتعامل بإيجابية مع أي مبادرة لإنهاء الحرب في غزة
  • قيادي بحماس يدعو أمريكا للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • قادة الاقتصاد الإسرائيلي: مستقبل إسرائيل “في خطر كبير”
  • "الصحفيين" تدين مجزرة النصيرات وتطالب بوقف العدوان ومحاكمة قادة الكيان الصهيونى وأمريكا