في ظل حملة التسريح الغامضة.. هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان موظفي غوغل؟
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
#سواليف
أعلنت #غوغل عن موجة جديدة من إجراءات #تسريح #الموظفين رغم تحقيقها أرباح قياسية، ما أثار المخاوف من استبدال #الموظفين بأدوات #الذكاء_الاصطناعي.
وسرّحت شركة التكنولوجيا العملاقة زهاء 1000 موظف في فرق المبيعات والأجهزة والهندسة الشهر الماضي، على الرغم من تحقيق أرباح بقيمة 20.7 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2023، بزيادة قدرها 52% مقارنة بعام 2022.
وأفادت التقارير أن مستثمرين رئيسيين آخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل أمازون ومايكروسوفت، سرّحوا عشرات الآلاف من العمال أيضا في الأشهر الـ 12 الماضية.
مقالات ذات صلة “قنبلة موقوتة” كامنة في هواتفنا تهدد صحتنا 2024/02/23ورد اتحاد عمال Alphabet على إجراءات تسريح العمال بمنشور على موقع X كتب فيه: “بدأت غوغل جولة أخرى من عمليات تسريح العمال التي لا داعي لها. يعمل أعضاؤنا وزملاؤنا بجد كل يوم لتقديم منتجات رائعة للمستخدمين، ولا يمكن للشركة الاستمرار في طرد زملائنا في العمل بينما تجني المليارات كل ربع سنة. لن نتوقف عن القتال حتى تصبح وظائفنا آمنة!”.
وقال كينيث سميث، المدير الهندسي في غوغل، إن الإدارة أبلغته بانتهاء عقد عمله مع الشركة في رسالة بريد إلكتروني، وكتب في منشور على موقع LinkedIn: “لقد شعرت بالكثير من الغضب والإحباط تجاه إدارة غوغل بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع تسريح 12 ألف شخص في يناير الماضي، ولا أرى الكثير من الأدلة على أنهم تعلموا من تلك التجربة”.
إقرأ المزيد
“سورا”.. نموذج ذكاء اصطناعي جديد من OpenAI ينشئ مقاطع فيديو “واقعية” من نص فقط (فيديو)
وقال متحدث باسم غوغل لموقع “ديلي ميل”: “كما قلنا، نحن نستثمر بشكل مسؤول في أكبر أولويات شركتنا والفرص المهمة المقبلة”.
وكشفت التقارير أن غالبية تخفيضات الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي كانت بسبب تركيز الشركات على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وهذا أمر شائع في شركات التكنولوجيا الكبرى، التي سرّحت الكثير من الموظفين كجزء من تدابير خفض التكاليف لاستثمار الأموال في الذكاء الاصطناعي ورقائق الكمبيوتر المكلفة لوحدة معالجة الرسومات (GPU).
وفي الأسبوع الماضي، أطلقت غوغل نموذجها اللغوي المصمم للاستخدام الداخلي فقط (LLM) Goose، حيث تم تدريبه على أكثر من 25 عاما من الخبرة الهندسية، ويمكنه الإجابة على الأسئلة حول التقنيات الخاصة بشركة غوغل، وكتابة التعليمات البرمجية باستخدام مجموعات التكنولوجيا الداخلية ودعم الإمكانات الجديدة.
ويقال إن غوغل تخطط للمزيد من عمليات التسريح من العمل في عام 2024، لكن الرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي يدعي أن الأمر لن يكون سيئا مثل التسريح الجماعي للعمال في عام 2023 عندما تخلت الشركة عن 12000 وظيفة في يناير وحده.
وكشفت مذكرة سرّبت حديثا أن التركيز الأساسي لشركة غوغل ينصب على تقنية الذكاء الاصطناعي لعام 2024، حيث أشار بيتشاي إلى أهداف تشمل تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم والآمن والمسؤول وبناء منصات وأجهزة الحوسبة الشخصية الأكثر فائدة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غوغل تسريح الموظفين الموظفين الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
أمل بنت سيف الحميدية **
يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.
هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.
وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.
ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.
وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.
ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.
إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.
وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.
إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.
** كاتبة وباحثة تربوية
رابط مختصر