يمانيون:
2025-10-14@23:35:49 GMT

بعد فشلها في البحر… واشنطن تحرك الورقة الأخيرة

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

بعد فشلها في البحر… واشنطن تحرك الورقة الأخيرة

يمانيون – متابعات
على نحو متسارع تمضي الأحداث والتطورات في مستويات المواجهة المباشرة بين اليمن من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها وجيوشها الموازية من جهة أخرى، فلا نكاد نتوقف عند حدث بالقراءة والتحليل حتى يدهمنا آخر ليطوي علينا ما شرعنا بالكتابة عنه، من عجز الولايات المتحدة وبريطانيا عن الحد من تصاعد العمليات اليمنية في البحر، إلى قرار التصنيف الأميركي لأنصار الله منظمة “إرهابية” من نوع خاص، وصولاً إلى تحريك ورقة الإرهاب عبر جيشها الموازي (القاعدة وداعش) ولفيف المرتزقة لتشتيت جهود القوات المسلحة عن معركة البحر المساندة لغزة.

تصنيف أنصار الله منظمة “إرهابية”
بعد فشل واشنطن ولندن في تجييش العالم ضد صنعاء بتشكيل تحالف بحري، توهمتا أن بمقدورهما ردع القوات المسلحة اليمنية والحد من قدراتها من خلال عسكرة البحر الأحمر أولاً، وتالياً باستعراض القوة وشن عدوان ثنائي أميركي بريطاني لامس حتى كتابة هذا المقال 400 ضربة جوية وبحرية.

وقد لجأت واشنطن إلى ورقة تصنيف أنصار الله منظمة “إرهابية”، ليتضح لها أن ذلك التصنيف سخيف وعديم الجدوى، فلا أنصار الله تملك أرصدة، ولا هي تملك تبادلات مالية في واشنطن أو غيرها من عواصم الأطلسي، كما أن صنعاء ليست في وارد التراجع عن عمليات الإسناد أبداً، مهما فعلت واشنطن ولندن.

يتبين ذلك من خلال نقل قوات صنعاء المواجهة إلى مستويات أعلى في قواعد الاشتباك، لناحية الانتقال من العمليات الإجرائية الجراحية إن جاز التعبير ضد السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية إلى مستوى الإغراق. ومن ناحية أخرى، تصاعدت وتيرة العمليات على نحو غير مسبوق، وبما يؤكد عجزهما وفشلهما في حماية سفن العدو الإسرائيلي وسفنهما التجارية والعسكرية.

وحتى تبينت هذه الحقيقة للولايات المتحدة، اعترفت بأنها تواجه أكبر تحدٍ منذ الحرب العالمية الثانية، وأن 7000 ألف جندي أميركي في البحر يعيشون حالة من الإرهاق والإعياء بعد مرور أكثر من 4 أشهر على المواجهة من دون أخذ قصد كافٍ من الراحة، فضلاً عن الإجازات، إذ إنهم تفاجأوا بقدرات صنعاء العسكرية وامتلاكها مخزوناً كبيراً من الصواريخ والمسيرات بخصائص متطورة قادرة على تجاوز المنظومات الدفاعية الأكبر وصولاً إلى أقرب مستوى في المنظومة الدفاعية، كما نقلت صحيفة الفايننشال عن ليزا فرانشتي قائدة البحرية الأميركية.

ومؤخراً، اعترف الأدميرال براد كوبر نائب قائد البحرية الأميركية في “الشرق الأوسط” في مقابلة مع برنامج ستون دقيقة في قناة CBS، بعدد من الحقائق الصادمة، أولها أن القوات الأميركية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، تعمل “بوتيرة قتالية غير معهودة منذ الحرب العالمية الثانية”، وأن سفنهم العسكرية “تتعرض لهجوم” لا يملكون أمامه سوى 9 إلى 15 ثانية لاتخاذ قرار الاعتراض لصواريخ قد تصل إلى نحو 3 آلاف ميل في الساعة، وهذا اعتراف بتفوق القدرات العسكرية اليمنية.

أما الحقيقة الثانية التي تؤكّد ورطة حقيقة غير مسبوقة للولايات المتحدة الأميركية وحرب استنزاف مكلفة جداً، فهي اعتراف كوبر بـ”إطلاق البحرية الأميركية نحو 100 صاروخ من صواريخها القياسية أرض – جو، والتي يمكن أن تصل كلفة الصاروخ منها على 4 ملايين دولار” أمام صاروخ أو مسيرة يمنية لا تتجاوز قيمتها آلالاف من الدولارات، ما يعني أنّ الولايات المتحدة أنفقت قرابة نصف مليار دولار كلفة الصواريخ الاعتراضية فقط، فضلاً عن تكلفة الطلعات الجوية وصواريخ التوماهوك التي أطلقت نحو البر اليمني، والنفقات التشغيلية لنحو 7000 مقاتل أميركي، ونفقات الرصد والاستطلاع والأقمار الاصطناعية، والمحصلة صفرية، والنتائج “استهداف سيارة مزارع تحمل أنابيب مياه”، كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين في كلمته الأسبوع الماضي، في مقابل استمرار العمليات اليمنية الاستراتيجية، وعلى نحو متصاعد ملموس ومؤثر وفعال قصم ظهر الاقتصاد الإسرائيلي، وامتدت تداعياته إلى واشنطن ولندن، وسجل لليمن باعتراف كوبر نفسه أنه الدولة الأولى في تاريخ العالم التي “استخدمت الصواريخ الباليستية وأطلقتها ضد السفن”.

تحريك ورقة “الإرهاب” لتشتيت قوات صنعاء
بات معروفاً، وباعتراف الأميركيين أنفسهم، من الرئيس السابق دونالد ترامب إلى وزير الخارجية السابقة هيلاري كيلنتون وغيرهما، أنّ “القاعدة” و”داعش” هما صنيعة المخابرات الأميركية، فيما يدرك المراقبون أن هذه التنظيمات الإرهابية بمنزلة الجيش الموازي للجيش الأميركي، وأن واشنطن تحركها متى أرادت، وأنها تختفي متى أرادت، وأنها رهن الطلب الأميركي، من اليمن إلى سوريا، إلى العراق، إلى إيران، وصولاً إلى دول أفريقيا.

في اليمن، اعترفت قيادات القاعدة بمشاركتها ضمن تحالف العدوان الأميركي البريطاني السعودي الأميركي في أكثر من 11 جبهة ضد الجيش اليمني وأنصار الله، وأنتجت كبريات وسائل الإعلام سلسلة من التقارير الميدانية التي تؤكد تلك الحقائق، وأن الولايات المتحدة الأميركية والإمارات والسعودية مكنت هذه التنظيمات من أحدث الأسلحة الأميركية، بما فيها دبابات الإبرامز وعربات البرادلي، فيما كشفت معركة الجيش اليمني عام 2021 ضد القاعدة في البيضاء أن وكالة التنمية الأميركية، “الذراع الاستخباراتية الأميركية”، كانت تمد هذه التنظيمات بصواريخ وقذائف تحت لافطة أنها مساعدات إنسانية، وتنشر ذلك عبر مشاهد في وسائل الإعلام اليمنية الوطنية.

مؤخراً، كشفت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية اليمنية وجهاز الأمن المخابرات عن إحباط مخطط خبيث برعاية أميركية بريطانية لتحريك التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من البيضاء لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات في صنعاء وعدد من المحافظات كجزء من استراتيجية التشتيت الأميركية لقوات صنعاء، وكنوع من تخفيف ضغط العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ عن الأجهزة الأمنية جانباً من تفاصيل العملية الأمنية الاستباقية التي نفذتها فجر الثلاثاء 20 شباط/فبراير 2023 في منطقة الخشعة الواقعة في حنكة آل مسعود في مديرية القريشية في محافظة البيضاء.

العملية أسفرت عن “تطهير المنطقة ومصرع عدد من أخطر العناصر التابعة لما يسمى بـ”تنظيم داعش”، بينهم قيادات، أثناء مقاومتهم للحملة الأمنية”. وبهذا، تمكنت الأجهزة الأمنية من إفشال “عمليات انتحارية” كان الإرهابيون يخططون لها في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات”، من دون كشف مزيد من التفاصيل، على أن تكشف خلال الفترة المقبلة.

الخلاصة من هذه العملية أن الولايات الأميركية التي صنفت أنصار الله منظمة “إرهابية”، هي نفسها جذر الإرهاب ومصنعه وجذوره، وهي أم الإرهاب، فخلال طوفان الأقصى، نفذت عبر أذرعها الاستخباراتية “داعش والقاعدة” عملية مزدوجة في كرمان شاه بإيران راح ضحيتها أكثر من 80 شهيداً، ونفذت عمليات في سوريا، وكانت على وشك أن تنفذ عمليات في اليمن، كجزء من عمليات الإسناد الأمنية والعسكرية لكيان العدو الإسرائيلي ونوع من توفير الغطاء الأمني والعسكري لاستمرار جرائم الإبادة والتجويع في غزة.

في الخلاصة، وبناء على ما سبق، ندرك أن القوات المسلحة وأجهزة الأمن اليمنية نجحت نجاحاً مذهلاً في إحراق الأوراق الأميركية العسكرية والأمنية والسياسية، من التجييش واستعراض القوة إلى استخدام القوة، وصولاً إلى التصنيف وتحريك الإرهاب، واستطاعت نقل عمليات الإسناد إلى غزة على في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبامتداد بحري يفوق 2000 كيلومتر إلى مستويات أعلى من المواجهة حد الإغراق، وسجلت خلال عمليات طوفان الأقصى أكثر من 47 عملية، برية وبحرية وجوية، على أن الحساب لم يغلق بعد، ولن يغلق ودماء الفلسطينيين تنزف، ودموع الأطفال والنساء تذرف، وهذا التزام أكدته القيادة اليمنية ولا تزال تتمسك به، حتى وقف العدوان وإدخال الماء والغذاء والدواء إلى غزة.

علي ظافـــر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله منظمة البحر الأحمر فی البحر أکثر من

إقرأ أيضاً:

مركز: حكومة نتنياهو تعاملت مع اتفاق غزة كخيار اضطراري فرض عليها

غزة - صفا

قال المركز الفلسطيني للدراسات السياسية إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعاملت مع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة باعتباره خيارًا اضطراريًا فُرض عليها تحت ضغط المقاومة وصمودها، إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة والانتقادات الحقوقية المتصاعدة.

جاء ذلك في ورقة تقدير موقف أصدرها الأحد بعنوان "القراءة الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: سيناريوهات وتحديات"، تناولت فيها المواقف الإسرائيلية الرسمية والإعلامية والعسكرية من الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في أكتوبر 2025، والذي تُعدّ حركة حماس طرفًا أساسيًا فيه.

وتأتي هذه الورقة في سياق متابعة المركز المستمرة للتحولات الإسرائيلية منذ اندلاع حرب "طوفان الأقصى"، وتهدف إلى تفكيك الخطاب الإسرائيلي حيال الاتفاق الأخير، واستشراف مآلاته على الساحة الإسرائيلية الداخلية وعلى مستقبل العلاقة مع قطاع غزة.

وأشارت الورقة إلى أن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ترى في الاتفاق مرحلة مؤقتة لإعادة تنظيم صفوفها، بينما ينظر إليه المستوى السياسي، بقيادة بنيامين نتنياهو، كفرصة لتجنب الانهيار الداخلي وإعادة توجيه النقاش العام نحو ملفات تبقيه في السلطة.

وعرضت الورقة بالتفصيل الخلافات الإسرائيلية المتصاعدة بين المؤسستين السياسية والعسكرية، والانقسام الحاد داخل الائتلاف الحكومي حول مستقبل الحرب، ومصير ملف الأسرى والصفقة التي رافقت الاتفاق.

ورصدت اتجاهات الإعلام العبري في تبرير القبول بالاتفاق من خلال التركيز على "استعادة الردع" أو "إعادة الانتشار التكتيكي"، مقابل أصوات نقدية ترى في الاتفاق اعترافًا بفشل الأهداف المعلنة للحرب.

وتناولت الورقة أيضًا السيناريوهات المحتملة لمسار الميدان والعلاقات الإقليمية في ضوء الاتفاق، مع تحليل لمواقف واشنطن والقاهرة وتل أبيب من ترتيبات "اليوم التالي للحرب"، وما إذا كانت حكومة الاحتلال قادرة على فرض مقاربة جديدة في غزة تتجاوز واقع المقاومة أو تتعايش معه ضمن صيغة هدنة طويلة الأمد.

وخلصت الورقة إلى أن الكيان الإسرائيلي يواجه أزمة تصور استراتيجي عميقة بعد أكثر من عامين من الحرب، إذ يجد نفسها أمام معادلة معقدة بين الرغبة في استعادة الردع العسكري وبين الاعتراف الواقعي بقدرة المقاومة على فرض معادلات جديدة. ودعت الورقة في توصياتها إلى ضرورة استثمار حالة الارتباك الإسرائيلي سياسيًا وإعلاميًا، وتوحيد الموقف الفلسطيني في ضوء التحولات الجديدة التي أفرزها الاتفاق.

ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة من الدراسات التحليلية الدورية التي يُصدرها المركز الفلسطيني للدراسات السياسية لمتابعة المواقف الدولية والإقليمية والإسرائيلية من الحرب على غزة، وتوفير قراءات استراتيجية معمقة تدعم صُنّاع القرار والباحثين والإعلاميين الفلسطينيين في فهم التوجهات المستقبلية لما بعد الحرب.

مقالات مشابهة

  • فورين بوليسي: ترامب يقصي النساء من السياسة الخارجية الأميركية
  • الصين تبدأ فرض رسوم موانئ على السفن الأميركية
  • على غرار الرومان والإغريق.. هل الحضارة الأميركية آيلة للسقوط؟
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو متخوف من وقف المساعدات الأميركية
  • ورد الآن.. فضائح “المؤثرين المأجورين” تهز مواقع التواصل اليمنية
  • “واشنطن بوست”: أربــع دول عربية تآمرت مع “اسرائيل” ضد صنعاء
  • مركز: حكومة نتنياهو تعاملت مع اتفاق غزة كخيار اضطراري فرض عليها
  • الحرب الاقتصادية الأميركية الصينية: من التعرفة الجمركية إلى معركة المعادن النادرة وانعكاساتها على الإقليم واليمن
  • العمليات اليمنية البحرية.. بصماتٌ منحوتة في ردع العدوّ ورعاته
  • العراق يعرب عن أسفه للعقوبات الأميركية على جهات مرتبطة بالحشد الشعبي ويشكّل لجنة لمراجعتها