أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، قدمته الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية نيابة عن المجموعة العربية، وأيدته أغلبية ساحقة من أعضاء المجلس، كونه مشروع قرار إنساني في مضمونه ويتسق مع القانون الدولي الإنساني، مشيرة في هذا الصدد إلى أن جهودها ستستمر في العمل مع الشركاء، في كل المسارات، لضمان الوصول إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري في قطاع غزة، حقنا لدماء أشقائنا الفلسطينيين في القطاع، ولضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة وحماية المدنيين.


جاء ذلك في البيان الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، نيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمام مجلس الأمن حول مشروع القرار الجزائري العربي تحت عنوان "التأكيد على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، وذلك في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وحذرت سعادتها بشدة من ازدياد وتيرة الهجمات العسكرية على الأشقاء الفلسطينيين، ومضاعفة عدد الضحايا، لافتة إلى أن أعدادهم باتت تشارف مئة ألف إنسان، معظمهم من النساء والأطفال، ما بين قتلى ومصابين ومفقودين تحت الأنقاض.
وسلطت الضوء على الظروف المزرية في قطاع غزة، التي تعتبر أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم، موضحة أن التقارير الأممية تشير إلى عدم وجود مكان آمن في القطاع، وأصبح تقريبا كل سكانه، الذي يتجاوز عددهم مليوني شخص، من النازحين والمعرضين للمجاعة.
وأشارت سعادتها إلى تصريحات عدد من المسؤولين الأمميين الذين أكدوا أنهم لم يشهدوا مثيلا للوضع الراهن في غزة، الأمر الذي دفع الأمين العام إلى مخاطبة مجلس الأمن، استنادا للمادة تسعة وتسعون من الميثاق، محذرا من خطر انهيار المنظومة الإنسانية والنظام العام في القطاع، وداعيا إلى وقف إطلاق نار إنساني عاجل، مشددة على ضرورة التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 2712 (2023) و2720 (2023).
وقالت إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تدين بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية المتعلقة بشن عملية عسكرية على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وتحذر من أن هذه التهديدات تنذر بتصعيد مستويات العنف وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة. كما تدين بأشد العبارات محاولات التهجير القسري للسكان المدنيين، وترفض رفضا قاطعا أي عملية عسكرية في مدينة رفح، وتحذر من وقوع كارثة إنسانية جديدة فيها، حيث أصبحت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع، وشريان الحياة الأساسي فيها، حيث تمر من خلال معبرها المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأفادت سعادتها أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعرب عن أسفها البالغ والعميق، حيال تعليق بعض الدول المانحة تمويلها لوكالة الأونروا، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الخطيرة الراهنة، مشيرة إلى أن خمسة ملايين فلسطيني، يعتمدون على الوكالة لا سيما في قطاع غزة.
وذكرت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تضم صوتها للأمين العام في مناشدته الدول التي علقت دعمها للأونروا بمراجعة قراراتها واستئناف تمويلها للوكالة، حتى لا تتعمق الكارثة الإنسانية في غزة أكثر مما هي عليه الآن، مجددة موقف المجموعة الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعربت سعادتها عن تقدير دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للمسار التفاوضي المستمر حول الوصول لاتفاق إطاري لهدنة إنسانية جديدة في قطاع غزة، بتيسير من دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بغية إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية الى قطاع غزة، وحماية المدنيين.
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: مجلس التعاون

إقرأ أيضاً:

مصر والصين تطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.. وترفضان «التهجير القسري» للفلسطينيين

«السيسى»: العمليات العسكرية الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية بالغة الخطورة.. والقصف المتعمد لـ«مخيم النازحين» كارثة مفجعة «شى جين بينج»: دور مصر محورى فى إرساء السلام بالشرق الأوسط.. وجهودها دؤوبة للتهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالى القطاع

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة وقف الحرب فى قطاع غزة، مشدداً على الخطورة البالغة للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، على الصعيد الإنسانى والأمنى والسياسى، وما تسفر عنه من مآسٍ إنسانية وسقوط ضحايا، آخرها القصف المتعمد لمخيم النازحين الذى نتجت عنه كارثة إنسانية مفجعة.

جاء ذلك خلال قمة المباحثات بين الرئيس السيسى، ونظيره الصينى «شى جين بينج» بالعاصمة «بكين»، أمس، فى إطار زيارته للصين، تزامناً مع انعقاد الاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربى الصينى، وخلال القمة أشاد الرئيس الصينى بدور مصر المحورى وجهودها الدؤوبة للتهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، واتفق الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، وأكدا أن تطبيق حل الدولتين هو الضامن الرئيسى لاستعادة الاستقرار وإرساء السلم والأمن الإقليميين.

وقال المستشار أحمد فهمى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الجانبين ناقشا الأوضاع فى القارة الأفريقية، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين بما يدعم جهود القارة التنموية، حيث حرص الرئيس السيسى على تأكيد الأولوية القصوى لضمان الأمن المائى المصرى، وأشار «المتحدث الرسمى» إلى أن الرئيس الصينى استقبل الرئيس السيسى، بقاعة الشعب الكبرى فى بكين، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، ثم بدأت بعدها قمة مباحثات معمَّقة بين الرئيسين، تناولت كيفية تعزيز العلاقات الثنائية تزامناً مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وصدر فى هذا الإطار بيان مشترك يفصّل مجالات التعاون والتنسيق خلال المرحلة المقبلة، بما فى ذلك الإعلان عن عام «الشراكة المصرية الصينية»، الذى سيشهد العديد من فعاليات التعاون الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين.

وشهد الرئيسان مراسم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، من بينها خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التعاون فى مجال الابتكار التكنولوجى وتكنولوجيا الاتصالات، وعدد من مجالات التعاون الأخرى، كما التقى الرئيس السيسى «تشاو له جى»، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، فى بكين، أمس، وقال متحدث الرئاسة إنّ اللقاء شهد تأكيد الزخم الكبير الذى تشهده العلاقات المصرية الصينية فى مجملها، والذى انعكس فى تفاهمات مشتركة تبلورت فى صورة مشروعات وبرامج تعاون مهمة بين البلدين، كما ثمَّن الجانبان العلاقات المتميزة بين برلمانى البلدين، والتى انعكست فى تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الصينية.

وأضاف «المتحدث» أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، بما يساعد على تبادل الخبرات التنموية بين الشعبين الصديقين، وفى هذا الإطار تم تثمين الجهود التى تقوم بها الشركات الصينية فى دعم المشروعات القومية فى مصر، وتأكيد أهمية تعزيز هذه الجهود، خاصة فى مجالات التكنولوجيا وبناء القدرات وقطاعات الاتصالات والبنية التحتية والطاقة.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية مع مصر، مشيراً إلى حرص الصين على ترسيخ التعاون بما يتفق مع كون البلدين من أقدم وأعرق حضارات العالم، كما ثمَّن دور مصر المحورى دولياً وإقليمياً، لا سيما فى دفع جهود إرساء السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى تقدمها المطرد على صعيد تحقيق التنمية الوطنية.

مقالات مشابهة

  • دعوة إماراتية لتنفيذ خطة العمل البلدي الخليجي
  • سلطنة عُمان تشارك في اجتماع وكلاء العدل بدول المجلس
  • روسيا ندعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة والالتزام بالقارات الدولية
  • دعوات في مجلس الأمن إلى اعتماد مشروع القرار الجزائري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • مصر والصين تطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.. وترفضان «التهجير القسري» للفلسطينيين
  • مندوب الجزائر يطالب مجلس الأمن بتحمل مسئولياته إزاء ما يحدث في غزة
  • الرئيس السيسي ونظيره الصيني يتفقان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة
  • «البديوي» يتوقع وصول الناتج المحلي لدول مجلس التعاون إلى 6 تريليونات دولار في 2025
  • الجزائر تقدم مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه على رفح
  • البديوي: احتضان البحرين مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون منذ 1994 يؤكد حرصها على دعم الإبداع الإعلامي الخليجي