الحج والطاقة وسلاسل الإمداد.. يوم التأسيس بداية خير المملكة المتدفق إلى العالم
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
يأتي احتفاء المملكة بيوم التأسيس في 22 فبراير من كل؛ تجديدا لدروس وعبر يستقيها المؤرخون من شخصيات استثنائية فريدة في التاريخ السعودي والعربي، وذلك في سياق النتائج التي تتحقق يوميا بناء على الدور السعودي الذي فرضت به المملكة معادلة نادرة في التاريخ الإنساني ليس فقط بإسهامها في استقرار الحضارة الإنسانية ولكن لكونها أصبحت ركنا أصيلا في استقرار تلك الحضارة.
تجدد الأدلة والشهادات التاريخية الموثقة بأيدي المؤرخين الأجانب قبل العرب، الأهمية الكبرى التي سجلها تأسيس المملكة بالنسبة لفريضة الحج، فقد وضعت الدولة السعودية منذ اللحظة الأولى لبزوغ شمسها تأمين الحج والحجاج أولوية أولى، فبتأسيس الدولة عملت على «تصفير جميع مشكلات الحجيج» والوصول بمستوى تأمين رحلات الحج إلى أرقى معدلات الأمان.
أصبح الحج وتأمينه والعمل على راحة ضيوف الرحمن بعد ذلك عهدا متجددا في جميع عهود الحكم في المملكة، فأصبحت رحلات الحج بعد وصولها الجزيرة العربية تتدفق بقوافلها وجمالها من جدة إلى مكة في أمان تام، وتنعم برعاية تامة تحت سمع وبصر رجال هذه البلاد؛ ومن ثمَّ فلا عجب أن يصل مستوى إدارة ملف الحج وما يتضمنه من رعاية صحية وإجراءات نوعية في إدارة الحشود إلى المستوى الحالي من الإنجاز المشهود له من أكبر دول العالم؛ فما كان ذلك النجاح أن يأتي مصادفة وإنما وضع المؤسسون الأوائل لبناته الأولى ليستكمل الأبناء مسيرة الأمانة الحضارية الكبرى جيلا بعد جيل.
كذلك طرح تأسيس ووحدة المملكة فصلا جديدا في التاريخ العربي على مستوى صناعة القوة؛ فلقد فرضت المملكة منذ بدايتها معادلة عملية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بوجود دولة قوية مؤثرة في موقع استراتيجي حيوي فرضته جغرافية المنطقة التي تقع وتربط بين ثلاث قارات، هي آسيا وأفريقيا وأوروبا، فضلا عن السواحل البحرية الممتدة في البحر الأحمر والخليج العربي.
استراتيجية الأمن التي تهيأت في المنطقة بقوة الدولة السعودية لم تقتصر نتائجها على منطقة الخليج العربي فحسب؛ بل إنها كانت بشرى خير للعالم فلقد ضمن استقرار الجزيرة العربية استقرار وضمان إنسيابية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مما ضمن آلية مكتملة لاستمرار حركة التجارة العالمية وتدعيم أهم ركائز الاقتصاد العالمي بضمان استمرار تدفق سلاسل الإمداد في جميع مراحل تاريخها.
أيضا لا بنفصل إنطلاق الدولة السعودية، عن حماية ثروات البلاد وتأمين مصادر الطاقة بدءا من توقيع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، حتى العصر الحديث وما يحيط بذلك من قدرات نوعية ولوجستية حصلت عليها المملكة في مجال النفط لتكون ركنا أصيلا في تأمين احتياجات العالم من الطاقة بنا على معايير عادلة وأسس وضوابط فرضتها الرياض بما وصلت إليه من مستويات نوعية للقوة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أهم الآخبار
إقرأ أيضاً:
كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
رغم أن من تبقى من الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدى المقاومة في غزة هم 22 أسيرا، وهو ما تحاول حكومة الاحتلال تقليل حجم الكارثة على رأيه العام، لكن الحقيقة أن هذه الكارثة أفظع وأشمل مأساة عرفتها الدولة، لأنها ليست مجرد اختطاف تتصاعد منها رائحة خانقة، بل تدميرٌ لصورة الدولة من الأساس، ولن تعود كما كانت أبدا.
عنات ليف-أدلر الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت أن "ما يمر به الإسرائيليون هذه الأيام بخصوص استمرار احتجاز المختطفين لدى حماس في غزة يذكرها برواية "1984" للكاتب الشهير جورج أورويل، التي تُنبئ بالمستقبل بطرق مُرعبة، وتجعل الإسرائيليين يعيشون أجواء كوابيس ومخاوف لا تتوقف، بهدف تحطيم روحهم، لأنه لم يكن يصدق أحدا منهم أن المختطفين سيبقون في الحجز منذ خريف 2023 وحتى صيف 2025".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "استمرار كارثة المخطوفين بدون حل هو الكابوس الذي يطارد الغالبية العظمى من الإسرائيليين ليلًا نهارًا، وهم يرون أمام أعينهم كيف تُفكك الدولة، القائمة على قيم المسؤولية المتبادلة، وتُجرد من جوهرها، وعلى مدى قرابة ستمائة يومًا، يتخلّى أصحاب السلطة عن مختطفين أحياء، نجوا بأعجوبة حتى هذه اللحظة، ويرسلون إشارات الحياة من أعماق أنفاق التراب والرطوبة والجوع والظلام والموت".
وأشارت إلى أن "هذه المأساة الشخصية لا تقتصر فقط على 22 عائلة إسرائيلية، كما صرّح أحد عرّابي النظام الحاكم، بل هي أفظع وأشمل مأساة وطنية عرفناها، لم تنبعث منها فقط رائحة كريهة وخبيثة تُخنق الأرواح، بل دمارٌ لصورة الدولة كما عرفناها، وتربينا عليها، لكنها لن تعود كما كانت أبدًا، دولة نشك في قدرتنا على مواصلة الانتماء إليها، حين نستيقظ على ذلك الصباح الأسود الذي ستُعلّق فيه علامات العار على أحزمتنا وأرواحنا، نتيجةً لاقتحام الأرض الذي بدأ فجر السابع من أكتوبر".
وأوضحت أن "احتمالية اجتياح قطاع غزة بين حين وآخر قد يُسفر، بنسبةٍ عاليةٍ جدًا، عن مقتل المخطوفين، الذين سيُدركون في لحظاتهم الأخيرة من الرعب والألم أن الدولة لم تبذل كل ما بوسعها لإنقاذهم، وستبقى علامات العار تتردد في آذانهم منذ عام ونصف وإلى الأبد، وهم يعانون خطر الموت الوشيك، رغم أن الحكومة تدرك أن المختطفين الأحياء في خطر داهم، وسياستها الحالية تقضي عليهم، وكل قصف في غزة، وكل تأخير في إطلاق سراحهم يزيد من هذا الخطر".
ولفت إلى أنه "وفقًا لشهادات ناجين من الأسر، كلما اقتربت المعارك من مناطق احتجاز الرهائن، ازداد شعور الخاطفين بالتهديد، وزادت ردود أفعالهم الاندفاعية وغير العقلانية، كما يُبدّد النشاط العسكري فرصة إعادة الجثامين المحتجزة، الذين قد يختفون للأبد بسبب صعوبة تحديد أماكنهم، والتعرف عليهم، وانهيار الأنفاق، وتغيرات التضاريس، وتفكك التسلسل القيادي في حماس، ونقص المعلومات الاستخبارية المُحدثة، وهذا ما كتبته قيادة عائلات الرهائن في وثيقة موقف أرسلتها للحكومة والجيش".
وأكدت أنه "حان الوقت للاختيار بين إنقاذ المختطفين في غزة، أو التخلي عنهم، لأن الدولة التي لا تُعيد رهائنها من الجحيم ليست وطني، لأنها فشلت باتخاذ الإجراء الإنساني والأخلاقي واليهودي والإسرائيلي المطلوب لمدة ستمائة يومًا، ولم تُعِد رهائنها في صفقة شاملة واحدة؛ بل تعيد للمعركة جنودا يعلنون أن قوتهم قد استنفدت، وبعد جولات متزايدة من مئات الأيام في كل منها، يهددهم قادتهم بإرسالهم للسجن إذا لم يظهروا للدفاع عن استمرار ولاية الحكومة الخبيثة، التي باتت تسحق كل مبادئ الدولة تحت وطأة أدواتها التدميرية".