مصدران: حزب سيوقف إطلاق النار بحال موافقة حماس على الهدنة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
سرايا - قال مصدران مقربان من جماعة حزب الله اللبنانية لرويترز يوم الثلاثاء إن الجماعة ستوقف إطلاق النار على إسرائيل إذا وافقت حليفتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على اقتراح لهدنة مع إسرائيل في غزة وما لم تواصل القوات الإسرائيلية قصف لبنان.
ويتبادل حزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ الثامن من أكتوبر تشرين الأول، أي غداة الهجوم الدامي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل وما ترتب عليه من رد إسرائيل المتواصل بالهجوم البري والجوي والبحري على قطاع غزة.
وأدت هدنة مؤقتة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر تشرين الثاني إلى السماح بتبادل إطلاق سراح رهائن وسجناء وتوقف الاشتباكات عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وتدرس حماس حاليا اقتراحا جديدا وافقت عليه إسرائيل خلال محادثات مع وسطاء في باريس الأسبوع الماضي من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بتعليق القتال لمدة 40 يوما، وهو ما سيكون أول وقف ممتد للحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.
وقال أحد المصدرين المقربين من حزب الله "في اللحظة التي تعلن فيها حماس موافقتها على الهدنة، وفي اللحظة التي يتم فيها إعلان الهدنة، فإن حزب الله سيلتزم بالهدنة وسيوقف عملياته في الجنوب فورا كما حدث في المرة السابقة".
لكن المصدرين قالا إنه إذا واصلت إسرائيل قصف لبنان فإن حزب الله لن يتردد في مواصلة القتال.
ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله حتى الآن على طلب للتعليق.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في وقت سابق من هذا الشهر إن هجمات جماعته على إسرائيل لن تنتهي إلا عندما ينتهي "العدوان" الإسرائيلي على غزة.
وحزب الله واحد من عدة جماعات متحالفة مع إيران في الشرق الأوسط دخلت المعركة منذ بدء حرب غزة وتشن حملات تقول إنها تهدف إلى دعم الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي في غزة.
وتهاجم حركة الحوثي المسلحة في اليمن السفن في البحر الأحمر، مما دفع الولايات المتحدة للرد بشن هجمات عليها. كما أطلقت جماعات عراقية مدعومة من إيران النار على القوات الأمريكية في قواعد في العراق وسوريا والأردن. وأدى هجوم بطائرة مسيرة في أواخر الشهر الماضي في شمال شرق الأردن إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، مما دفع الولايات المتحدة للرد بتوجيه ضربات جوية.
* لا محادثات قبل وقف إطلاق النار في غزة
أدت الغارات الجوية والصاروخية الإسرائيلية على لبنان إلى مقتل نحو 200 من مقاتلي حزب الله وقرابة 50 مدنيا. وتسببت الهجمات على إسرائيل انطلاقا من لبنان في مقتل 12 جنديا إسرائيليا وستة من المدنيين.
ونزح عشرات الآلاف من الناس على جانبي الحدود.
ويسعى مبعوثون أجانب إلى التوصل إلى حل دبلوماسي يضع نهاية للقتال، مما يعكس القلق إزاء استمرار التصعيد.
وقدمت فرنسا هذا الشهر اقتراحا مكتوبا إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية. وتضمن الاقتراح مفاوضات لتسوية خلاف حدودي بين لبنان وإسرائيل وتراجع قوات وحدة النخبة التابعة لحزب الله إلى مسافة تبعد 10 كيلومترات عن الحدود.
ويصر حزب الله، الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان، على أنه لن يناقش أي ترتيبات في جنوب لبنان لحين الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وقال المصدران لرويترز إن هذا الموقف لم يتغير.
وقال المصدر الأول إن حزب الله سبق أن قال إنه لن يتسنى إجراء محادثات مع الجماعة إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة، وهو متمسك بهذا الموقف.
وبينما اقتصرت غالبية الأعمال القتالية على المنطقة الحدودية، قصفت طائرات حربية إسرائيلية يوم الاثنين وادي البقاع في شرق لبنان في أكثر هجماتها عمقا داخل لبنان منذ اندلاع الصراع الحالي.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الأحد إلى أن إسرائيل تخطط لتصعيد هجماتها على حزب الله في حالة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وقال إن الهدف من ذلك هو ضمان انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية سواء من خلال اتفاق دبلوماسي أو بالقوة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: إطلاق النار فی غزة وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
الفرق بين الهدنة ووقف إطلاق النار والدعوة للتفاوض والشروط
مايو 12, 2025آخر تحديث: مايو 12, 2025
رامي الشاعر
“نحن ملتزمون بإجراء مفاوضات جادة مع أوكرانيا تهدف إلى القضاء على الأسباب الجذرية للصراع وإرساء سلام دائم طويل الأمد”.
جاء هذا التصريح القنبلة على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أول أمس السبت 10 مايو في اليوم التالي مباشرة للعرض العسكري المهيب والحدث الاستثنائي الممثل في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى التي أودت بحياة 27 مليون مواطن سوفيتي.
وقد دعا الرئيس الروسي كييف لاستئناف المفاوضات المباشرة لإنهاء الأزمة في أوكرانيا دون شروط مسبقة، واقترح عقدها الخميس المقبل 15 مايو بإسطنبول التركية.
ولم يستبعد الرئيس بوتين التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار خلال تلك المفاوضات، وقال: “ستكون هذه، وأكرر، الخطوة الأولى نحو سلام دائم طويل الأمد، لا مقدمة لاستمرار الصراع المسلح بعد إعادة التسلح وتجديد دماء القوات المسلحة الأوكرانية”.
وأكد الرئيس على أن مقترحه مطروح على الطاولة والقرار بيد السلطات الأوكرانية وقيميها الذين فيما يبدو “يسترشدون بطموحاتهم السياسية الشخصية لا مصالح شعوبهم، ويرغبون في مواصلة الحرب مع روسيا بيد القوميين المتطرفين الأوكرانيين”.
كان هذا هو الرد الفعلي لروسيا على المقترح الذي تقدمت به عدة أطراف وسيطة، لا أستبعد أن تكون جرت المحادثات بشأنها أيضا خلال لقاء الرئيس بوتين بزعماء كثر خلال مراسم الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر على النازية، والذين بلغ عددهم 29 قائدا وزعيما يمثلون أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، في إعلان ثان (بعد قمة بريكس في قازان) لانتصار روسيا المبين على ما يطلقون عليه في الغرب “عزلة روسيا”، وواقع الأمر هي عزلة مجموعة الدول الثمان الكبرى، وعزلة الغرب الجماعي، وعزلة الاتحاد الأوروبي و”الناتو” عن العالم والواقع على حد سواء.
إن ما يجري على الأرض وفقا للبيانات الواردة من عدة مصادر هو تقدم القوات الروسية على كافة المحاور واقترابها فعليا من إنجاز مهام العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، والتي نذكر بها هنا: نزع سلاح أوكرانيا، اجتثاث النازية، حماية الشعوب الروسية داخل أوكرانيا من الإبادة الجماعية التي يمارسها ضدهم النظام في كييف، وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف “الناتو” وحماية روسيا من التهديد العسكري للدول الغربية و”الناتو” المتمدد شرقا بلا هوادة منذ ثلاثة عقود.
وللتذكير أيضا، فالحدود بين روسيا وأوكرانيا والتي يجري على أراضيها القتال تبلغ نحو 2200 كيلومتر، ولا يمكن لروسيا أن تقبل هدنة طويلة لمدة 30 يوما، اقترحها فيما يبدو سياسيون لا خبرة عسكرية لديهم ولا للعواقب التي يمكن أن تسفر عنها مثل هذه الهدنة.
فتوقف القوات المسلحة الروسية عن تنفيذ المهام الموكلة إليها، سيشلّها ويلحق الضرر بمعنويات القوات، إضافة إلى التكاليف المادية الضخمة جدا لعملية وقف تقدم القوات التي تتقدم بنجاح منقطع النظير خلال ثلاث سنوات، وتشرف على انتهاء المهمة. وذلك، بالطبع، سيعطي المجال للطرف الآخر لترتيب أوضاعه وتعويض خسائره من الذخيرة والسلاح وحشد مزيد من علف المدافع ممثلا في أبناء الشعب الأوكراني الشقيق، الواقع تحت تأثير النظام النازي في كييف.
وعندما ترفض روسيا هدنة كهذه وتقترح بدلا منها التفاوض “بدون أي شروط مسبقة”، فإنها تعني ببساطة أنها ترغب في التوصل إلى اتفاق مع كييف على الانسحاب من كافة الأراضي التي استعادتها روسيا، والتي يقطنها أغلبية روسية كاسحة، صوتت في استفتاءات شرعية على الانضمام إلى روسيا وربط مصيرها بمصير الوطن الأم بعدما استحال التعايش مع النظام الأوكراني المتطرف الذي قام بعمليتين عسكريتين في الفترة من 2014-2022 ضد سكانه العزل في دونباس.
ودعوة روسيا للتفاوض مع نظام كييف يوم الخميس المقبل هي بالدرجة الأولى تجاوب مع جهود الوسطاء من زعماء بلدان عديدة لإنهاء الأزمة الأوكرانية ووقف مزيد من سفك الدماء بين أبناء الشعب الأوكراني، ممن يتم إجبارهم على التجنيد والزج بهم إلى معارك ضد أهلهم في روسيا لا نتيجة لها سوى الخسارة دون أي أمل فيما يسميه قادة الغرب “هزيمة روسيا استراتيجيا على أرض المعركة”.
فلا شيء سيعيق تقدم القوات الروسية اليوم، الذي يعطي روسيا لا أوكرانيا الحق في أن تقترح وتشترط، لا سيما بعدما انتهك النظام في كييف خلال الأسبوع الماضي نظام وقف إطلاق النار الذي اقترحه الرئيس بوتين خلال عيد النصر، وزج بمئات الطائرات المسيرة يوميا دون طائل، من أجل إفساد الاحتفال في الساحة الحمراء، والذي شاهده الملايين حول العالم، لا استعراضا للقوة، وإنما تذكارا لما مرت به البشرية من حرب ضروس راح ضحيتها ملايين البشر فداء لفكرة فاشية نازية مجنونة يعاود نظام كييف ومن ورائه قيموه في الغرب إعادة إنتاجها وتدويرها.
ولن أتعرض اليوم لدور بعض دول “الناتو” في الأزمة الأوكرانية ضد روسيا، وقد كتبت في ذلك عددا من المقالات، ولنرى ما سيقدم عليه قادة وزعماء الغرب من تقرير مصيرهم ومصير شعوبهم. أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت. فروسيا لا تهزم، ولا يمكن فرض أو إملاء أي شروط بأي عقوبات اقتصادية مهما كانت قسوتها أو استدامتها.
وقد رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مقترحات روسيا بأن على أوكرانيا “الموافقة فورا” على دعوة الرئيس فلاديمير بوتين، وتابع أنه إذا لم توافق أوكرانيا فسيعرف القادة الأوروبيون والولايات المتحدة المواقف التي تتخذها الأطراف وسيتصرفون وفقا لذلك.
يظهر الكرملين اليوم إرادة سياسية صلبة وواضحة وتوجها حقيقيا نحو السلام، كفرصة جديدة لتفاوض جاد وواقعي امتدادا للمفاوضات التي أفشلها رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون بتوجهه إلى كييف، بأوامر من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، أبريل 2022، وإقناعه فلاديمير زيلينسكي بالقتال بينما “سيقف الغرب إلى جانبه مهما تطلب الأمر من وقت وسلاح وأموال”. وقد رأينا النتيجة على مدار السنوات الثلاثة الماضية.
أعتقد أن روسيا قادرة على حسم القضية الأوكرانية في ساحة المعركة، إلا أنها تفضل الدبلوماسية والسياسة كفرصة ذهبية أخيرة للإبقاء على الدولة الأوكرانية فيما تبقى من حدود واضحة المعالم على الأرض (بدون جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون وبالطبع شبه جزيرة القرم وهي الأراضي التاريخية التي استعادتها روسيا بعد أن تعنت النظام الأوكراني في منحها حكما ذاتيا وماطل وسوف في اتفاقيات مينسك). ولا أعتقد أن أحدا يذكر اليوم ما كان يهذي به زيلينسكي بشأن “حدود عام 1991″، أو “صيغة زيلينسكي للسلام”. فاليوم الحديث الجاد والواقعي هو “صيغة بوتين للسلام” التي تحافظ على الشعب الأوكراني وعلى الدولة الأوكرانية.
وبصرف النظر عن خروقاته وحماقاته التي أتصور أنها تنتمي إلى مهنته السابقة كممثل كوميدي، والتي يندرج تحتها تصريحه بأنه سينتظر بوتين يوم الخميس في تركيا، ويأمل “ألا يبحث الروس هذه المرة عن أعذار تمنعهم عن ذلك”، أعتقد أن قيادات أوروبا وقيمي زيلينسكي والنظام في كييف لا يستطيعون تحمل تداعيات رفض أوكرانيا للحوار الذي ينتظره العالم بأسره، ونأمل أن يسفر عن نتائج حقيقية من أجل السلام.