الدب الروسي لا يقبل بالخيانة ولا يتهاون مع خصومه.. الوفيات الغامضة بين منتقدي بوتين مسلسل ومستمر ومثير للقلق
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
على خطى الزعماء السوفيت الأوائل، فمن بين وفاة أكبر معارض داخل سجون روسيا، ووفاة طيار معارض في منفاه الاختياري، لا يتوقف مسلسل مقتل الكثير من معارضي نظام الدب الروسي، والزعيم فلادمير بوتين، وهو الأمر الذي أصبح محل نقاش واسع داخل العديد من صحف العالم، وكان آخرهم تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، والذي رصدت فيه تلك الظروف الغامضة حول مقتل واختفاء عدد معرضي النظام الروسي.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فقد توفي العديد من منتقدي الكرملين المعروفين في ظروف غامضة، وغالبًا ما تظل الخلفية غامضة وغير مفسرة، حيث تتواصل سلسلة الوفيات الغامضة بين منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن بين الحوادث الأخيرة، طيار مروحية روسي سابق انشق إلى أوكرانيا العام الماضي وعُثر عليه مقتولاً بالرصاص في قرية بإسبانيا في 13 فبراير منذ اندلاع الحرب، تزايدت مثل هذه الحالات.
الوفيات المعروفة
وفي ظروف غامضة بحق، عثر على مكسيم كوزمنوف، طيار المروحية البالغ من العمر 28 عاماً والذي عارض الحرب الروسية في أوكرانيا، ميتاً مصاباً بعدة طلقات نارية في قرية فيلاجويوسا الإسبانية في 13 فبراير، وذكرت مجلة فوربس أنه لم يتم التعرف على هويته إلا بعد أيام لأنه كان يعيش تحت اسم مستعار، وفي 16 فبراير، تم العثور على المعارض المعروف أليكسي نافالني ميتا، وقد انهار الرجل البالغ من العمر 47 عاما في باحة معسكر الاعتقال الذي نُقل إليه.
وفي العام الماضي، توفي رئيس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوزين، في حادث تحطم طائرة، وكان معروفًا بأنه أحد المقربين السابقين لبوتين، وقد سبق له أن حاول الانقلاب، وقد قتل بعد محاولة السيطرة على موسكو، وسرعان مع تراجع، ولكن لم يشفع له عند بوتين، وتخلص منه بعد الواقعة بأشهر قليلة.
العديد من الضحايا الأقل شهرة
وتشمل الحالات الأخرى الوفيات الغامضة للسياسيين ورجال الأعمال، الذين كان الكثير منهم معروفين بانتقادهم لبوتين، ومن الأمثلة على ذلك رئيس شركة لوك أويل فلاديمير نيكراسوف البالغ من العمر 66 عامًا، وكما ذكرت مجلة فوربس، فقد توفي نيكراسوف بسبب قصور في القلب بعد أشهر قليلة من اتخاذ شركته لوك أويل موقفاً واضحاً بشأن الصراع في أوكرانيا .
توفي السياسي ورجل الأعمال بافيل أنتوف، وهو أيضًا من منتقدي الحرب في أوكرانيا، في ظروف غير واضحة بعد سقوطه من نافذة فندق في الهند، وقد توفي شريكه التجاري قبل يومين فقط في نفس الفندق، كما توفي رئيس شركة لوك أويل رافيل ماجانوف والمستثمر الأمريكي من لاتفيا دان رابوبورت، وكلاهما من منتقدي بوتين، بعد سقوطهما من المباني.
مقتل العشرات من الصحفيين
ووفقا للصحيفة الألمانية، فمنذ انتخاب بوتن رئيساً لروسيا للمرة الأولى في العام 2000، لقي العديد من منتقديه ومنافسيه السياسيين حتفهم في ظروف عنيفة سواء في الداخل أو الخارج، كما مارست روسيا ضغوطا شديدة على الصحفيين الذين يغطون الصراع في أوكرانيا، ووفقا للجنة حماية الصحفيين، قُتل ما مجموعه 37 مراسلا كانوا يغطون الحرب في أوكرانيا.
والملفت للنظر أن جميع تلك الجرائم أنه من الصعب التعرف على أي متهم، ودائما ما يكون المتهم بريئا، وتصبح القضية ضد مجهول جنائيا، رغم أنه معروف سياسيا، وهو الأمر الذي يزيد الغموض حول المشهد الداخلي الروسي، ومن يستطيع أن يكون بديلا لبوتين.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ترامب يشبه الغزو الروسي لأوكرانيا بـمعجزة هوكي 1980
شبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، الغزو الروسي لأوكرانيا بالفوز “غير المتوقع” الذي حققه المنتخب الأمريكي للهوكي على الجليد عام 1980 على حساب الاتحاد السوفيتي، في واحدة من أكثر اللحظات الرياضية رمزية خلال الحرب الباردة، في تشبيه أثار تساؤلات بشأن رؤيته لمسار الحرب الدائرة شرق أوروبا.
وجاء تصريح ترامب خلال حفل أقيم في البيت الأبيض لتكريم لاعبي المنتخب الأمريكي للهوكي لعام 1980، الذين تحدوا حينها كل التوقعات وهزموا الفريق السوفيتي، حيث قال إن ما يجري في أوكرانيا هو “وضع مشابه”، من دون أن يوضح بشكل مباشر أوجه المقارنة بين الحدثين.
وبدا ترامب مترددا بشأن مآلات الحرب في أوكرانيا، قائلا: “دعونا نرى ما سيحدث، نحن نعمل على التوصل إلى اتفاق الآن، وأعتقد أننا سنعرف قريبا”، في إشارة إلى المساعي السياسية الجارية لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
جهود دبلوماسية مكثفة وتحذير أمريكي
وتأتي تصريحات ترامب في وقت تشهد فيه الساحة الدولية جهودا دبلوماسية مكثفة، منذ إعلان الولايات المتحدة عن خطة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، تحظى بدعم موسكو، إلا أن البيت الأبيض أكد هذا الأسبوع أنه لن يواصل المشاركة في أي مفاوضات إضافية إذا تبين أنها “مضيعة للوقت”.
وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة الألمانية، السبت، أنها ستستضيف الأسبوع المقبل محادثات دولية تهدف إلى بحث سبل وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وسط تصاعد التوترات العسكرية والسياسية.
برلين منصة للمفاوضات
وقال مسؤول ألماني إن بلاده ستستضيف وفودا أمريكية وأوكرانية مطلع الأسبوع المقبل لإجراء محادثات تتعلق بوقف محتمل لإطلاق النار، مضيفا أن “محادثات ستجرى في برلين بين مستشاري السياسة الخارجية من الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أخرى”.
وأكد مصدر في الحكومة الألمانية أن هذه اللقاءات تندرج ضمن مساع دبلوماسية أوسع لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بالصراع.
مشاركة كوشنر وويتكوف
من جهته، أفاد مسؤول أمريكي بأن جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، إلى جانب المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، سيسافران إلى ألمانيا للمشاركة في محادثات تضم مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين، في خطوة تعكس انخراطا أمريكيا مباشرا في المسار التفاوضي الجاري.
ومن المقرر أيضا أن تستضيف برلين، الاثنين المقبل، قمة تجمع قادة أوروبيين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لبحث تطورات الحرب والخيارات السياسية المطروحة.
يأتي ذلك في ظل تصعيد ميداني متواصل، إذ اتهمت كييف موسكو بشن ضربة استهدفت سفينة شحن تركية، في حادثة زادت من حدة التوتر في البحر الأسود، فيما أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرات بشأن أمن الملاحة في المنطقة.
خلافات حول المقترحات الأمريكية
وخلال الأسابيع الماضية، عملت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على إعادة صياغة وتنقيح المقترحات الأمريكية التي دعت، وفق تقارير، إلى تنازل كييف عن مزيد من الأراضي لصالح روسيا، والتخلي عن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إضافة إلى فرض قيود على حجم الجيش الأوكراني.
وتثير هذه المقترحات انقساما داخل المعسكر الغربي، في وقت تحاول فيه العواصم الأوروبية تحقيق توازن بين إنهاء الحرب وضمان عدم فرض تسوية قسرية على أوكرانيا.