بوابة الوفد:
2025-05-23@04:33:03 GMT

لا تنسيق مع القاهرة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

حسنًا فعلت مصر عندما نفت وبشكل واضح الأكاذيب التى رددتها إسرائيل حول التنسيق مع القاهرة بشأن العمليات فى رفح ومحور فيلادلفيا. ولا حاجة لنا إلى التأكيد على أن مصر تبقى متنبهة إلى الفخاخ التى تحاول تل أبيب زرعها فى طريق مساعيها لتسويق مواقفها المرفوضة بشأن حربها على غزة.
غير أن المشكلة أن إسرائيل لا تمل من مساعيها تلك، وفى هذا الصدد يبدو ملفتًا ومثيًرا للدهشة ما نشرته وسائل اعلام إسرائيلية عن مباحثات خاصة اجراها قادة إسرائيليون فى مصر بحثوا خلالها التنسيق مع القاهرة قبل شن أى عملية عسكرية فى رفح، وأن هؤلاء المسئولين حملوا رسالة مفادها أنه لن تتم مفاجأة مصر فى رفح.


بهذا الشكل يبدو أن إسرائيل تحاول أن تروج لما قد يوحى بأن عملية رفح تتم بموافقة مصرية، ليس ذلك فقط بل بتنسيق معها، وإذا وضعنا فى الاعتبار موقف ممثل إسرائيل امام محكمة العدل الدولية حين راح يلوح إلى أن مصر هى التى تمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة أمكن لنا أن نستوعب حجم المكيدة والدهاء الإسرائيليين فى محاولة تقديم صورة زائفة عن موقف مصر إزاء ما يجرى فى غزة.
إن موقف مصر واضح سواء مما يحدث فى غزة بعد طوفان الاقصى أو من مساعى إسرائيل لهضم حقوق الفلسطينيين، وتعتبر فى منظور الكثيرين أكبر داعم لتلك الحقوق. صحيح أن هناك مقتضيات وظروفًا قللت من حجم وقوة الوقفة المصرية، لا مجال للتفصيل فيها، وهو الأمر الذى أتاح للبعض الغمز فى موقف القاهرة، إلا أن الأمر لا يمكن بل يستحيل أن يصل لحد قبول القاهرة التنسيق مع إسرائيل بشأن عملياتها فى رفح، لاعتبارات تتعلق أولا بالأمن القومى المصرى كما أشرنا فى مقال سابق، واعتبارات تتعلق بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية وهو الأمر الذى بدا واضحًا فى المذكرة التى تقدمت بها مصر أمام محكمة العدل الدولية والمرافعة الشفهية التى قامت بها يوم 21 فبراير الماضى.
ما أتصوره أن القاهرة ستظل على موقفها الصلب والقوى بشأن عدم تجاوز إسرائيل لبنود اتفاقيات السلام وهو ما يعنى ضرورة الإبقاء على وضع محور فيلادلفيا على ما هو عليه، وعدم حدوث أى عمليات تهجير قسرى للفلسطينيين سواء إلى سيناء أو غير سيناء، وإن كان الأمر يتطلب، رغم أنه تنويه قد يبدو تحصيل حاصل، الحذر من سوء النوايا الإسرائيلية التى تهدف إلى الالتفاف على المواقف المصرية ومحاولة تشويهها أو الإساءة إليها.
واذا كان نتنياهو يصر على مواصلة حربه العبثية التى يؤكد خبراء ومسئولون إسرائيليون سابقون أنها لم ولن تحقق أهدافها كاملة، فيلتحمل وحده نتائج مغامرته دون محاولة إشراك مصر أو الإساءة إليها فى مسعاه ذاك، ذلك أن شهر رمضان على الأبواب وهو ما يمثل قيدًا زمنيًا على العمليات العسكرية فى غزة، وفى ذلك يأتى تأكيد مصر على أن العمل العمل العسكرى الإسرائيلى فى رفح خلال شهر رمضان سيخلق أزمة لن تؤثر على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأكملها التى هى على حافة بركان، ولعله من هنا تتسارع مساعى الإدارة الأمريكية لوقف لإطلاق النار واستباقها تأكيد موافقة إسرائيل على أمل استئناف تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب بعد ذلك.
ورغم أن الظروف غير مواتية، حيث يواجه الفلسطينيون عدوًا يفتقد أبسط مقومات الإنسانية، فيما يفتقدون دعما عربيا يمكن أن يغير مسار المعارك، إلا أن إيماننا يبقى قويا بأن مصر لن تتخلى عن دعم الفلسطينيين، ما يعزز الأمل بفشل المخططات الإسرائيلية لوأد القضية الفلسطينية.

[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبدالرازق تأملات مصر تل أبيب إسرائيل فى رفح

إقرأ أيضاً:

بسبب حرب غزة.. بريطانيا تعلن عن إجراءات ضد إسرائيل تعد الاولى في تاريخها

 

استدعت الحكومة البريطانية السفيرة الإسرائيلية لديها على خلفية إعلان جيش العدو الإسرائيلي توسيع العملية العسكرية في غزة، فيما أعلنت الخارجية البريطانية فرض عقوبات على دولة الاحتلال.

وفي ذات السياق، شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، على أن حكومته لا يمكن أن تقف «مكتوفة الأيدي في وجه التدهور الحاصل» في قطاع غزة، مشيراً بذلك إلى «تعليق المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق التجارة الحرة معها»، كما أعلن فرض «عقوبات على إسرائيل لبعث رسالة بضرورة إدخال المساعدات لغزة».

وتابع لامي لهجته التصعيدية مستنكراً الحرب المستمرة على غزة، مؤكداً أن بلاده «ستتخذ خطوات أخرى إذا واصلت إسرائيل نهجها»، وخاطب نتنياهو قائلاً: «إنه الحصار الآن وأدخل المساعدات».

واعتبر أن «توسيع إسرائيل العملية العسكرية لا يمكن تبريره أخلاقيا وهذه ليست طريقة لإعادة الرهائن»، لافتاً إلى أن «كل الرهائن تقريبا في غزة أفرج عنهم عبر المفاوضات وليس بالقوة، وخطة إسرائيل لن تقصي حماس ولن تجلب الأمن»، داعياّ إلى «حل الدولتين» لتحقيق «سلام عادل ودائم».

وأضاف: «رغم جهودنا المستمرة فإن الأفعال الفظيعة للحكومة الإسرائيلية وخطابها مستمران، الحكومة الإسرائيلية تعزل إسرائيل عن أصدقائها وشركائها وتقوض مصالح الشعب الإسرائيلي».

وتعليقاً على خطاب سموتريتش بشأن تطهير قطاع غزة من لافلسطينيين قال لامي إن «ما يقوله سموتريتش عن تطهير غزة تطرف خطير ووحشي وندينه بأشد العبارات».

كما أضاف لامي :”نريد وقف إطلاق النار في غزة والعودة إلى الدبلوماسية وسنفعل كل ما في وسعنا لإنهاء الحرب في القطاع.”

وأفادت وكالة «رويترز» بأن الحكومة البريطانية استدعت السفيرة الإسرائيلية بشأن توسيع العمليات العسكرية في غزة.

وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تدمير أو تضرر 92% من منازل غزة، في وقت تواجه فيه العائلات “دمارا لا يصدق” جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأكدت الوكالة أن عددا لا يحصى من أهالي القطاع نزحوا عدة مرات في ظروف نقص في المأوى.

وحسب أحدث بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في الثامن من مايو/أيار الجاري، فإن 38 مستشفى و81 مركزا صحيا و164 مؤسسة صحية تعرضت للتدمير أو الحرق أو الإخراج عن الخدمة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية

 

مقالات مشابهة

  • تراجع 9 درجات.. تنويه من الأرصاد بشأن حالة الطقس الأيام المقبلة
  • بيان مهم من محافظة القاهرة بشأن تأثير زلزال كريت
  • سفير أوكرانيا بالقاهرة: اتفاق لتبادل الأسرى مع روسيا.. ولا تقدم بشأن الهدنة
  • قرار عاجل بشأن المتهمين بقتل صاحب مقهى بكرداسة
  • أستراليا تنضم إلى دعوة إسرائيل للسماح بدخول المساعدات إلى غزة
  • ضغوط دولية غير مسبوقة على إسرائيل بشأن غزة
  • بريطانيا تعلن تعليق المفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاق التجارة الحرة معها
  • النفط يقفز بعد تقارير عن استعداد إسرائيل لضرب إيران
  • بسبب حرب غزة.. بريطانيا تعلن عن إجراءات ضد إسرائيل تعد الاولى في تاريخها
  • تفاصيل تقرير مجلس الشيوخ بشأن تعديل بعض مواد قانون التحكيم المصري