ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان.. مكانة رفيعة ونفحات عطرة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان، هناك الكثير من الأحداث المهمة المرتبطة بليلة النصف من شعبان، إلى جانب ما تحمله ليلة النصف من شعبان من مكانة رفيعة ونفحات عطرة، ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان هو سؤال وجيه، يعلمنا ما تحويه ليلة النصف من شعبان من قدر كبيرة ومنزلة جليلة، فعلى مر العصور والسنين دائما ما نجد ليلة النصف من شعبان موطنًا للأحداث العظيمة، لذلك كثيرًا ما نرى في السنة النبوية كيف حرص النبي صلى الله عليه وسلم وحث أصحابه على اغتنام ما تحمله ليلة النصف من شعبان من درر، وأوصانا ألا نفوت هذه الليلة دون مغفرة لذنوبنا.
يتحاور الكثيرون فيما بينهم عن ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟ ولما تعتبر ليلة النصف من شعبان أحد أهم الليالي المباركة، ولها فضل كبيرة في نفوس المسلمين أجمعين، حيث أتفق الفقهاء على أن ليلة النصف من شعبان هي أحد الليالي المباركة، التي لابد من استغلالها في الدعاء إلى الله بصلاح الأحوال ومغفرة الذنوب.
ما حدث في ليلة النصف من شعبان
ما حدث في ليلة النصف من شعبان، له شأن كبير في نفس النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حرص على توصيتنا بإحياء ليلة النصف من شعبان، والتزود منها بالحسنات، واغتنامها في أن يطلع الله على قلوبنا فيغفر لنا ذنوبنا، وما يدل على عظم شأن ليلة النصف من شعبان قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) رواه ابن ماجه وابن حبان.
ما حدث في ليلة النصف من شعبان، ويعتبر من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، هو تحويل القبلة، كان العرب يمجدون البيت الحرام ويقدسونه، فعندما أتى الإسلام جعل الله قبلة المسلمين إلى المسجد الأقصى، وسبب ذلك هي حكمة الله عز وجل في جعل المؤمنين يتخلصون من شوائب الجاهلية، من خلال تقوية إيمانهم، وأن يعتادوا على السمع والطاعة، فكان هذا التحويل بمثابة حكمة تربوية.
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البقرة هذا أمر تحويل القبلة مخاطبًا النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)، فكان تحويل القبلة بمثابة اختبار لتحديد مدى قوة ثبات المؤمنين، فالهدف من الدين الإسلامي هو تعظيم وتعبيد الناس لله سبحانه وتعالى، وتنظيف قلوبهم من التعلق بغير الله، وإرشادهم على اتباع تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة، لذلك في بداية الأمر اختار الله عز وجل للمؤمنين التوجه نحو المسجد الأقصى، كي يخلص نفوسهم مما هي عالقة به من أمور الجاهلية، حتى يرى النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الحق الذي يتبعه عن اقتناع، ممن ينقلب على عقبيه وما زال قلبه متعلقًا بأمور الجاهلية.
بعد استقرار الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وفي الخامس عشر من شهر شعبان في السنة الثانية للهجرة، جاء الأمر الإلهي بالصلاة إلى البيت الحرام، ولم يكن هذا التحويل من شأنه الحط من قيمة ومنزلة المسجد الأقصى، ولكن تكريمًا لوجه النبي صلى الله عليه وسلم، وتطيبًا لخاطره، كي تقر عينه، لأن قلبه صلى الله عليه وسلم متعلق بمكة، وممتلئ بالشوق والحنين إليها، فلا يمكننا أن ننسى قوله صلى الله عليه وسلم عند خروجه منها: (والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) رواه الترمذي.
ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان حدث فيها أمور مهمة منها أمر تحويل القبلة إلى المسجد الحرام، كان بمثابة درس يعلمنا مدى الارتباط العميق بين حب الإيمان وحب الأوطان، فحب النبي صلى الله عليه وسلم كان كلمة السر في تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وجاء تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان ليؤكد الترابط الوثيق بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فإذا كانت رحلة الإسراء والمعراج زماني، فإن تحويل القبلة تعبدي، غرضهما التوجه إلى الله عز وجل يكون بدون مسافات، فلا يوجد مسافة بين العبد وربه، فقد قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ).
دين الأنبياء جميعًا هو الدين الإسلامي، استدلالًا بقول الله سبحانه وتعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ)، فجاء الغرض من تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان أن يتجه الناس المسجد الحرام والذي هو أصل القبلة، كما قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)، كما جاء تحويل القبلة استجابة لأماني النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
أعمال ليلة النصف من شعبان
أعمال ليلة النصف من شعبان أن الله عز وجل يرفع أعمال العباد في ليلة النصف من شعبان، فمن الأفضل أن يصوم العبد ليلة النصف من شعبان كي يرفع عمله وهو صائم، وجاء في هذا السياق أحاديث كثيرة منها حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن) رواه الطبراني.
ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن أعمال ليلة النصف من شعبان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، ومعنى النزول في هذا الحديث هو نزول أمر الله ورحمته، فهو نزول منزه عن الجسمية، فنزول رحمة الله في ليلة النصف من شعبان يتمثل في نزول لطفه على العباد، واستجابة لدعواتهم، وقبول اعتذارهم، فيغفر الله لأكثر من عدد شعر غنم كلب كما جاء في الحديث وخص صلى الله عليه وسلم هذه القبيلة لأنه لم يكن لأحد من العرب غنمًا أكثر منهم.
ترفع الأعمال بشكل إجمالي في ليلة النصف من شعبان، لأن الأعمال التفصيلية ترفع يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، كما تعرض أيضا الأعمال في يومي الإثنين والخميس وهو مختلف عن العرض في ليلة النصف من شعبان، ففي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله عز وجل ينزل فيها غروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، حتى يطلع الفجر) رواه وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان.
كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هذه ليلة النصف من شعبان: ان الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد) رواه الدارقطني والبيهقي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان أعمال ليلة النصف من شعبان النبی صلى الله علیه وسلم المسجد الحرام المسجد الأقصى تحویل القبلة الله عز وجل رسول الله رضی الله شعبان فی الله عن ما جاء
إقرأ أيضاً:
أخطاء المصلين يوم الجمعة .. احذر من 11 خطأ تضيع ثواب الصلاة
ما هي أخطاء المصلين يوم الجمعة؟ هناك أخطاء في يوم الجمعة يقع فيها بعض المصلين، ويوم الجمعة هو خير يوم طلعت فيه الشمس، وعلينا ألا نقع في أخطاء المصلين يوم الجمعة، ويجب علينا أن نقتدي بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، في طريقة صلاته حتى ننال ثواب صلاة الجمعة، ونرصد أهم أخطاء المصلين يوم الجمعة وأكد الفقهاء أن صلاة الجمعة التي هي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل غير مُسافر، وثبتت فرضيّة صلاة الجمعة بالكتاب والسُّنة، أما في الكتاب فقد قال تعالى: «فَاسْعَوا إلى ذِكْر الله»، والأمر بالسّعي إلى الشيء لا يكون إلا لوجوبه، والأمر بترك البيع المُباح لأجله دليل على وجوبه أيضًا.
أخطاء المصلين يوم الجمعة
ومن أخطاء المصلين يوم الجمعة :أولاً:عدم التبكير قبل دخول الإمام بل ربما تأخر بعضهم حتى تقام الصلاة، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التبكير فعنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» رواه الترمذي، وفي حديث آخر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، َيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
ومن أخطاء المصلين يوم الجمعة ، ثانيًا:الكلام أثناء الخطبة وهذا ربما لا يحصل إلا من بعض الصغار، والإنصات للخطبة أمر واجب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ؛ فَقَدْ لَغَوْتَ»، فالواجب هو الجلوس والإنصات وعدم الكلام أو العبث بأي شيء.
من أخطاء المصلين يوم الجمعة ، ثالثًا: تخطي الرقاب خاصة بعد دخول الخطيب، فقد روي عن أبي الزَّاهريَّة، قال: كنتُ جالسًا مع عبدِ اللهِ بنِ بُسرٍ يومَ الجُمُعةِ، فما زال يُحدِّثُنا حتى خرَجَ الإمامُ، فجاءَ رجلٌ يَتخطَّى رِقابَ الناسِ، فقال لي: جاءَ رجلٌ يَتخطَّى رِقابَ النَّاسِ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُب, فقال له: «اجلسْ؛ فقدْ آذيتَ وآنيتَ».
من أخطاء المصلين يوم الجمعة ، رابعًا: إن كثيرًا لا يصلون تحية المسجد يوم الجمعة، والصحيح أن تحية المسجد سُنَّة مستحبَّة مؤكَّدة في قول أكثر أهل العِلْم، وقد حكى بعضُ أهل العِلْم الإجماعَ على ذلك: قال النووي رحمه الله: «أجمع العلماء على استحباب تحية المسجد، ويُكرَه أن يجلس من غير تحية بلا عذر».
والدليل على ذلك أمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دخلَ المسجدَ وهو يخطب الجمعة بصلاة الركعتين، فيه دليلٌ على تأكُّد التحية في وقت الخطبة، ولذا أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بها، وليس فيه دليلٌ على وجوبها؛ بدليل حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه: «جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْلِسْ؛ فَقَدْ آذَيْتَ» رواه أبو داود (1118)، والنسائي (1399).
ومن أخطاء المصلين يوم الجمعة ، خامسًا: ترك التطيب والتزيّن والاغتسال واللباس الحسن في هذا اليوم، فبعض الناس يحضر إلى الجمعة بلباس رثّ، أو بملابس غير لائقة، وبرائحة كريهة، فيؤذي غيره من المصلّين.
من أخطاء المصلين يوم الجمعة، سادسًا:الجلوس في الخلف لمن جاء مبكّرًا مع وجود مكان في الأمام، إلا لعذر، سابعًا:رفع الصوت بقراءة القرآن قبل الخطبة، ممّا يسبّب إزعاجًا للآخرين.
من أخطاء المصلين يوم الجمعة، ثامنًا:الهجوم على الصفوف الأولى عند إقامة الصلاة، والتضييق على المصلين المتقدّمين، إلا إذا وُجد مكان، تاسعًا:الصلاة خارج المسجد مع وجود فراغ في الداخل، والواجب اتصال الصفوف، عاشرًا:إتمام ركعتين لمن فاته الركوع الثاني من الجمعة، والواجب أن يتمّ أربعًا ظهرًا، لأنّ الجمعة تفوت بفوات الركوع الثاني منها.
من أخطاء المصلين يوم الجمعة، الحادي عشر:سرعة الخروج من المسجد بعد الصلاة وما يتبع ذلك من تضييع الأذكار البعدية والسنّة الراتبة، والتزاحم الشديد عند الأبواب.
متى تسقط صلاة الجمعة
رغم أنّ صلاة الجمعة واجبةٌ في الكتاب والسُنّة وإجماع الفقهاء، هناك بعض الحالات أو أعذار تبيح ترك صلاة الجمعة ومنها:
تسقط صلاة الجمعة فلا تجب على المُسافر: وإن صَلاَّها صحّت منه.
تسقط صلاة الجمعة على المريض الذي لا يستطيع شهودها: لخوفٍ من تأخير برءٍ، أو زيادةٍ في المرض، أو عجزٍ عن الإتيان بأركانها، أو لتعذّر القيام بها مع الجماعة لأي سببٍ كان.
تسقط صلاة الجمعة إن خَشِيَ المُصلِّي على نفسه من عدوٍ أو سيلٍ أو حريقٍ:
تسقط صلاة الجمعة إذا خَشِيَ على ماله أو أهل بيته سقطت عنه صلاة الجمعة؛ لأنّه من ذوي الأعذار.
حكم صلاة الجمعة
صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم بالغ عاقل قادر، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، كما قال الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).
وروى الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ». (رواه: أبو داود).
وترك المسلم لصلاة الجمعة، إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وأنه قد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» (رواه: النسائي).
والنبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه: مسلم].
لماذا سمي يوم الجمعة بهذا الاسم؟ذكر العلماء أن الجمعة مشتقة من الجَمْع، فإن أهل الاسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمعاهد الكبار، وأمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته في يوم الجمعة لأداء الصلاة في جماعة فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» (سورة الجمعة: 9) أي اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها.
وقال ابن حجر: إن أصح الأقوال في سبب تسميته بيوم الجمعة أن خلق آدم وجُمِع فيه.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «أَضَلَّ الله عَنِ الْجُمُعَةَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا. فَكَانَ للْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ. وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ. فَجَاءَ الله بِنَا. فَهَدَانَا اللّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَجَعَلَ الْجُمُعَةِ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ. وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهِلِ الدُّنْيَا. وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ» رواه مسلم.
ويوم الجمُعة يُذكر بضمّ الميم وهو المشهور، وقيل بتسكين الميم أو فتحها. قيل في مختار الصحاح: «ويوم الجُمُعَة بسكون الميم وضمها يوم العروبة، ويُجمع على جُمُعات وجُمَع، والمسجد الجامع، وإن شئت قلتَ مسجد الجامع بالإضافة، كقولك: حق اليقين، والحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع، وحق الشيء اليقين، لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير»
بحسب هذا الكلام وغيره فإنّ يوم الجمعة كان اسمه في الجاهليّة يوم العروبة، ولم يسمّى باسمه الجمعة إلا في الإسلام، وقيل إنّه سمّي يوم الجمعة في الجاهلية، وقد أسماه بذلك كعب بن لؤيّ، وكانت قريش تجتمع فيخطبهم فيه وأمّا سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم في الإسلام فقيل لأنّ الله -سبحانه- جمع خلق آدم -عليه السلام- في ذلك اليوم، وقيل لاجتماع الناس للصلاة فيه في المسجد، فهو يومٌ جامعٌ لهم، وورد سوى ذلك فقيل لأنّ يوم الجمعة جُمعت فيه فضائل كثيرة، وقيل أيضًا أنّ الله جمع بين آدم وحوّاء في يوم الجمعة بعد ما نزلا إلى الأرض