لجريدة عمان:
2024-06-16@12:17:36 GMT

معرض الكتاب وبناء أجيال المستقبل

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

معرض الكتاب وبناء أجيال المستقبل

يشكل طلاب المدارس شريحة كبيرة من زوار معرض مسقط الدولي للكتاب، سواء عبر الزيارات الصباحية التي تنظمها المدارس للمعرض أو عبر الزيارات التي تنظمها الأسر لأبنائها في الفترة المسائية أو خلال نهاية الأسبوع. ويقتني الكثير من الطلاب مجموعات لا بأس بها من الكتب وإن كانت تحدث عند البعض دون تخطيط مسبق ولكن الممارسة نفسها تستحق أن يبنى عليها لربط الأطفال بالكتاب خلال هذه المرحلة العمرية.

. أما الزيارات التي تكون برفقة الأهل تكون أكثر تنظيما وإشرافا من قبل الأبوين، وهي ممارسة تستحق التكريس لأنها تنطلق في المقام الأول من فكرة القدوة حينما يرى الطفل أبويه مشتغلين بالكتب بحثا عنها في أجنحة المعرض أو قراءة لها في المرحلة التي تلي المعرض وتستمر حتى المعرض القادم في بعض الأحيان. إن فكرة عزوف الأجيال الشابة عن قراءة الكتب لا تخلو من الدقة في العموم ولكنّ التسليم بها باعتبارها واقعا لا مفر منه تزيد المشكلة وتعقدها، والأسلم في مثل هذه الحالة أن تستغل مثل هذه المناسبات الثقافية التي تحتفل بالكتاب في إشراك مختلف الأجيال في المناسبة وجعلهم يشعرون أنهم جزء حقيقي منها، وأن اقتناء الكتاب في هذه المناسبة أمر أشبه بالعمل المقدس، أو هو فعلا مقدس لا بدّ منه، ولا بأس أن يبذل الطفل أو اليافع في البحث المسبق عن الكتب التي يريد شراءها حتى يشعر أنه صاحب قراره وأنه يقوم بفعل هو صاحبه وليس مفروضا عليه من أحد.

ومعرض مسقط الدولي للكتاب من بين أهم المعارض التي تحتفي بالأطفال واليافعين سواء كان ذلك عبر ربطهم بالمعرض من خلال تخصيص أجنحة خاصة لهم تعرض كتب الأطفال أو عبر تنظيم الكثير من الفعاليات التي تستطيع اجتذاب الأطفال والاعتناء باهتماماتهم.

وفي الحقيقة لا يمكن أن نتصور مجتمعا متقدما وواعيا دون أن يكون ملتصقا بالقراءة، والقراءة الجادة، سواء كانت تلك القراءة عبر الكتاب الورقي أم عبر الكتاب الإلكتروني، فالمهم في الأمر المحتوى وليس الوسيلة. وإن كان الطفل يمكن أن يرتبط بالقراءة عبر الوسائط الجديدة التي تسهل قراءة الكتاب الإلكتروني ولا بد من دعم الفكرة قدر الإمكان؛ فالنتيجة أهم بكثير من الوسيلة في هذا الأمر.

ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أن المشهد الذي يقدمه معرض مسقط الدولي للكتاب عندما يخرج الأطفال واليافعون وهم محملون بالكتب، أيا كان نوعها، يبشر بالكثير من الخير في المرحلة القادمة، وإن كان من فضل في هذا الأمر فإن جزأه الأكبر يعود إلى مشروع معرض الكتاب منذ بداياته الأولى ومنذ أن بدأ يضع الأطفال ضمن خريطة طريقه لبناء جيل قارئ وواعٍ بمتطلبات المستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

متى يسمح للأطفال بمشاهدة ذبح الأضحية؟

يعد حضور أفراد الأسرة مشهد ذبح الأضاحي في عيد الأضحى تجربة ذات أهمية كبيرة وإحياء لشعيرة إسلامية وسنة مؤكدة تحمل معاني إيجابية، إذ ترتبط هذه المناسبة بتعاليم دينية عميقة وتجسد قيمة التضحية والإيثار التي تجلت في قصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.

مع ذلك، فإن إشراك الأطفال في مشاهدة ذبح الأضاحي يتطلب توازنا دقيقا بين التوجيه الديني والتربوي، ومراعاة الجوانب النفسية للطفل. من هنا أثير خلال الأيام الماضية جدل حول السن والظروف المناسبة لحضور الأطفال تجربة ذبح الأضحية، وكيف يراعي الوالدان الحالة النفسية للطفل ودرجة الإدراك والاستيعاب المطلوبة لتفهم ذلك المشهد من دون أن يترك أثرا سلبيا على الصغار.

يجب أن يكون الوالدان مستعدين للتعامل مع ردود فعل الأطفال المختلفة (بيكسلز) جدل سنوي وآراء متعددة

حول حضور الأطفال تجربة ذبح الأضاحي، أثير النقاش على المجموعات النسائية عبر فيسبوك، إذ تختلف الأمهات حول السن المناسبة لحضور الأطفال مشهد الذبح، وبين أخريات يجدن التجربة غير مناسبة للصغار.

لا ترحب إنجي سعيد، وهي أم لـ3 أطفال دون العاشرة، بحضور الأطفال تجربة الذبح، لكنها ترى أن مشاركة الصغار في توزيع لحوم الأضحية يمكن أن يكون تدريبا عمليا مقبولا على مفهوم التكافل ومساعدة الفقراء والمشاركة في فرحة الأعياد.

في حين ترفض داليا عز التجربة تماما، إذ تؤكد أن مشاهدة الأطفال الصغار لذبح الأضحية يترك أثرا سلبيا يدوم لسنوات.

داليا، أم لطفلة عمرها 7 سنوات، وتعيش في دولة أوروبية، ترى أن مشهد ذبح الحيوان اللطيف الذي يتعلق به الطفل يتسبب في أزمة نفسية لديه، فقد يتساءل لماذا يذبحون الحيوان الذي لعبت معه قبل أيام؟ فالأطفال ليس لديهم النضج الكافي لفهم مفهوم الأضحية، لا سيما في سن ما قبل المدرسة.

ينصح خبراء التربية بشرح قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل للأطفال وما تحمله من معاني التضحية والفداء (بيكسلز)

لكن أميرة محمد، وهي أم لطفلين في سن المراهقة، تقول للجزيرة نت "الأطفال قبل سن العاشرة يفهمون جيدا كثيرا من الأمور الحياتية، ويطلعون عبر الإنترنت والمدرسة والألعاب الإلكترونية والأصدقاء على مفاهيم عدة، فكيف لنا أن نحرمهم من المشاركة في شريعة تحمل معاني دينية قيمة".

وتضيف أميرة "من المهم تمهيد الأمر للأطفال وشرح قصص الأنبياء بصورة تتناسب مع أعمارهم ومستوى إدراكهم".

وتابعت "مع رفضي للألعاب الإلكترونية العنيفة، إلا أن أطفال اليوم يقضون ساعات يوميا في المشاركة في ألعاب تتضمن حروب عصابات وقتل وأسلحة، ثم حينما يتعلق الأمر بتجربة دينية لها معنى الفداء، نجد من يقول ستؤثر بصورة سلبية على الطفل".

وأردفت "يجب أن نقدم الألم للطفل في مفهومه الإيجابي وليس في صورة سلبية حول ذبح حيوان لطيف".

السن المناسبة

تقول صفاء صلاح الدين، مرشدة نفسية وأسرية، للجزيرة نت "يختلف كل طفل عن الآخر، باختلاف التربية والبيئة والسمات الشخصية، لذا فإن الأم هي الأكثر دراية بطبيعة ابنها".

وتابعت "لا يفضل حضور الأطفال تحت سن 10 سنوات تجربة الذبح، إلا إذا كان يعيش في بيئة اعتاد فيها على تربية وذبح الحيوانات، وذلك لأن عقل الطفل غير مكتمل بصورة كافية في سنوات عمره الأولى، ومن ثم فهو لا يدرك الهدف من وراء تلك التجربة، التي قد يراها مؤلمة ومؤذية لحيوان جميل".

"حتى بعض البالغين لا يتحملون رؤية مشهد الذبح، فلماذا نجبر الصغار على المرور بتجربة لا نعرف مدى تأثيرها في السن الصغيرة؟"، بحسب صفاء التي تنصح بعدم إجبار الطفل على حضور الذبح حتى بعد سن 10 سنوات، فإذا رفض الطفل رؤية مشهد الذبح، فلا ينبغي وصفه بالجبان أو ممارسة الضغط النفسي عليه ليشاهد الذبح، والأفضل هنا أن يشارك الطفل في توزيع اللحوم.

وحذرت صفاء من بعض الآثار التي تتبع تعرض الأطفال لمشهد ذبح الأضحية، فتقول "إذا لاحظ الوالدان على الطفل أعراض الخوف غير المبرر أو القلق المتزايد أو الكوابيس والأحلام المزعجة أو الفزع خلال النوم، يجب الاستعانة بمتخصص لمساعدة الطفل على التخلص من تلك الآثار السلبية".

يختلف كل طفل عن الآخر باختلاف التربية والبيئة والسمات الشخصية والأم هي الأكثر دراية بطبيعة ابنها (بيكسلز)

وتقول الكاتبة نور الهدى مؤلفة كتاب "سترونغ مام.. دليلك في رحلتك لبناء رجلك الصغير" في منشور لها عبر فيسبوك، "الخيال من سمات الطفولة المبكرة، وهو ما يجعل الطفل يتخيل المشهد الحقيقي بصور أكبر من الواقع، ومن ثم يشعر بخوف أكبر من مستوى تقدير الكبار".

وأضافت "من سمات الطفولة أيضا التقليد، فيمكن أن يحاول الصغير استخدام السكين لذبح الألعاب والدمى، وهو ما يعني قيام الطفل بسلوكيات عنيفة".

وعن الطريقة المناسبة لتمهيد مشهد الأضحية للأطفال تقول نور الهدى "قد تكتمل المهارات الإدراكية في سن ما بين 10 و11 سنة، ولكن ينبغي تهيئة الطفل في البداية بتقديم قصة سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل وما فيها من معان حول الفداء بطريقة مبسطة، وتوضيح أن ذبح الأضحية له أصول وقواعد برأفة ورحمة.

التعامل مع ردود الفعل

المرونة والتفهم: يجب أن يكون الوالدان مستعدين للتعامل مع ردود فعل الأطفال المختلفة. بعض الأطفال قد يكونون فضوليين ويرغبون في المشاركة، بينما قد يشعر آخرون بالخوف أو الانزعاج.

التعامل مع الصدمة: في حالة تعرض الطفل لصدمة أو انزعاج شديد، من المهم طمأنته وشرح الموقف بهدوء. يمكن أيضا التفكير في تأجيل حضوره لذبح الأضحية حتى يصبح أكثر نضجا واستعدادا.

المراقبة المستمرة: مراقبة ردود فعل الأطفال قبل وأثناء وبعد الحدث يمكن أن تساعد في تقديم الدعم الفوري والمناسب. إذا لاحظ الوالدان أي علامات ضيق شديد أو قلق، يمكنهم إبعاد الطفل عن المشهد وتفهم مخاوفه وتقديم طرق الدعم والاحتواء حتى يشعر بالأمان.

مقالات مشابهة

  • أسباب تأخر النطق لدى الأطفال
  • خبيرة تربوية تُحذر من رؤية الأطفال لذبح الأضحية
  • متى يسمح للأطفال بمشاهدة ذبح الأضحية؟
  • التضامن تنظم دورات تدريبية للاخصائيين الاجتماعيين في مجال حقوق الطفل
  • نادي الطفل بجامعة حلوان يُنظم احتفالية لتعليم الأطفال مناسك الحج
  • «اتصالات لكتاب الطفل» تختتم ورشة تدريبية حول شعر الأطفال
  • العمل: ندوة تثقيفية حول الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ببورسعيد
  • آليات التعامل مع الأطفال الشهود والضحايا في النزاعات المسلحة … أطفال السودان نموذجا
  • جائزة اتصالات لكتاب الطفل تعزز قدرات المبدعين في مجال كتابة شعر الأطفال
  • استغل إجازة الصيف.. نشاطات ممتعة تنمي مهارات طفلك