عربي21:
2024-07-27@05:02:05 GMT

ما احتمالية اتساع التصعيد في البحر الأحمر نحو الحرب؟

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

ما احتمالية اتساع التصعيد في البحر الأحمر نحو الحرب؟

يزداد المشهد في البحر الأحمر وخليج عدن، تعقيدا وعسكرة بشكل غير معهود، جراء استمرار هجمات جماعة "أنصار الله" الحوثيين، المدعومة من إيران، وسط مخاوف من احتمالية اتساع التصعيد نحو حرب واسعة في المنطقة.

وفي الأيام الأخيرة، أعلن الحوثيون أنهم نفذوا هجمات عدة على سفن بريطانية وأمريكية، كان من أبرزها الهجوم الذي استهدف سفينة محملة بشحنة من المبيدات شديدة الخطورة، والذي تسبب في وقوع أضرار كبيرة فيها، إضافة إلى إسقاط طائرة بدون طيار من نوع " إم كيو 9".



وما بات ملاحظا، وفق مراقبين، أن البحر الأحمر يشهد عسكرة بالأساطيل الغربية والأمريكية، وسط غياب أي تأثير على القدرات الحوثية رغم استمرار الضربات في البر اليمني، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام أسئلة عدة عن مآلات هذه المعطيات، لاسيما مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن مهمة عسكرية جديدة في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب لحماية حركة التجارة الدولية.

"مضاعفة الهجمات"

وفي السياق، يرى الخبير الاستراتيجي في الشؤون العسكرية والأمنية، علي الذهب أن الأمريكيين والبريطانيين إضافة إلى الهولنديين الذين يشاركون بشكل مباشر في عملية "حارس الازدهار" الهجمات وتكثيف الضربات على مصادر التهديد التابعة للحوثيين. 

وقال الذهب في حديث خاص لـ"عربي21" أن هذا التوجه قد تدعمه دول أخرى مشاركة في تحالف "الازدهار" ومنها فرنسا واليونان. 

وتوقع أن يكون هناك تعاون بين تحالف الازدهار الذي تقوده الولايات لمتحدة والتشكيل الجديد للاتحاد الأوروبي بحيث يكون المظهر العام للوجود الأجنبي العسكري في البحر الأحمر هو مواجهة التهديدات وليس التصعيد في البر.


وأضاف أنه من المتوقع أيضا، أن يتم مضاعفة الهجمات ضد الحوثيين، وبالتالي تنسيق مشترك مع "أسبيدس"  و"حارس الازدهار"، وقد يتطور الأمر إلى خلق شراكة وتعاون أخر مع تحالف بحري قديم موجود في خليج عدن وبحر العرب وهو عملية أتلانتا التي تخضع للاتحاد الأوروبي والتي كانت مهمتها مكافحة القراصنة الصوماليين وحماية شحنات الغذاء العالمية التي تصل إلى الصومال.

وتابع: "الاتحاد الأوروبي قد يجمع بين عملية "اتلانتا" والعملية الجديدة "أسبيدس" أضف إليهما التعاون بشكل مركز مع الولايات المتحدة في عملياتها البحرية لمواجهة هذه التهديدات".

الخبير الاستراتيجي اليمني أشار إلى عملية السلام الجارية في اليمن وقال إن هناك عملية سلام جارية وهناك استجابة أو رغبة إقليمية للانخراط فيها، مؤكدا أنها "استراتيجية ربما للتعامل مع الحوثيين بشكل مثمر أفضل مما ذهب إليه التحالف العربي وأثبت إخفاقه في تطويع الحوثيين وهزيمتهم".

ولم يستبعد الذهب أن تتطور الأوضاع حد العنف، وتتجه الولايات المتحدة في شن عملية برية وحرب مباشرة مع جماعة الحوثيين المدعومة إيرانيا.

وقال إنها مسألة ليست مستبعدة ولكنها سيناريو أقل ترجيحا.

وأردف قائلا: "قد يتم اللجوء إليها إذا فشلت عملية السلام وزادت مخاطر الحوثيين وطالت الأزمة في غزة كونه مرتبط بها ارتباط وثيق".

ولفت الخبير اليمني إلى أنه لولا المشكلة الحالية في غزة، ربما دعمت الولايات المتحدة الحكومة اليمنية في تحريك قواتها عبر الساحل لطرد الحوثيين من محافظة الحديدة على البحر الأحمر.


وقال إن دول الغرب لا تريد توسيع الأزمة في المنطقة والبحر الأحمر قبل أن تحل أو يجري تنفيذ الخطوات الأولى لأي اتفاقية في غزة.

وبحسب المتحدث ذاته فإن المشهد مرهون بتطورات قد تقتضي " التدخل البري تحت غطاء القوات اليمنية الحكومية الموجودة في منطقة الساحل الغربي اليمني"، باعتبار ذلك هو الخيار الأوحد ولو على المدى القريب.

"عملية عسكرية"

من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث في اليمن، عبدالسلام محمد إن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتجه نحو التصعيد وتوجيه ضربة ضد الحوثيين بهدف إضعافها عسكريا حتى لا تعود لمهاجمة السفن التجارية في الممرات البحرية وكذلك السفن العسكرية التي باتت تواجه خطر طالما ظل الحوثيون قريبون من الساحل.

وتابع محمد حديثه لـ"عربي21"، أنه "حتى وإن حدثت عملية سلام بين الحكومة الشرعية والحوثيين فإن التصعيد الغربي يبقى قائما".

وأشار إلى أن "كل المؤشرات تشير إلى أن المعطيات الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن من تحشيد عسكري غربي ذاهبة نحو "ضرب الحوثيين" واستعادة ممرات التجارة الدولية تحت السيطرة الأمريكية.

وأكد رئيس مركز أبعاد اليمني على أن "الحوثيين قدموا خدمة كبيرة للولايات المتحدة للسيطرة على الممرات البحرية، ومنحوها الفرصة للتواجد العسكري الكبير من أجل تقليل فرص حضور الصين وروسيا في هذه المنطقة".

ورجح الباحث اليمني أن الأمور ستنتهي إلى عملية عسكرية ضد الحوثيين، لكن يبقى الغموض قائما بشأن متى وأين وكيف؟، وقال إن ذلك، متروك للمستقبل القريب.


وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، قال الباحث اليمني أنه رغم أنه دفع بقوات حماية، لكنه متردد في مواجهة الحوثيين، ودول أوروبا هي النقطة الأضعف في هذه الحرب، لأنه الأكثر تأثرا من الانقطاع الجاري لعبور السفن عبر البحر الأحمر والمتوسط.

وأضاف أن الدول الأوروبية تحاول الموازنة بين دغدغة الحوثيين من خلال الأموال للسماح بمرور السفن وعدم الإعلان عن الحرب ضدهم وبين التحشيد إلى جانب الولايات المتحدة للمعركة النهائية، حسب قوله

أما جماعة الحوثي، فقد حذرت على لسان أكثر قياديه فيها من توسيع الحرب في المنطقة، مؤكدين أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، وإن هجماتهم لن تتوقف "إلا بوقف العدوان على غزة".

والأسبوع الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي بدء مهمة عسكرية في المنطقة التي تشهد هجمات على السفن الدولية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


وعمليات المهمة تشمل مضيقي باب المندب وهرمز والمياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي.

ووفقا لبيان الاتحاد الأوروبي، فإن مهمته العسكرية ستوفر المعلومات الخاصة بالوضع البحري، وترافق السفن، وتحميها من الهجمات المحتملة.

ومنذ مطلع العام الجاري، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات يقول إنها "تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجمات الجماعة في البحر الأحمر"، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحوثيين اليمني حارس الازدهار بريطانيا امريكا اليمن الحوثي حارس الازدهار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی المنطقة وقال إن

إقرأ أيضاً:

روسيا والصين والجزائر وغيانا في مجلس الأمن: إنهاء الحرب على غزة سيوقف العمليات اليمنية بالبحر الأحمر

الجديد برس:

شدد ممثلو روسيا والصين والجزائر وغيانا في الأمم المتحدة، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، لإيقاف العمليات اليمنية في البحر الأحمر.

وقال نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إن “الطائرات بدون طيار والصواريخ وأنواعاً أخرى من الأسلحة تُطلق باتجاه إسرائيل من قبل معارضي أفعالها في غزة بشكل يومي تقريباً”.

وأكد بوليانسكي أن الجيش الإسرائيلي يواصل تطهير واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم بشراسة. موضحاً أن قطاع غزة في حالة “خراب حرفياً”،

وبيّن أن “إسرائيل لا تزال في الوقت نفسه- مع تساهل واضح من واشنطن- تواصل تجاهل جميع قرارات المجلس ومبادرات السلام”.

وسأل أولئك الذين دعوا إلى اجتماع اليوم (ومنهم أمريكا وبريطانيا) لماذا لم يفعلوا ذلك عندما ضربت “إسرائيل” أهدافاً بما في ذلك مخيمات اللاجئين، وتابع قائلاً: “من خلال التسامح مع أفعال إسرائيل، فإنكم تصبحون متواطئين في تصعيد خطير للغاية، والذي أصبح من الواضح بشكل متزايد أنه تصعيد إقليمي”.

وأعرب ممثل الصين ليو جييي عن قلقه العميق إزاء التوترات الإقليمية الأخيرة، التي تشير إلى تسارع تأثير الصراع في غزة. وأكد أن الوسائل العسكرية لن تحل القضية وأن “العنف من أجل العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراع”، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من التصعيد.

وحث جييي جميع الأطراف على الاستجابة للإجماع الساحق للمجتمع الدولي وتعزيز وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وعلاوة على ذلك، يجب على “إسرائيل” أن تنفذ على الفور قرارات المجلس ذات الصلة، وتوقف جميع العمليات العسكرية في غزة وتوقف عقابها الجماعي للفلسطينيين. ودعا “إسرائيل” إلى وضع حد فوري لاحتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية.

من جانبه أعرب ممثل الجزائر عمار بن جامع عن قلقه العميق إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة والغارات الجوية التي استهدفت مدينة الحديدة اليمنية. وأشار إلى أن خسائر المعاناة الإنسانية تتفاقم بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية.

وحذر جامع من أن استخدام القوة “لن يؤدي إلا إلى تعقيد” الوضع وتقويض جهود المبعوث الخاص إلى اليمن، وحث جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس. داعياً إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع على الفور، في إشارة إلى حرب الإبادة في قطاع غزة.

وأكد أهمية تجنب المزيد من التصعيد، مضيفاً: “يظل وقف إطلاق النار في غزة هو المفتاح للاستقرار في الشرق الأوسط”. وشدد على أن المجلس يجب أن يدعو إلى اجتماع لمناقشة الوضع الإنساني في غزة، مضيفاً: “يجب أن نفرض السلام الآن”.

ممثلة غيانا لدى الأمم المتحدة كارولين رودريغيز بيركيت، أكدت أن “التطورات المثيرة للقلق على مدى الأيام القليلة الماضية، إلى جانب الهجمات المستمرة في البحر الأحمر، لا تحدث من فراغ، موضحة أن لها ارتباطها المباشر بالحرب الدائرة في غزة، واستمرار إفلات “إسرائيل” من العقاب، وتجاهلها قرارات المجلس وأوامر محكمة العدل الدولية.

وحثت بيركيت المجلس على معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وقالت إن الخيار الوحيد القابل للتطبيق هو التنفيذ الكامل لحل الدولتين مع إنشاء دولة فلسطين الحرة والمستقلة على أساس حدود ما قبل عام 1967.

روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، قالت في إحاطتها أمام مجلس الأمن: “في اليمن، تتلاشى المكاسب الهشة الناتجة عن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022 بسبب التصعيد العنيف في المنطقة”، مشيرة إلى الهجوم الحوثي على تل أبيب في 19 يوليو باستخدام طائرة بدون طيار، وإلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة اليمني الذي وصفته بأنه “شريان حياة لملايين الأشخاص” في اليمن، مؤكدة على ضرورة أن يكون “مفتوحاً وعاملاً”.

وقدم مايكل بيري، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، تحديثاً للوضع على الأرض، مؤكداً أن البعثة أجرت دورية مراقبة إلى ميناء الحديدة ولاحظت تأثير الضربات، بما في ذلك مخازن الوقود التالفة والرافعات، وأنشطة مكافحة الحرائق الجارية وسفينة واحدة من برنامج الغذاء العالمي “التي لحسن الحظ لم تلحق بها سوى أضرار طفيفة بسبب سقوط رافعة”.

وأعرب عن مخاوفه بشأن المزيد من التصعيد الإقليمي، وانضم إلى دعوات جميع الأطراف المعنية لتجنب الهجمات التي قد تلحق الضرر بالسكان المدنيين أو البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • بعيدا عن الولايات المتحدة وانتخاباتها.. كيف تتغير السياسة الدولية وتتعاظم مخاطرها؟
  • وسائل إعلام الحوثيين: أربع غارات جوية تستهدف جزيرة كمران غربي اليمن
  • غارات جديدة تستهدف مواقع للحوثيين في جزيرة كمران بالحديدة
  • أكثر من 230 عملية على كيان الاحتلال 50 منها بشكل مباشر واستهداف 171سفينة للعدو وداعميه
  • الصين تطالب الحوثيين بوقف الهجمات ضد سفن الشحن
  • الصين: نتواصل مع مختلف الأطراف لوقف هجمات البحر الأحمر
  • موانئ البحر الأحمر تتفقد وتكرم طواقم السفن الراسية بأرصفة ميناء الحديدة
  • ممثل روسيا في مجلس الأمن: السبب الرئيسي للعمليات في البحر الأحمر هو العدوان الصهيوني على غزة
  • ميرسك: استمرار اضطراب البحر الأحمر في الربع الثالث  
  • روسيا والصين والجزائر وغيانا في مجلس الأمن: إنهاء الحرب على غزة سيوقف العمليات اليمنية بالبحر الأحمر