هل استقالة الحكومة الفلسطينية جاءت نتيجة ضغوط أمريكية؟

قدمت الحكومة الفلسطينية استقالتها اليوم الاثنين خلال مؤتمر صحفي معلنا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وضعه استقالة الحكومة تحت تصرف الرئيس محمود عباس، لاتخاذ ما يلزم لخدمة الشعب الفلسطيني، وفق حديثه.

اقرأ أيضاً : الحكومة الفلسطينية تقدم استقالتها

استقالة الحكومة الفلسطينية والتي تزامنت مع الأوضاع القائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع والمستمر منذ 143 يوما فتح باب التساؤلات على مصراعيه وأعاد إلى الأذهان سيناريو الضغط الأمريكي الإسرائيلي على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قبل نحو 21 عاما.

اشتية أوضح أن قرار الاستقالة يأتي في ضوء المستجدات السياسية، والأمنية، والاقتصادية المتعلقة بالعدوان على الأهل في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس.

إلا أن القرار المفاجئ أعاد إلى الأذهان قيام الرئيس الراحل عرفات بإنشاء مكتب رئاسة الوزراء الفلسطيني في عام 2003؛ بهدف إدارة شؤون مجلس الوزراء الفلسطيني؛ نتيجة ممارسة ضغوط على السلطة الوطنية الفلسطينية من قبل "إسرائيل والولايات المتحدة" بسبب رفضهم التفاوض مباشرة مع ياسر عرفات. 

ورغم أن الهيكل التنفيذي ظل بيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن ذاك القرار الزم عرفات حينها بتقليص صلاحياته وإدماج آخرين في عملية صنع القرار الفلسطيني وانهى التفرد الذي حظي به عرفات طوال عقود في تحريك ووقف عمليات المفاوضات والمناورة على تخوم العدو.

هل يجري عباس إصلاحات كما يريد الأمريكان؟

ما يجعل قرار استقالة الحكومة ذو مناحي حادة ويدخله دائرة الشكوك والتساؤلات هو تزامنه مع تسريبات غربية، وبالأحرى أمريكية تتحدث عن وضع إدارة بايدن لشروط ومطالب واضحة على طاولة عباس تلزمه خلالها بإجراء إصلاحات جوهرية في صلب السلطة.

المطالب الأمريكية والتي يتفق عليها الأوروبيون جاءت ضمن خطة السلام الأمريكية الجديدة والتي بدأت تتكشف ملامحها شيئا فشيئا وعلى نحو متصاعد، رغم التعنت والتصلب في موقف اليمين المتطرف في "إسرائيل" والذي ينفي وجود نية للسلام والصلح.

ومن المفارقات العجيبة أن أول رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية في عهد ياسر عرفات كان الرئيس الحالي محمود عباس، حيث رشحه عرفات للمنصب في الـ19 من مارس عام 2003، وفي الـ29 من إبريل وافق المجلس التشريعي الفلسطيني على تعيينه. 

وخلال فترة حكم عباس القصيرة طفت إلى السطح صراعات على السلطة مع عرفات حول السيطرة على أجهزة الأمن الفلسطينية ، حيث رفض عرفات التنازل عن السيطرة لعباس.

هل تم القبول بالخطة الأمريكية؟

استقالة حكومة الرئيس محمود عباس وبدء الإصلاحات في بنيان السلطة الفلسطينية يوحي بشكل لا لبس فيه عن وجود قبول وإن كان غير معلن أو غير كامل من قبل الأطراف العربية عموما، والطرف الفلسطيني خصوصا بالخطة الأمريكية.

ما يعني أن التاريخ يعيد ذاته؛ فقبل أكثر من 20 عاما ضغط الأمريكيون على عرفات ليتنازل عن شيء من صلاحياته مقابل طرح اتفاقية سلام جديدة، إلا أن عرفات مات بعدها ولم ترى فلسطين أي نوع من السلام، واليوم يضغط الأمريكيون مجددا لتنفيذ إصلاحات في السلطة ويطرحون بديلا شبيها حول السلام، مدعين نيتهم لجعله أمرا واقعا.

مقابل الإصلاحات طرحت خطة السلام الأمريكية العربية، كما بادر قادة غربيون على الكشف الصريح عن وجود نوايا للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة أو المشاركة في صياغة عملية سلام جديدة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين".  

 ووفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية تهدف الخطة الأمريكية لتحقيق سلام طويل الأمد في الأراضي المحتلة بين كافة الأطراف، ويشرف على صياغتها إدارة الرئيس جو بايدن وعدد محدود من الشركاء الإقليميين العرب، على أن تتضمن الخطة جدولا زمنيا واضحا للإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة.

وتهدف بعض بنود الخطة كما علمت "رؤيا" من مصدر مطلع، على سحب الاحتلال لعدد من المجتمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، ومنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، عدا عن إعادة إعمار قطاع غزة، ووضع سياق واضح لترتيبات الأمن والحكم في الضفة وغزة معا، فيما سيمنح الاحتلال ضمانات بالحصول على الأمن، إضافة إلى تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الرئيس الفلسطيني محمود عباس السلطة الفلسطينية الضفة الغربية قطاع غزة الاحتلال الولايات المتحدة الأمريكية الحکومة الفلسطینیة استقالة الحکومة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تُهدّد بتكرار سيناريو رفح في غزة والوسطى بهذه الحالة

نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي تحذيرات شديدة اللهجة تجاه قطاع غزة ، في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، إن إسرائيل ستصعد عملياتها بشكل غير مسبوق إذا لم يحدث تقدم نحو صفقة، مضيفا: "إذا لم يكن هناك تحرك نحو اتفاق، فلن يكون لدينا خيار آخر، وسيتحول كل شيء في غزة إلى رماد".

وأضاف: "سنفعل في مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى ما فعلناه في رفح"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الواسعة التي شنها الجيش الإسرائيلي هناك خلال الأسابيع الماضية، والتي تسببت بدمار واسع وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية والد أسير بغزة: نتنياهو يدرك عدم وجود اتفاق أفضل من الحالي لوقف النار وزير الخارجية الإسرائيلي: أغلبية واسعة تؤيد خطة إطلاق سراح الأسرى صورة: جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لأحياء في خانيونس الأكثر قراءة إعادة فتح أبواب كنيسة القيامة في القدس بعد إغلاق دام لمدة 12 يوما "التعليم العالي" تعلن عن منح للدراسات العليا في المغرب مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى القدس: 623 منزلا ومنشأة هدمها الاحتلال منذ بدء العدوان على غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • سيناريو الحرب الثانية على إيران
  • الخارجية الفلسطينية تدين الدعوات الإسرائيلية التحريضية للضم وتفكيك السلطة
  • "فتح" تُعقّب على تصريحات وزير إسرائيلي عن تفكيك السلطة الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد بلديات بلجيكية قرارات تدعم حقوق الشعب الفلسطيني
  • تفاصيل استقالة كرم جبر وعمرو الشناوي من حزب الوعي
  • الزمالك يعلن قبول استقالة محمد عزت من تدريب فريق الكرة النسائية
  • أبو إياد.. منظّر الثورة الفلسطينية وضحية انشقاقاتها
  • وزير إسرائيلي يدعو إلى تفكيك السلطة الفلسطينية
  • إعلام عبري:عباس يوقّع وثيقة تتضمن تغييرات جذرية تشمل إلغاء رواتب الأسرى وإدخال تاريخ الاحتلال في المناهج الفلسطينية
  • إسرائيل تُهدّد بتكرار سيناريو رفح في غزة والوسطى بهذه الحالة