رئيس COP28 يدعو الحكومات وقطاعات الأعمال لتنفيذ اتفاق الإمارات
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
دعا الدكتور سلطان أحمد الجابر، رئيس مؤتمر COP28، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الاماراتي، الحكومات وقطاعات الأعمال الصناعة إلى اتخاذ إجراءات فعالة لتنفيذ "اتفاق الإمارات" الذي تم إعلانه خلال النسخة الماضية من مؤتمر المناخ والاستفادة من الفرص الاقتصادية التي يتيحها.
جاء ذلك في كلمته بمقر وكالة الطاقة الدولية في باريس خلال جلسة نقاشية بعنوان "ما بعد COP28: الاتحاد والعمل والإنجاز وتنفيذ اتفاق الإمارات"، حضرها عدد من الوزراء والسفراء ومسؤولي قطاع الطاقة وقادة العمل المناخي، ومن بينهم فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، ولوران فابيوس، رئيس مؤتمر الأطراف COP21، وجون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ.
وقال الجابر إن "اتفاق الإمارات" التاريخي، الذي تم التوصل إليه في ختام COP28 ساهم في رفع سقف التوقعات ووضع مسار واضح لتحقيق الهدف الأساسي للعمل المناخي، حيث يتضمن مجموعة من التدابير الهادفة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وأن تنفيذه يتطلب قيام كافة الأطراف والجهات المعنية في مختلف أنحاء العالم بإجراءات شاملة غير مسبوقة.
وأضاف الجابر أن رئاسة COP28 حريصة على تعزيز التعاون الدولي مع كافة الأطراف والشركاء، لتحفيز جهود خفض الانبعاثات، مع ضمان أمن الطاقة ومرونتها، بما يدعم إنجاز عمل مناخي شامل وفعال وداعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وقال إن COP28 نجح في مفاجأة المشكِّكين وإلهام المتفائلين، وتغليب التكاتف على الاستقطاب ونهج احتواء الجميع على تبادل الاتهامات، كما أثبت أن روح الشراكة والتعاون قادرة على فتحِ آفاق جديدة لخير البشرية، مؤكداً ضرورة الحفاظ على هذه الذهنية، والبناء على الزخم الذي تحقق في COP28، حيث حدد الاتفاق توجهاً جديداً واضحاً لتصحيح مسار العمل المناخي من خلال توافقٍ غير مسبوق، يجب تحويله إلى إنجازٍ غير مسبوق من خلال تكاتف جميع المعنيين وتكثيف جهودهم.
وشدد رئيس COP28 على ضرورة أن تبدأ جميع الأطراف التي وقعت على "اتفاق الإمارات" من الآن بتعزيز مساهماتها المحددة وطنياً قبل الجولة المقبلة في عام 2025، واعتماد أهداف شاملة لخفض انبعاثات جميع غازات الدفيئة على مستوى الاقتصادات بأكملها بأسلوب يتماشى مع الحقائق العلمية وهدف 1.5 درجة مئوية.
ودعا الجابر جميع القطاعات إلى الاستفادة من التقنيات والكوادر البشرية والموارد المالية المتاحة من أجل خفض الانبعاثات على نطاق واسع، بما يتماشى مع جهود COP28 لتحفيز دور قطاع الطاقة في العمل المناخي التي أسفرت عن تعهد شركات تمثل 40 في المئة من إنتاج النفط العالمي بإزالة انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله، وهو ما وصفه بأنه بداية جيدة، متعهداً بالاستمرار في تشجيع ودعوة كافة الجهات المعنية تحقيق المزيد.
وأشار رئيس COP28 إلى أن الاكتفاء بمعالجة جانب العرض وحده، سيحول الانتقال المنشود في قطاع الطاقة إلى "اضطراب" في القطاع، مما يوضح ضرورة معالجة جانب الطلب في الوقت نفسه من خلال سياسات تحفيزية ذكية للتوسع في إنتاج واستخدام البدائل الخالية من الانبعاثات، مثل الهيدروجين، في الصناعات الثقيلة، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية لشبكات الكهرباء لتوصيل الطاقة المتجددة إلى المستخدم النهائي، كما يتطلب تحلِّي الحكومات وكافة المعنيين في مختلف أنحاء العالم بالصدق والشفافية بشأن تكاليف الانتقال وما يتطلبه من تنازلات.
وقال إن التمويل هو العامل الرئيس لنجاح العمل المناخي، مما يستوجب تفعيل كل مصادر التمويل المتاحة، الحكومية ومتعددة الأطراف والخاصة، وتطبيق نماذج جديدة من التمويل المشترك، والاستفادة من الصناديق الميسِّرة والتحفيزية والاستثمارية، لضمان وصول التمويل المناخي إلى دول الجنوب العالمي، مشيراً إلى أن COP28 نجح في جمع وتحفيز 85 مليار دولار من تعهدات والتزامات التمويل من العديد من المصادر، كما شهد إطلاق "ألتيرّا" وهو أكبر صندوق خاص للاستثمار في العمل المناخي على مستوى العالم، والذي يشكل نموذجاً يجب تكراره لتحقيق تقدم ملموس في مواجهة تداعيات تغير المناخ.
وأضاف أنه مع اقتراب تحقيق هدف الـ 100 مليار دولار، سيحتاج العالم إلى توفير مزيد من التمويل المناخي بالحجم اللازم لمواجهة التحدي، والذي يقدر بتريليونات وليس مليارات الدولارات.
واختتم الجابر كلمته بدعوة الحاضرين من ممثلي مختلف الدول والقطاعات إلى دعم الإجراءات الهادفة إلى تحقيق التقدم المنشود في تنفيذ أجندة عمل "اتفاق الإمارات"، والاستفادة من الأمل والزخم الإيجابي الذي بناه COP28 في توقيت صعب، لإنجاز تقدم جذري ملموس في العمل المناخي العالمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتفاق الإمارات وكالة الطاقة الدولية باريس وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي مؤتمر المناخ اتفاق الإمارات العمل المناخی
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يدعو إلى منح قضية غزة الأولوية في وسائل الإعلام العربية
شدد شيخ الأزهر أحمد الطيب، على ضرورة أن يكون قطاع غزة محور اهتمام وسائل الإعلام العربية في ظل تواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد ساكنيه، مشيرا إلى أن "الكارثة" في غزة أسقطت القناع عن الأنظمة والسياسات المعاصرة.
وقال شيخ الأزهر في كلمة له على هامش مشاركته في قمة الإعلام العربي بدورته الثالثة والعشرين في دبي بالإمارات، الاثنين، "تتواجد الآن قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنى بها واضعوها، وعيَّرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خَفِيَ كان أعظم وأطم".
تتواجد الآن قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنَّى بها واضعوها، وعيَّرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خَفِيَ كان أعظم وأطم..
من كلمة #شـيخ_الأزهر في: #قمة_الإعلام_العربي بدورته الثالثة والعشرين بدبي.. pic.twitter.com/xiHkNq7ofl — الأزهر الشريف (@AlAzhar) May 27, 2025
وأضاف الطيب "ما أظن أن منصفا في الشرق أو في الغرب، يتمارى في أن القضية التي يجب أن تدور عليها ماكينة الإعلام العربي صباح مساء، هي: قضية غزة وما نزل بساحتها من حروب ودمار، وما صاحبها من انتهاكات بشعة أنكرتها شعوب العالم ولا زالت تنكرها وتزدريها وعلى مدى تسعة عشر شهرا متواصلة".
وشدد شيخ الأزهر على أن "الاستهداف الممنهج للصحفيين في غزة يهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، ومنع الصورة الشاهدة والفاضحة لبشاعة العدوان، وطمس الأدلة وتضليل العدالة والحيلولة دون توثيق الجرائم التي ترتكب آناء الليل وأطراف النهار".
كما دعا إلى "تبني إستراتيجية إعلامية عربية قابلة للتطبيق تصون الحقيقة وتدافع عن القيم، وتعبر عن قضايا الأمة وتحفظ هويتها"، وتحمي الشباب من الوقوع فريسة لمنصات رقمية تتحكم في توجيه مشاعره وعواطفه، وتعمل جاهدةً على تغييبِه عن واقع أمته ومواجهة تحدياتها".
وقبل أيام قليلة، قال شيخ الأزهر خلال استقباله وفد الكلية الملكية لدراسات الدفاع بالمملكة المتحدة، إن "ما نراه من جرائم وحشية في غزة على مدار أكثر من عام ونصف لم نكن نتخيَّل وقوعها حتى في القرون الوسطى، فأصبحت تحدث يوميا في عالمنا على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بل وفي عصر التقدم العلمي التكنولوجي، وانتشار شعارات حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة، التي أثبتت هذه الحرب أنه لا طائل منها ولا جدوى من ورائها".
وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.