«الصالون الإفريقي» يناقش كتاب «جنوب السودان.. شاهد على ميلاد الدولة» لـ أحمد إمبابي
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
عقد الصالون الفريقي في مقر الجمعية الأفريقية بالقاهرة، امس الإثنين، ندوة نقاشية لكتاب «جنوب السودان.. شاهد على ميلاد الدولة» للكاتب الصحفي أحمد إمبابي، والباحث السياسي في الشأن الأفريقي، وذلك ضمن برنامجه الدوري «نادي الكتاب»، وذلك بحضور نخبة من الباحثين والكتاب والمتخصصين والدارسين من مصر والسودان وجنوب السودان ومختلف الدول الإفريقية.
وخلال الندوة النقاشية، تحدث الكاتب الصحفي احمد إمبابي، وقال أن الكتاب يوثق لمرحلة مهمة وفاصلة في تاريخ الدولة السودانية، وهو حدث انفصال منطقة الجنوب في 2011، وذلك من خلال البحث في أوراق التاريخ عن أصل وجذور مشكلة جنوب السودان عبر عقود طويلة، وتطورها على مرّ الأنظمة التي حكمت السودان.
وقال أن الكتاب يقدم شهادات خاصة من خلال لقاءات خاصة مع رموز النخبة السودانية، مثل حسن الترابي والصادق المهدي وإبراهيم الغندور وزير الخارجية الأسبق، وعدد من قادة الجنوب مثل جيمس هوث ماي قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان وقت الإنفصال، وبرنابا بنجامين وزير شؤون الرئاسة الحالي وجيمس وان إيجا النائب الأول لرئيس جنوب السودان ، وأيضا من شخصيات دولية عاصرت حدث انفصال الجنوب مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ووزير الخارجية الأمريكي الاسبق جون كيري، والنجم العالمي جورج كلوني، وكوفي أنان سكرتير عام الأمم المتحدة الأسبق.
وأضاف خلال حديثه في الندوة، أن الكتاب لا يقف عند حدود إعلان إنفصال الجنوب، وإنما يُقيم واقع تجربة دولة الجنوب على مدى إثني عشر عاما، وكيف تعايش شعب جنوب السودان مع دولته؟ وكيف كانت تجربة الحكم، وتعاطي الحكومة مع إرث المشكلات التي طالما عانى منها الجنوب، على مدى أكثر من عقد من الزمان؟، وأبرز التحديات التي تواجه دولة الجنوب، كما يقدم الكتاب قراءة لمسار العلاقات المصرية مع جنوب السودان، وشكل التعاطي المصري مع قضية الجنوب.
واعتبر الكاتب الصحفي أحمد إمبابي أن أهمية الكتاب في هذا التوقيت تحديدا، كونه يقدم واحدا من دروس الماضي في السودان للحاضر حاليا، حتى لا تعيد النخبة السودانية المسببات التي أدت لإنفصال الجنوب وأهمها غياب الإندماج الوطني، خصوصا في ظل الأزمة السياسية التي يعيشها السودان في الفترة الحالية بسبب كثرة الانقسامات والخلافات بين نخبته السياسية والحاكمة وغياب التوافق منذ ثورة ديسمبر 2019، والإطاحة بنظام عمر البشير.
وفيما يتعلق بالأزمة التي يشهدها السودان حاليا، قال الكاتب أحمد إمبابي أن الاهتمام المصري أصيل، ومخلص، وقائم على اعتبارات الأمن القومي والأخوة الصادقة، ومصر تنظر دائما للسودان الموحد حيث تقف دائما مع وحدة الأراضي السودانية وترفض النزاعات الإنفصالية، وحاليا السودان يمر بأكبر أزمة وكارثة في تاريخه، فهو يشهد أكبر حركة نزوح، بجانب وجود 25 مليون سوداني في مواجهة المجاعة، وهذا الوضع قد يعطي الفرصة للتنظيمات الإرهابية للتواجد داخل الأراضي السودانية والاستفادة من خيرات وثروات السودان.
وفي كلمته تحدث الباحث الأكاديمي تيكواج فيتر، اشاد بمشروع الكتاب، وقال إن الكتاب يقدم توثيق موضوعي لقضية جنوب السودان من واقع تجربة ومعايشة لحدث انفصال الجنوب، واشاد بتوصيات قدمها الكتاب حول مستقبل الدولة، وقال إن الكتاب اضافة مهمة لمكتبة السودان وجنوب السودان.
وخلال الندوة امتد النقاش لنحو ثلاث ساعات بمشاركات متعددة من نخبة من الدارسين والباحثين من مصر وجنوب السودان والسودان، حيث اشاد الحضور بمشروع الكتاب وتوثيقه لقضايا السودان، واوصى المشاركون بتكرار الحلقات النقاشية حول قضايا السودان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصالون الأفريقي الأزمة السودانية السودان الجمعية الأفريقية جنوب السودان أحمد إمبابی
إقرأ أيضاً:
ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد في الفترة ما بين 2019 وحتى 2023.
خلال تلك الفترة لم يكن هناك سرير واحد فارغ في مراكز علاج الإدمان أو المستشفيات النفسية في السودان. الوضع كان مأساويًا، والاكتظاظ كان واضحًا في كل مكان.
بحسب إحصائية رسمية، بلغ عدد حالات الإدمان التي تم استقبالها في مراكز العلاج خلال عام 2022 فقط حوالي 13,000 حالة — وهو رقم مفزع بكل المقاييس.
لكن الأخطر من الأرقام هو الفئات المستهدفة: شباب في مقتبل العمر ونساء، تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 24 سنة، أي قلب المجتمع ومستقبله.
وللأسف، لم يتوقف الاستهداف عند عامة الناس فقط، بل وصل إلى شخصيات عامة ونجوم مجتمع. كثير منهم تم استدراجهم إلى عالم التعاطي، وتحولوا إلى مدمنين، حتى أصبح عددهم ملفتًا للنظر.
أما أخطر أنواع المخدرات المستخدمة فكان الآيس كريستال، المعروف بتأثيره السريع وسهولة تعاطيه. ورغم غلاء سعره عالميًا، إلا أنه كان يُباع في السودان بأسعار زهيدة مقارنة بباقي المواد، ما جعله في متناول يد الكثير من الشباب.
ما هو أدهى وأمرّ، أن هناك شبكات منظّمة كانت تقوم بتزويد بعض الشباب بهذا المخدر مجانًا في البداية، مقابل أن يقوموا باستدراج أقرانهم وتعريفهم عليه، ليدخلوا في دوامة الإدمان. كانت تلك متوالية مدمّرة ومدروسة بعناية، وليست مجرد عشوائية.
ومن خلال مشاهداتي الشخصية، فإن الغالبية العظمى من الموجودين في مراكز العلاج والمستشفيات النفسية كانوا من أقاليم معيّنة، ما يفتح بابًا للتساؤلات حول وجود استهداف ممنهج ومقصود لمجتمعات بعينها.
..
بعد نشوب الحرب لم يتوقف ذلك بل زاد الاتجار و التوسع وسط الفوضي و الفراغ وانشغال السلطات بالمواجهات المحتدمة مع الجنجويد..
وبالتاكيد زادت النسب وزادت كمية المتعاطين للمخدرات في البلاد..
لابد من الالتفات لهذا الملف المهم و الخطير عاجلا لما يترتب عليه من اثار مدمرة للمجتمع في حاضرنا و في المستقبل القريب.
عبدالله عمسيب
إنضم لقناة النيلين على واتساب