لوموند: إسرائيل تستخدم سياسة الأرض المحروقة في غزة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
قالت صحيفة لوموند إن قطاع غزة، هذا الشريط الضيق من الأراضي الفلسطينية، أصبح بعد 5 أشهر من الحرب عليه غير صالح للسكن، مما يعني أنه لا جدوى من التذرع بحل الدولتين إذا ظلت هذه الأرض حقلا من الخراب.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في افتتاحيتها- أن تحليل صور الأقمار الاصطناعية على جميع مدن قطاع غزة، يشهد أن إسرائيل استخدمت "عقيدة الضاحية"، وهي استعمال قوة مسلحة غير متناسبة، كتلك التي تعاملت بها مع حزب الله في صيف عام 2006، بتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت.
ورأت لوموند أن إطلاق العنان للقوة النارية في غزة أدى إلى إلغاء التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، ويلقي الجيش الإسرائيلي المسؤولية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتشابك بنيتها التحتية مع النسيج الحضري لقطاع غزة، وهي إحدى المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم.
وقد قال العقيد يوغيف بار شيشت، المسؤول في الإدارة المدنية -وهي في الحقيقة عسكرية- عن الأراضي الفلسطينية، يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني "ليس لديهم مستقبل.. من يرجع إلى هنا، إن عاد أصلا، سيجد أرضا محروقة. لا بيوت ولا زراعة ولا شيء".
تحت الحصار
وتدل الشهادات التي نشرتها لوموند على صيغة الأرض المحروقة، فالجيش الإسرائيلي يستهدف الذاكرة من خلال تدنيس مقابر غزة على نطاق واسع، كما يستهدف المستقبل، على وجه التحديد، بتدمير الجامعات ومئات المدارس في القطاع، وقد قدرت الأمم المتحدة أن 90% من السكان تعرضوا "لأضرار جسيمة".
ولا يتوقف الدمار عند هذا الحد -كما تقول الصحيفة- إذ تظهر صور الأقمار الاصطناعية الأضرار التي ألحقتها عمليات الجيش الإسرائيلي بالأراضي الزراعية، التي أصبحت مهددة بإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية.
إن الإحباط الذي أعرب عنه حلفاء إسرائيل الغربيون بشأن الصعوبات في إيصال المساعدات الغذائية إلى منطقة مهددة بالمجاعة خلقتها إسرائيل من الصفر، ينذر بالمعركة التي يجب خوضها بعد انتهاء القتال، لإعادة بناء غزة التي تواجه خطر البقاء تحت الحصار.
وخلصت الصحيفة إلى أن عمليات إسقاط الغذاء التي تقوم بها الولايات المتحدة ودول أخرى في محاولة للاستجابة لحالة الطوارئ، يجب ألا يُنظر إليها إلا على أساس أنها دليل على العجز عن مواجهة التعنت الإسرائيلي أو عدم إرادة التدخل أصلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
لوموند: في الفاشر شاهدت عائشة شنق شقيقها وقتل زوجها واغتصاب ابنتها
كشف تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية تفاصيل جديدة عن واحدة من أعنف الهجمات التي شهدها السودان منذ بداية الحرب، عندما حولت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر إلى مسرح لمجازر وعمليات انتقام واسعة النطاق عقب اقتحامها أواخر أكتوبر/تشرين الأول.
وعبر شهادات مؤلمة جمعها مراسل لوموند الخاص في الدبة إليوت براشيه من الناجين الذين وصلوا إلى مدينة الدبة شمال البلاد، تكشفت خريطة جرائم شنيعة تشمل القتل من مسافة صفر، والاغتصاب والاختطاف والتعذيب، والإعدام الميداني، وتجريف الأدلة عبر حفر مقابر جماعية وحرق الجثث.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل حصرية بشأن خروج ماتشادو من فنزويلاlist 2 of 2وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوانend of listوكان سكان عاصمة شمال دارفور يعيشون منذ أكثر من 550 يوما تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع -كما يقول المراسل- لكن يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول مثّل النقطة الأكثر دموية في هذا الحصار، حيث انقطع الاتصال بالكامل مع حلول الفجر، واجتاحت القوات المدينة بعنف شديد.
حاول آلاف المدنيين الفرار سيرا على الأقدام، في وقت سُدت فيه الطرق بالجثث والمباني المدمرة، تروي أسماء إبراهيم التي فقدت زوجها داخل المستشفى الذي كان يتلقى العلاج فيه، أن المهاجمين اقتحموا المنازل وقتلوا الرجال والجرحى بلا تمييز، وأن المشهد على الطرق المؤدية إلى مليط كان مغطى بالجثث.
وتؤكد شهادات الناجين أن قوات الدعم السريع تعاملت مع أي رجل تحت الأربعين كمقاتل يجب إعدامه، ومع أي مدني كتابع للقوات المسلحة السودانية يستحق الإذلال أو القتل، فوجد ما بين 170 ألفا و260 ألف مدني أنفسهم عالقين داخل المدينة التي أصبحت "معسكر موت مفتوحا"، كما وصفها الناجون.
ودفعت آلاف الأسر مبالغ طائلة للمهربين الذين يرتبط بعضهم بالدعم السريع للعبور نحو مناطق أكثر أمانا -حسب المراسل- في حين تفرق عشرات الآلاف في جهات مختلفة، ولا يزال معظمهم مفقودين، وقد وصلت 400 أسرة في البداية، معظمها من النساء والأطفال مع غياب شبه تام للرجال.
وتعرضت النساء لاعتداءات جنسية شنيعة، كما فقد عدد كبير من الأطفال ذويهم، وقد سجلت المنظمات الإنسانية عشرات البلاغات عن الاغتصاب، بينها شهادة فتاة في الـ17 اغتصبت بعد قتل والدها أمام عينيها، كما يقول المراسل.
إعلانوتابع المراسل روايات الناجين، وكيف فقدت عائشة موسى شقيقها الذي عُلق على شجرة وأعدم أمامها واغتصب الجنود ابنتها، وكيف قُتل زوج عائشة عبد الله بقذيفة، وكيف لم تستطع فاطمة إبراهيم دفع الفدية لتحرير زوجها، وفقدت والدها الذي لم يعد يستطيع الوقوف، أما خديجة حسين فلا تعرف مصير أبنائها الخمسة الذين انضموا للمقاومة الشعبية المساندة للجيش.
وتحدثت الطبيبة إخلاص عبد الله عن انهيار للمستشفيات بشكل كامل، وكيف عالجت الجرحى على الأرض باستخدام منظفات منزلية بدلا من المطهرات، وعن قصف المستشفى مرارا، ومقتل المئات من الجرحى والطواقم الطبية، مؤكدة أنها فقدت الاتصال بمعظم زملائها منذ سقوط المدينة.
وعلى طريق الفاشر الغربي، اعتقلت قوات الدعم السريع آلاف الرجال -حسب المراسل- ووصف أحد الناجين، وهو ميكانيكي من المدينة، 14 يوما من التعذيب داخل حاوية معدنية مغلقة تحت الشمس، وشاهد إعدام رجلين أمامه قبل أن يفديه أهله بفدية كبيرة.
ما جرى في الفاشر إبادة جماعية نفذت بدعم أجنبي وسط صمت دولي كامل
بواسطة مني أركو مناوي
حرب إبادةويؤكد والي دارفور مني أركو مناوي أن ما جرى في الفاشر إبادة جماعية نُفذت بدعم أجنبي وسط صمت دولي كامل، كما يرى السكان أن ما حدث يتجاوز مجرد معركة عسكرية، ويقول بعضهم إن قوات الدعم السريع استهدفت الهوية الاجتماعية للسكان، وقتلت أبناء قبائل بعينها مثل الجعلية.
ورغم مطالبة مجلس الأمن برفع الحصار، لم ينفذ القرار بعد، وهو ما ربطته مصادر محلية بالعمل على طمس الأدلة عبر حرق الجثث وحفر مقابر جماعية، وبالفعل أظهرت صور الأقمار الصناعية وشهادات عدة أن قوات الدعم السريع بدأت إخفاء الأدلة بحفر المقابر، في وقت تجبر فيه آلاف المدنيين على العودة إلى الفاشر لإخراج مشاهد توزيع مساعدات إنسانية أمام الكاميرات.
وعبر الناجون عن إحساس عميق بأن العالم تخلى عنهم، تقول أسماء إن "كل ما يحدث الآن مسرحية، يريدون الإيحاء بأن شيئا لم يقع، الفاشر منسية، والعالم أغمض عينيه"، وبالفعل انهارت مدينة الفاشر بالكامل تحت حصار طويل، وجرائم لا تزال مستمرة وسط غياب أي مساءلة.