اليوم.. الحكم على مُتهمٍ بالانضمام لتنظيم القاعدة
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
تُصدر الدائرة الأولى إرهاب، المنعقدة بمجمع محاكم بدر، اليوم الثلاثاء، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى اليوم، حُكمها في إعادة محاكمة متهم لاتهامه مع آخرين سبق الحكم عليهم، بالانتماء لتنظيم القاعدة الإرهابي.
اقرأ أيضًا: القصاص من سائق الرذيلة بعد جريمة يندى لها الجبين
جاء ذلك لأنه مع آخرين فى غضون الفترة من 2008 حتى مايو 2013، بمحافظة القاهرة، أسسوا وأداروا جماعة على خلاف أحكام القانون لتعطيل الدستور والعمل بالقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين.
وفي سياقٍ مُتصل، أودعت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس، حيثيات حُكمها بمعاقبة مُتهمٍ بالسجن المُشدد 3 سنوات لمُدانٍ بحيازة الحشيش.
وشمل الحكم تغريمه بمبلغ 100 ألف جنيه، ومصادرة المخدر والسلاح المضبوطين، وألزمته بالمصاريف الجنائية.
صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر أحمد الأحمداوي، وعضوية المستشارين الدكتور عادل محمد السيوي، وأحمد رضوان أبا زيد الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، وحضور الأستاذ محمد وهدان وكيل النيابة، والأستاذ محمد طه أمين السر.
اتهامات النيابة العامة
وأسندت النيابة العامة للمُتهم بدر.ع أنه في يوم 3 فبراير 2023 بدائرة مركز شرطة الجيزة أحرز بقصد الإتجار في الحشيش في غير الأحوال المُصرح با قانوناً.
كما أسندت إليه أنه أحرز سلاحاً نارياً غير مششخن (فرد خرطوش) بدون ترخيص.
وأسندت إليه أيضاً أنه أحرز ذخائر عدد "طلقة" مما تستخدم على السلاح محل الاتهام السابق بدون ترخيص.
حيثيات الحكموقالت المحكمة في حيثيات الحكم إن الواقعة حسبما استقرت في يقينها وارتاح إليها ضميرها واطمأن لها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أنه بتاريخ 3 فبراير 2023 ورد لمعاون المباحث بمركز شرطة الجيزة اتصالاً هاتفياً من أحد مصادره السرية أخبره بأن المُتهم بدر.ع المطلوب ضبطه وإحضاره متواجد بإحدى المناطق الزراعية بمنطقة شبرامنت.
وانتقل إليه عصراً ورفقته قوة من الشرطة السرية صوب ذلك المكان بإرشاد مصدره السري والذي قام بصرفه له من بعد أن دله على مكان تواجد المتهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدائرة الأولى إرهاب المستشار محمد السعيد الشربيني تنظيم القاعدة الإرهابي أحكام القانون النيابة العامة
إقرأ أيضاً:
صراع الدم والهيمنة بين "داعش" و"القاعدة" في إفريقيا
في قلب العواصف الرملية لمنطقة الساحل الإفريقي، تتحول الساحات الممتدة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى حَلَبة موت، تخوض فيها "داعش" و"القاعدة" حربًا وجودية على النفوذ والموارد.وهي حرب تشهد، منذ عام 2021، تصعيدًا حادًا ومستمرًا يكشف عن تنافس وحشي على البقاء، تدفع ثمنه المجتمعات المحلية من كرامتها ودماء أبنائها.
وفي واقعة ترسم صورة واحدة من صور الصراع الدامي المتجدد، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، في بيان نشرته منصته الإلكترونية المعروفة باسم صحيفة "النبأ"، يوم الخميس 13 نوفمبر 2025، تفاصيل هجوم دموي شنّه على ميليشيا تابعة للقاعدة. ووفق البيان، فإن من أسماهم "جنود الخلافة" هاجموا موقعًا "لميليشيا القاعدة قرب قرية تيغو بمنطقة دوري في سينو"، فيما يسمى "ولاية الساحل"، يوم السبت 8 نوفمبر 2025، "باستخدام الأسلحة المتنوعة، مما أدى إلى مقتل 36 عنصرًا والسيطرة على الموقع، واغتنام 34 بندقية وأسلحة أخرى".
ذكرت نشرة التنظيم في تقريرها أن "جنود الخلافة" هاجموا أولًا نقطتي مراقبة تابعتين لعناصر القاعدة كانتا تحرسان الموقع، واخترقوهما بعد قتل من فيهما، ثم هاجموا تمركزات القاعدة داخل الموقع. اندلعت اشتباكات عنيفة انتهت بسيطرة من يسمون"المجاهدين" على الموقع بعد مقتل نحو 30 عنصرًا وفرار البقية من المنطقة. ووفقًا لتقرير التنظيم، جرى حرق العديد من الدراجات النارية واغتنام 10 دراجات أخرى"
وما يثير الرعب أكثر هو ما جاء في التفاصيل التي كشفها بيان التنظيم عن اليوم التالي، الأحد، إذ قال إن عناصره نفذوا عملية "مطاردة لفلول الميليشيا "وصولًا إلى قرية بورغا"، تمكنوا خلالها من أسر ستة عناصر أخرى وقتلهم بواسطة الأسلحة الرشاشة. وفي تفاصيل تكشف دوامة سفك الدماء، أشار البيان إلى أن عناصر القاعدة قتلوا قبلها بأسبوع سبعة عناصر من داعش واغتنموا أسلحتهم، في مطاردة جاءت عقب اتهام داعش بالاستيلاء على ممتلكات للمسلمين في إحدى قرى منطقة أودالان بشمال بوركينا فاسو. كما قتلت عناصر "داعش" ستة أسرى، وهو سلوك يذكّر بأرشيف الدماء الطويل لكل من التنظيمين في العراق وسوريا، عندما كانت مجموعات تابعة لداعش تختطف الأقليات وتقوم بقتلها وتعذيبها.
تعود جذور هذا الصراع الدامي إلى الانشقاق التاريخي بين التنظيمين، حيث يرى داعش نفسه "الدولة الإسلامية" الشرعية و"الخلافة" الحقيقية، ويتهم القاعدة بالانحراف عن المنهج الجهادي "الصحيح". ولكن ما يُغذي هذه الحرب الدموية على الأرض يتجاوز الخلافات العقائدية.
منذ عام 2019، دخل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في منافسة شرسة على الموارد والأراضي في منطقة الساحل الإفريقي، وتشير التقديرات إلى أن فرع داعش في منطقة الساحل قد نما بشكل هائل خلال السنوات الأخيرة. وعلى الجانب الآخر، تُعد "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة المجموعةَ المسلحة الأبرز نشاطًا في الساحل، وهي مسؤولة عن العديد من الأحداث الدامية في المنطقة، ويدفع هذا النمو المتسارع الطرفين إلى صراع مباشر للسيطرة على طرق التهريب المُربحة، ومراكز تجمع السكان لجباية "الضرائب" والإتاوات، وتوظيف المقاتلين من المجتمعات المحلية التي تشعر بأنها مهمَّشة.
وتواجه دول الساحل الإفريقي وضعًا أمنيًا استغله تنظيم داعش في الساحل بشكل خاص ليصبح واحدًا من أكثر التنظيمات المسلحة عنفًا ونشاطًا في المنطقة. وتعمل هذه التنظيمات بالتوازي مع غياب الدولة، حيث تستغل الفقر المدقع، والفساد، والتهميش العرقي والاجتماعي لتجنيد الشباب. على سبيل المثال، تستغل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة الانقسامات الاجتماعية والعرقية المحلية، مستهدفةً مجتمعات فقيرة تعاني من الإهمال الحكومي التاريخي.
وبينما تحارب عناصر داعش والقاعدة بعضُها بعضًا في بوركينا فاسو، يدفع المدنيون ثمنًا باهظًا، وتتزايد مخاطر ظهور نسخ متطرفة جديدة من هذه التنظيمات. هذه الحرب الأهلية الإرهابية تهدد الاستقرار الإقليمي وتعيد إنتاج نفسها بشكل أكثر قسوة. فالقتل المتبادل للأسرى، كما حدث في هجوم دوري، ليس سوى صورة واحدة من صور الوحشية التي لا تفرق بين من تحاربهم وبين من تدعي أنهم "إخوة في العقيدة" عندما يتعلق الأمر بالصراع على النفوذ والموارد.إنه انهيار أخلاقي كامل، حيث يتم تكفير الخصم وتجريده من إنسانيته، تمامًا كما فعلت هذه التنظيمات مع الأقليات الدينية والعرقية في الماضي.
في خضم هذا المشهد الكئيب، يبقى الآلاف محاصرين بين مطرقة داعش وسندان القاعدة، وهنا تكمن المفارقة القاسية، فالصراع بين التنظيمين، وإن أضعف قوتهما العسكرية أحيانًا، إلا أنه يزيد، في المحصلة النهائية، من حجم المأساة الإنسانية ويعمّق زعزعة الاستقرار.
إن الخروج من هذا النفق المظلم يتطلب استراتيجيات أمنية جادة، وقبل أي شيء، معالجة جذرية للأسباب العميقة التي تتيح لهذه التنظيمات التمدد والانتشار، فالفقر المزمن هو التربة الخصبة لنموها. ومن دون ذلك، ستستمر القرى والمدن الإفريقية في التحول إلى ساحات لمعركة مستوردة وحرب بالوكالة، يدفع ثمنها من لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويبقى الخاسر الأكبر والأوحد هو الإنسان الإفريقي نفسه.