منتدى الاعلام السوداني

الخرطوم، 31 مايو 2025 (مركز الألق للخدمات الصحفية) في ضربة قاصمة للجهود الرامية لمكافحة أحد أكثر الأمراض المدارية إهمالاً، أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان عن تدمير مركز أبحاث المايستوما الوحيد في البلاد، نتيجة للاشتباكات العسكرية التي دارت في الخرطوم لحوالي عامين. وفَقَدَ المركز، الذي يُعتبر منارة عالمية لدراسة الورم الفطري، عقودًا من البيانات الحيوية والمحتوى البيولوجي، مما يهدد حياة آلاف المرضى ويعيق الأبحاث المستقبلية.

يُعد المايستوما من الأمراض المتوطنة في المناطق الريفية بالسودان، وينتشر بشكل خاص في ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض وشمال دارفور. ينتج المرض عن دخول البكتيريا أو الفطريات إلى الجسم، غالبًا عبر وخز الشوك في الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تدمير خبيث للجلد والعظام والعضلات. وقد صنفته منظمة الصحة العالمية في عام 2016 ضمن قائمة الأمراض المدارية المهملة، نظرًا لعدم وجود علاج فعال وناجع له وتأثيره المدمر على صحة الفقراء، الذين غالبًا ما يعيشون في مناطق يصعب فيها الحصول على الرعاية الصحية.

توضح الدكتورة بخيتة عثمان، الخبيرة الزراعية، لمركز الألق للخدمات الصحفية، أن هذا المرض “يصيب الفقراء، ويصبحون غير قادرين على العمل ويتعرض المرضى للعزلة الاجتماعية، بسبب التقرحات المصاحبة له”. وتضيف أن المايستوما يؤثر عادة على القدمين، مما يؤدي إلى عدوى مزمنة يمكن أن تتطور إلى تشوهات شديدة، وقد تصل في النهاية إلى الإعاقة أو البتر. كما يسبب المرض مضاعفات نفسية، مثل الانطوائية، نتيجة للتشوهات والإفرازات.

يؤكد الدكتور أحمد الفحل، مؤسس ومدير المركز، أن الورم الفطري “يصيب السكان في المناطق النائئة، وأولئك الذين يتنقلون حفاة، وهم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، ومعظمهم من العمال الميدانيين والأطفال”. ويشير إلى أن علاجه يمثل تحديًا بسبب الأدوية باهظة الثمن وغير المتوفرة، والتي غالبًا ما تكون لها آثار جانبية خطيرة. قد يستمر العلاج لأشهر، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي المرض إلى الوفاة، وغالبًا ما يكون البتر هو الحل الوحيد.

فقدان إرث 40 عامًا من الأبحاث

يؤكد أحمد فحل أن تدمير المركز يعني “فقدنا كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية، وكانت فيها بيانات منذ أكثر من 40 عامًا”. هذه البيانات تمثل كنزًا لا يقدر بثمن للباحثين حول العالم، وستؤدي خسارتها إلى تعثر كبير في فهم المرض وتطوير علاجات جديدة.

وقد تعرض حوالي 20% من هؤلاء المرضى، وهم من الفئات الأكثر فقرًا، للبتر (قدم أو ساق أو يد).

رؤية شاملة للعلاج والتوعية حول مرض المابستوما

تأسس مركز أبحاث المايستوما عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم، وهو المركز الوحيد في العالم المخصص لدراسة الورم الفطري. لم يكن المركز مجرد مرفق علاجي، بل كان منارة شاملة للتعامل مع مرض المايستوما من جوانب متعددة. وقد شملت أنشطته الرئيسية ما يلي:

الرعاية الصحية والعلاج: كان المركز يستقبل 12 ألف مريض سنويًا، مقدمًا الرعاية المجانية للمتضررين من هذا المرض، بما في ذلك التشخيص والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي. وقد عالج المركز 9 آلاف مريض مجانًا من جميع أنحاء البلاد منذ تأسيسه، وأجرى العديد من العمليات الجراحية، بما في ذلك عمليات البتر الضرورية. البحث العلمي والتطوير: أجرى المركز بحوثًا علمية متقدمة في مجال المايستوما، بما في ذلك التجارب السريرية الرائدة. وقد شارك في تجارب عالمية لعلاجات واعدة مثل عقار “فوسرافوكونازول” بالتعاون مع مبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi) وشركة “إيساي” اليابانية للأدوية، مما يعكس دوره المحوري في إيجاد حلول علاجية جديدة. التشخيص المخبري المتقدم: قدم المركز خدمات تشخيصية مجانية، بما في ذلك الفحوصات المخبرية المتقدمة مثل فحص الحمض النووي (DNA) لتحديد المسبب الدقيق للمرض، وهو ما كان متاحًا لأول مرة في السودان بدون تكلفة. التوعية وخدمة المجتمع: اضطلع المركز بدور فعال في توعية المجتمع بخطورة مرض المايستوما وكيفية الوقاية منه وأهمية العلاج المبكر. وقد قام بحملات توعية مستمرة من خلال الملصقات والأفلام التثقيفية، ونظم رحلات علاجية وتثقيفية للمناطق الموبوءة في أنحاء السودان المختلفة. بناء القدرات والتدريب: ساهم المركز في تدريب طلاب الطب والعلوم والعاملين في مجال الرعاية الصحية على تشخيص وعلاج المايستوما، مما يعزز القدرات المحلية لمكافحة المرض. التعاون والشراكات الدولية: أقام المركز شبكة واسعة من التعاون والشراكات مع منظمات ومؤسسات دولية مثل منظمة الصحة العالمية، ومبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi)، وشركة “إيساي”، وجامعة ناغازاكي، مما مكنه من تبادل الخبرات والمساهمة في الجهود العالمية لمكافحة الأمراض المهملة. النهج الشامل للرعاية: تبنى المركز نهجًا متعدد التخصصات في إدارة المايستوما، حيث دمج التدخلات الطبية والجراحية والتأهيلية لتقديم استراتيجية علاجية شاملة وفعالة، مع التركيز على رعاية المرضى محورًا أساسيًا. دعوة عاجلة لإعادة الإعمار

تسلط هذه الكارثة الضوء على الأوضاع الصعبة التي يواجهها الرعاة والفئات المهمشة في السودان، حيث لا توجد مستشفيات كافية لعلاج الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى بشكل عام. وقد كشفت دراسة حديثة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية عن تأثير النزاع على دخل الأسر الريفية، مما فاقم ضعفها في الحصول على السكن والبنية التحتية والخدمات.

لذلك، فإن الخسارة التي تعرض لها مركز المايستوما بكل تداعياتها على المرضى والأبحاث، تجعل من الأهمية بمكان تسليط الضوء الإعلامي على هذه القضية، للدفع بجهود إعادة تأسيس المركز ليواصل عمله البحثي وتقديم العلاج المنقذ للحياة للمرضى من المزارعين والرعاة والأطفال.

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء، هذا التقرير من اعداد “مركز الالق” بهدف ألقاء الضوء على الاضرار التي لحقت بالبنية التحية الصحية في البلاد من جراء الحرب الدائرة في البلاد.

منتدى الإعلام السوداني

 

الوسومالحرب الخرطوم السودان مركز أبحاث المايستوما منتدى الإعلام السوداني منظمة الصحة العالمية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب الخرطوم السودان منتدى الإعلام السوداني منظمة الصحة العالمية منظمة الصحة العالمیة بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

مدبولي يتفقد مشروعات "حياة كريمة" بقرى مركز شبين القناطر بالقليوبية

توجه اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى محافظة القليوبية؛ لمتابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير قرى الريف المصري، بقرى مركز شبين القناطر، والتي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطنين في المناطق الريفية الأكثر احتياجًا.

ويرافق رئيس مجلس الوزراء في جولته اليوم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، القائم بأعمال وزير البيئة، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والدكتورة إيمان ريان، نائب المحافظ، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.

واستهل رئيس مجلس الوزراء جولته التفقدية بتأكيد حرص الحكومة على متابعة تقدم تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تُعد أكبر مشروع تنموي شامل يهدف إلى تحسين مستوى الحياة والخدمات في المناطق الريفية المصرية، والارتقاء بأوضاع ملايين المواطنين في المحافظات المختلفة.

و أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى دور مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بالقرى المستهدفة في العديد من القطاعات التنموية والخدمية، لافتا إلى أن هناك حرصا شديدا على الانتهاء سريعا من تنفيذ ما تبقى من مشروعات في إطار المرحلة الأولى من المبادرة، وتنفيذ مشروعات المرحلة الثانية التي تستهدف إقامة وتنفيذ المزيد من المشروعات التنموية والخدمية للقرى المستهدفة.

من جانبه، أوضح محافظ القليوبية أن مشروعات المبادرة الرئاسية في القليوبية تنقسم إلى عدد من المحاور الرئيسية التي تشمل تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات، ودعم الأسر الأكثر احتياجا؛ حيث تهدف إلى تطوير الريف المصري، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لأهالي القرى المستهدفة، إذ تخدم المشروعات التي يتم تنفيذها مواطني مركز ومدينة شبين القناطر والبالغ عددهم 600 ألف نسمة تقريبًا، لافتا إلى أن مركز شبين القناطر يتبعه 36 قرية وعدد من التوابع، وتم من خلال المشروع تنفيذ 703 مشروعات بجميع القطاعات التنموية بتكلفة تقديرية تبلغ 7.1 مليار جنيه، وبنسبة تنفيذ بلغت 95.45%.


إستهل  رئيس مجلس الوزراء، جولته اليوم لمتابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير قرى الريف المصري، بقرى مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، بتفقد الوحدة البيطرية بقرية نوى، والتي يأتي تنفيذها ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية.

وخلال جولته بقرية نوى، استمع رئيس مجلس الوزراء إلى شرح من الدكتور هاني شمس الدين، وكيل وزارة الطب البيطري بالمحافظة، والذي أوضح أن المجمع البيطري بنوى يمثل مشروعا ضمن 9 مشروعات أخرى مماثلة تم تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بمركز شبين القناطر، ويأتي إنشاؤه ضمن الجهود الحكومية لتطوير الخدمات في القرى المستهدفة بالريف المصري.

ولفت الدكتور هاني شمس الدين إلى أن الوحدة البيطرية بنوى كانت في البداية أرض فضاء تابعة لمديرية الزراعة، ثم جرى إنشاء الوحدة البيطرية داخل المجمع الزراعي البيطري خلال المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".

وأضاف وكيل الوزارة أن الوحدة البيطرية والخدمات المرتبطة بها أصبحت متاحة بشكل منسق ومتكامل لأهالي قرية نوى، موضحا في الوقت نفسه أنه تم الانتهاء من تنفيذ المشروع بنسبة 100% وتم تسليمه وبدء التشغيل الفعلي.

كما أشار إلى أن الوحدة البيطرية تقام على مساحة 425 مترا، وتقدم خدماتها لعدد 4 قرى والمناطق التابعة لها، مستعرضا الخدمات التي تقدمها الوحدة لتلك القرى، والتي من بينها الكشف على الحيوانات والدواجن وعلاجها، وتقديم خدمات التحصين والتلقيح الاصطناعي، والكشف بالسونار، كما تقوم بإطلاق قوافل علاجية مجانية للكشف عن الأمراض، كما يتوافر بها صيدلية للأدوية البيطرية.

كما اطلع الدكتور مصطفى مدبولي على الخدمات التي يقدمها المجمع الزراعي الملحق بالوحدة البيطرية، والتي منها الدورات التدريبية الموجهة للمزارعين، حول الأساليب الحديثة والأنسب في زراعة المحاصيل، وطرق الوقاية من الآفات بطرق آمنة.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يتفقد مركز طب الأسرة بطحانوب ضمن مشروعات حياة كريمة
  • رئيس الوزراء يتفقد مركز طب الأسرة بقرية طحانوب ضمن مشروعات حياة كريمة
  • عاجل- رئيس الوزراء يتفقد المركز التكنولوجي بقرية طحانوب ضمن مشروعات «حياة كريمة» بالقليوبية
  • مدبولي يتفقد مشروعات "حياة كريمة" بقرى مركز شبين القناطر بالقليوبية
  • مدبولي يتفقد مشروعات «حياة كريمة» بقرى مركز شبين القناطر
  • زكية اليامي.. من حارسة أمن إلى مشرفة على 12 مركزًا صحيًا في نجران بعد تجربة مع السرطان
  • مركز حقوقي يحذر من كارثة وشيكة للنازحين بغزة نتيجة القيود “الإسرائيلية”
  • الإمارات تؤكد على أولوية التوصل لهدنة إنسانية فورية بالسودان
  • البرش: البرد يفتك بالأطفال ونقص الأدوية يهدد حياة آلاف المرضى
  • ضبط منتحل صفة أخصائي علاج طبيعي يدير مركزًا وهميًا في سوهاج