دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما يدخل الزوار إلى مقهى "بودابست" في مدينة تشنغدو بالصين، فهم لن يستمتعوا بفنجانٍ من القهوة فحسب. وبدلاً من ذلك، سينقلهم المقهى إلى مساحة تبدو وكأنّها خرجت مباشرة من إحدى أفلام المخرج، ويس أندرسون. وذلك بفضل الألوان الفاتحة، والأثاث الغريب، وسلسلة الممرات التي تهدف إلى محاكاة منظور المخرج.

ويُعتبر مقهى "بودابست" من بين العديد من الشركات الجذابة التي ظهرت في كتاب "Designing Coffee: New Coffee Places and Branding" المخصص لعرض أكثر المقاهي والمحامص روعةً وغرابة في العالم.

مقهى "بودابست" في الصين. تصوير: James Morgan/The Budapest Café/Courtesy gestalten

والكتاب من تأليف خبيرة القهوة، لاني كينغستون، والتي تقوم أيضًا بتدريس دورة بعنوان "أنثروبولوجيا القهوة" في جامعة ولاية بورتلاند.

ويذكّرنا الكتاب بأنّه إلى جانب الاستمتاع بمشروبٍ جيد، أصبحت الجماليات جانبًا لا يمكن الاستغناء عنه عند تعزيز المقاهي مستوى ولاء العملاء لديها، والتفرّد وسط مشهد وسائل التواصل الاجتماعي الذي يزداد تنافسية.

مخبز Breadway Bakery في أوكرانيا. Credit: Mikhail Loskutov/Breadway Bakery/Courtesy gestalten

وفي عالمٍ غالبًا ما يتجمع فيه المتنافسون معًا، أو يصطفون بجوار بعضهم البعض في المبنى ذاته، تبذل العديد من المقاهي كل ما في وسعها للتفرّد، أو بالأحرى، تسليط الضوء على قهوتهم.

وقالت كينغستون لـCNN إنّ البساطة ليست خيارًا عصريًا فحسب، بل أنها قرار واعي عندما يتعلق الأمر بالعلامة التجارية والجماليات كونها تسمح للشركات بالتعبير عن أنّ كل ما يهمها هو القهوة.

وكمثال، يمكننا النظر إلى شركة "Metric Coffee" في مدينة شيكاغو الأمريكية، والتي خضعت علامتها التجارية لتغيير شامل لهذا الغرض في عام 2020.

 وقال بائع التجزئة والمؤسس المشارك للمحمصة، زافيير ألكساندر، لـCNN إنّ للعلامة التجارية الصحيحة أهمية محورية في مجال صناعة القهوة، وخصوصًا مع إطلاق "علامة تجارية جديدة يوميًا".

ووفقًا لما ذكره ألكسندر، حسَّنت شركة "Metric Coffee" عناصرها البصرية لعكس قيمها الأساسية، وهي الشفافية والاستدامة.

مقهى Kalei Coffee Co في العاصمة اللبنانية بيروت. Credit: Marco Pinarelli/Kalei Coffee Co./Courtesy gestalte

وأضاف أنّه "نهج أكثر تواضعًا لتقديم منتج في السوق يمكن أن يشعر الأشخاص بالرضا عنه"، مشيرًا إلى أنّ العملاء رحبوا بشكلٍ عام بتغييرات العلامة التجارية.

ومع ذلك، لاحظت كينغستون الميل نحو اتجاه معاكس للبساطة بين المقاهي التي تخدم فئة سكانية أصغر سنًا، وهو ما أطلق عليه الجيل "زد" اسم  "cluttercore" (الفوضى).

مقهى Caffettiera في كندا. Credit: David Dworkind/Caffettiera/Courtesy gestalte

وأشارت كينغستون إلى أن وضع النباتات، والتماثيل الصغيرة، والكتب، وغيرها من الأدوات على الرفوف والجدران "لجذب الأشخاص والحفاظ على انتباههم"، ضروري لتوفير بيئة جذابة من السهل فيها فقدان الإحساس بالزمان والمكان.

ليس بكوب قهوة عادي أحد مواقع شركة "فريتز كوفي" في كوريا الجنوبية. Credit: Angela Wijaya/Fritz Coffee Company/Courtesy gestalten

واختارت كينغستون حوالي 60 علامة تجارية للقهوة من 6 قارات لتسليط الضوء عليها في كتابها، لافتة إلى تَركُّز بعض من أكثر الأماكن "تفردًا وإبداعًا حقًا" في آسيا، ولكنها لم تختر سوى مقهيين من كل بلد.

ومن شركاتها  المفضلة شركة "فريتز كوفي" في العاصمة الكورية الجنوبية، سيؤول.  

ورُغم إمكانية التعرف عليها فورًا بفضل شعارها المكون من فقمة تحمل فنجانًا من القهوة، إلا أنّ ما يجعل العلامة التجارية لسلسلة المقاهي ناجحة هي تميمتها المحبوبة، بحسب كينغستون.

وكتبت المؤلفة أنّ شركة "فريتز كوفي" تمزج "العناصر القديمة والحديثة من الثقافة الكورية" لبناء هوية علامتها التجارية. 

وبُنيت إحدى مواقعها الخمسة من منزلٍ كوري تقليدي يُدعى "هانوك" مع سقف تقليدي مصنوع من القرميد. ومع ذلك، يجد الزائر أن المبنى يتميز بتصميمٍ عصري وأنيق عند الدخول إليه.

وجهة مفضلة تخلق ضجة مقهى Melrose Coffee في هونغ كونغ. Credit: Courtesy House of Forme/Melrose Coffee/gestalten

وتتنافس بعض المقاهي لتصبح وجهةً مفضلة عبر خلق تجارب شبيهة بالمعارض الفنية أو المتاحف "الغامرة".

واستُوحي بعضها من البرامج التلفزيونية، والأفلام الشهيرة، لمحاكاة الثقافة التي تُحيط بمكانة القهوة في العالم.

واستُوحي "Melrose Café"، ومقرّه في هونغ كونغ، من ثقافة القهوة بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية.

وتهدف الألوان الزهرية والصفراء في المقهى إلى استحضار غروب الشمس الشهير للساحل الغربي، وتشمل قائمته أطباقًا مستوحاة من كاليفورنيا، مثل الخبز المحمص بالأفوكادو.

وفي أستراليا، استُوحي متجر "Genovese Coffee" من ثقافة القهوة الإيطالية.

مقهى Genovese Coffee House في أستراليا. Credit: Anson Smart/Genovese Coffee House/Courtesy gestalten

ونظر المالك، وتعود أصوله إلى إيطاليا، إلى "الأجيال الثلاثة لتحميص القهوة" في عائلته عند تصميم المكان.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: القهوة تصاميم ديكور فنون قهوة هونغ كونغ

إقرأ أيضاً:

المغرب كما لم تره من قبل.. مصور يوثق الألوان المذهلة في البلاد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قام المصور الإيطالي، نيكولا فيورافانتي، بزيارة المغرب عدّة مرات، لتوثيق زواياه المختلفة بعدسة كاميرته.

لكن في عام 2022، وعند تفقد مجموعته الفوتوغرافية، لاحظ فيورافانتي وجود نمط، إذ قال في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "لم تكن هذه مجرد صور معزولة، بل كانت شظايا من شيء أكبر، وقطعًا من أطلسٍ شخصي صاغته العاطفة، والذاكرة، والاكتشاف".

في مشروع "المغرب، أطلس عاطفي"، وثّق المصور الإيطالي، نيكولا فيورافانتي، الألوان المذهلة للبلاد.Credit: Nicola Fioravanti

جمع المصور الإيطالي أعماله في سلسلة فوتوغرافية مذهلة تعكس التنوع الثقافي والبصري في البلاد بكل ألوانه تحمل عنوان "المغرب، أطلس عاطفي" (Morocco, Sentimental Atlas).

الحب بكل معانيه تتمتع كل وجهة بطابع مختلف وفقًا للمصور، مثل مدينة مكناس الظاهرة في الصورة.Credit: Nicola Fioravanti

يجمع هذا المشروع البصري بين كل ما يعشقه فيورافانتي في هذه البلاد، إذ أنه تحية لتناغماته، وتناقضاته، وطاقته الإبداعية اللامحدودة. 

تدرّجات اللون البني تظهر بشكلٍ ساحر في إحدى أزقّة الرباط.Credit: Nicola Fioravanti

عند الحديث عن زوجته، قال المصور الإيطالي: "حبّها فتح أمامي طرقًا جديدة لرؤية المغرب. من خلالها، لم تَظهر لي البلاد بالألوان فحسب، بل بالحركات، والصمت، والتفاصيل الدقيقة التي كنتُ لأغفلها لولاها. أصبحت جذورها بمثابة بوصلةً لا تُرشدني إلى عدستي فقط، بل تُعمّق نظرتي".

ألوان متغيِّرة كانت الرشيدية من الأماكن التي تركت أثرًا عميقًا في قلب المصور.Credit: Nicola Fioravanti

لا وجود للألوان من دون ضوء. وفي المغرب، لا يكشف الضوء عن الألوان فحسب، بل يُعَمِّقها، ويشحنها بالعاطفة.

عند حديثه عن الأجواء المتغيرة باستمرار، قال فيورافانتي: "يتحول اللون الأبيض إلى أزرق ووردي، بينما يتحول الأصفر الترابي إلى أحمر، أو بُنّي، أو نحاسي. تُعيد كل ساعة تشكيل طيف الألوان".

كما أكّد المصور الإيطالي أن كل منطقة في المغرب تتمتع بإيقاعها وألوانها الخاصة.

وصف المصور الدار البيضاء كمدينة لا يمكن التنبؤ بها. Credit: Nicola Fioravanti

وشعر المصور الإيطالي بارتباطٍ قوي بمدينتي الرشيدية وأرفود، كما أنّه وقع في حبّ الامتداد الشاسع لجنوب مراكش، حيث تتواجد القصبات العتيقة.

ووصف فيورافانتي الرباط كمدينة مفعمة بالحيوية لا تكشف عن الوجه ذاته مرتين.

لاقى المشروع صدىً واسعًا، مع تحقيقه المركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي الملون لـ"جوائز 1839"، وهو أمر شكل لحظة فخر للمصور.

كما لاقى مشروعه تفاعلاً واسعًا على الإنترنت، بإلهامه العديد من الناس لزيارة البلاد.

جانب من العمارة في قصر آيت بن حدو.Credit: Nicola Fioravanti

وقال المصور الإيطالي: "أكثر ما يُسعدني يتمثل بإدراك الكثير من الأشخاص بشغفهم لزيارة المغرب لأول مرة بعد رؤية هذا المشروع. هذا النوع من التواصل يعني كل شيء بالنسبة لي".

مقالات مشابهة

  • أكثر من 80% من الإصابات بسرطان الجلد في العالم يُعزى إلى الأشعة فوق البنفسجية
  • المغرب كما لم تره من قبل.. مصور يوثق الألوان المذهلة في البلاد
  • صنعاء.. السجن 7سنوات لرئيسة شركة وهمية وشقيقها وإلزامهما بإعادة أكثر من 3 مليارات ريال
  • التوترات التجارية تدفع شركة فولفو للسيارات لإلغاء 3000 وظيفة
  • أكثر 10 لاعبين خوضا للمباريات في تاريخ كأس العالم
  • قائمة أقوى العلامات التجارية في تركيا لعام 2025.. شركة واحدة تتصدر بقيمة 2.2 مليار دولار!
  • حزب الله أكثر ارتياحاً لعون من سلام: رعد من بعبدا : مساحة التفاهم واسعة
  • حضره أكثر من 500 شخص.. حفل ضخم لمجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان
  • مهنيو المقاهي والمطاعم يطالبون وزارة الداخلية بصيغة توافقية لاستغلال الملك العام
  • النمر ينصح بعدم تناول القهوة مباشرة بعد تناول الطعام