تعيش صناعة الطب تحولات ثورية بفضل تقدم التكنولوجيا، ومن بين أبرز هذه التطورات يبرز الذكاء الاصطناعي كمحرك للابتكار في مجالات تشخيص وعلاج الأمراض، بالإضافة إلى تطوير الأدوية. في هذا المقال، سنلقي نظرة على كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا هامًا في مستقبل الطب.

1. تشخيص دقيق باستخدام الذكاء الاصطناعي:

الذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل كميات ضخمة من البيانات الطبية بشكل فعّال ودقيق.

يُمكِّن تقنيات التعلم العميق من تحليل الصور الطبية والتشخيص بدقة، سواء في مجال الأشعة التشخيصية أو التصوير الطبي.

2. تحليل البيانات الجينية والجينوم:

في فحص الأمراض الوراثية، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الجينية بشكل سريع وفعّال، مما يمكن الأطباء من تحديد التوجه العلاجي الأمثل بناءً على المعلومات الجينية للمريض.

3. تطوير أدوية مستهدفة:

تقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات الكيميائية والفسيولوجية لفهم تأثير الأدوية المحتملة. يُسهم ذلك في تصميم أدوية مستهدفة تعالج الأمراض بشكل فعّال وتقلل من آثار الآثار الجانبية.

4. تسريع عمليات البحث والتطوير:

يُسهم الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات البحث والتطوير للأدوية الجديدة. من خلال تحليل البيانات السريرية والتجارب السابقة، يمكن تحديد الاتجاهات الواعدة وتقليل الفترة الزمنية المطلوبة لتطوير الأدوية.

5. تحسين الرعاية الصحية الشخصية:

يُمكِّن الذكاء الاصطناعي من تحليل سجلات المرضى والبيانات الشخصية لتوفير رعاية فردية وفعّالة. يتيح ذلك تعديل الخطط العلاجية بشكل دقيق بناءً على احتياجات كل مريض.

6. التنبؤ بالأمراض والوقاية:

يُستخدَم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية والتنبؤ بمخاطر الأمراض. يُمكِّن هذا من اتخاذ إجراءات وقائية وتعزيز ثقافة الوقاية في المجتمع.

7. الطب الشخصي والعلاج المخصص:

يعزز الذكاء الاصطناعي مفهوم الطب الشخصي، حيث يتيح تحليل البيانات الفردية تقديم علاجات مخصصة لاحتياجات كل فرد، مما يحسن فعالية العلاج.

8. تحسين أداء الروبوتات الجراحية:

تُستخدَم الروبوتات الجراحية المُجهَّزة بالذكاء الاصطناعي في إجراء عمليات دقيقة بشكل أفضل من الإنسان، مما يقلل من الآثار الجانبية ويسرع عمليات الشفاء.

يُعَدّ الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في مستقبل الطب، حيث يُحدِّث تحولًا نوعيًا في تشخيص وعلاج الأمراض وتطوير الأدوية. مع استمرار التقدم، يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر في تحسين جود

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: صناعة الطب التكنولوجيا الذکاء الاصطناعی تحلیل البیانات

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟

في خضم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز الأمن السيبراني كساحة معركة جديدة بين الدفاعات الذكية والهجمات المتطورة. فهل يكون الذكاء الاصطناعي حامياً أم مصدراً لخطر جديد؟.
شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني حول العالم.
وقد شمل ذلك مجالات مثل تحليل التهديدات، والتعرف على أنماط السلوك غير الطبيعي، والتعامل الآلي مع الحوادث الأمنية.
لكن في الجهة الأخرى، فإن نفس التقنيات باتت تُستخدم أيضاً من قبل جهات خبيثة لتطوير هجمات سيبرانية أكثر ذكاءً وخداعاً.
هذا التوازن الحساس بين الدفاع والهجوم يطرح تساؤلات جوهرية: من يسبق الآخر؟ وهل يمكن السيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يتفوق على البشر في ساحة المعركة الرقمية؟

الذكاء الاصطناعي.. درع رقمي
بحسب تقرير أصدرته شركة "Fortinet"، فإن أنظمة الأمن القائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين زمن الاستجابة للحوادث بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات السلوكية، مما يمكّنها من رصد التهديدات المحتملة في لحظاتها الأولى، حتى تلك التي لم تُسجل من قبل.
ويشير خبراء إلى أن هذه القدرات أساسية في التصدي للهجمات من نوع "Zero-Day"، والتي لا تتوافر لها قواعد بيانات معروفة.
كما تستخدم شركات كبرى، مثل "Microsoft" و"IBM"، منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الضخمة وتحليل المليارات من الأحداث الأمنية بشكل يومي.

الذكاء الاصطناعي.. أداة هجومية
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الدفاعي، فقد أظهرت تحقيقات تقنية أن جماعات سيبرانية بدأت في استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليدية لإنشاء رسائل بريد إلكتروني خادعة يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وفي مايو 2025، كشفت وكالة "رويترز" عن حادثة استخدمت فيها جهة خبيثة صوتاً مزيفاً لأحد كبار المسؤولين في إيطاليا لإقناع رجل أعمال بارز بتحويل مبلغ مالي كبير.
وقد استخدمت التقنية خوارزميات توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، وهي متاحة بشكل تجاري عبر الإنترنت.
كما تُستخدم تقنيات توليد النصوص آلياً لشن هجمات تصيّد ذكي، تستهدف الأفراد برسائل مصممة بعناية بعد تحليل بياناتهم عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية وقوعهم ضحية للهجوم.

سباق غير محسوم بين المدافعين والمهاجمين
وصف عدد من الباحثين في مجال الأمن السيبراني ما يجري بأنه سباق تسلّح رقمي، فكلما طوّر المدافعون تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، يسعى المهاجمون لاستغلال نفس التقنيات، بل ومحاكاتها في بعض الأحيان.
وأشار تقرير صادر عن شركة "Palo Alto Networks" في الربع الأول من العام 2025، إلى أن نسبة الهجمات التي تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أو تستغل ثغرات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد زادت بنسبة 37% خلال عام واحد فقط.
وتكمن الخطورة في أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها قد تصبح أهدافاً للهجمات، سواء من خلال التلاعب بنتائجها أو تدريبها على بيانات مغلوطة تُعرف بهجمات التسميم "Data Poisoning".

تحديات الخصوصية والحوكمة
من جانب آخر، تتزايد المخاوف حول الأثر المحتمل لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والشفافية.
وفي تقرير أصدرته شركة "KPMG"، أوصت فيه بوضع أطر تنظيمية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، وعلى رأسها الأمن السيبراني، وذلك لتفادي سوء الاستخدام أو التحيزات الخوارزمية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه هذه الأنظمة على مراقبة سلوك المستخدمين وتحليل البيانات بشكل دائم، يظل هناك جدل قانوني وأخلاقي حول مدى قانونية هذا التتبع، خاصة في ظل غياب تشريعات موحدة على المستوى الدولي.

حوكمة ذكية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي، وبينما يوفّر إمكانيات هائلة لتعزيز الحماية، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات معقدة تتطلب حلولاً مرنة وذكية.
التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في تطوير تقنيات أكثر ذكاءً، بل في ضمان استخدامها المسؤول والآمن.
ولهذا، يدعو خبراء إلى تعاون عالمي بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لوضع أُطر تنظيمية تواكب سرعة هذا التطور المتسارع، وتحمي المستخدمين من مخاطره غير المتوقعة.

أمجد الطاهر (أبوظبي)

أخبار ذات صلة "فاراداي فيوتشر" للمركبات الكهربائية تؤسس منشأتها الإقليمية الأولى في رأس الخيمة "ميتا" تبدأ تدريب الذكاء الاصطناعي في ألمانيا

مقالات مشابهة

  • في أول بحث أكاديمي من نوعه:مها الحكيمي تستشرف مستقبل الصحافة اليمنية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي واقـــع لا مفـــرّ منـــه
  • إيكونوميست: الذكاء الاصطناعي يُسرّع العمل ولن يقصي البشر
  • بالذكاء الاصطناعي.. تشخيص «الإكزيما»
  • الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
  • زيارة مفاجئة لنائب محافظ أسوان بمستشفى التكامل للأمراض النفسية والعقلية وعلاج الإدمان
  • جوجل تكشف عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مؤتمر Google I/O 2025
  • «جي 42» شريك الذكاء الاصطناعي لملتقى «فيفا تِك» في باريس
  • جي 42 شريك الذكاء الاصطناعي لملتقى فيفا تِك في باريس
  • تاج الدين: الجينوم الرياضي نقطة تحول في مستقبل الطب والرياضة برعاية الرئيس السيسي