أنهى اتحاد خبراء الضرائب العرب، مؤتمره الدولي الأول «مستقبل النظم الضريبية العربية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي»، الذي انعقد بالقاهرة، اليوم السبت، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومجلس الوحدة الاقتصادية وبحضور الدكتور محمد معيط، وزير المالية، مشاركًا ونائبًا عن رئيس الوزراء.

وشارك في المؤتمر عدد كبير من خبراء الضرائب في الوطن العربي والعالم، منهم السفير محمدى أحمد الني الأمين العام لمجلس الوحدة الإقتصادية العربية، والسفير مهند عبد الكريم العلكوك، رئيس الدورة الحالية لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية والمندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، والدكتور تيتسويا كوجى رئيس قسم التطوير الضريبي بهيئة التعاون الدولى اليابانية-الجايكا.

وانتهى المؤتمر بالتوصيات عبر البيان الختامي الذي اعلنه استاذ دكتور عبيد حجازي استاذ الاقتصاد والمالية العامة جاء نصه كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

معالى الأستاذ الدكتور محمد معيط وزير المالية وممثل دولة رئيس مجلس الوزراء، معالى الأستاذ الدكتور المهندس مصطفى مدبولي لحضور هذا المؤتمر العلمي.

السادة العلماء

ضيوفنا الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تشير وقائع التاريخ الى أنه منذ عام 1825 وحتى الآن تجتاح العالم اعاصير الأزمات المالية والاقتصادية.

ويرى البعض أن هذه الأزمات قد أحدثت آثاراً مدمرة فى الاقتصاد الرأسمالي تفوق تلك الآثار التي أحدثتها الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وفياضانات.

كما تشير وقائع التاريخ الى أن التحولات الاقتصادية ذات الطابع الزلزالى تلقي بظلالها على الجميع دون استثناء، سواء أكان هذا التحول ناتجاً عن ظاهرة طبيعية أو تحولاً سياسياً أو تقدماً علميا ( كالذكاء الاصطناعي) ولا ندرى مدى نتائجه الإيجابية أو السلبية على البشرية، ومما يزيد من حدة هذه التحولات وجود ظاهرة الكوكبة globalization.

ويرى العالم الفرنسي ليسكور فى تعقيب له على أزمة الكساد الأعظم سنة 1929 أنه اذا كانت هناك خمس نظريات لتفسير وقوع هذه الأزمات إلا أن احداً لم يقل لنا كيف نتفادى وقوعها، وكأنها أصبحت قدراً مقدوراً على الأمم والشعوب.

وها نحن مقدمون على ثورة الذكاء الاصطناعي التى تنذر بشائرها بإجتياح لكافة مجالات الحياة وعلى رأسها النظم الضريبية التى تحتل دوراً مفصلياً فى الاقتصاد العالمي حيث لم يتحدد بعد مدى آثارها الإيجابية والسلبية.

ومن هنا حاء مؤتمرنا العلمي هذا حتى نجد من بين علمائنا ومفكرينا من يوضح لنا ما هي الآثار المتوقعة على مستقبل النظم الضريبية العربية، تشخيصاً وعلاجاً من خلال أربع جلسات، عرضنا فيها لخمسة عشر بحثاً تحت عناوين:

• المعاملة الضريبية للبديل الآلى للانسان.

• تأثر الذكاء الاصطناعى على التشريعات الضريبية.

• ثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها على التشريعات الضريبية.

• أثر الذكاء الاصطناعى على تطور النظم الضريبية.

• الضرائب فى ظل انظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

• عرض مشروع خاص للضرائب العقارية الالكترونية.

• دور الذكاء الاصطناعي فى تطوير الادارة الضريبية.

• الاعلان الضريبي فى ظل الرقمنة وتطبيقاته فى بعض تشريعات الدول العربية.

• عرض لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

• ابتكارات التكنلوجيا المالية والتعامل مع المنظومة الضريبية الالكترونية.

• واقع النظم الضريبية العربية وقدرتها على التكيف مع ثورة الذكاء الاصطناعي.

• الانعكاسات المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي على النظم الضريبة.

• الذكاء الاصطناعي والضرائب بين الواقع والمأمول.

• دور الذكاء الاصطناعي فى الحد من استراتيجيات التخطيط الضريبي التعسفى للشركات متعدية الجنسية.

• دور الضرائب فى التنمية المستدامة.

- أيها السادة العلماء:

لقد كان لى شرف دعوتكم لحضور هذا المؤتمر العلمى الأول لاتحاد خبراء الضرائب العرب، فلبيتم مشكورين الدعوة، وتجشمتم مشقة السفر، وشاركتم بعلمكم وافكاركم وأبحاثكم ومداخلاتكم وتعقيباتكم، على مدى (6) جلسات استغرقت ساعات النهار وقطع من الليل، وها نحن نجني ثمار جهدكم بنجاح المؤتمر، والخلوص الى عدد من التوصيات التى هي خير هادِ لصانع القرار على كافة المستويات لعل من أبرزها:

1- اذا كان مؤيدوا فرض الضريبة على الروبوت كما لو كان هو الانسان، فإنه ليس من الملائم فرض ضريبة دخل على الروبوت والاكتفاء بفرض ضريبة اضافية على المنشآت التى تستخدم الربوتات فى نشاطها وأن تخصص حصيلة هذه الضريبة لتمويل صندوق اعانات البطالة وإعادة تأهيل العاملين.

2- وضع اطار شامل للادارة الضريبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويشمل ذلك تحديد نطاق واهداف تنفيذ التكنولوجيا، ووضع بروتوكولات لجمع البيانات واستخدامها، وتحديد أصحاب المصلحة والادوار ذات الصلة، ووضع تدابير لرصد وتقييم تأثير التكنولوجيا على الإمتثال الضريبي.

3- وضع خطوط واضخة للمساءلة لأى انظمة ضريبية قائمة على الذكاء الاصطناعى مع ضمان أن المسئولين عن تطوير ونشر هذه الانظمة مسئولون عن افعالهم والقرارات التى يتخدها الروبوت.

4- من الضروري استخدام الذكاء الاصطناعي كتقنية مساعدة لزيادة عملية التدقيق، وعلى القدر نفسه من الاهمية ان تقوم الاجهزة العليا للرقابة بتنمية القوى العاملة الماهرة لتسخير تقنية الذكاء الاصطناعي.

5- تطوير اطار تنظيمي للذكاء الاصطناعى يتطلب استخدامه فى النظم العربية الضريبية اطاراً تنظيمياً يحدد كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل قانوني واخلاقي.

6- العمل على تعريب برامج الذكاء الاصطناعي للاستفادة القصوى منها فى مجتمعنا العربي، ومحاولة الاسنفادة من تجارب الدول الرائدة فى مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي عموماً.

7- ضرورة العمل على انشاء وحدة لمصلحة الضرائب تختص بالذكاء الاصطناعى عامة والتوليدي خاصة للعمل على آلية دمج واستخدام الذكاء الاصطناعي بالانظمة الضريبية.

8- وضع اطار شامل للادارة الضريية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ويشمل ذلك تحديد نطاق واهداف تنفيذ التكنولوجيا ووضع برتوكولات لجمع البيانات واستخدامها وتحديد اصحاب المصلحة والاداور ذات الصلة ووضع تدابير لرصد وتقييم تأثير التكنولوجيا على الامتثال الضريبي.

9- ينبغي على المؤسسات الاستناد الى تطبيقات ونظم الذكاء الاصطناعي ومتابعة التحديثات اللاحقة به بشكل مستمر، وذلك لتجاوز العديد من التحديات التى تواجه تلك المؤسسات.

10- اعادة تقييم الدور الانسانى والوظائف التى يمكن للبشر اداءها بفاعلية اكبر من الآلات مع التركيز على تعزيز المهارات الابداعية والتحليلية.

11- اعادة النظر فى النظم الضريبية، فقد تحتاج الحكومات الى تحديث النظم الضريبية لتعكس التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الأتمتة، مع النظر فى امكانية فرض ضرائب على استخدام الذكاء الاصطناعي.

12- تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والأتمتة وتبادل الخبرات.

13- النظر فى اعطاء الوسائل الالكترونية للاعلان الضريبي حجية قانونية فى الاثبات فى حال وجود اتفاق او قانون يجيز ذلك، ويمكن الأخذ بها كقرينة قضائية فى حال عدم وجود نص.

14- اجاز المشرع الاعلان الضريبي بالوسائل الالكترونية ومن ثم يتعين عليه أى يتدخل بنص صريح ينظم كيفية استخدام هذه الوسائل فى الاعلان الضريبي ويحدد حجيتها القانونية لا سيما ونحن فى عصر التقدم التكنولوجي.

وختاماً:

أيها السادة العلماء:

لا أدرى كيف أشكركم، فعبارات الثناء تقصر عن الوفاء بحقكم، ومن ثم فلا أجد اصدق من قول سيدنا على إين أبى طالب (كرم الله وجهه) فى حق العلماء:

ما الفضل إلا لأهل العلم إنهــــمو على الهدى لمن استهدى أدلاء

وفضل كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعــــــــــداء

ففز بعلم تعش حياً به أبـــــــــــــدا الناس موتى وأهل العم أحـــــــــياء

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ثورة الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعى النظم الضریبیة خبراء الضرائب

إقرأ أيضاً:

بانكوك تستضيف مؤتمرا دوليا لتعزيز مكانة اللغة العربية

تستعد الكلية الإسلامية العالمية بجامعة كروك في بانكوك، عاصمة تايلند، لتنظيم المؤتمر العلمي الدولي الثالث تحت عنوان "اللغة العربية المعاصرة: معرفة، آفاق، وتحديات". ومن المقرر أن تعقد هذه الفعالية الأكاديمية البارزة الخميس، التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2025، في القاعة الدولية للمؤتمرات بالجامعة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم.

ويهدف المؤتمر إلى أن يكون منصة حيوية لتعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات حول واقع اللغة العربية في السياقات المعاصرة، واستكشاف آفاق النهوض بها في ظل التحولات الثقافية والتكنولوجية، إضافة إلى مواجهة التحديات التي تعترض تعليمها وانتشارها على المستوى العالمي.

أهداف شاملة

وفقا للدعوة الصادرة عن عميد الكلية الإسلامية العالمية، الأستاذ الدكتور جران مالوليم، يأتي تنظيم المؤتمر في إطار "السعي الدؤوب للارتقاء بالمستوى الأكاديمي والبحثي، وتعزيز التعاون العلمي بين الجامعات والمؤسسات البحثية". ويتيح المؤتمر للباحثين تقديم أوراقهم باللغتين العربية أو الإنجليزية، مع إمكانية نشر الأبحاث المقبولة في مجلات علمية محكمة، بعضها مفهرس ضمن قواعد بيانات "Scopus" الدولية، مما يضيف قيمة أكاديمية مهمة للمشاركات.

وتتركز أعمال المؤتمر حول 5 محاور رئيسية، تعكس إدراك المنظمين لارتباط اللغة العربية بشتى مناحي الحياة المعاصرة:

اللغة والدين والثقافة: دراسة التفاعل بين اللغة العربية والهوية الدينية والثقافية. إدارة الأعمال وشؤون الحلال: مناقشة دور العربية في مجالات الاقتصاد وصناعة المنتجات والخدمات الحلال. التعليم والقانون والتاريخ: بحث واقع تعليم اللغة العربية وتشريعاتها وتراثها التاريخي. السياسة والمجتمع والمشاركة: تناول حضور اللغة العربية في الخطاب السياسي والمجتمعي. الشؤون الخارجية: استعراض مكانة العربية في العلاقات الدولية والدبلوماسية والتواصل الحضاري. إعلان

ووضعت اللجنة المنظمة جدولا زمنيا واضحا لضمان سلاسة عملية المشاركة وتقييم الأبحاث، إذ حدد العاشر من أغسطس/آب 2025 موعدا نهائيا لتقديم الملخصات، على أن يتم إخطار أصحاب الملخصات المقبولة في الفترة ما بين 10 و25 أغسطس/آب. تليها فترة تقديم الأبحاث الكاملة وسداد الرسوم من 25 أغسطس/آب إلى العاشر من سبتمبر/أيلول، ثم مرحلة التحكيم والتعديلات النهائية التي تمتد حتى 25 سبتمبر/أيلول 2025.

جهود إقليمية ودولية

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في سياق تنام ملحوظ للجهود الإقليمية والدولية لدعم اللغة العربية في منطقة جنوب شرق آسيا. فقد شهدت تايلند في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إطلاق برنامج "شهر اللغة العربية"، بمبادرة من مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية وبالتعاون مع جامعة كروك ومؤسسات تايلندية أخرى، بهدف تطوير مناهج تعليم العربية وتعزيز كفاءة المعلمين.

كما تعمل الكلية الإسلامية العالمية ببانكوك، من خلال مركز "بانكوك للغة العربية" (BALC) وبالشراكة مع مؤسسات رائدة كجامعة الأزهر في مصر وجهات سعودية، على أن تكون حاضنة للمبادرات اللغوية والثقافية. ويعكس تنظيم المؤتمر بالتعاون مع "رابطة الجامعات الإسلامية الآسيوية" (AIUA) وغيرها من الجهات الأكاديمية، كما يظهر على الملصق الرسمي، البعد الدولي الواسع للفعالية.

وتعد هذه النسخة هي الثالثة في سلسلة مؤتمرات علمية تنظمها الكلية، إذ ركزت النسخة السابقة (عام 2024) على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، كما استضافت الكلية في مطلع عام 2025 مؤتمرا ثقافيا بالتعاون مع جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، وهذا يؤكد على مكانتها كمركز حيوي لتعزيز التفاهم الثقافي واللغوي بين العالم العربي وجنوب شرق آسيا.

 

مقالات مشابهة

  • دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • قطر تشارك في حفل افتتاح المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي بالصين
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفي
  • الحديدة تكريم المكلفين المبادرين بتقديم إقراراتهم الضريبية في موعدها القانوني
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • بانكوك تستضيف مؤتمرا دوليا لتعزيز مكانة اللغة العربية
  • الذكاء الاصطناعي يساعد على توقع الخصائص الكيميائية
  • أهم ما يميز أداة الذكاء الاصطناعي نوت بوك إل إم من غوغل
  • جمعية الخبراء تطالب بإعفاء دور السينما والمسارح من ضريبة الملاهي