سلاح “الوعي” .. ومواجهة مؤامرات الصهيونية
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
محمد الغفاري
من تجاهل الحق عليه الغوص في عمق الباطل، وجهان لا يتقابلان ومنذ فجر الإسلام وهو يمر في مؤامرات تشوه حقيقته من الداخل، رغم وضوح رسالته ومنهاجه ومهما ثبط المثبطون، إلا أن الله متم نوره ولو كره الكافرون.
على الرغم من كيد قريش سيتم الله نوره مهما كادت أمريكا والصهيونية سيتم الله نوره، وعليك أنت، إما أن تتبع الحق وأما أن تتبع الباطل، ومن أراد اتباع احدهما فهو بين ومن أراد دون ذلك فباء بغضب من الله ورسوله وسخط في الدنيا والآخرة وغزه اليوم شاهد حقيقي لا يزيغ عنه إلا هالك معركة بين الإسلام والكفر بين الحق والباطل .
في حقيقة الأمر هنالك زوايا مخفيه في العالم من أجل تحقيق غايات مرجوة من أجل رؤية الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الهيمنة على العالم، ولها مُنظرين وضعوا هذه النظرية، وقالو بصريح العبارة من أجل السيطرة على العالم: يجب عليكم أن تجدوا عدواً شيطاناً ولعقود طويلة وكان ذلك “الاتحاد السوفيتي”، وبعد انهياره، سعى الصهاينة والامريكان إلى شيطنة الإسلام، اذ وجهوا كل الدعاية ضده وجعلوا منه مستنقع للإرهابيين هكذا يقدمونه في إعلامهم.
يلعب الكيان الصهيوني دوراً أساسياً ومُنظر الهيمنة الجديدة هو “صموئيل هنتنجتون”، وقد أوضح في كتابه حول “صدام الحضارات”، أن الحرب العالمية الثالثة القادمة ستقع بين الحضارة اليهودية – المسيحية ضد العدو الأخضر (الإسلام)، وهذه هي النظرية الصهيونية في عمرها المائة سنه، حينما أعلن الصهيوني تيودورهرتزل قائلاً: “أن “إسرائيل” ستكون قلعة متقدمة للحضارة الغربية ضد الهمجية في الشرق”، اذ ما قاله هرتزل يتناغم ما يراه صموئيل هنتنجتون اليوم، فـ”إسرائيل” هي كيان بين ثلاثة قارات إفريقيا وأسيا وأوروبا ومنذ أنتهاء عهد شاه إيران، الذي كان يعد الحليف القوي للولايات المتحدة، إذ كانت تعتبره حارساً للبترول في الشرق الأوسط، لذا منح ذلك الدعم من السلاح والمال لـ “للكيان الصهيوني”.
ما يثبت ذلك ما قاله الكاتب الصهيوني المتدين أسمه البروفيسور ريجوفيتش، والذي كتب في الموسوعة العبرية : “أن قوة القبضة الصهيونية تأتي من القفاز الأمريكي الحديدي الذي يغلفه من شلال الدولارات التي تسقط عليها”.
لماذا الصمت العالمي أمام حرب الإبادة في غزة؟
الجمود الذي يعيشه العالم بأكمله أمام هذه الوحشية والإبادة الجماعية للفلسطينيين وغزة خاصة، لم تأتي من فراغ وهي ليست وليدة اللحظة بل هي ثمار قواعد ونظريات رُسم لها بعد انهيار الشبح المختلق من أجل الهيمنة على العالم فهناك نظرية يهودية تقول: “أولى مراحل التخريب هي عملية “التفكيك الأخلاقي”.
التسمية تشرح نفسها و من أجل تنفيذها وتطبيقها على الواقع هذه النظرية على أي مجتمع وطمس هويته وفطرته الدينية والإنسانية والأخلاقية فتحتاج من ” 15 – 20 عام”، وطيلة الفترة، وجميع مكائن الصهيونية الأمريكية تعمل وبشكل مستمر وعلى مدار 24 ساعة، بكل الوسائل والطرق المباشرة وغير المباشرة في نشر اخلاق وأشياء دخيلة على كل المجتمعات، فأصبح تدمير الاسلام من الداخل هدف الصهيونية العالمية وهذا بحد ذاته يعتبر سلاح فتاك يرقى إلى حصد ضحايا اكبر عدد من القنبلة النووية ، وهذا أصبح ملموس في حياتنا وبشكل علني في الاستهداف الأخلاقي والديني، وكيف انسلخت بعض الشعوب العربية عن اخلاقها وتنصلت من واجبها الديني والأخلاقي وبشكل مخزي؟..
وكيف أصبح تظليل نصرة الحق وإخماد الباطل والدفاع عن المظلوم في وجه الظالم؟ وهذا واجب ديني.. وكيف انسلخ من هذا الواجب بشكل كلي؟
هذا ما يحدث الآن في غزة رغم بشاعة الجرائم والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني- الأمريكي يومياً، تحت صمت عالمي أو مقتصرا على الشجب والندب والتنديد، هذا إن تجرأ أحدهم على قول ذلك، ناهيك عن أولئك الذين انسلخوا عن الدين، ووجه جميع وسائل الإعلام التابعة له تتبنى تخدير الشعوب في إقامة الحفلات والمهرجانات تحت مسمى الترفيه وإسعاد الشعوب، وجعل من يتحدث عن هذه القضية يعتبر ارتكب جُرم يعاقب عليه وقد يسجن وقد يدخل تحت مسمى الإرهاب اذا لم تصل إلى مرحلة الإعدام.
كل ذلك الخنوع والخضوع لم يكن وليد اللحظة بل هو ثمرة أعوام سابقة، عمل العدو “الإسرائيلي” – الأمريكي – البريطاني على ذلك، وكرس كل وسائله الإعلامية والثقافية والعلمية وغيرها على طمس الهوية والفطرة المجتمعية والدينية لدى كل الشعوب، حتى إنجذب البعض إليها دون أن يشعر، فمن انواع الانسلاخ الأخلاقي هو زرع أحد الشخصيات البارزة في المجتمع مثال “ممثل أو مغني” يتم تسليط الأضواء الإعلامية عليه إلى أن ينجذب بعض الشباب إليه، ويسعى إلى جعل مظهره مثل ذلك الممثل في قصات شعره أو لبسه أو حركاته ومن هنا ينطلق الانسلاخ بطريقة غير مباشرة، وغيرها من الأشياء العملية الملموسة وغير الملموسة في حياتنا إلى أن تصل لمراحل تصبح مجرد إنسان مستقبل للأشياء، كما هي وقد يتعبك حتى التفكير خارج الدائرة الحلزونية التي رسمها المنظرين الصهاينة والامريكان من أجل الهيمنة على العالم.
الأمر لن يترك بأيدي الصهيونية- الأمريكية في رسم مستقبل العالم، فهناك سلاح بسيط وفي نفس الوقت فعال يهدم كل مخططاتهم الدخيلة على الاسلام او المجتمعات بشكل كلي وهو سلاح “الوعي” في الدين والعلم والسياسية، فكل شيء يحتاج إلى وعي، وهذا هو السلاح الذي انطلق وفقه السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي – سلام الله عليه- في ما أسماه التصدي للحرب الناعمة.
فلا يخلوا أي خطاب لقائد الثورة إلا ويحذر من خطورة الحرب الناعمة، ويدعوا إلى مواجهتها بالوعي الديني والأخلاقي المأخوذ من تعاليم القرآن الكريم، في تربية ونشأة الأسرة وإلتزام ديني لتحصين المجتمع بحيث يصعب أختراقه غير من أعداء الإسلام، حتى تكون الأمة قادرة على التحرك وفق إرادة الله وطاعته، ولو تحركت الشعوب وفق القران الكريم خاصه الشعوب التي في الطوق الفلسطيني، والتي نجح الغزو الفكري والأخلاقي والإنساني للوصول إلى جعل الفلسطينيين يواجهون مصير الإبادة بكل بساطة، وكأن الأمر لا يعني تكون الدول العربية الحدودية مع فلسطين المحتلة والتي يخضع مصيرها للهيمنة الصهيونية.
لذا من الواجب على الشعوب أن تصنع متغير ديني وأخلاقي واعي للمخططات وافشالها نصرة للفلسطينيين وطمس النظريات الصهيونية المرسومة بوعي نابع من وحي القرآن الذي يضمن حق الأمة في العيش بسلام..
عاشت فلسطين حرة، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى..
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة لليهود
النصر للاسلام
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على العالم من أجل
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: الإسلام دعا المجتمع بأسره إلى المساهمة في توفير الرعاية اللازمة للمسنين
قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام منح كبار السن مكانةً عظيمة، وحثَّ على رعايتهم والإحسان إليهم في جميع مراحل حياتهم، فشدَّد القرآن الكريم على برِّ الوالدين ورعاية كبار السن، حيث جاء في قوله تعالى: {وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا۟ إِلّا إِيّاهُ وَبِٱلوَٰلِدَينِ إِحسَٰنًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ ٱلكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَو كِلَٰهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنهَرهُمَا وَقُل لَهُمَا قَولًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]. فهذه الآية تؤكِّد ضرورة الإحسان إلى الوالدين، خاصة عند بلوغهما الكِبَر، والامتناع عن أي شكل من أشكال الإساءة لهما، ولو بالكلمة.
واشارت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إلى أن الإسلام لا يقتصر في رعايته لكبار السن على النطاق الأسري فقط، بل يدعو المجتمع بأسره إلى المساهمة في توفير الرعاية اللازمة لهم؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا" أخرجه الترمذي. وهذا يدل على أن احترام كبار السن وتوقيرهم من القيم الأساسية التي حثَّ عليها الإسلام.
ونوهت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم" أخرجه أبو داود، وهذا الحديث يبرز مدى احترام الإسلام لكبار السن، واعتباره الإحسان إليهم وإكرامهم من الأعمال التي تجلُّ الله عزَّ وجلَّ.
وقال مركز الأزهر ، إن هناك 10 آداب في كيفية معاملة الرجل الكبير في الإسلام وهي:
1 - الترفق به وإظهار الود له
2 - معاون الرجل الكبير على قضاء حوائجه
3 - مخاطبة الرجل الكبير بطلف وأدب
4 - تقديم الرجل الكبير في الكلام والجلوس
5 - الإنصاب للرجل الكبير وتقدير رأيه
6 - الدعاء له بالصحة والعافية
7 - إلقاء السلام عليه
8 - عدم مناداته باسمه مجردا
9 - مشورة الرجل الكبير والأخذ بقوله
10 - ترك القبيح في حضرة الرجل الكبير
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن حقوق المسنين وكبار السن في الإسلام، منوها أن الرجل الكبير في السن يحتاج إلى رعاية وله حق علينا في الحياة.
وقال علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، إن الزيادة السكانية تسببت في عدم توطيد العلاقات الإجتماعية، حتى صار الرجل لا يهتم أو غير قادر على زيارة أبيه أو أمه.
وتابع: ومن هنا جاء انتشار دور الأيتام ورعاية المسنين، منوها أن هذا المصطلح ليس هو الأصل في الإسلام فالشرع الحنيف حث على رعاية الكبار في السن والأيتام، ونشأة هذه المؤسسات جاء لسد العجز في رعاية كبار السن والأيتام.
وذكر أن الرجل العجوز في هذا السن يحتاج إلى رعاية مثل رعاية الطفل الصغير.
واستشهد علي جمعة، بحديث النبي الذي أورده البخاري لما تكلم صغير في السن في حضرة من هو أكبر منه فقال النبي "كبر كبر" أي اترك الحديث للأخ الكبير.
وأكد أن النبي كان يدعونا إلى احترام الكبير، وقال النبي "أوصاني جبريل أن أقدم الأكابر" ويقول النبي "إذا أمكم فليؤمكم أقرأكم ثم أكبركم".