صحافة العرب:
2025-05-09@11:34:06 GMT

جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-

تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT

جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-

شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن جميلة تلك الرحلات المدرسية 2، كانت رحلات بسيطة مثل تلك الرحلة المدرسية إلى دبي في أوائل السبعينيات، كنا نعتقد أنها بعيدة في ذاك الوقت، لكنها مفرحة للقلب، ومدخلة السرور في .،بحسب ما نشر جريدة الاتحاد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-

كانت رحلات بسيطة مثل تلك الرحلة المدرسية إلى دبي في أوائل السبعينيات، كنا نعتقد أنها بعيدة في ذاك الوقت، لكنها مفرحة للقلب، ومدخلة السرور في النفس، كان في الحافلة ما يزيد على الثلاثين طالباً، بعضهم صلعة رأسه تلمع، وقليل من تحسن «تواليت» عند الحلاق الباكستاني قليل البصر، وفرق شعره على جنب، جلهم كان يغطي الرأس بطاقية من طواقي العيد التي تظل تمّلَحّ على الرأس من الشمس، منتظرين قدوم عيد العود أو شفيّة من شفايا الحجاج العائدين، كانت طاقية مطرزة بالكحلي والأصفر والأبيض، وتبدو كأنها القبعة الشعبية لجميع الأولاد في ذلك الوقت أو كحفية مسقطية واقفة، وهذه غالية بعض الشيء أو البيضاء المخبقة الرخيصة أو المخيوطة والتي يجلبها الحجيج معهم، قليل.. هذاك من ذاك الذي كان يملك سفرة يعصب بها رأسه، وكناديرنا توزعت بين العربية أو العُمانية، ومعظمها دلعاء، بطربوشة قصيرة، وكنادير «قطرية أم أذنين» أو كنادير «كويتية أم ياقة».كان أفضل ما عندنا ركوب السيارة، والفرحة بالطريق الطويل أكثر من الرحلة نفسها، لذا قل من رأيته غافي العين ما عدا أستاذ الرياضة الذي أصابه دوار السير الطويل، ودهم ورقد حتى غدت جفونه أثقل من الرصاص، وبالكاد كان قادراً أن يرفعهما حد الحواجب، وحين يصحو على غنائنا النشاز، لأغنية اكتشفنا في كبرنا كم كانت ساذجة، وتحمل كماً من الأغلاط العلمية، كان الأستاذ «مصطفى المصري» يحاول أن يشعرنا أنه كان يتأمل فقط، ويظهر امتعاضه من الغناء الذي كان لا يفهمه، قائلاً: «إيه الهباب دا.. إيه الجهل دا، هو في بني آدم بيسوق الصاروخ، علشان يوديه لحبيب الروح.. دا حيوديكم في داهية إن شاء الله»! هنا وجد الأستاذ «محمود الفلسطيني» فرصته، منها ليثني على طريقة تدريسه، ومنها لتعود له فرحته باستعمال الميكروفون الكشفي: «شايف يا أستاذ، نحن نعلم ونربي، نتعب ونشقى، وفي الآخر بيجيك مطرب جاهل هامل مثلهم، وبيسمعوا له أكثر ما يسمعوا شرحي على اللوح.. بس شو بدك تحكي، ما هم ألواح خلقه».وصلنا دبي التي كانت بصراحة غير شيء، تقدمنا الأستاذ محمود، وخلقنا الأستاذ مصطفى الذي كاد أن يتوه أول ما وصلنا، وسمى دبي حينها بالبندر، ركبنا العبرة لأول مرة، وجلنا في سوق دبي المشهور، وبعضنا تذوق أكلاً غير الذي كانت تعجنه أمه وأخته الكبرى، أما «الجنغل» الذين أتوا من أطراف البوادي، كما كنّا نعيّرهم، ونزيد عليه بأنهم «هرش ما يعرفون التين من العرش»، وهم يضحكون ويردونها بلفظة الحضري الذي لا يعرف وين يرسغها، ويختلط عليه حنينها ورّغاها، فقد عفدوا على الدجاج الذي يدور على أسياخ في مطعم «على كيفك»، وتقول أحد خلى عظماً في تلك الدجاجة التي كانت قبل قليل تتقلى على نار هادئة، وأكلوا معها مرضام خبز، ولحسوا صحون الحمص الذي يعيرون الناس به بلهجتهم الساخرة «حمبص»، وحده الزيتون كان غير مستساغ في أفواههم، كان مُرّاً، ولم يقتنعوا باسمه، لأن الزيتون عندنا كبير وحلو، ونطلقه على الجوافة.بعد الغداء ذهبنا إلى الشارقة، وبصراحة كانت متطورة، وفيها بنايات ودكاكين ومطاعم، وأسواق، كنا سمعنا بها من أهلنا الذين كانوا جلهم يشتغلون في الجيش البريطاني، وكانت الشارقة محطتهم الرئيسية، جلنا فيها، ورأينا شجرة «الرولة» والعرصة المحيطة بها والمكتظة بالناس، ودخلنا دكاكين قريبة من البحر، كانت تبيع «الحلوى العُمانية والرهش البشمك ولحية الشيبة، وتمر بهرده»، وأخذنا خبزاً إيرانياً ساخناً «وقافيّ» من دكان الخباز القريب، كنا نحن من ندل الأستاذ محمود والأستاذ مصطفى على الأماكن، كانا أكثرنا خوفاً من الضياع في مدن غريبة عليهم، وكانا لا يقربان ما كنا نأكله، فقد اكتفيا بما في حقيبتيهما من سندويتشات وفواكه وعصائر، رغم أننا كنا نعزم عليهما، يبدو أنهما كانا «شكاكين»، ويجزّان الأكل الذي لا يعرفانه أو هو ذاك البخل المُدَرّسي، الأول «بَدّوه يربي هالأولاد»، والثاني «علشان تحويشة العمر»، حتى رائحة ذاك الشواء لم تجعلهما ينثنيان عن رأيهما، نحن.. وشاركنا سائق الحافلة و«معيونيه» وقبل أن نترك الشارقة لطمنا وجبة عشاء «تكه بالروب وكباب إيراني»، وكنا نود أن لا نشبع ليلتها، غير أنه التعب الذي يسبق الشبع، وبعضنا تمنى لو أن بيته كان دوماً قريباً من ذلك الدكان الصغير الذي يحضر مشاكيك اللحم ويشويها على «كوار» صغير، ويضعها على خبزة، ويغطيها بخبرة.كانت رحلة من الرحلات المدرسية الجميلة، ولا أظن أن أحداً من أولئك الطلبة قد نساها، فقد كانت الضحكة تخرج من قفص الصدر دون استجداء، وقليل من الفرح يجعل مقلة العين تتلألأ بدمع بارد، كنّا بسطاء، وأقل القليل يدهشنا، ولَم نعرف يومها شيئاً من التعالي، ولا ما هو التفاضل والتمايز، كنّا أحياناً نتراكض في الحارات داخلين من بيت لبيت، كنّا أهليّة وأكثر، وكنا نتصرف بنضج عمر أكبر، وربما زادتنا تلك الرحلة المدرسية بُعداً ودهشة، وحمّلتنا ذكريات لا تُمحى.

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية

محمد حسن زيد

بعقليةِ الحريصِ على تحقيقِ ربحٍ مالي سهلٍ ظن ترامب أن القوةَ العسكريَّةَ الأمريكية أدَاةٌ مهمَّةٌ لممارسة الضغوط أثناء المفاوضات في حروبه التجارية التي فتحَها مع العالم، لكنه لم يدخل البيتَ الأبيضَ إلا وهو يعلمُ أنها مكلفةٌ جِـدًّا.

وبالتالي؛ لا بد من تقليص ميزانيتها؛ كونها سببًا رئيسًا لوصول ديون أمريكا إلى أرقام فلكيةٍ يصعب أن نتخيلها، لكنه كلاعب “بوكر” محترف أراد أن يلوِّحَ بالقوة العسكرية الأمريكية كورقةٍ رابحة؛ فبحث عن أضعفِ نقطة ممكنة ليستعرضَ فيها قوةَ أمريكا فوجد اليمن!

بلدٌ مدمّـر لم ينفض غُبارَ الحروب والصراعات منذ العام 2011م. بلدٌ فقيرٌ يعد من أفقر بلدان العالم؛ ومفكّك لن يشكِّلَ أيَّ تَحَدٍّ، بل سيكونُ المكانَ المثاليَّ لاستعراض عضلات أمريكا الفتَّاكة، وتوجيه رسائلَ قوية للصين وروسيا وإيران ودولِ الخليج والعالم أجمعَ، لترميمِ ما تآكل من هيبة أمريكا أَيَّـام “أوباما وبايدن”. لكن ما الذي حدث؟

اليمن التي ظنها ترامب أضعفَ نقطة تحوَّلت إلى تحدٍّ عظيم ومعضلة خطيرة، الطائرات الشبحية الاستراتيجية لم يكن لها التأثيرُ المرجو، بل أصبحت هدفًا قريبَ المنال بعد إسقاط أكثرَ من عشرين طائرة “درون – إم كيو9″، ثم طائرة “إف 18”.

حاملةُ الطائرات العملاقة ووَحْشُ البحار الفتاكة “ترومان”، لم تكن بمنأىً عن مشاهدَ من مسلسل الإذلال؛ فقد نابها الجزءُ الأخطرُ في تاريخها، وفرَّت هاربةً إلى شمالي البحر الأحمر، بعد أن استعانت بأُخرى أكبرَ منها ظلت بعيدةً ومتواريةً عن الأنظار اليمنية وسط َالمحيط الهندي.

وفيما بنكُ الأهداف المتاحة أصبحت الأسواقَ والموانئ المدنية والمقابرُ وبعضُ المنازل السكنية، ظهر العملاءُ عاجزين جبناءَ يبحثون فقطْ عن المال والمناصب الجاهزة، واتضح أن لا إمْكَانيةَ لديهم في تحقيق أيِّ اختراق عسكري.

ليس هذا فحسب، بل ظل اليمن -وهو تحَت أقسى الضربات الأمريكية- مُستمرًّا في إسناد غزة، وفارضًا قواعد اشتباك لم يشهد التاريخ أن سبقهُ إليها أحدٌ من العالمين، في معركةٍ أدخل ضمنها أسلحةً أكثر فتكًا وأبعد مدىً، وبما يستجيب لكل مراحلها.

هُنا؛ وجد ترامب نفسه مضطرًّا لإعلان وقف العدوان على اليمن؛ فصدم الإعلانُ العدوَّ قبل الصديق، وباتت الحقيقةُ جليةً؛ أن نتيجةَ حرب ترامب على اليمن جاءتْ بنتائجَ عكسيةٍ تمامًا؛ فهيبةُ أمريكا تآكلت أكثرَ، ومَن راهنوا عليها خائفون أكثر، وأعداؤها آمنون أكثر.

ومن نافلة القول: إن كانت الولاياتُ المتحدة الأمريكية قد عجزت عن تركيعِ اليمن، وهي بكامل قوتها وجبروتها وغطرستها؛ كيف بها سترفعُ عينَيها غدًا أمامَ الصين أَو روسيا أَو إيران؟!

مقالات مشابهة

  • ساما: اتفاقية لتقديم دعم لمستفيدي صندوق الشهداء من بنك الرياض
  • مصر جميلة يختتم فعالياته بدمنهور بحفل فني ومعرض للفنون التشكيلية
  • الزمالك يعلن تعيين أيمن سالم رئيسًا للقناة
  • إطلاق النسخة الأولى من “البطولة المدرسية لألعاب القوى 2025” في الأردن
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟
  • هيئة الصحفيين السعوديين فرع نجران ينظم ورشة عمل (الإعلام والتنمية)
  • نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية
  • الجهاز المركزي للرقابة المالية وديوان المحاسبة القطري يبحثان سبل التعاون
  • "قصر العيني" ينظم مؤتمرا دوليا عن مكافحة العدوى الطفيلية
  • جميلة القاسمي: الكتابة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي من أبرز ملامح العصر الحالي