في الوقت الذي يسافر فيه وفد إسرائيلي إلى باريس لإجراء مفاوضات حول صفقة الأسرى مقابل الهدنة، أوضحت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير نشرته اليوم الجمعة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لديه ثلاثة خيارات فقط: صفقة الأسرى، أو الهجوم البري على رفح، أو المزيد من الوعود الفارغة.

ومن المتوقع عقد اجتماع ثالث خلال أقل من شهر في باريس خلال أيام قليلة في محاولة لصياغة اتفاق جديد لإطلاق سراح الأسرى لدي حماس في غزة قبل بداية شهر رمضان في 11 مارس المقبل.

وقد سبقت الجولة المقررة من المحادثات اجتماع  قمة رباعي لزعماء دولة ومسؤولين في المخابرات من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر، بدأ في باريس واستمر في القاهرة.

وأحد الخيارات المطروحة على الطاولة أمام نتنياهو هو الضغط من أجل التوصل إلى صفقة شاملة للاسرى، ومبادلة الأسرى مع حماس مقابل وقف دائم لإطلاق النار. ومن الممكن أن يؤدي مثل هذا الاتفاق إلى تخفيف التوترات وتوفير راحة مؤقتة من دائرة العنف التي ابتليت بها المنطقة.

وبدلاً من ذلك، قد يفكر نتنياهو في اتباع نهج أكثر عدوانية، مثل شن هجوم عسكري في منطقة رفح في قطاع غزة. وينطوي هذا الخيار على مخاطر كبيرة، بما في ذلك احتمال التصعيد ووقوع خسائر في صفوف المدنيين، ولكن يمكن أيضًا اعتباره استعراضًا للقوة.

ومع ذلك، فإن كلا الخيارين يواجهان عقبات. إن المعارضة الداخلية داخل إسرائيل لأي تنازلات لحماس تجعل التوصل إلى اتفاق شامل أمراً بالغ الصعوبة.

أما الخيار الثالث، والذي تم انتقاده في الماضي باعتباره غير فعال، فيتضمن تقديم نتنياهو إلي مزيد من الوعود الفارغة والانخراط في لفتات رمزية دون معالجة القضايا الأساسية التي تحرك الصراع. وفي حين أن هذا النهج قد يرضي النقاد المحليين والمراقبين الدوليين مؤقتا، فمن غير المرجح أن يؤدي إلى تغيير حقيقي أو سلام دائم.

وبينما تلوح المفاوضات في باريس في الأفق، ستتجه كل الأنظار نحو اجتماعات باريس في محاولة للتغلب على تعقيدات الوضع وإيجاد طريق للمضي قدمًا وسط انعدام الثقة العميق وعقود من الصراع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو رفح اجتياح رفح باريس غزة هآرتس

إقرأ أيضاً:

عائلات أسرى الاحتلال تهاجم حكومة نتنياهو وترفض سحب الوفد المفاوض

واصلت عائلات أسرى الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، هجومها على حكومة بنيامين نتنياهو، وعبّرت عن رفضها لسحب الوفد المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، وسط مطالبات بضرورة إنجاز صفقة فورية وإعادة أبناءهم من قطاع غزة.

وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيان، إن "تل أبيب لا تتمتع بامتياز التخلي عن المفاوضات، وستخسر على جميع الجبهات في حال قررت التخلي عن المفاوضات، الهادفة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس بالقطاع".

وجاء هذا البيان ردا على تقارير تحدثت عن صعوبات تعترض المفاوضات، ودراسة حكومة نتنياهو إعادة كبار أعضاء الوفد المفاوض من الدوحة.

مشاورات إسرائيلية
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت وسائل إعلام عبرية، بما فيها القناة 12، عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه قوله: "يجري النظر في عودة كبار أعضاء فريق التفاوض لإجراء مشاورات في إسرائيل، ولم يتم البت في هذه المسألة بعد".

وقالت العائلات: "منذ 19 شهراً، اتسم الالتزام الأخلاقي الأسمى بإعادة الرجال والنساء المختطفين، حتى آخر واحد منهم، بالفشل المستمر والمؤلم".



وتابعت: "لن يكون هناك نصر جزئي أو ضئيل، وبالتأكيد لن يكون هناك نصر كامل، حتى يتم تحقيق هذا الهدف" أي إعادة الأسرى.

وأردفت: "لا تتمتع إسرائيل بامتياز التخلي عن المفاوضات، إذا اخترنا هذا، فإن الدولة سوف تخسر على جميع الجبهات: الرهائن سيتعرضون لخطر جسيم، وسيدفع جنودنا ثمناً باهظاً، وستغرق البلاد في وحل غزة بينما تعيش في عزلة سياسية".

واعتبرت أن هذا يمثل "دفع الحد الأقصى من الثمن مقابل الحصول على الحد الأدنى من الإنجازات".

وقالت: "لقد انتهت الأعذار والمراوغات. تمكنت إسرائيل من القضاء على مركز قيادة حماس وهزيمة المنظمة عسكريا. وحان الوقت لإبرام الاتفاق، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإنقاذ إسرائيل. الوقت ينفد والعالم يراقب".

انتقادات متكررة
ووجهت عائلات الأسرى وأحزاب المعارضة الإسرائيلية مرارا انتقادات إلى الحكومة متهمة إياها بعدم الجدية والرغبة في التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بهدف الحفاظ على بقاء الائتلاف الحكومي.

ومساء الاثنين، ذكرت هيئة البث إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "قرر ترك الوفد الإسرائيلي الموجود في قطر منذ أسبوع، ليوم آخر من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات".

وأضافت نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه: "نحن نبقى في الدوحة حتى لا نسيء إلى الولايات المتحدة. لن يبدو الأمر جيدا إذا عادت إسرائيل من هناك قبل حماس".

وقالت هيئة البث إن مفاوضات الدوحة "لم تحرز أي تقدم"، لافتة إلى أن إسرائيل "تدرس إعادة الوفد من قطر إلا إذا حدث تطور استثنائي في المفاوضات".

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأعلنت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية بغزة، وهو ما ترفضه الأخيرة ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت تلك الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • «20 و38».. نتنياهو يكشف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثث في غزة
  • نتنياهو: غزة كلها ستكون تحت سيطرتنا.. ونعمل لإعادة 20 أسيرا و38 جثة
  • مصدر بمفاوضات غزة ينتقد نتنياهو وترامب محبط
  • نتنياهو يسحب وفد التفاوض من الدوحة وحماس تتهمه بخداع العالم
  • حماس توضح مستجدات مفاوضات الدوحة.. محاولة تضليل من نتنياهو
  • عائلات أسرى الاحتلال تهاجم حكومة نتنياهو وترفض سحب الوفد المفاوض
  • واشنطن: الجميع يعمل لإتمام صفقة شاملة ما عدا إسرائيل
  • خبير إسرائيلي: الاغتيالات لن تفكك حماس بل ستقسم قوتها فقط
  • قادة إسرائيليون يدعون لرحيل نتنياهو
  • صحف عالمية: نتنياهو أمام قرار مصيري بشأن غزة