كاتب إسرائيلي: تفاؤل بإنجاز صفقة تبادل لأول مرة منذ وقت طويل
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الاثنين، مقالا رئيس دائرة الأسرى والمفقودين في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية سابقا، آفي كانو، شدد فيه على وجود تفاؤل حذر لأول مرة منذ أسابيع طويلة بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.
وقال الكاتب "يبدو أن قيادة حماس التي تعاني من مصاعب اتصال عضال في ضوء الضغط العسكري المتعمق في جنوب القطاع مستعدة لأن تلين مواقفها في المسألتين الأساسيتين مما سيتيح تقدما في الاتصالات"، على حد قوله.
وأضاف أن هناك "استعداد لتنازل كبير بالنسبة لاصطلاح وقف النار بحيث لا يتضمن توقفا للقتال بشكل مطلق، لكنه يسمح بالوصول إلى منطقة شمال القطاع؛ ومرونة معينة بالنسبة لكمية ونوعية السجناء الأمنيين الذين سيتحررون في الصفقة المرحلية المرتقبة".
واعتبر الكاتب الإسرائيلي، أن مسيرة المفاوضات آخذة في الاستقرار على نقطة توازن لأول مرة منذ بدء الحرب، فمن جهة يقف فيها الجيش الإسرائيلي على عتبة جهد عسكري في معقل حماس الأخير بمنطقة رفح، ومن جهة أخرى، التواجد العسكري الإسرائيلي في أرجاء القطاع آخذ في التقلص"، مشددا على أن "هذا وذاك يشكلان ذخائر حقيقية في المسيرة، ورافعة لتليين مواقف حماس".
رغم ذلك، قال الكاتب إن "مسألة السجناء لا تزال يمكنها أن تشكل عائقا، بشكل يلزم الوسطاء في المسيرة بالإبداعية والجسر بين مواقف الطرفين"، مشيرا إلى أن حقيقة أن جهاز المخابرات العامة المصرية برئاسة عباس كامل، المقرب من الرئيس السيسي، هو الذي يتصدر المسيرة تضع أساسا مزدوجا لنجاح محتمل: وذلك بسبب المعرفة الحميمية والعميقة لكبار رجالات الجهاز مع قيادة حماس على جانبي المتراس (الداخل والخارج) وكذا بسبب التجربة طويلة السنين في جسر مواقف الطرفين، في مواضيع الاسرى والمفقودين وأكثر من ذلك".
وأضاف أن "قطر من جهتها، تتعرض لضغط امريكي متزايد لتوفير البضاعة وحث صفقة مخطوفين تؤدي الى تهدئة إقليمية، لكنها قادرة على إدارة حوار مباشر وثاقب مع قيادة حماس وبخاصة تلك التي توجد في الدوحة، وإبداء مرونة تسمح، على حد طريقة قطر، للإبقاء على حماس كمركز قوة ذي صلة في الساحة الفلسطينية، إن لم تكن كقوة عسكرية، فعلى الأقل كمحفل سياسي فلسطيني داخلي"
وأشار إلى أن "إسرائيل ليست مطالبة بأن تقبل هذا الموقف وبوسعها أن تصمم اليوم التالي في القطاع وبعامة في الساحة الفلسطينية عبر دحر حماس عن الساحة قدر الإمكان"، حسب زعمه.
ولفت إلى أن "الجدول الزمني لتحقيق الصفقة حتى حلول شهر رمضان في 10 آذار، هو تحد لكنه ممكن: بلورة وإقرار قوائم السجناء الذين سيتحررون، المصادقة على القرار في الكابينيت وفي الحكومة واستنفاد الإجراءات القانونية التي ينطوي عليها الأمر، بما في ذلك إمكانية الالتماس إلى العليا حسب القانون لمتضرري الإرهاب؛ هذه المساحة الزمنية يمكنها أيضا أن تسمح للجيش الإسرائيلي بتنظيم نفسه تمهيدا لوقف نار لمدة نحو ستة أسابيع".
واعتبر أن "أهمية الصفقة في البعد الاستراتيجي، تكمن في تثبيت الصفقة كحجر أساسا لتخفيف حدة التوترات في المنطقة بل ولتسوية إقليمية تتجاوز حرب غزة؛ هكذا، كجزء بنيوي من التوترات حيال حكومة إسرائيل يحتاج الرئيس الأمريكي جو بايدن حاجة ماسة إلى استقرار المنطقة قبيل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني /نوفمبر من هذا العام، من تهدئة التوتر في الحدود اللبنانية وحتى التوصل إلى تفاهمات مرحلة مع الحوثيين، تتيح حركة آمنة في مسارات الملاحة الدولية، تحرير عمق الزجاجة في سلسلة التوريد واستقرار الأسواق (بما في ذلك في الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني من غلاء إضافي في جداول البضائع المستوردة في ضوء الازمة).
واختتم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول، إن "نجاحا في شكل تحقيق صفقة مخطوفين ستقدم نقاط استحقاق باهظة الثمن لإسرائيل في واشنطن وفي العواصم الأوروبية وتؤكد من جديد أهمية إسرائيل للغرب، ومن هنا فإنها عنصر حيوي في مفهوم الأمن القومي لإسرائيل، في هذا الوقت الصعب والتاريخي"، على حد تعبيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الأسرى حماس الفلسطينية غزة فلسطين حماس غزة الأسرى الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عاجل || إسرائيل تطلق عملية “عربات جدعون” البرية في غزة
صراحة نيوز ـ أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت 17 مايو 2025، بدء عملية عسكرية برية موسعة في قطاع غزة تحت اسم “عربات جدعون”، في تصعيد جديد ضمن الحرب المستمرة مع حركة حماس.
ووفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن العملية تشمل قوات نظامية واحتياطية، وتهدف إلى السيطرة على مناطق استراتيجية في شمال وجنوب القطاع، بدعم من ضربات جوية مكثفة استهدفت أكثر من 670 موقعًا خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك مستودعات أسلحة وأنفاق ومواقع إطلاق صواريخ .
تأتي هذه العملية في إطار أهداف إسرائيل المعلنة، والتي تشمل القضاء على البنية التحتية لحماس، وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إضافة إلى فرض سيطرة عسكرية طويلة الأمد على أجزاء من القطاع .
من جانبها، أعلنت حركة حماس استعدادها للدخول في مفاوضات جديدة عبر وساطة قطرية، تشمل مقترحًا بإطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل هدنة مؤقتة وإفراج عن أسرى فلسطينيين، إلا أن التقدم في هذه المحادثات لا يزال محدودًا .
في غضون ذلك، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أفادت مصادر طبية بأن مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم جراء الغارات الإسرائيلية، فيما خرجت مستشفيات رئيسية عن الخدمة بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية .
العملية الجديدة أثارت ردود فعل دولية منددة، حيث وصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الهجمات الإسرائيلية بأنها قد ترقى إلى “تطهير عرقي”، بينما دعت دول عربية وأوروبية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لسكان القطاع .
يُذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل استمرار الحرب التي اندلعت عقب هجوم مفاجئ شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 1,100 شخص وأسر 250 آخرين، مما أدى إلى تصعيد عسكري غير مسبوق في المنطقة.