مصر – أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضرورة نشر قوات دولية في قطاع غزة، وإعطاء شرعية دولية للاتفاق الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ حول قطاع غزة، وذلك من خلال مجلس الأمن.

وبحسب الرئاسة المصرية امس السبت، تلقى السيسي، اتصالا هاتفيا من نظيره القبرصي الرئيس نيكوس كريستودوليدس، تناول مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمدينة شرم الشيخ بشأن وقف الحرب في قطاع غزة.

وأشار إلى أن الرئيس القبرصي أعرب عن ترحيب بلاده الكامل بهذا الاتفاق، ودعم قبرص لتنفيذه، وأشاد بالدور الحيوي الذي اضطلعت به مصر، وبالجهود الشخصية للرئيس السيسي في تيسير التوصل إليه.

وذكر البيان أن السيسي، استعرض أبرز جوانب الإتفاق وتفصيلاته، مشددا على أهميته في وقف الحرب، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والشروع في عملية إعادة إعمار القطاع.

كما أكد السيسي، ضرورة التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، مشيرا إلى أن مصر بذلت جهودا متواصلة على مدار العامين الماضيين، بالتنسيق مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني.

ووجه السيسي الدعوة إلى الرئيس القبرصي للمشاركة في الاحتفالية التي ستعقد بمصر بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة.

ووفق البيان، أكد الرئيسان ضرورة البدء الفوري في عملية إعادة إعمار القطاع، وأشار السيسي إلى اعتزام مصر إستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، وهو ما لقي ترحيبا من الرئيس القبرصي.
ومن المنتظر حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مراسم توقيع الاتفاق بين حركة الفصائل وإسرائيل في مصر يوم الاثنين، بعد المفاوضات التي جرت في شرم الشيخ، وستعقد قمة دولية برئاسة مشتركة بين السيسي وترامب، وفق الخارجية المصرية.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا تريد مصر إضفاء شرعية دولية على اتفاق وقف الحرب في غزة؟

تعكس دعوة مصر إضفاء شرعية دولية على اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة رغبة في تثبيته بما يضمن مصالح الفلسطينيين والمنطقة، وربما تفاديا لتحولات خطيرة قد تحدث مستقبلا، كما يقول محللون.

فبعد يومين من دخول الاتفاق -الذي تم التوصل إليه في مدينة شرم الشيخ- حيز التنفيذ أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة نشر قوة دولية في القطاع، وأعرب عن رغبته في إضفاء شرعية دولية على صفقة إنهاء الحرب من خلال مجلس الأمن.

كما شدد السيسي خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس قبرص نيكوس كريستودوليدس اليوم السبت على ضرورة البدء الفوري في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، والتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، وقال إن مصر ستنظم مؤتمرا دوليا لإعادة الإعمار.

ويرى مراقبون أن شرعنة الاتفاق دوليا تضمن عدم تراجع إسرائيل والولايات المتحدة عنه لاحقا، لأن غياب هذه المرجعية سيجعل كل شيء خاضعا لما يريده بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب.

ولم تعلق الولايات المتحدة ولا إسرائيل رسميا على هذا المطلب المصري، لكن بيتر روف الكاتب في مجلة نيوزويك يقول إن على ترامب رفض أي تدخّل للأمم المتحدة في هذا الاتفاق.

وفي مقابلة مع الجزيرة، قال روف إن الأمم المتحدة لم تكن جزءا من الاتفاق، وإن دخولها على الخط يعني مزيدا من الإجراءات، وربما يعرّض الصفقة كلها لخطر استخدام حق الفيتو ضدها من أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن.

أميركا ليست ضامنا موثوقا

لكن أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات إبراهيم فريحات يعتقد أن واشنطن وتل أبيب تسعيان من خلال هذه الرواية إلى التحكم في مجريات الأمور وبسط نفوذهما على الاتفاق والمنطقة كلها.

فغياب المرجعية الدولية وإن كان سيسرّع تنفيذ الاتفاق -كما يقول فريحات- إلا أنه يظل هدفا إسرائيليا أميركيا، لأنه يجعل كل الاتفاقات خاضعة لقرارات ترامب ونتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.

إعلان

وتاريخيا، رفضت إسرائيل تدويل الصراع لكي تضمن الحفاظ على نفوذها ونفوذ الولايات المتحدة وسيطرتهما على مجريات الصراع كما يقول فريحات الذي أكد عدم وجود ضمانات للمضي قدما في تنفيذ الاتفاق حتى الآن.

وحتى ترامب لا يمكن التعامل معه كضامن موثوق -برأي فريحات- لأنه انقلب على الاتفاق الذي عرضه على القادة العرب والمسلمين في نيويورك بعد ساعات فقط، وأعلن اتفاقا مختلفا تماما.

كما لا يمكن الحديث مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مسألة نزع السلاح دون وجود غطاء دولي لهذا الاتفاق، لأن البندقية هي البديل الوحيد للشرعية الدولية، ولأنه لا أحد يثق في إدارة ترامب التي تورطت في إبادة غزة جماعيا، حسب فريحات.

ولا تبدو إسرائيل مستعدة للقبول بالعمل تحت أي مظلة دولية، لأنها تريد الاستعانة بالذراع الأميركية في أي وقت كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك، مؤكدا أن معارضة المطلب المصري تعني وجود نوايا مضمرة.

لذلك، يصف يزبك الاقتراح المصري بأنه "مسؤول، ويعبر عن معرفة القاهرة بما تريده إسرائيل، وبسعيها للسيطرة على مجريات الأمور"، ويقول إن المصريين "ربما تكون لديهم مؤشرات على أن شيئا خطيرا سوف يحدث لاحقا".

ويرى المحلل الفلسطيني أن مصلحة فلسطين والمنطقة تتطلب هذه الرعاية الدولية للاتفاق، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق أوسلو الذي تم توقيعه قبل 30 عاما والذي نص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد 5 سنوات، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

وختم يزبك بأن الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدث عنه ترامب لا يمكن أن يقوم دون دولة فلسطينية مستقلة، وأن السؤال المهم حاليا هو: هل ستقبل الدول العربية والإسلامية بشرق أوسط خال من فلسطين؟

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ أمس الجمعة بوقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خط محدد في قطاع غزة، وتعد هذه المرحلة الأولى ضمن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي، والتي تتضمن نشر "قوة استقرار دولية" في القطاع.

مقالات مشابهة

  • غزل المحلة يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بنجاح مساعي السلام وإنهاء الحرب في غـزة
  • محلل سياسي: الرئيس السيسي وفّر شبكة أمان دولية للسلام.. كلمة ترامب تحذيرًا لنتنياهو
  • احتفال قوات حماية حضرموت بتخرّج الدفعة الثانية.. بن حبريش يؤكد تعزيز الأمن واستقلال القرار الحضرمي
  • لماذا تريد مصر إضفاء شرعية دولية على اتفاق وقف الحرب في غزة؟
  • السيسي يدعو لنشر قوات دولية في غزة ويخطط لمؤتمر الإعمار
  • مصر: تصريح جديد للسيسي حول نشر قوات دولية في غزة
  • رئيس قبرص يشيد بجهود الرئيس السيسي في تيسير التوصل لوقف حرب غزة
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من نظيره القبرصي ويستعرض أبرز جوانب اتفاق شرم الشيخ
  • الرئيس السيسي يدعو نظيره القبرصي للمشاركة في احتفالية إبرام وقف الحرب