الثورة نت:
2025-07-31@15:22:04 GMT

بن غوريون يُقفل.. وحيفا تحت التهديد

تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT

 

في لحظة تاريخية فارقة، لم تعد اليمن دولة محاصرة تتلقى الضربات بصمت، بل أصبحت قوة إقليمية تصنع التحولات، وتعيد صياغة المعادلات العسكرية في المنطقة، وترسم بخط النار ملامح مرحلة جديدة، عنوانها “الردع باسم غزة”. فمن كان يتوقع أن تتحول الدولة التي خُنقت لسنوات بالحرب والحصار، إلى مركز قرار عسكري يهزّ كيان الاحتلال الإسرائيلي، ويُربك حسابات الحليف الأمريكي، ويضع يده على عنق الملاحة البحرية العالمية؟

اليمن اليوم، ليست على هامش الحدث الفلسطيني، بل في صلبه، ليست متضامنة، بل مشاركة، ليست شاهدة، بل فاعلة، تقصف، وتضرب، وتوجّه الإنذارات الحربية بشكل مباشر، وتفرض مواقف جديدة لم يسبق أن شهدتها الساحة الإقليمية.

لا بيانات ولا تعاطف عابر، بل صواريخ فرط صوتية، وطائرات مسيرة، وتهديد صريح ومدروس لموانئ ومطارات العدو.

ما قامت به اليمن في الأسابيع الأخيرة وما تقوم به حتى اللحظة تخطى سقف التوقعات: إغلاق شبه دائم لمطار اللد المسمى إسرائيليا بن غوريون، اضطرابات في الملاحة الجوية، شلل في بعض المرافق الحيوية داخل الكيان، وإنذارات متواصلة تفرض على المستوطنين الاحتماء في الملاجئ كل ليلة. هذه ليست ضربة معنوية فقط، بل اختراق عسكري استراتيجي لمنظومة كان يُروّج لها بأنها الأذكى والأكثر تطوراً في العالم.

بينما يشاهد العالم المذابح اليومية في قطاع غزة دون أن يحرّك ساكناً، ويكتفي القادة العرب بإصدار بيانات إدانة باهتة أو صمت مخجل، تثبت اليمن أنها الدولة الوحيدة التي قررت خوض الحرب فعلياً إلى جانب المقاومة الفلسطينية، واضعةً مقدراتها العسكرية تحت تصرّف القضية، ومستعدة لتحمّل تبعات المواجهة مهما بلغت، هذا الموقف لم يأتِ تحت ضغط سياسي، ولا لحسابات تحالفات مرحلية، بل جاء من إيمان عميق بأن فلسطين ليست قضية موسمية، بل مبدأ عقدي، وخط أحمر يتجاوز الجغرافيا والسياسة.

وبينما يتحدث الإعلام العالمي عن تطور الصواريخ الكورية أو تقدم الصناعات التركية، تأتي الصواريخ اليمنية لتفرض نفسها في الميدان بقوة ودقة لا يمكن إنكارها، حيث سُجّلت إصابات مباشرة على منشآت حساسة داخل الأراضي المحتلة، الأمر الذي أجبر إسرائيل على إغلاق بعض المرافق، وإعادة النظر في تموضعها الدفاعي على طول السواحل والموانئ. واليوم، دخل ميناء حيفا دائرة الاستهداف المباشر، وصدرت تحذيرات علنية من صنعاء تؤكد أن أي تصعيد جديد ضد غزة سيقابل برد لا يمكن التنبؤ بعواقبه.

في العمق، لا يمكن عزل هذا التصعيد اليمني عن المسار الإقليمي، لكنه في الوقت ذاته لا يخضع لأي وصاية أو محور.. صنعاء تخوض حربها بقرار مستقل، وتحالفها الأساسي هو مع المظلومين، وموقعها الطبيعي هو إلى جانب المقاومة لا في طوابير التطبيع.. هذا ما منح اليمن اليوم مكانة أخلاقية وسياسية متقدمة في ضمير الأمة، وجعل من تحركاتها العسكرية حديث الشارع العربي الذي كان متعطشاً لرؤية ردّ حقيقي، ولو من مكان لم يكن في الحسبان.

لقد قلبت اليمن المعادلات.. وما كان يُعدّ سابقاً استفزازاً متهوراً صار اليوم جزءاً من قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضتها صنعاء على طاولة الصراع مع العدو.. فمن قصف مطار بن غوريون، إلى إدخال ميناء حيفا ومحيطه في نطاق النار، بات واضحاً أن الكيان الصهيوني لم يعد في مأمن من الضربات طويلة المدى، وأن الجبهة الجنوبية لفلسطين لم تعد تقتصر على غزة، بل تمتد من سواحل البحر الأحمر حتى العمق المحتل.

في ظل هذا المشهد، لا مبالغة في القول إن اليمن تُعيد اليوم تعريف مفهوم “الدعم للقضية الفلسطينية”، وتضع سقفاً مرتفعاً من الفعل، ليس فقط أمام العدو، بل أيضاً أمام الشعوب التي تنتظر منذ عقود من يتقدم الصفوف.. التاريخ سيسجل أن اليمن وحدها، في لحظة الانكشاف الكامل، اختارت أن تقاتل، بينما تخلّى الآخرون، وتردد المترددون، وتواطأ المتآمرون.

وفي هذه اللحظات التي تشتد فيها المحرقة في غزة، وتتعالى صرخات الأطفال، وتسيل دماء النساء، ترتفع الصواريخ اليمنية في السماء كأنها صيحة غضب، ونداء وفاء، وقسمٌ بالعقيدة بأن هذه الدماء لن تذهب سدى.

وعد الله لا يتخلف، والتاريخ لا يرحم، والميدان لا يكذب، وما يُصنع اليوم في اليمن، هو ليس فقط دعمًا لغزة، بل إعادة لكتابة روح الأمة من جديد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اعتراض صواريخ يمنية أطلقت باتجاه مطار بن غوريون

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، اعتراض صاروخ باتجاه إسرائيل زعم أنه أطلق من اليمن، فيما تم تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق داخل إسرائيل.

اقرأ ايضاًبريطانيا لـ"إسرائيل".. سنعترف بدولة فلسطين

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على منصة "إكس": "اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وتسبب في تفعيل إنذارات في عدة مناطق في البلاد".

بدوره، قال الناطق العسكري للحوثيين يحيى سريع، إن قوات بلاده نفذت "عملية عسكرية نوعية استهدفت فيها مطار اللد، انتصارا للشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.

وتطلق جماعة الحوثي صواريخ على إسرائيل وتهاجم ممرات الشحن البحري، رداً على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

اقرأ ايضاًللمرة الأولى.. فرنسا تعتبر أعمال المستوطنين "إرهابية"

في مقابل ذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه يقوم باعتراض معظم الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي تطلقها الجماعة، كما وتشن إسرائيل سلسلة من الغارات رداً على ذلك.

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند اعتراض صواريخ يمنية أطلقت باتجاه "مطار بن غوريون" بريطانيا لـ"إسرائيل".. سنعترف بدولة فلسطين للمرة الأولى.. فرنسا تعتبر أعمال المستوطنين "إرهابية" غزة.. نزيف بين صفوف "المجوّعين" اليوم الثاني لـ"حل الدولتين".. على ماذا تم التوافق؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • روسيا: لدينا قلق إزاء التهديد بشن هجمات جديدة على ايران
  • اليمن يُحيي اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر
  • سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
  • القوات اليمنية: استهدفنا مطار “بن غوريون” بصاروخ باليستي
  • الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون بصاروخ باليستي
  • القوات اليمنية تستهدف مطار بن غوريون في يافا بصاروخ باليستي
  • اعتراض صواريخ يمنية أطلقت باتجاه مطار بن غوريون
  • استهداف إسرائيل بصاروخ يمني.. وتوقف الرحلات الجوية بمطار بن غوريون
  • يديعوت أحرونوت: تأثير تركيا العسكري والسياسي المتزايد بات التهديد الأكبر لإسرائيل
  • لويدز ليست: اليمن يفتح مرحلة جديدة من التصعيد في البحر الأحمر