(إلا المؤتمر الوطني) العبارة المثيرة لجنون الكيزان وقادت للحرب وتمنع السلام
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
(إلا المؤتمر الوطني)
هذه العبارة تثير جنون الكيزان وتدفعهم إلى ما يتجاوز تنظيم الحملات على الأسافير ضد القوى المدنية التي أطاحت بحكمهم ومحقت جبروت سلطتهم بقيادتها لجماهير ديسمبر المجيدة .. وسعت إلى مساواتهم مع غيرهم من القوى السياسية بفصل التؤأمة السيامية الممسوخة بين تنظيمهم الحزبي والحكومة وجهاز الدولة مما محى الفوارق والتمايزات التركيبة والوظيفية الضرورية لحيوية هذه الأجهزة.
وعُرف ذلك المسعى بإزالة التمكين وهو ضرورة ملحة ليتثنى للدولة أجهزتها ومؤسساتها أن تقف على مسافة واحدة من كل مواطنيها إحقاقاً للعدل والمساواة أمام القانون.
وكان يُعتقد أن الهاشتقات والحملات الإعلامية الاسفيرية المنظمة ومسيرات الزحف الأخضر هي وسائل مشروعة ديمقراطياً وهي وسيلة تعبير تسمح لهم بإبداء آرائهم وطرح وجهات نظرهم في القضايا الوطنية بما يمنحهم الطمأنينة بإمكانية عودتهم إلى الساحة العامة متى ما استوفوا شروط هذه العودة وذلك بعدم حرمانهم من التعبير والتجمهر والتظاهر وهي وسائل مدنية سلمية قد تمنعهم وتعصمنا عن عنفهم عبر الطرق الرهيبة والمأساوية التي خاضوها بنا مثل الانقلابات والحروب وحتى الإرهاب والعمليات التخريبية.
ولكن ما وضح بكل أسف أن هذه الأفعال والأقوال حلقات في سلسلة متصلة متحدة بداية من الهاشتاقات الاسفيرية مروراً بمسيرات الزحف الأخضر إلى انقلاب 25 أكتوبر إلى حرب 15 أبريل نظمها وقام بها جماعة الوطني وسيعيدون تكرارها ضد الشعوب السودانية لو لم يتم تجريدهم من أدوات الهيمنة الإجرامية التي اعتادوا بها السيطرة علينا خلال فترة حكم الإنقاذ والمؤسف أيضاً أنهم قد أدمجوا أنفسهم عميقاً في مكونات الدولة وحقنوا وجودهم كالسم الزعاف في نسيج كثيراً من المجتمعات السودانية وقد فعلوا ذلك من بداية حكمهم عندما جعل الراحل الترابي عراب الحركة الإسلامية أنجب تلاميذه وأشدهم خبثاً علي عثمان على وزارة الشؤون الاجتماعية بغرض اعادة هندسة المجتمع والإنسان السوداني بشكل جديد يمسح عن وجدانه أي بذرة للتسامح مع التنوع والاختلاف وصبه في قالب شديد الدوغمائية من التصورات القاصرة للحياة والناس بزعم أنها الدين حسب ما يرون وهذا هو دأب النظم الشمولية التي تتخذ من الأيدولوجيا والأفكار والتصورات الأحادية قفصاً من حديد الأنظمة التعسفية القمعية تحبسهم فيه وتتحكم في مصائرهم ومستقبلهم عبره.
وهذا النهج القمعي الديكتاتوري في الحكم وتغلغل الإنقاذ في عمق النسيج الاجتماعي السوداني هو ما سهل عمليات الثورة المضادة التي بدأت إعلامياً ثم حراكاً عبر المسيرات إلى الانقلاب الذي قاد إلى الحرب الحالية التي حطمت الدولة ولم تسلم منها المجتمعات الآمنة في كل السودان.. وأصبحت تحسب عند المجتمع الدولي والإقليمي كآثار جانبية (collateral damage) للحرب كحادثة فرضها الإسلاميون على واقعنا ومحاولة للتصدي لرفضهم فك الارتباط غير الطبيعي والمؤذي بينهم والجهاز البيروقراطي المدني والأمني والعسكري للدولة.
ولكسر اختراقهم المجتمعات السودانية عبر تسيس الإدارات الأهلية والطرق الصوفية وخلق الأحزاب والاجسام السياسية الهلامية فيما أشتهر بالتوالي والمؤسسات الإعلامية التقليدية التي كانت تسبح بحمد التنظيم قديماً مما مهد لسيطرتهم على الميديا الحديثة أثناء الحرب الحالية بالاستفادة من قدراتهم القديمة وكوادرهم التي زرعت وسط اعلام ديسمبر (والبعشوم الأنصرافي نموذجاً لها) فضلاً عن خلق واستيعاب المليشيات المسلحة (من الدفاع الشعبي مروراً بجماعة الموز وانتهاءا بمني وجبريل وشيبة ضرار وكافي طيارة وتوماس والبراء بن مالك إضافة للدعم السريع نفسه) كقوات عسكرية موازية للقوات المسلحة والتي نجحت الإنقاذ في تسيسها هي الأخرى وحتى المناهج الدراسية والمؤسسات التعليمية..التي تزيف الوعي وتغيب الإدراك والحس النقدي الذي يحلل الواقع سعياً وراء تقويمه وتغييره.. وتركز على الحفظ والتلقين والترديد والتكرار كعمليات تعلمية دنيا تقتل الملكات وتقضي على الإبداع وإمكانيات التمايز والتميز والاختلاف.
وعليه عبارة إلا المؤتمر الوطني تهدف إلى إزالة أكبر العقبات أمام التحول المدني الديمقراطي والتأسيس الجديد الدولة السودانية وإلى تصحيح الأخطاء التاريخية في بنيتها والتي قادتها إلى الارتباك في أداء وظيفتها وتعثر في علاقتها بالمجتمعات السودانية المتنوعة المتعددة وذلك بفك ارتباط الجماعة الإسلامية العروبية بهذه الدولة واحتكارها بغير وجه حق لجهازها ممثلاً في حكم الإنقاذ قمة مدها وذروة سنامها..وخلاصة تجليات فشلها وعقم نهجها في إدارة التنوع والاحتفاء بالتعددية اجتماعياً والقضاء على التميز وروح التفرد والحرية الإنسانية.
وهي عبارة تختزل في جوفها كثيراً من المعاني والتعقيدات الكامنة خلف النزاع المسلح الحالي واستمراره والعجز المستفحل عن التحكم فيه والسيطرة على تمدده.
أضف إلى ذلك البعد الخارجي للأزمة إذ يرى كثيراً من اللاعبين المؤثرين فيه دولياً وإقليمياً أن وجود جماعة المؤتمر الوطني في الحكم وأجهزة السلطة يعد تهديداً لأمنهم ومصالحهم لعلاقة الحزب المهيمن على النظام بمجموعات سياسية وجماعات إرهابية وأنظمة حكم متطرفة..في المنطقة والعالم فضلاً عن تشكيله لخميرة عكننة وعدم استقرار في الداخل السوداني ويمنع الاستقرار والتنمية واستغلال الفرص الاقتصادية التي تمثلها البلاد الزاخرة بالموارد والامكانيات والفرص الاستثمارية الواعدة.
عمر البشاري
الوسومعمر البشاريالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی
إقرأ أيضاً:
مشروبات تقوي المناعة وتمنع نزلات البرد في الشتاء
مع بداية فصل الشتاء وتراجع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، يواجه كثير من الأشخاص زيادة في حالات الرشح والتهاب الحلق ونزلات البرد الموسمية، ويلجأ البعض للأدوية والمسكنات سريعا،
وأكد خبراء التغذية أن الاعتماد على مشروبات طبيعية غنية بالفيتامينات والمعادن يمكن أن يشكل خطوة فعالة لحماية الجسم وتعزيز جهازه المناعي خلال أشهر البرد.
وفي هذا السياق، قدم الدكتور شهاب صلاح، أخصائي التغذية العلاجية، عدة نصائح حول أهم المشروبات التي يمكن تناولها يوميا لدعم المناعة، مشيرا إلى أن هذه المشروبات تعمل بمثابة«خط دفاع أول» قبل تطور الأعراض.
أفضل مشروبات لنزلات البردوأوضح صلاح أن عصير البرتقال بالعسل يأتي في مقدمة المشروبات المفيدة في هذه الفترة، بفضل احتوائه على تركيز عالٍ من فيتامين «C» الذي يساعد على مواجهة الفيروسات، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الالتهاب.
وأشار إلى أن إضافة العسل ترفع من القيمة الغذائية للمشروب، لاحتوائه على مركبات طبيعية مضادة للبكتيريا، مما يجعله خيارا مثاليا لمن يعانون من بدايات الزكام أو التهابات الحلق.
مشروبات تقوي المناعة في الشتاءوأضاف أن عصير الفراولة بالبنجر من المشروبات القوية التي ينصح بها، نظرا لاحتواء الفراولة على فيتامين «C» بكميات كبيرة، إلى جانب الحديد والفولات الموجودين في البنجر، وهما عنصران يساعدان على تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء ورفع كفاءة الجهاز المناعي.
وأوضح أن هذا المشروب يمنح الجسم طاقة ويحسن القدرة على مقاومة العدوى الموسمية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
وأشار إلى أن عصير النعناع بالليمون يعد من المشروبات الفعالة لتهدئة مشاكل الجيوب الأنفية، حيث يساعد النعناع بزيوته الطيارة على فتح الممرات الهوائية، بينما يقدم الليمون جرعة مركزة من فيتامين C.
وأكد أن تناوله دافئا يمكن أن يقلل الاحتقان ويخفف صعوبة التنفس الناتجة عن البرد.
مشروبات مضادة للالتهاباتوشدد صلاح على أهمية مشروب الجنزبيل بالليمون، ويعد من أقوى المشروبات الشتوية، لما يمتلكه الجنزبيل من خصائص مضادة للالتهابات ودوره في تنشيط الدورة الدموية ورفع حرارة الجسم، مما يساعد على مقاومة البرد في مراحله الأولى.
مشروبات لتقوية المناعةونصح بإضافة القرفة إلى الجنزبيل للحصول على فائدة أكبر، إذ تساعد القرفة على تدفئة الجسم وتقوية المناعة ومقاومة الميكروبات، إلى جانب دورها في تخفيف الالتهابات.
وأكد أخصائي التغذية أن الانتظام في تناول هذه المشروبات، إلى جانب النوم الجيد وتناول الغذاء الصحي، يمكن أن يقلل بشكل كبير من فرص الإصابة بأمراض الشتاء ويزيد قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات الموسمية.
اقرأ أيضاًالوقاية خير من العلاج.. 7 نصائح لحماية طفلك من البرد والانفلوانزا الموسمية
اللقاح درع الأمان.. «الصحة» تنصح بـ 3 لقاحات للوقاية من برد الشتاء
موعد بداية فصل الشتاء 2025 في مصر.. متى يحدث الانقلاب الشتوي؟